يوميات سياسية
السيـــــــد زهـــــــره
الأونروا وذروة الوحشية الصهيونية الغربية
العدو الصهيوني ومعه عدد كبير من الدول الغربية يشنون حربا شعواء على وكالة غوث وتشغيل اللاجئين «الأونروا».
الحرب بدأت بعد ان زعم الكيان الصهيوني ان بعض الأفراد العاملين في الأونروا شارك في هجوم 7 اكتوبر الذي شنته المقاومة الفلسطينية. ولم يتورع العدو عن اعتبار أن الأونروا وكالة إرهابية ودعا الى حلّها وإلغاء دورها تماما.
تلا ذلك إعلان أمريكا وقف تقديم أي تمويل للوكالة، وانضم إليها في قرار قطع التمويل عدة دول غربية هي: كندا وأستراليا وإيطاليا وبريطانيا وفنلندا وألمانيا وهولندا وفرنسا ورومانيا والنمسا واليابان.
الدول الغربية فعلت هذا على الرغم من أن ما أعلنه العدو مجرد مزاعم أعلنت الوكالة أنها تجري تحقيقا فيها.
موقف العدو الصهيوني من الوكالة ليس جديدا، وأسبابه معروفة سنشرحها لاحقا. لكن ان تعلن كل هذه الدول الغربية قطع تمويل الوكالة في الوقت الحاضر بالذات فهذا يمثل ذروة الوحشية والهمجية وانعدام الإنسانية.
نعني أن قرار قطع التمويل يأتي في الوقت الذي يرتكب فيه الكيان الصهيوني كل هذه المجازر في غزة، وشرّد العدوان كل أهل غزة تقريبا وحوّلهم الى لاجئين داخل وطنهم ويعيشون ظروفا مأساوية بلا طعام ولا ماء ولا دواء، ووكالة أونروا هي التي تتحمل مسؤولية أساسية عن مساعدة وإغاثة كل هؤلاء في غزة.
ان تقطع الدول الغربية تمويل الوكالة اليوم معناه أنها تشارك وعن عمد في هذه الجرائم التي ترتكب في غزة. كما ان هذه الخطوة تعبر عن احتقار للعدالة الدولية، فهي تأتي بعد أيام من قرار محكمة العدل الدولية الذي تضمن إلزاما بتقديم المساعدات الى اهل غزة وحمايتهم وإنهاء معاناتهم الإنسانية.
لهذا كان طبيعيا أن يثير القرار الغربي فزع كل المنظمات الانسانية الدولية.
تحالف يضم 21 وكالة ومؤسسة دولية، من بينها أوكسفام ومنظمة إنقاذ الطفولة وأكشن إيد أصدر بيانا، بقول فيه: «اننا نشعر بقلق بالغ وغضب إزاء القرار «المتهور» الذي اتخذه كبار المانحين بقطع التمويل عن الأونروا، واعتبر القرار بمثابة قطع لشريان الحياة عن سكان غزة بأكملها من قبل بعض الدول ذاتها التي دعت إلى زيادة المساعدات في غزة وحماية العاملين في المجال الإنساني أثناء قيامهم بعملهم».
واعتبرت منظمة «وأكشن إيد» ان القرار هو بمثابة حكم بالإعدام على الفلسطينيين في غزة.
المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني من جانبه شرح الأبعاد الكارثية لقرار قطع التمويل، وقال إن «أكثر من مليوني فلسطيني في غزة يعتمدون على الوكالة من أجل البقاء على قيد الحياة، بينما لم تتوقف الحرب الإسرائيلية على القطاع منذ 114 يوماً، وفي ظل مجاعة تلوح بالأفق».
وأشار إلى أن الوكالة تعمل على إدارة ملاجئ تضم أكثر من مليون فلسطيني في قطاع غزة، وتعمل على توفير الغذاء والرعاية الصحية الأولية، فيما يواصل حوالي 3000 موظف أساسي من أصل 13 ألفا في غزة القيام بمهامهم، ويعملون على منح المجتمعات هناك شريان حياة يمكن أن ينهار في أي وقت الآن بسبب نقص التمويل.
ولفت المفوض العام للوكالة الى ضرورة تطبيق الأمر الصادر عن محكمة العدل الدولية والمتعلق باتخاذ تدابير فورية وفعالة تهدف إلى منع إلحاق ضرر لا يمكن إصلاحه بحقوق الفلسطينيين، عبر توفير الخدمات الأساسية والمساعدة الإنسانية لمعالجة ظروف الحياة المعاكسة التي يواجهها الفلسطينيون في قطاع غزة، وأكد لازارييني أنه سيكون من غير المسؤول فرض عقوبات على وكالة وعلى مجتمع بأكمله تخدمه، وخاصة في وقت الحرب والنزوح والأزمات السياسية في المنطقة.
نقول هذا كي تتضح مدى الوحشية الصهيونية الغربية بقرار قطع التمويل عن الأونروا.
لكن يبقى السؤال المهم: لماذا يحاربون الأونروا اليوم؟
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك