عالم يتغير
فوزية رشيد
«نتنياهو» يريد «النصر الكامل» الذي لن يتحقق!
{ «نتنياهو» وهو يعلن رفضه لاقتراح «حماس» بوقف دائم لإطلاق النار، وإعادة إعمار قطاع غزة، وتبادل الأسرى المدنيين ضمن ثلاث مراحل، لم يرفض فقط المقترح الفلسطيني بل تعهدّ بمواصلة العمل العسكري، وهذه المرة بكثافة أكبر في «رفح» من أجل تحقيق «النصر الكامل» الذي يحلم به!
«النصر الكامل» سبق التسويق له في تصريحات مختلفة، إن تم جمع شتاتها سنصل إلى أنه يعني الجرف الكامل لغزة بيوتًا ومؤسسات وسكانا! وإجبار من تم ترحيلهم من الشمال إلى الوسط إلى الجنوب، ليذهبوا غرقًا إما في البحر المتوسط أو نحو سيناء! فلا مكان في غزة لينزحوا إليه بعد أن تم تسوية المباني والسكن بالأرض! يريد غزة الأرض خالية من حماس وأهلها!
{ الخيوط تزداد تعقيدًا والكل يحذر من كارثة أخرى أكبر من كل الكوارث التي حلت بأهل غزة خلال أكثر من أربعة أشهر! ولكأن ما حدث من تدمير وقتل وحرب إبادة وتطهير عِرقي ومحاولات تهجير لم تكن كافية! ومثلها لم يكتف «الكيان الصهيوني» بالتجويع والأمراض والخيم الغارقة في وحل الشتاء! حتى يريد القيام بعملية عسكرية برية داخل «رفح» المكتظة بما يقارب بأكثر من (مليون ونصف) فلسطيني! أما العالم فهو لا يزال في طور التنديد والتحذير من كارثة إنسانية كبرى! والولايات المتحدة يصرّح رئيسها ومسؤولوها بالرفض في الوقت الذي لم ولن يتوقف «الدعم الأمريكي المطلق» للكيان الصهيوني عسكريا وماليا ولوجستيا! وحيث المثل يقول (أسمع كلامك يعجبني أشوف فعايلك أتعجب)! لقد تجاوز الأمر «النفاق السياسي والدبلوماسي والأخلاقي» ليصل إلى مرحلة الانحطاط في كل تلك المجالات! وبالمقابل لا يزال العرب والمسلمون (57 دولة) غارقين في العجز وعدم استخدام أية آلية ضغط، لوقف إطلاق النار! وإنقاذ «أهل غزة» من سيناريو «نتنياهو» وحكومته المتطرفة، التي تبحث معه عن «النصر الكامل» حتى لو أبيد شعب بأكمله في غزة!
{ إنه «قانون القوة» الذي وصل إلى مديات لم تشهدها الحروب، إلا على يد الكيان الصهيوني والنظام الاستعماري الغربي!
منطق «نتنياهو» يقول: (قررنا أن نواصل استباحة كل القوانين الدولية والإنسانية والأخلاقية، ونغيرّ غزة وفلسطين والمنطقة كما نشاء، ونفعل ما نريد، حتى نحقق ما نريد)! هذا هو المنطق الذي يتم تكريسه على أرض الواقع من جانب الكيان الصهيوني وأمريكا الصهيونية والأذناب في الغرب! والمهم الأفعال الأمريكية وليس أقوالها! إنه طغيان استخدام «القوة المفرطة» وأمام مرأى العالم كله! وحيث تم استخدام ما يقارب الـ 30 ضعفا من التفجيرات النووية التي تم استخدامها في العالم على غزة وحدها!
هكذا يستمر إرهاب الدولة الصهيونية، وهكذا يقف العالم متخبطًا في عجزه، وغير قادر على فرض وقف العدوان على غزة وإبادة المدنيين رغم مرور الشهور الطويلة، ورغم الاحتجاجات والمظاهرات الشعبية في كل مدن العالم، ورغم رفع الدعوى على الكيان في «محكمة العدل الدولية»، ورغم التقارير الحقوقية الصارخة بجرائم الحرب التي يرتكبها الكيان كل يوم في غزة!
{ موقف المقاومة من وقف إطلاق النار يربك الكيان ويربك أمريكا والغرب! فهم يريدون الوصول إلى (اليوم التالي» في غزة بعد القضاء على المقاومة المسلحة تمامًا وهذا ما لم يتمكن الكيان الصهيوني من إنجازه ولا إعادة الرهائن رغم طول المدة!، فيما المقاومة تسجل يوميًا ضربات مصوّرة للآليات العسكرية وقتل الجنود الصهاينة، وما حققه الكيان بالمقابل هو القتل المتعمدّ للمدنيين وأكثرهم أطفال ونساء، والتدمير الممنهج لكل «البنية التحتية» في غزة والانتهاكات القانونية في الضفة الغربية! فهل ينتمي ذلك إلى أي شكل من أشكال النصر؟! أم إنها إدارة لحرب همجية بجنون الكيان الصهيوني وسفك دماء المدنيين، وصناعة كل الصعوبات التي تعيق كل جوانب حياتهم؟!
{ الكيان يعاني من فوضى داخل حكومته بسبب تصادم الآراء التي تتصادم في التكتيك ولكنها تتفق في استمرار الحرب المجنونة!
الغرب في مأزق وأمريكا في مأزق أكبر بسبب عام الانتخابات!
وصمود الشعب الفلسطيني يربك الجميع! وفيما الغرب يفكر في إدارة الأزمة (بطرق المراوغة والنفاق السياسي والإعلامي والتصريحات الكاذبة) تستمر حكومة الاحتلال الصهيوني في رفض المبادرات واستمرار العدوان والقتل اليومي للمدنيين ثم تطلب من «حماس» أن ترد الرهائن، وأن تقبل القضاء الكامل عليها! وهذا ما تريده أمريكا والغرب، لذلك التواطؤ الأمريكي (الفِعلي) واضح على أرض الواقع، مثلما هو الصمت عن الإبادة! بل وحتى توسيع رقعة الحرب في كامل المنطقة، وحيث «نتنياهو» يُصرّ على استمرار مجازره حتى يضمن لنفسه البقاء في السلطة! والتحرش بمعبر «فيلادلفيا» مستمر من جانبه، رغم التصريحات المصرية الرافضة، والتي تلوّح بسقوط «اتفاقية السلام» بينها وبين الكيان، وإدخال المنطقة في حرب شاملة!
لن يكون هناك نصر للكيان حتى لو كسبت حرب الإبادة والقتل والتدمير، فقد خسرت استراتيجيًا منذ 7 أكتوبر! هذا ما قاله أحدهم في أمريكا وتؤكده الوقائع اليومية المستمرة!
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك