العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

عالم يتغير

فوزية رشيد

الفيلسوف دوغين: كل شيء يتجه نحو تدمير البشرية!

{‭ ‬في‭ ‬تعليقه‭ ‬على‭ ‬مقابلة‭ ‬بوتين‭ ‬مع‭ ‬الإعلامي‭ ‬الأمريكي‭ ‬تاكر‭ ‬كارلسون‭ ‬قال‭ ‬الفيلسوف‭ ‬الشهير‭ ‬دوغين‭ ‬الملقب‭ ‬بـ‭(‬عقل‭ ‬بوتين‭) ‬إن‭ (‬كل‭ ‬شيء‭ ‬يتجه‭ ‬نحو‭ ‬استخدام‭ ‬الأسلحة‭ ‬النووية‭ ‬وربما‭ ‬تدمير‭ ‬البشرية‭)! ‬جاء‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬مقال‭ ‬كتبه‭ ‬بعنوان‭ (‬تاكر‭ ‬وبوتين‭ ‬ونهاية‭ ‬العالم‭)!‬

المقابلة‭ ‬المطولة‭ ‬التي‭ ‬أثارت‭ ‬ضجة‭ ‬واسعة‭ ‬في‭ ‬الغرب‭ ‬واستمرت‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ساعتين،‭ ‬حول‭ ‬الحرب‭ ‬الروسية‭ ‬الأوكرانية‭ ‬والعلاقة‭ ‬مع‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬والغرب‭ ‬أثارت‭ ‬دوغين‭ ‬في‭ ‬التعليق‭ ‬عليها‭ ‬ليؤكد‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬يتجه‭ ‬نحو‭ ‬استخدام‭ ‬الأسلحة‭ ‬النووية‭ ‬وتدمير‭ ‬البشرية‭ ‬وأن‭ ‬الغرب‭ ‬الليبرالي‭ ‬يقود‭ ‬العالم‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬المحطة‭ ‬التدميرية‭ ‬فهل‭ ‬يفهم‭ ‬الغرب‭ ‬ما‭ ‬يفعله؟‭! ‬وهل‭ ‬يدرك‭ ‬أنه‭ ‬يدفع‭ ‬العالم‭ ‬نحو‭ ‬الهاوية؟‭! ‬لقد‭ ‬قادت‭ ‬الليبرالية‭ ‬الأمريكية‭ ‬البشرية‭ ‬إلى‭ ‬طرق‭ ‬مسدودة‭! ‬الخيار‭ ‬الآن‭ ‬إما‭ ‬الليبراليون‭ ‬وإما‭ ‬الإنسانية‭!‬

{‭ ‬في‭ ‬الواقع‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬يهدد‭ ‬البشرية‭ ‬اليوم‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬الدفع‭ ‬نحو‭ ‬استخدام‭ ‬النووي‭ ‬بسبب‭ ‬الحرب‭ ‬الروسية‭ ‬الأوكرانية،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬نخبة‭ ‬الدولة‭ ‬العميقة‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬والغرب‭ ‬بنظامها‭ ‬الدولي‭ ‬الامبريالي‭ ‬والعولمي‭ ‬المتوحش‭ ‬تقود‭ ‬العالم‭ ‬والبشرية‭ ‬إلى‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الفجوات‭ ‬التي‭ ‬تقود‭ ‬إلى‭ ‬نهايتهما‭! ‬هي‭ ‬النخبة‭ ‬ذاتها‭ ‬التي‭ ‬تتحكم‭ ‬بشراهة‭ ‬شيطانية‭ ‬في‭ ‬الاقتصاد‭ ‬العالمي‭ ‬وتصنع‭ ‬الظروف‭ ‬لانهياره‭! ‬مثلما‭ ‬تتحكم‭ ‬في‭ ‬المال‭ ‬العالمي‭ ‬ورقاب‭ ‬دول‭ ‬عبر‭ ‬الديوان‭ ‬فائقة‭ ‬الربحية‭! ‬وتتحكم‭ ‬في‭ ‬الإعلام‭ ‬وصناعة‭ ‬الحروب‭ ‬والصراعات‭ ‬الدولية‭! ‬وتصنع‭ ‬الفيروسات‭ ‬والأوبئة‭! ‬وتغير‭ ‬في‭ ‬جينات‭ ‬البشر‭ ‬وتنشر‭ ‬الأغذية‭ ‬المصنعة‭ ‬جينيا‭ ‬بما‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬مردود‭ ‬مستقبلي‭ ‬سيء‭ ‬جدا‭ ‬على‭ ‬صحة‭ ‬البشرية‭! ‬وتحارب‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬طبيعي‭ ‬حتى‭ ‬لم‭ ‬تترك‭ ‬فطرة‭ ‬الإنسان‭ ‬على‭ ‬حالها‭ ‬لتتدخل‭ ‬في‭ ‬عقله‭ ‬عبر‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬وعبر‭ ‬التحكم‭ ‬والتوجيه‭ ‬الإعلامي‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬الافتراضي‭ ‬وعبر‭ ‬نشر‭ ‬الشذوذ‭ ‬والاستغراق‭ ‬في‭ ‬الشهوانية‭ ‬الحيوانية‭ ‬في‭ ‬حرب‭ ‬معلنة‭ ‬على‭ ‬التناسل‭ ‬البشري‭!‬

{‭ ‬إذًا‭ ‬هذه‭ ‬النخبة‭ ‬الماسونية‭ ‬تقود‭ ‬البشر‭ ‬إلى‭ ‬الهلاك‭ ‬في‭ ‬جوانب‭ ‬كثيرة‭ ‬وليس‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الخطر‭ ‬النووي‭ ‬الذي‭ ‬هو‭ ‬بمثابة‭ ‬ضغط‭ ‬الزر‭ ‬الختامي‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬تؤسس‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬خراب‭ ‬في‭ ‬العالم‭! ‬لم‭ ‬يترك‭ ‬شيطان‭ ‬النظام‭ ‬الدولي‭ ‬الغربي‭ ‬مجالا‭ ‬وعبث‭ ‬به‭! ‬ولعل‭ ‬ما‭ ‬يدور‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬هو‭ ‬العنوان‭ ‬الصارخ‭ ‬الذي‭ ‬يتجسد‭ ‬فيه‭ ‬سقوط‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬الدولي‭ ‬سياسيا‭ ‬وإنسانيا‭ ‬وأخلاقيا‭ ‬لتتحول‭ ‬الحرب‭ ‬الروسية‭ ‬الأوكرانية‭ ‬معه‭ ‬إلى‭ ‬خانة‭ ‬النسيان‭ ‬في‭ ‬ذاكرة‭ ‬الشعوب‭ ‬جراء‭ ‬الفظائع‭ ‬والوحشية‭ ‬والمجازر‭ ‬التي‭ ‬يرتكبها‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬بدعم‭ ‬ذات‭ ‬النخبة‭ ‬الشيطانية‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وفي‭ ‬الغرب‭!‬

{‭ ‬إن‭ ‬نهاية‭ ‬العالم‭ ‬بدأت‭ ‬بإخضاع‭ ‬شعوب‭ ‬هذا‭ ‬العالم‭ ‬لسطوة‭ ‬القوة‭ ‬والتدمير‭ ‬الذاتي‭ ‬للبشرية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬أسس‭ ‬كثيرة‭ ‬ومختلفة‭ ‬جعلت‭ ‬من‭ ‬شعوب‭ ‬العالم‭ ‬أو‭ ‬البشرية‭ ‬وكأنها‭ ‬قطعان‭ ‬ترعى‭ ‬في‭ ‬مزرعة‭ ‬تلك‭ ‬النخبة‭! ‬التي‭ ‬تقودها‭ ‬إلى‭ ‬الهلاك‭ ‬البيولوجي‭ ‬مثلما‭ ‬القيمي‭ ‬والإنساني‭ ‬والأخلاقي‭ ‬والديني‭! ‬ومالم‭ ‬يتحرر‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬سطوة‭ ‬هذا‭ ‬الجنون‭ ‬الوحشي‭ ‬فإن‭ ‬كارثة‭ ‬الصدام‭ ‬النووي‭ ‬بدوره‭ ‬سيكون‭ ‬أمرا‭ ‬محتوما‭ ‬في‭ ‬خضم‭ ‬صراع‭ ‬النخبة‭ ‬الشيطانية‭ ‬مع‭ ‬المنافسة‭ ‬الصينية‭ ‬أو‭ ‬الروسية‭ ‬أو‭ ‬القوى‭ ‬الدولية‭ ‬والإقليمية‭ ‬الجديدة‭ ‬في‭ ‬العالم‭! ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬النخبة‭ ‬الأمر‭ ‬كالتالي‭: ‬إما‭ ‬أن‭ ‬تستمر‭ ‬هي‭ ‬في‭ ‬استعباد‭ ‬العالم‭ ‬وزجه‭ ‬في‭ ‬الحروب‭ ‬والصراعات‭ ‬والدمار‭ ‬وإما‭ ‬أن‭ ‬ينتهي‭ ‬العالم‭ ‬إذا‭ ‬أراد‭ ‬زحزحة‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬الشيطاني‭ ‬عن‭ ‬كرسيه‭!‬

{‭ ‬هكذا‭ ‬تتشابك‭ ‬الخيوط‭ ‬وحيث‭ ‬سقوط‭ ‬الغرب‭ ‬ونظامه‭ ‬بدأ‭ ‬من‭ ‬داخله‭ ‬ومن‭ ‬آليات‭ ‬انكشاف‭ ‬بشاعته‭ ‬وشيطانيَّته‭ ‬أمام‭ ‬العالم‭ ‬كله‭! ‬لتنشأ‭ ‬رواية‭ ‬عالمية‭ ‬جديدة‭ ‬تسعى‭ ‬فيها‭ ‬القوى‭ ‬العالمية‭ ‬المؤثرة‭ ‬إلى‭ ‬التحرر‭ ‬من‭ ‬رقبة‭ ‬النظام‭ ‬الغربي‭ ‬المدمر‭ ‬نحو‭ ‬تنافسية‭ ‬تنموية‭ ‬وتعددية‭ ‬قطبية‭ ‬تتيح‭ ‬للعالم‭ ‬أن‭ ‬يتنفس‭ ‬هواء‭ ‬أكثر‭ ‬نظافة‭ ‬وعدالة‭ ‬وإنصافا‭ ‬للبشرية‭! ‬والقضاء‭ ‬على‭ ‬بؤرة‭ ‬الصراعات‭ ‬والأزمات‭ ‬الدولية‭ ‬كالتي‭ ‬بين‭ ‬أمريكا‭ ‬والصين‭ ‬وبين‭ ‬أمريكا‭ ‬وروسيا‭ ‬وبين‭ ‬أمريكا‭ ‬والشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬يخص‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭! ‬من‭ ‬دون‭ ‬ذلك‭ ‬ستبقى‭ ‬آلة‭ ‬تدمير‭ ‬العالم‭ ‬دائرة‭ ‬وفعالة‭ ‬في‭ ‬استمرارية‭ ‬التدمير‭ ‬الذي‭ ‬يوصل‭ ‬البشرية‭ ‬نحو‭ ‬النهاية‭ ‬الكارثية‭ ‬لأن‭ ‬نخبة‭ ‬شيطانية‭ ‬تتحكم‭ ‬بها‭ ‬وبمصيرها‭ ‬لا‭ ‬لشيء‭ ‬إلا‭ ‬لسبب‭ ‬عداء‭ ‬مستحكم‭ ‬من‭ ‬جانبها‭ ‬لكل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬إنسان‭ ‬وإنساني‭! ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬أخلاقي‭ ‬وقيمي‭ ‬وقانوني‭! ‬ولا‭ ‬فرق‭ ‬لديها‭ ‬أن‭ ‬يموت‭ ‬كل‭ ‬البشر‭ ‬وتبقى‭ ‬هي‭ ‬وحدها‭ ‬في‭ ‬الخنادق‭ ‬والمدن‭ ‬التي‭ ‬بنتها‭ ‬تحت‭ ‬الأرض‭ ‬والملاجئ‭ ‬من‭ ‬التلوث‭ ‬النووي‭ ‬والذي‭ ‬تعتقد‭ ‬أنها‭ ‬الملاذ‭ ‬لها‭! ‬لتخرج‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬وتستفرد‭ ‬بثروات‭ ‬الأرض‭ ‬وحدها‭ ‬دون‭ ‬بشر‭ ‬يزاحمونها‭! ‬قد‭ ‬يعتقد‭ ‬البعض‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬خيال‭ ‬ولكنه‭ ‬هو‭ ‬حقيقة‭ ‬ما‭ ‬تفكر‭ ‬فيه‭ ‬هذه‭ ‬النخبة‭ ‬العالمية‭ ‬الشيطانية‭ ‬وهناك‭ ‬كتب‭ ‬كثيرة‭ ‬في‭ ‬الغرب‭ ‬نفسه‭ ‬تطرح‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭!‬

إقرأ أيضا لـ"فوزية رشيد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا