الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
«الأسابيع الخليجية».. في الكويت
ذات مرة سأل أحد الصحفيين، د. عبداللطيف بن راشد الزياني وزير الخارجية، حينما كان أمينا عاما لمجلس التعاون الخليجي، عن أهمّ العوائق التي تحول دون انطلاق السوق الخليجيّة المُشتركة؟ فأجاب قائلا: إنه لا يوجد عمل خال من العوائق والعقبات، لذلك ومن أجل ضمان نجاح تطبيق أي مشروع خليجي مشترك ومستدام يتمّ وضع آليّات مُتابعة وتقويم، بالإضافة إلى تشكيل عدّة لجان وزاريّة وفنّية، والتأكد من أنه تمّ تنفيذ المشاريع على الوجه المطلوب، وإزالة ما قد يعترضها من عوائق.
لا شك أن منظومة مجلس التعاون الخليجي تواجه تحديات كثيرة وطموحات أكثر.. إلا أن الرغبة الخليجية المشتركة في استمرار المجلس وديمومته، تمكنت من تجاوز العديد من المعوقات، وتصدت للكثير من الأزمات.. ولا يزال الشعب الخليجي يتطلع الى المزيد من المشاريع المشتركة التي تستجيب للاحتياجات، وتواكب التطلعات.. وربما كان الحديث المستمر عن إنجازات مجلس التعاون الخليجي سؤالا حيويا ومحوريا لدى الشعوب الخليجية، في ظل تدشين العديد من المشاريع الخليجية، خاصة الاقتصادية منها، والتركيز على موضوع «الهوية الخليجية».
من ضمن المساعي التي حرصت القمة الخليجية على الاهتمام بها، وترسيخ دور وأهمية مجلس التعاون، إطلاق برنامج «الأسابيع الخليجية»، منذ القمة (35) في ديسمبر 2014، التي عقدت في دولة قطر، حيث تهدف «الأسابيع الخليجية» إلى تعريف مواطني دول المجلس بإنجازات مجلس التعاون، وما تحقق في مختلف الميادين.
وبالأمس دشنت دولة الكويت الشقيقة، وضمن استعداداتها لاستضافة القمة الخليجية (45)، التي ستعقد في الأول من ديسمبر، برنامج «الأسابيع الخليجية»، وذلك بحضور عدد من الوزراء والأمين العام للمجلس، وسفراء الدول الخليجية، من ضمنهم سعادة السيد صلاح المالكي سفير مملكة البحرين لدى دولة الكويت.
وزير الإعلام والثقافة وزير الدولة لشؤون الشباب الكويتي عبدالرحمن المطيري، أكد أن الأسابيع الخليجية وما ستتضمنه من ندوات ومعارض وعروض فنية وفعاليات متعددة تهدف إلى مناقشة قضايا واهتمامات تمس المواطن الخليجي، وتؤثر في حاضره ومستقبله، إضافة إلى ما توفره من فرصة للقاء المباشر بين أعضاء الأسرة الخليجية، وتعزيز الروابط ووشائج المحبة بين دول وشعوب المجلس.
الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي «جاسم البديوي»، أشار إلى أن برنامج «الأسابيع الخليجية» سيشهد عدة فعاليات، منها: معرض الصور للقمم الخليجية التي عقدت خلال العقود الأربعة الماضية، إضافة إلى فعاليات أخرى في الشأن السياسي والاقتصادي، والأمني والعسكري، والثقافي وريادة الأعمال، والإنجازات التي تحققت في دعم وتمكين المرأة وكذلك الشباب.
«الأسابيع الخليجية» يمكن أن تكون برنامجا ثابتا لدى الأمانة العامة لمجلس التعاون، بحيث تعرض وتنتقل بين كل دول المجلس، ليس في أيام انعقاد القمة الخليجية فقط، ولكن عبر وضعها كبرنامج عام طوال أيام السنة، خاصة عند المناسبات الكبيرة كالأعياد الوطنية في كل دولة خليجية، بجانب الفعاليات الخليجية التي تقام داخل وخارج دول المجلس، ومنها الفعاليات الإقليمية والدولية.
المواطن الخليجي يتذكر جيدا البرامج الإعلامية التي عرضتها «مؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك» كبرنامج «افتح يا سمسم»، وبرنامج «سلامتك»، والحلقات التلفزيونية التثقيفية والتوعوية، وكيف أسهمت تلك البرامج في تربية جيل خليجي.
ومن الجميل أن هذه المؤسسة ستشارك في «الأسابيع الخليجية» هذا العام في الكويت، وستطلق عددا من البرامج والمبادرات الإعلامية هناك، وأتمنى أن تجد التوزيع والبث والنشر في القنوات والمنصات الإعلامية في كل دول مجلس التعاون الخليجي.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك