تتفشى أجواء الكراهية في الدولة الصهيونية حكومة ومؤسسات ومجتمعا بأكمله مع ازدياد نفوذ المستعمرين/ «المستوطنين»، وتتعاظم جرائم الكراهية ضد كل من وما هو غير يهودي بدعم من المؤسسة اليمينية المتطرفة الحاكمة في «إسرائيل». وفي الآونة الأخيرة، توالت الاعتداءات اليهودية على المسيحيين ومقدساتهم، حيث تعرضت وما زالت كنائس وأديرة ورهبان ومقابر مسيحية عدة إلى أعمال تدنيس وتخريب، من الواضح أنها متناغمة مع سياسات حكومة اليمين المتطرف التي تعطي الضوء الأخضر لمثل هذه الاعتداءات ضد المسلمين والمسيحيين نتيجة حملات التحريض التي يقوم بها حاخامات يهود ينشرون فكرا ظلاميا في أوساط قطعان الشباب الإسرائيلي الاستعماري/ «الاستيطاني» وتنظيمهم الإرهابي «دفع الثمن»، حيث يدعونهم، علانية، لاستهداف دور العبادة المسيحية والإسلامية.
وبحسب البيانات، ارتفعت الاستفزازات والاعتداءات التي تشهدها المقدسات المسيحية في فلسطين التاريخية وفي مقدمتها منطقة القدس، كثير منها غير موثقة ولا يستهان بعددها، فضلا عن الاعتداءات شبه اليومية من حالات بصق على رهبان وراهبات تحديدا في البلدة القديمة بالقدس، حتى إن الفاتيكان الذي قلما يصدر بيانات عما يحصل في القدس القديمة توجه إلى الحكومة الإسرائيلية على لسان الأب (فرانشسكو فاتون) حارس الأراضي المقدسة ومندوب الفاتيكان، مطالباً «بوقف هذه الاعتداءات القاسية ومعاقبة المعتدين»، فيما طالبت جهات كنسية أخرى بالتدخل الدولي «لأن السلطات الإسرائيلية لا تعالج هذه الظاهرة بجدية»، حيث قالت (يسكا هارني) الباحثة في الشؤون المسيحية والمقربة من الكنائس: «منذ بداية السنة، أي مع تشكيل حكومة اليمين المتطرف في إسرائيل، يلاحظ أن هناك ارتفاعاً حاداً ليس فقط في الاعتداءات على الكهنة والأماكن المقدسة المسيحية بل أيضاً في مستوى العنف والجرأة في تنفيذ الاعتداءات. فإذا كانوا يبصقون على رجل دين في الماضي ويختبئون، فإنهم اليوم يفعلون ذلك علنا». من جانبه، قال الكاتب الإسرائيلي (نير حسون) أن «عدد الاعتداءات العنيفة وأعمال تخريب ممتلكات المسيحيين والمؤسسات المسيحية في القدس قفز منذ بداية السنة، ورؤساء الكنائس في المدينة يربطون ذلك بالأجواء السائدة في الحكومة الحالية. مصادر في الكنائس تقول إن الشرطة لا تتعامل بجدية بما فيه الكفاية مع الوضع وهي ترفض في أن ترى في تراكم الأحداث العنيفة ظاهرة. جزء صغير من الأحداث يتم الإبلاغ عنها للشرطة، وفعليا عددها أكبر بكثير من العدد المعروف». كما فند الصحفي (دورون كورين) في مقالة نشرها في صحيفة «هآرتس» الاعتداءات التي تستهدف المسيحيين، حيث اعتبرها «أسوأ من حماقة، فهي جريمة». وأضاف: «يقودها نشطاء عنصريون من اليمين المتطرف، من تلامذة مئير كهانا، وتدل بصورة أساسية على الضعف الروحاني لليهودية، التي فقدت ثقتها بنفسها في أرض إسرائيل تحديداً».
الموقف العدائي من المسيحيين يحركه الموقف الوطني والقومي الثابت والصريح لهؤلاء مقرونا بالتوجه القومي والديني اليهودي المتطرف القائم على الكراهية ضمن نهج تتبناه الدولة الصهيونية تجاه المسيحيين، بهدف طمس كل ما هو عربي في فلسطين واستبداله باليهودي، مع محاولة إفراغ فلسطين من مسيحييها «ملح هذه الأرض» كجزء من المشروع الصهيوني الذي يريد إقامة دولة يهودية خالصة على أرض فلسطين!!
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك