مخيم جنين للاجئين هو تجسيد لانتصار الروح الفلسطينية الإنسانية الوقادة بالمقاومة والحرية، في مواجهة العدوان والقتل والجرائم ضد الإنسانية التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي وحكومته الفاشية العنصرية.
جنين الصمود والمقاومة وروح أطفالها، وقلوبهم المفعمة بالإنسانية والشجاعة ستظل رمزا للبقاء وصناعة الحياة لمستقبل أفضل.
بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي عمليته العسكرية الإجرامية بقصف جوي من الطيران الحربي، لعدد من الأماكن الذي يدعي أنها أماكن للقيادة من بينها مسرح الحرية، الذي دمره بالقصف بذريعة القضاء على المقاومة الفلسطينية في جنين كونها مدينة المقاومة.
العملية العسكرية وأهدافها هي مجموعة من ارتكاب جرائم حرب في القتل والتدمير، لا تخلو من أهداف سياسية للائتلاف الحكومي الفاشي، وضغط قادة المستوطنين ومصالحهم السياسية.
فالعملية العسكرية العدوانية أصبحت ضرورة للحكومة ونتنياهو خاصة في ظل الإجماع اليهودي على شن عملية عسكرية في جنين. العملية في جنين ليست تغييرا استراتيجيا، ذلك أن نتنياهو يحاول الحفاظ على الائتلاف الحاكم، واستمرار حكومته.
العدوان الإسرائيلي اليوم هو امتداد لعملية كاسر الأمواج المستمرة منذ نحو عام ونصف، والتي ينفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي، والملاحظ وجود تناقض في التصريحات عن أهداف العلمية، فالشاباك يقول إن الهدف إزالة خطر (الإرهاب) في حين أن المتحدث باسم الجيش يزعم أن الهدف هو الحد من (الإرهاب) وأنه غير معني باحتلال مدينة جنين، والأهداف تشمل تنفيذ اعتقالات والقضاء على إنتاج صواريخ وعبوات جانبية وهجمات إطلاق نار مستمرة.
تصريحات جيش الاحتلال تتمحور حول قيامه بعملية مفاجأة تكتيكية، بقصف عدة مناطق، على الرغم من أن استراتيجية العملية كانت متوقعة. والادعاء أن جيش الاحتلال يمتلك معلومات استخباراتية مهمة عجلت من تنفيذ العملية التي لا تقاس بمدتها، لكن قدرتها على تحقيق أهداف العملية ستظل موضع شك، لأن هذا مرتبط بقدرة المقاومة على إيقاع الخسائر في صفوف الجنود الإسرائيليين، ومقدار الجرائم التي ترتكبها قوات الجيش الإسرائيلي ضد المدنيين.
تظل أعين دولة الاحتلال على اشتعال المقاومة في مدن الضفة، والخوف من رد المقاومة في غزة أو اتساع الدائرة ورد المقاومة من لبنان، وما تخشاه إسرائيل في حال رد المقاومة أن ترتبك دولة الاحتلال، والخشية من تآكل شرعية العدوان على المستوى الدولي على الرغم من إبلاغ الإدارة الامريكية بالعملية، في ظل استمرار إرهاب المستوطنين في الضفة، وزيادة رخص بناء المستوطنات.
إسرائيل تحاول من خلال هذه العملية العدوانية الهمجية إعادة الاعتبار لدور السلطة والضغط عليها للقيام بدورها كوكيل أمني وإعادة الحيوية للأجهزة الامنية في التنسيق والتعاون الامني.
حتى الآن ردود الفعل الفلسطينية الرسمية خاصة القيادة الفلسطينية، دون المستوى، وهي في سياق المناشدات والإدانات التي لا ترقى إلى حجم الجرائم وإرهاب المستوطنين والعدوان الصهيوني المستمر.
الجميع في حال الانتظار رغم الجرائم التي ترتكب الآن من أجل تخويف الفلسطينيين وردعهم، حتى بيان الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة جاء ليعبر عن حالة الانتظار، والذي جاء فيه أنها بكل الساحات لن تسمح للعدو بالتغول على أهلنا في جنين أو الاستفراد بهم، وندعو المقاومين إلى الاستعداد للرد على العدوان.
العدوان الصهيوني على جنين فرصة لإعادة الاعتبار للمشروع الفلسطيني، وتوحيد الفلسطينيين وحقهم في المقاومة، في ظل حكومة يمينية صهيونية عنصرية فاشية، وخططها لاستكمال المشروع الاستعماري الاستيطاني وحسم الصراع مع الشعب الفلسطيني عبر ضم الضفة الغربية. والتنكر للحقوق الفلسطينية، وعدم الاعتراف باي كيانية فلسطينية، والعمل على إيجاد نوع من التسويات الاقتصادية عبارة عن تسهيلات تعزز وتكرس الاحتلال العسكري والفصل العنصري في كل أنحاء الضفة الغربية المحتلة.
{ كاتب من فلسطين
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك