العدد : ١٧٠٤٩ - الثلاثاء ٢٦ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٩ - الثلاثاء ٢٦ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

الرأي الثالث

محميد المحميد

malmahmeed7@gmail.com

فواتير الكهرباء والتحصيل القانوني

أول‭ ‬السطر‭:‬

في‭ ‬سبتمبر‭ ‬الماضي،‭ ‬ومن‭ ‬قبله‭ ‬كذلك،‭ ‬تسببت‭ ‬الأعمال‭ ‬العدائية‭ ‬الغادرة‭ ‬التي‭ ‬قام‭ ‬بها‭ ‬‮«‬الحوثي‮»‬،‭ ‬باستشهاد‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الرجال‭ ‬البواسل‭ ‬في‭ ‬قوة‭ ‬الواجب‭ ‬البحرينية‭ ‬المرابطة‭ ‬بالحد‭ ‬الجنوبي‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬السعودية‭.. ‬وللدماء‭ ‬الطاهرة‭ ‬البحرينية‭ ‬حق‭ ‬وواجب‭ ‬علينا‭.. ‬وليس‭ ‬من‭ ‬المعقول‭ ‬اليوم‭ ‬أن‭ ‬ينخدع‭ ‬البعض‭ ‬وينسى‭ ‬تلك‭ ‬الجرائم‭ ‬للحوثي،‭ ‬بحجة‭ ‬مناصرة‭ ‬فلسطين‭ ‬وغزة،‭ ‬بل‭ ‬أعلنت‭ ‬تهديد‭ ‬مصالح‭ ‬وأمن‭ ‬دول‭ ‬المنطقة،‭ ‬والتطاول‭ ‬والإساءة‭ ‬ضد‭ ‬بلادنا‭ ‬عبر‭ ‬‮«‬الذباب‭ ‬الالكتروني‮»‬‭.. ‬هذه‭ ‬مسألة‭ ‬هامة‭ ‬جدا،‭ ‬يجب‭ ‬ألا‭ ‬تغيب‭ ‬عن‭ ‬الوعي‭ ‬العام،‭ ‬وحتى‭ ‬لا‭ ‬تختلط‭ ‬الأوراق‭.‬

فواتير‭ ‬الكهرباء‭ ‬والتحصيل‭ ‬القانوني‭:‬

من‭ ‬الملاحظ‭ ‬اليوم‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬الظواهر‭ ‬السلبية‭ ‬في‭ ‬أخبار‭ ‬‮«‬بعض‮»‬‭ ‬المواقع‭ ‬الإعلامية،‭ ‬وجعلها‭ ‬الأوسع‭ ‬تداولا‭.. ‬من‭ ‬خلال‭ ‬اقتطاع‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬خبر‭ ‬رسمي،‭ ‬وتحويل‭ ‬مساره‭ ‬إلى‭ ‬قالب‭ ‬نقدي،‭ ‬ومحاولة‭ ‬تشكيل‭ ‬رأي‭ ‬سلبي‭ ‬على‭ ‬المزاج‭ ‬العام،‭ ‬ليطيح‭ ‬البعض‭ ‬بالتعليقات،‭ ‬تحلطما‭ ‬ونقدا،‭ ‬في‭ ‬إجراءات‭ ‬المؤسسات‭ ‬والهيئات،‭ ‬وإن‭ ‬كانت‭ ‬تلك‭ ‬الإجراءات‭ ‬تسعى‭ ‬نحو‭ ‬تحقيق‭ ‬العدالة‭ ‬والقانون،‭ ‬والمصلحة‭ ‬العامة‭.‬

بالأمس‭ ‬تداول‭ ‬البعض‭ ‬خبر‭ ‬قيام‭ ‬هيئة‭ ‬الكهرباء‭ ‬والماء‭ ‬طرح‭ ‬مناقصة‭ ‬لتحصيل‭ ‬مستحقاتها‭ ‬ورسوم‭ ‬البلدية‭ ‬المتأخرة،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مكاتب‭ ‬محاماة‭ ‬لتقديم‭ ‬خدمات‭ ‬قانونية‭ ‬بتحصيل‭ ‬متأخرات‭ ‬الفواتير‭ ‬بكافة‭ ‬الطرق‭ ‬المتاحة،‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬رفع‭ ‬الدعاوى‭.. ‬غير‭ ‬أن‭ ‬اقتطاع‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬الخبر‭ ‬جعل‭ ‬الناس‭ ‬يتصورون‭ ‬أن‭ ‬الهيئة‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬‮«‬جرجرة‮»‬‭ ‬البسطاء‭ ‬وأصحاب‭ ‬الحالات‭ ‬الإنسانية‭ ‬إلى‭ ‬المحاكم،‭ ‬ممن‭ ‬لم‭ ‬يدفع‭ ‬متأخرات‭ ‬فواتير‭ ‬الكهرباء‭ ‬والماء‭ ‬ورسوم‭ ‬البلدية،‭ ‬عقابا‭ ‬وتنكيلا‭.. ‬وأن‭ ‬الهيئة‭ ‬لا‭ ‬تعاقب‭ ‬الشركات‭ ‬الضخمة‭ ‬والمؤسسات‭ ‬الكبيرة‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تدفع‭ ‬فواتيرها‭.. ‬وأن‭ ‬‮«‬أبوي‭ ‬ما‭ ‬يقدر‭ ‬إلا‭ ‬على‭ ‬أمي‮»‬‭..!!‬

لكن‭ ‬الأمر‭ ‬غير‭ ‬صحيح‭ ‬بتاتا،‭ ‬ولا‭ ‬يمت‭ ‬للحقيقة‭ ‬بصلة،‭ ‬وفق‭ ‬هذا‭ ‬الاقتطاع‭ ‬المجتزئ‭ ‬من‭ ‬الخبر‭.. ‬في‭ ‬ظل‭ ‬غياب‭ ‬ثقافة‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الهيئة،‭ ‬باعتبارها‭ ‬هيئة‭ ‬خدماتية‭ ‬شبه‭ ‬رسمية‭.. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬الهيئة‭ ‬وضعت‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الحلول‭ ‬والخيارات،‭ ‬والإجراءات‭ ‬والآليات،‭ ‬التي‭ ‬تتناسب‭ ‬مع‭ ‬الحالات‭ ‬الخاصة،‭ ‬بل‭ ‬وندعوها‭ ‬كذلك‭ ‬إلى‭ ‬دراسة‭ ‬المقترح‭ ‬الذي‭ ‬تقدم‭ ‬به‭ ‬النائب‭ ‬د‭. ‬علي‭ ‬بن‭ ‬ماجد‭ ‬النعيمي‭ ‬لزيادة‭ ‬الحالات‭ ‬الخاصة‭ ‬بهذا‭ ‬الشأن‭.‬

إن‭ ‬ما‭ ‬قامت‭ ‬به‭ ‬هيئة‭ ‬الكهرباء‭ ‬والماء‭ ‬بشأن‭ ‬آلية‭ ‬التحصيل‭ ‬عبر‭ ‬مكاتب‭ ‬المحاماة،‭ ‬هو‭ ‬إجراء‭ ‬اعتيادي،‭ ‬حيث‭ ‬تطرح‭ ‬الهيئة‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المناقصات‭ ‬على‭ ‬فترات‭ ‬متباعدة،‭ ‬بهدف‭ ‬تحصيل‭ ‬المستحقات‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬على‭ ‬المشتركين،‭ ‬وتهدف‭ ‬بصورة‭ ‬رئيسية‭ ‬على‭ ‬الحسابات‭ ‬التي‭ ‬يصعب‭ ‬التحصيل‭ ‬منها،‭ ‬مثل‭ ‬الحسابات‭ ‬المغلقة‭ ‬وعليها‭ ‬مستحقات،‭ ‬أو‭ ‬الحسابات‭ ‬التي‭ ‬يكون‭ ‬عليها‭ ‬نزاع‭.. ‬علما‭ ‬بأن‭ ‬تحصيل‭ ‬المستحقات‭ ‬يكون‭ ‬للذين‭ ‬لم‭ ‬يستجيبوا‭ ‬لإشعارات‭ ‬الهيئة‭ ‬المتكررة‭ ‬لدفع‭ ‬الفواتير،‭ ‬حيث‭ ‬تعتمد‭ ‬الهيئة‭ ‬آلية‭ ‬لإشعار‭ ‬المشتركين‭ ‬بضرورة‭ ‬دفع‭ ‬المستحقات،‭ ‬وتتجه‭ ‬الهيئة‭ ‬لرفع‭ ‬الدعاوى‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬عدم‭ ‬الاستجابة‭.‬

فهناك‭ ‬مثلا‭ ‬الحسابات‭ ‬المغلقة‭ (‬النهائية‭) ‬التي‭ ‬تم‭ ‬إغلاقها‭ ‬بدون‭ ‬دفع‭ ‬المستحقات،‭ ‬وهناك‭ ‬المالك‭ ‬الذي‭ ‬عليه‭ ‬مستحقات‭ ‬ولكنه‭ ‬باع‭ ‬المبنى،‭ ‬وانتقلت‭ ‬الملكية‭ ‬إلى‭ ‬شخص‭ ‬آخر،‭ ‬وخلال‭ ‬فترة‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬فتح‭ ‬حساب‭ ‬كهرباء‭ ‬من‭ ‬المالك‭ ‬الجديد‭ ‬وفترة‭ ‬إغلاق‭ ‬الحساب‭ ‬القديم،‭ ‬يعتبر‭ ‬أي‭ ‬استهلاك‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬‮«‬استهلاكا‭ ‬غير‭ ‬قانوني‮»‬‭.‬

لذلك،‭ ‬نرى‭ ‬أن‭ ‬إجراء‭ ‬هيئة‭ ‬الكهرباء‭ ‬لتحصيل‭ ‬المتأخرات‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬ماطل‭ ‬وتهرب‭ ‬من‭ ‬الدفع،‭ ‬هو‭ ‬إجراء‭ ‬سليم،‭ ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬نشجع‭ ‬عليه،‭ ‬لأنه‭ ‬يحقق‭ ‬العدالة،‭ ‬أما‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬اجتزاؤه‭ ‬من‭ ‬الخبر‭ ‬الرسمي‭ ‬ونشره‭ ‬في‭ ‬‮«‬بعض‮»‬‭ ‬المواقع‭ ‬الإعلامية‭ ‬فهو‭ ‬خبر‭ ‬غير‭ ‬كامل‭.. ‬وينطبق‭ ‬عليه‭ ‬المثل‭ ‬الشعبي‭: ‬‮«‬لا‭ ‬يغرك‭ ‬شراعه‭.. ‬تراه‭ ‬سماري‮»‬‭.. ‬وما‭ ‬أكثر‭ ‬الأخبار‭ ‬‮«‬السماري‮»‬‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬المواقع،‭ ‬التي‭ ‬تسير‭ ‬بلا‭ ‬بوصلة‭ ‬مهنية‭.‬

آخر‭ ‬السطر‭:‬

بالأمس‭ ‬أنهيت‭ ‬قراءة‭ ‬رواية‭ ‬‮«‬شرينة‮»‬‭ ‬للزميل‭ ‬الإعلامي‭ ‬الكاتب‭ ‬يوسف‭ ‬البنخليل،‭ ‬حيث‭ ‬تتناول‭ ‬الرواية‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الأحداث‭ ‬الحقيقية‭ ‬التي‭ ‬شهدتها‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬في‭ ‬حقبة‭ ‬زمنية‭ ‬مفصلية،‭ ‬حافلة‭ ‬بالسرد‭ ‬التاريخي‭ ‬والعرض‭ ‬المتميز‭.. ‬والرواية‭ ‬تصلح‭ ‬لأن‭ ‬تكون‭ ‬مشروع‭ ‬مسلسل‭ ‬أو‭ ‬برنامجا‭ ‬وثائقيا‭ ‬خليجيا‭.. ‬فشكرا‭ ‬للكاتب‭ ‬المبدع‭ ‬يوسف‭ ‬البنخليل‭. ‬

إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا