العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

عالم يتغير

فوزية رشيد

لا مقاومة ولا شعب!

{‭ ‬من‭ ‬أعطى‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬قوة‭ ‬هذا‭ ‬التوحش‭ ‬والدوس‭ ‬على‭ ‬القوانين‭ ‬الدولية‭ ‬والإنسانية‭ ‬والأخلاقية‭ ‬حتى‭ ‬يهدد‭ ‬في‭ ‬آخر‭ ‬فصول‭ ‬من‭ ‬فصول‭ ‬جرائم‭ ‬الحرب‭ ‬التي‭ ‬يرتكبها‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬أن‭ ‬يقوم‭ ‬بعملية‭ ‬عسكرية‭ ‬في‭ ‬رفح‭ ‬يعرف‭ ‬القاصي‭ ‬والداني‭ ‬أنها‭ ‬إما‭ ‬تكون‭ ‬تهجيرا‭ ‬قسريا‭ ‬نحو‭ ‬البحر‭ ‬وإنما‭ ‬نحو‭ ‬سيناء‭ ‬بما‭ ‬يهدد‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬المصري،‭ ‬أو‭ ‬ارتكاب‭ ‬مذابح‭ ‬يكون‭ ‬ضحيتها‭ ‬عشرات‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬أطفال‭ ‬ونساء‭ ‬وشيوخ‭ ‬وقد‭ ‬تكدسوا‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬البقعة‭ ‬الصغيرة‭ ‬التي‭ ‬تتلاصق‭ ‬فيها‭ ‬الخيام‭ ‬على‭ ‬وحل‭ ‬الأمطار؟‭!‬

{‭ ‬العدوان‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬كان‭ (‬قرارا‭ ‬غربيا‭) ‬تواصل‭ ‬فيه‭ ‬الدعم‭ ‬بكل‭ ‬أشكاله‭ ‬للكيان‭ ‬رغم‭ ‬حرب‭ ‬الإبادة‭ ‬التي‭ ‬يستمر‭ ‬في‭ ‬القيام‭ ‬بها‭ ‬والآن‭ ‬لا‭ ‬شيء‭ ‬أمام‭ ‬التهديد‭ ‬بسيناريو‭ ‬التهجير‭ ‬الأكبر‭ ‬لأهل‭ ‬غزة‭ ‬إلا‭ ‬التصريحات‭ ‬ثم‭ ‬التصريحات‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬الغرب‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬أو‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‭ ‬أو‭ ‬المنظمات‭ ‬الحقوقية‭ ‬ولا‭ ‬شيء‭ ‬آخر‭! ‬حتى‭ ‬الجانب‭ ‬العربي‭ ‬والإسلامي‭ ‬بكل‭ ‬دوله‭ ‬لا‭ ‬يقدم‭ ‬شيئا‭ ‬سوى‭ ‬التنديد‭ ‬والشجب‭ ‬والتحذير‭ ‬من‭ ‬كارثة‭ ‬كبرى‭ ‬إن‭ ‬قامت‭ ‬حكومة‭ ‬الاحتلال‭ ‬الصهيوني‭ ‬بالعملية‭ ‬العسكرية‭ ‬في‭ ‬رفح‭ ‬بهدف‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬حماس‭ ‬كما‭ ‬يتم‭ ‬الترويج‭ ‬لها‭ ‬فيما‭ ‬المدنيون‭ ‬المكدسون‭ ‬هناك‭ ‬وعددهم‭ ‬يقارب‭ ‬المليون‭ ‬ونصف‭ ‬هم‭ ‬من‭ ‬سيتم‭ ‬ارتكاب‭ ‬الفصل‭ ‬الأخير‭ ‬من‭ ‬المجازر‭ ‬في‭ ‬حقهم‭!‬

{‭ ‬العالم‭ ‬كله‭ ‬بغربه‭ ‬وشرقه‭ ‬يتصرف‭ ‬وكأنه‭ ‬عاجز‭ ‬أمام‭ ‬هذا‭ ‬الكيان‭ ‬المارق‭! ‬فيما‭ ‬لدى‭ ‬الجميع‭ ‬سطوة‭ ‬إيقافه‭ ‬وإيقاف‭ ‬استمراره‭ ‬في‭ ‬حرب‭ ‬الإبادة‭ ‬والتهجير‭ ‬وتوسيع‭ ‬رقعة‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭! ‬بإمكان‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬أن‭ ‬توقف‭ ‬دعمها‭ ‬العسكري‭ ‬والمالي‭ ‬واللوجستي،‭ ‬إن‭ ‬كانت‭ ‬صادقة‭ ‬في‭ ‬أنها‭ ‬ضد‭ ‬ما‭ ‬تنوي‭ ‬حكومة‭ ‬الاحتلال‭ ‬القيام‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬رفح‭! ‬وبإمكان‭ ‬بريطانيا‭ ‬والدول‭ ‬الغربية‭ ‬الداعمة‭ ‬بقوة‭ ‬للكيان‭ ‬فعل‭ ‬ذلك‭ ‬وزيادة‭ ‬ضغوطها‭ ‬الحقيقية‭ ‬لتمنع‭ ‬الكارثة‭ ‬التي‭ ‬تحذر‭ ‬منها‭! ‬بإمكان‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬أن‭ ‬يصدر‭ ‬قرارا‭ ‬بوقف‭ ‬العدوان‭ ‬وإحراج‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬ونفاق‭ ‬تصريحاتها‭ ‬بعدم‭ ‬استخدام‭ ‬‮«‬الفيتو‮»‬‭ ‬مجددا‭! ‬بإمكان‭ ‬محكمة‭ ‬العدل‭ ‬الدولية‭ ‬أن‭ ‬تصدر‭ ‬قرارها‭ ‬بوقف‭ ‬العدوان‭ ‬وهو‭ ‬القرار‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬تتخذه‭!‬

{‭ ‬بإمكان‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬قطع‭ ‬العلاقات‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬أو‭ ‬تجميد‭ ‬اتفاقيات‭ ‬السلام‭ ‬مع‭ ‬الكيان،‭ ‬تفعل‭ ‬ذلك‭ ‬إن‭ ‬كانت‭ ‬تخشى‭ ‬الكارثة‭ ‬القادمة‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬أهل‭ ‬غزة‭ ‬وإنما‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬المنطقة،‭ ‬إن‭ ‬أرادت‭ ‬الضغط‭ ‬على‭ ‬الكيان‭! ‬بإمكان‭ ‬العرب‭ ‬والمسلمون‭ ‬بدولهم‭ ‬الـ‮«‬57‮»‬‭ ‬أن‭ ‬يمارسوا‭ ‬على‭ ‬الكيان‭ ‬والغرب‭ ‬ضغوطا‭ ‬دبلوماسية‭ ‬واقتصادية‭ ‬مؤثرة‭ ‬إن‭ ‬أرادوا‭ ‬إيقاف‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬عند‭ ‬حدوده‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يقف‭ ‬عندها‭ ‬ولا‭ ‬يرتكب‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الفظائع‭ ‬والمجازر‭ ‬والإبادة‭ ‬والتهجير‭ ‬القسري‭!‬

بإمكان‭ ‬الجميع‭ ‬إن‭ ‬أراد‭ ‬أن‭ ‬يفعل‭ ‬شيئا‭ ‬ولا‭ ‬يقف‭ ‬في‭ ‬خانة‭ ‬العجز‭ ‬والتصريحات‭ ‬الكلامية‭ ‬غير‭ ‬المجدية‭! ‬والضغط‭ ‬على‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬لإيقاف‭ ‬العبث‭ ‬السياسي‭ ‬والإنساني‭ ‬بحياة‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬وأمن‭ ‬واستقرار‭ ‬المنطقة‭! ‬أما‭ ‬أن‭ ‬يتباكى‭ ‬الجميع‭ ‬وكأنهم‭ ‬في‭ ‬سباق‭ ‬مسرحي‭ ‬فاق‭ ‬الضجر‭ ‬منه‭ ‬كل‭ ‬أوجاع‭ ‬شعوب‭ ‬العالم‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تصرخ‭ ‬في‭ ‬مدن‭ ‬الغرب‭ ‬والشرق‭! ‬فإن‭ ‬ذلك‭ ‬يعني‭ ‬التواطؤ‭ ‬العملي‭ ‬لما‭ ‬يقوم‭ ‬به‭ ‬هذا‭ ‬الكيان‭ ‬الوحشي‭ ‬من‭ ‬الجرائم‭ ‬القانونية‭ ‬والإنسانية‭ ‬والأخلاقية‭! ‬ويعني‭ ‬الامتثال‭ ‬للنفاق‭ ‬الغربي‭ ‬والنظام‭ ‬الدولي‭ ‬الجائر‭ ‬وعبث‭ ‬الدولة‭ ‬العميقة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬بكل‭ ‬العالم‭ ‬ودوله‭ ‬ومجلس‭ ‬أمنه‭ ‬وقوانينه‭ ‬وقيمه‭ ‬الأخلاقية‭ ‬والإنسانية‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬رد‭ ‬فعل‭ ‬من‭ ‬أحد‭!‬

{‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬صرح‭ ‬عشرات‭ ‬المرات‭ ‬معتمدا‭ ‬على‭ ‬أدبياته‭ ‬العنصرية‭ ‬بأنه‭ ‬يريد‭ ‬فلسطين‭ ‬يهودية‭ ‬كاملة‭ ‬له‭! ‬بل‭ ‬ويريد‭ ‬توسيع‭ ‬نطاق‭ ‬هيمنته‭ ‬بما‭ ‬يحقق‭ ‬الحلم‭ ‬الصهيوني‭ ‬في‭ ‬إسرائيل‭ ‬الكبرى‭! ‬لذلك‭ ‬هو‭ ‬لا‭ ‬يريد‭ ‬بقاء‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬في‭ ‬أرضه‭ ‬ولا‭ ‬يريد‭ ‬مقاومة‭ ‬لاحتلاله‭! ‬والعرب‭ ‬والمسلمون‭ ‬بصمتهم‭ ‬وخنوعهم‭ ‬للدعم‭ ‬الغربي‭ ‬المطلق‭ ‬للكيان‭ ‬يسهمون‭ -‬إذا‭ ‬أرادوا‭ ‬أو‭ ‬لم‭ ‬يريدوا‭- ‬في‭ ‬تصفية‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬بل‭ ‬وتصفية‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬نفسه‭ ‬إما‭ ‬بمجازر‭ ‬جديدة‭ ‬أو‭ ‬بتهجير‭ ‬من‭ ‬يتبقى‭ ‬منهم‭! ‬لتصبح‭ ‬دولة‭ ‬الاحتلال‭ ‬الصهيوني‭ ‬قادرة‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬التوسع‭ ‬وابتلاع‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الأراضي‭ ‬العربية‭! ‬وهدم‭ ‬المسجد‭ ‬الأقصى‭ ‬وإقامة‭ ‬الهيكل‭ ‬المزعوم‭ ‬مكانه‭! ‬ومن‭ ‬لا‭ ‬يصدق‭ ‬فليرجع‭ ‬إلى‭ ‬أدبيات‭ ‬الصهاينة‭! ‬إنه‭ ‬الخطأ‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬الآخر‭ ‬بعد‭ ‬التداعيات‭ ‬الخطيرة‭ ‬للصمت‭ ‬على‭ ‬إسقاط‭ ‬العراق،‭ ‬وما‭ ‬تلاه‭ ‬من‭ ‬ويلات‭ ‬ونكبات‭! ‬وهذه‭ ‬المرة‭ ‬مع‭ ‬إسقاط‭ ‬فلسطين‭ ‬في‭ ‬يد‭ ‬حثالة‭ ‬الكيان‭ ‬الاستيطاني‭ ‬الاستعماري‭ ‬ستكون‭ ‬الويلات‭ ‬والتبعات‭ ‬أكبر‭ ‬وأكثر‭ ‬خطوة‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬البلاد‭ ‬العربية‭ ‬والنظام‭ ‬الرسمي‭ ‬العربي‭! ‬فهل‭ ‬بعد‭ ‬هذا‭ ‬من‭ ‬استقرار‭ ‬أو‭ ‬سلام؟‭!‬

إقرأ أيضا لـ"فوزية رشيد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا