عالم يتغير
فوزية رشيد
لا مقاومة ولا شعب!
{ من أعطى الكيان الصهيوني قوة هذا التوحش والدوس على القوانين الدولية والإنسانية والأخلاقية حتى يهدد في آخر فصول من فصول جرائم الحرب التي يرتكبها في غزة، أن يقوم بعملية عسكرية في رفح يعرف القاصي والداني أنها إما تكون تهجيرا قسريا نحو البحر وإنما نحو سيناء بما يهدد الأمن القومي المصري، أو ارتكاب مذابح يكون ضحيتها عشرات الآلاف من الفلسطينيين ما بين أطفال ونساء وشيوخ وقد تكدسوا في تلك البقعة الصغيرة التي تتلاصق فيها الخيام على وحل الأمطار؟!
{ العدوان على غزة كان (قرارا غربيا) تواصل فيه الدعم بكل أشكاله للكيان رغم حرب الإبادة التي يستمر في القيام بها والآن لا شيء أمام التهديد بسيناريو التهجير الأكبر لأهل غزة إلا التصريحات ثم التصريحات سواء في الغرب أو من الأمين العام للأمم المتحدة أو الصحة العالمية أو المنظمات الحقوقية ولا شيء آخر! حتى الجانب العربي والإسلامي بكل دوله لا يقدم شيئا سوى التنديد والشجب والتحذير من كارثة كبرى إن قامت حكومة الاحتلال الصهيوني بالعملية العسكرية في رفح بهدف القضاء على حماس كما يتم الترويج لها فيما المدنيون المكدسون هناك وعددهم يقارب المليون ونصف هم من سيتم ارتكاب الفصل الأخير من المجازر في حقهم!
{ العالم كله بغربه وشرقه يتصرف وكأنه عاجز أمام هذا الكيان المارق! فيما لدى الجميع سطوة إيقافه وإيقاف استمراره في حرب الإبادة والتهجير وتوسيع رقعة الحرب في المنطقة! بإمكان الولايات المتحدة أن توقف دعمها العسكري والمالي واللوجستي، إن كانت صادقة في أنها ضد ما تنوي حكومة الاحتلال القيام به في رفح! وبإمكان بريطانيا والدول الغربية الداعمة بقوة للكيان فعل ذلك وزيادة ضغوطها الحقيقية لتمنع الكارثة التي تحذر منها! بإمكان مجلس الأمن أن يصدر قرارا بوقف العدوان وإحراج الولايات المتحدة ونفاق تصريحاتها بعدم استخدام «الفيتو» مجددا! بإمكان محكمة العدل الدولية أن تصدر قرارها بوقف العدوان وهو القرار الذي لم تتخذه!
{ بإمكان الدول العربية قطع العلاقات الدبلوماسية أو تجميد اتفاقيات السلام مع الكيان، تفعل ذلك إن كانت تخشى الكارثة القادمة ليس فقط على أهل غزة وإنما على كل المنطقة، إن أرادت الضغط على الكيان! بإمكان العرب والمسلمون بدولهم الـ«57» أن يمارسوا على الكيان والغرب ضغوطا دبلوماسية واقتصادية مؤثرة إن أرادوا إيقاف الكيان الصهيوني عند حدوده التي يجب أن يقف عندها ولا يرتكب المزيد من الفظائع والمجازر والإبادة والتهجير القسري!
بإمكان الجميع إن أراد أن يفعل شيئا ولا يقف في خانة العجز والتصريحات الكلامية غير المجدية! والضغط على الولايات المتحدة لإيقاف العبث السياسي والإنساني بحياة الشعب الفلسطيني وأمن واستقرار المنطقة! أما أن يتباكى الجميع وكأنهم في سباق مسرحي فاق الضجر منه كل أوجاع شعوب العالم التي لا تزال تصرخ في مدن الغرب والشرق! فإن ذلك يعني التواطؤ العملي لما يقوم به هذا الكيان الوحشي من الجرائم القانونية والإنسانية والأخلاقية! ويعني الامتثال للنفاق الغربي والنظام الدولي الجائر وعبث الدولة العميقة في هذا النظام بكل العالم ودوله ومجلس أمنه وقوانينه وقيمه الأخلاقية والإنسانية من دون رد فعل من أحد!
{ الكيان الصهيوني صرح عشرات المرات معتمدا على أدبياته العنصرية بأنه يريد فلسطين يهودية كاملة له! بل ويريد توسيع نطاق هيمنته بما يحقق الحلم الصهيوني في إسرائيل الكبرى! لذلك هو لا يريد بقاء الشعب الفلسطيني في أرضه ولا يريد مقاومة لاحتلاله! والعرب والمسلمون بصمتهم وخنوعهم للدعم الغربي المطلق للكيان يسهمون -إذا أرادوا أو لم يريدوا- في تصفية القضية الفلسطينية بل وتصفية الشعب الفلسطيني نفسه إما بمجازر جديدة أو بتهجير من يتبقى منهم! لتصبح دولة الاحتلال الصهيوني قادرة بعد ذلك على التوسع وابتلاع المزيد من الأراضي العربية! وهدم المسجد الأقصى وإقامة الهيكل المزعوم مكانه! ومن لا يصدق فليرجع إلى أدبيات الصهاينة! إنه الخطأ الاستراتيجي الآخر بعد التداعيات الخطيرة للصمت على إسقاط العراق، وما تلاه من ويلات ونكبات! وهذه المرة مع إسقاط فلسطين في يد حثالة الكيان الاستيطاني الاستعماري ستكون الويلات والتبعات أكبر وأكثر خطوة على كل البلاد العربية والنظام الرسمي العربي! فهل بعد هذا من استقرار أو سلام؟!
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك