عالم يتغير
فوزية رشيد
الفيلسوف دوغين: كل شيء يتجه نحو تدمير البشرية!
{ في تعليقه على مقابلة بوتين مع الإعلامي الأمريكي تاكر كارلسون قال الفيلسوف الشهير دوغين الملقب بـ(عقل بوتين) إن (كل شيء يتجه نحو استخدام الأسلحة النووية وربما تدمير البشرية)! جاء ذلك في مقال كتبه بعنوان (تاكر وبوتين ونهاية العالم)!
المقابلة المطولة التي أثارت ضجة واسعة في الغرب واستمرت أكثر من ساعتين، حول الحرب الروسية الأوكرانية والعلاقة مع الولايات المتحدة والغرب أثارت دوغين في التعليق عليها ليؤكد أن كل شيء يتجه نحو استخدام الأسلحة النووية وتدمير البشرية وأن الغرب الليبرالي يقود العالم إلى هذه المحطة التدميرية فهل يفهم الغرب ما يفعله؟! وهل يدرك أنه يدفع العالم نحو الهاوية؟! لقد قادت الليبرالية الأمريكية البشرية إلى طرق مسدودة! الخيار الآن إما الليبراليون وإما الإنسانية!
{ في الواقع أن ما يهدد البشرية اليوم ليس فقط الدفع نحو استخدام النووي بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، بل إن نخبة الدولة العميقة في الولايات المتحدة والغرب بنظامها الدولي الامبريالي والعولمي المتوحش تقود العالم والبشرية إلى كثير من الفجوات التي تقود إلى نهايتهما! هي النخبة ذاتها التي تتحكم بشراهة شيطانية في الاقتصاد العالمي وتصنع الظروف لانهياره! مثلما تتحكم في المال العالمي ورقاب دول عبر الديوان فائقة الربحية! وتتحكم في الإعلام وصناعة الحروب والصراعات الدولية! وتصنع الفيروسات والأوبئة! وتغير في جينات البشر وتنشر الأغذية المصنعة جينيا بما له من مردود مستقبلي سيء جدا على صحة البشرية! وتحارب كل ما هو طبيعي حتى لم تترك فطرة الإنسان على حالها لتتدخل في عقله عبر الذكاء الاصطناعي وعبر التحكم والتوجيه الإعلامي في العالم الافتراضي وعبر نشر الشذوذ والاستغراق في الشهوانية الحيوانية في حرب معلنة على التناسل البشري!
{ إذًا هذه النخبة الماسونية تقود البشر إلى الهلاك في جوانب كثيرة وليس فقط من خلال الخطر النووي الذي هو بمثابة ضغط الزر الختامي على ما تؤسس له من خراب في العالم! لم يترك شيطان النظام الدولي الغربي مجالا وعبث به! ولعل ما يدور اليوم في غزة هو العنوان الصارخ الذي يتجسد فيه سقوط هذا النظام الدولي سياسيا وإنسانيا وأخلاقيا لتتحول الحرب الروسية الأوكرانية معه إلى خانة النسيان في ذاكرة الشعوب جراء الفظائع والوحشية والمجازر التي يرتكبها الكيان الصهيوني بدعم ذات النخبة الشيطانية في الولايات المتحدة وفي الغرب!
{ إن نهاية العالم بدأت بإخضاع شعوب هذا العالم لسطوة القوة والتدمير الذاتي للبشرية من خلال أسس كثيرة ومختلفة جعلت من شعوب العالم أو البشرية وكأنها قطعان ترعى في مزرعة تلك النخبة! التي تقودها إلى الهلاك البيولوجي مثلما القيمي والإنساني والأخلاقي والديني! ومالم يتحرر العالم من سطوة هذا الجنون الوحشي فإن كارثة الصدام النووي بدوره سيكون أمرا محتوما في خضم صراع النخبة الشيطانية مع المنافسة الصينية أو الروسية أو القوى الدولية والإقليمية الجديدة في العالم! بالنسبة إلى هذه النخبة الأمر كالتالي: إما أن تستمر هي في استعباد العالم وزجه في الحروب والصراعات والدمار وإما أن ينتهي العالم إذا أراد زحزحة هذا النظام الشيطاني عن كرسيه!
{ هكذا تتشابك الخيوط وحيث سقوط الغرب ونظامه بدأ من داخله ومن آليات انكشاف بشاعته وشيطانيَّته أمام العالم كله! لتنشأ رواية عالمية جديدة تسعى فيها القوى العالمية المؤثرة إلى التحرر من رقبة النظام الغربي المدمر نحو تنافسية تنموية وتعددية قطبية تتيح للعالم أن يتنفس هواء أكثر نظافة وعدالة وإنصافا للبشرية! والقضاء على بؤرة الصراعات والأزمات الدولية كالتي بين أمريكا والصين وبين أمريكا وروسيا وبين أمريكا والشرق الأوسط خاصة في ما يخص القضية الفلسطينية! من دون ذلك ستبقى آلة تدمير العالم دائرة وفعالة في استمرارية التدمير الذي يوصل البشرية نحو النهاية الكارثية لأن نخبة شيطانية تتحكم بها وبمصيرها لا لشيء إلا لسبب عداء مستحكم من جانبها لكل ما هو إنسان وإنساني! وكل ما هو أخلاقي وقيمي وقانوني! ولا فرق لديها أن يموت كل البشر وتبقى هي وحدها في الخنادق والمدن التي بنتها تحت الأرض والملاجئ من التلوث النووي والذي تعتقد أنها الملاذ لها! لتخرج بعد ذلك وتستفرد بثروات الأرض وحدها دون بشر يزاحمونها! قد يعتقد البعض أن هذا خيال ولكنه هو حقيقة ما تفكر فيه هذه النخبة العالمية الشيطانية وهناك كتب كثيرة في الغرب نفسه تطرح هذا الموضوع!
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك