انتهى موسم الحج بخير والحمد لله رغم أن عدد الحجاج هذا العام عاد إلى الرقم القديم السابق قبل موجة جائحة كورونا، حيث تجاوز عدد الحجيج هذا العام 2 مليون حاج أتوا من 150 دولة، أدوا مناسكهم بكل سهولة ويسر ولم يشهد هذا الموسم أي إشكالات تذكر سواء على الصعيد الأمني أو على صعيد الأمراض والأوبئة، ويحق للشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية أن تفخر بنجاح موسم الحج وخلوه من أي أوبئة، ويحق للسعودية أن تفخر أيضا بأنها نجحت في تطوير خدمات الحج وتسهيل مناسكه سنة بعد أخرى.
من الواضح أن المملكة العربية السعودية التي شرفها الله سبحانه وتعالى باحتضان الأماكن المقدسة للمسلمين قد استطاعت خلال السنوات القليلة الماضية وبفضل توجيهات القيادة السعودية والمتابعة الحثيثة أن تطور جميع مرافق الحج وتوسيعها على نحو عصري ومتطور، كما استطاعت بناء الجسور والطرقات وتسيير القطارات والحافلات بما يجعل رحلة الحج يسيرة لجميع الحجاج بمن فيهم كبار السن، بل إنها استطاعت أن تخفف عن الحجاج شدة الحرارة الكبيرة التي شهدها موسم الحج لهذا العام من خلال وسائل متعددة من رذاذ من المياه الباردة التي خففت من شدة الحرارة الكبيرة والتي تجاوزت في أغلب الأيام 45 درجة.
واستفادت المملكة العربية السعودية أيضا من التقنيات الذكية وخاصة لتسيير حركة الحجاج ومتابعتها بشكل دقيقة عبر تسخير كامل الإمكانيات التقنية وخاصة الذكاء الاصطناعي لإدارة طواف الإفاضة من خلال الاستفادة من الآليات المختلفة للتطهير والتنظيف وفق برنامج حاسوب دقيق، فضلا عن نشر مراقبين على أبواب المسجد الحرام لتوجيه الحجاج للحيلولة دون حدوث أي ازدحام قد يفضي إلى حوادث مميتة لا سمح الله.
يضاف إلى ذلك، وفرت المملكة العربية السعودية مئات الأجهزة للتعقيم والتطهير المسمى بالتعقيم الضبابي عن طريق البخار للأماكن التي يصعب الوصول إليها وتهيئة المصليات وتجهيزها بالخدمات لذوي الاحتياجات الخاصة، بما في ذلك توفير مصاحف بلغة برايل للمكفوفين ومئات الأجهزة الآلية التي تقدم خدمات مختلفة وتجهيز الآلاف من عبوات المياه المبردة من بئر زمزم وتوزيعها على المصلين في المسجد الحرام على مدار الساعة.
كما قامت المملكة العربية السعودية بتطوير البنية التحتية بشكل كبير ومدهش، مما يسر مناسك الحج لملايين المسلمين ويشهد بذلك الحجاج الذين أجريت معهم مقابلات على الهواء مباشرة في العديد من القنوات الفضائية.
إن الجهود الكبيرة التي بذلتها مختلف الأجهزة السعودية كل في مجاله من أجل راحة زوار بيت الله الحرام وإتمام موسم الحج بكل سهولة ويسر هي جهود تستحق كل التقدير والاحترام من جميع المسلمين بما يؤكد قدرتها وجدارتها الكاملة لرعاية بيت الله الحرام والحجيج وتأكيد الارتباط العضوي بين جهود السلطة السياسية في المملكة العربية السعودية وبين خدمة المسلمين وضيوف الرحمن فلا غرابة في ذلك فالملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية هو خادم الحرمين الشريفين ومن كان خادما للحرمين الشريفين لا نستغرب أن يقدم كل جهد ودعم ورعاية لبيت الله الحرام وزواره وللحجاج المسلمين الذين يأتون من كل فج عميق لأداء هذه الفريضة، فريضة الحج التي فرضها الله على كل مسلم ومسلمة لمن استطاع إليه سبيلا.
ولا شك أن المتابعة الحثيثة من قبل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد كان لها دور بارز في تحقيق هذا النجاح الذي يحق للمملكة العربية السعودية أن تفخر به كما يفخر به المسلمون في كل مكان.
ولا يسعنا في هذه المناسبة إلا أن نرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية قيادة وشعبا على النجاح الباهر لموسم الحج هذا العام، والذي يعد استكمالا للنجاحات التي حققتها السعودية في السنوات الماضية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك