إن التطويرَ هدفٌ نرنو إليه فهو غايةٌ وطنيَّة بكل المقاييس ومن الأجدى أن يكونَ التطويرُ في قالبٍ وطنيٍّ ملموس كما هو الحال في الدول المتقدمة، فالبحرين لا تقل شأنًا في ذلك.
لهذا فإن مبادرةَ إعادة النظر في أسماء شوارعنا هو عملٌ يتطلب دراسةً متقنة من عدة نواحٍ وخاصة التاريخَ والتقاليد الاجتماعية والقيم الإسلامية، وضرورة أن تلامسَ الحس الوطني، وأن نبدأ في تكريم الرواد الذين خدموا الوطنَ وأعطوه كثيرًا من حياتهم طوال مسيرتهم، لتتعرف عليهم الأجيالُ الحاضرة والقادمة، وترى كيف كان العطاء للوطن؟
هذا هو النهجُ الذي يجب أن نسوقه إلى أجيال الحاضر والمستقبل، بل يجب أن ندرب الناشئةَ عليه منذ الصغر، والمقصود بهذا الهدف أن يكتسب كل مواطن الأساس الذي يجعله يقدم ما عليه لحاضره ومستقبله، لتحقيق القيم منذ البداية، كل حسب استطاعته، وجراء ذلك سينال هذا المواطن احتراما وتقديرا من جميع المواطنين.
وإذا كان هذا ما نتمناه فمن المؤكد أنه سيكون مرتبطا بتحقيق غايات كثيرة الكل يتطلع إليها، ولكن ألا يكون العمل فقط تسجيلا، إنما المطلوب أن يكون تعبيرا كي يسجل الواقع الذي نعيشه، وألا يكون بعيدا عنا فهذه حقيقة، وفي السياق نفسه فإن مرحلة التخطيط والإعداد الجيد مطلوبة مع التأني والدقة.
لهذا فإن ما تفضل به صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد، رئيس الوزراء من خلال القرار رقم (37) لسنة 2023، بتشكيل لجنة وزارية لدراسة تسمية المدن والأحياء والقرى والضواحي والشوارع والطرق والميادين والتقاطعات عبر الاستعانة بالخبراء والوجهاء والأعيان وموظفي الدولة للاستئناس برأيهم هو قرار يستحق كل ثناء وتقدير لأن البحرين لديها كثير من الأعلام الذين يمكن أن يُكرَّموا لما قدموه للبحرين من جهود ومساهمات وأعمال مجيدة.
وإذا أخذنا بهذه المعطيات نجد أنها تعبر عن كل ما يمكن أن نراه في شوارع البحرين المتعددة فهذه المبادرة تعرفنا على رموز هذا الوطن منذ نشأتهم وحتى مغادرتهم الحياة، ولكن تبقى أعلاما ترفرف في هذا الوطن دائما.
ولا شك أن مثل هذا التكريم إذا ما أخذ به سيبقى له الأثر البالغ في نفس كل فرد من أبناء هذا الوطن المخلصين، حتى تبقى الحقائق مرئية ومشهودة للمواطن والمقيم والوافد من خلال التعبير الصحيح الملموس عن كل هذه المراحل التاريخية في مسيرة بلادنا، وهذا هو الطريق الذي لا شك سوف تسلكه كل اللجان المختصة في هذا الشأن.
إن ما تفضل به سمو ولي العهد رئيس الوزراء حتما سيكون تعبيرا حضاريا عن كل الحقائق، إذًا فليكن لرواد هذا الوطن من تجار وفنانين ورياضيين موقع بارز في اعتبارات التسمية الجديدة.
انطلاقا مما تقدم فإنه لابد من الابتعاد عن أي عمل غير مدروس، فتبقى الأعمال التي تسبقها الدراسة أو تصاحبها الخطط المرسومة تكلل بالنجاح هذا هو الأساس الذي يجب مراعاته قبل البدء في تنفيذ الخطة المرسومة التي أشار إليها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس الوزراء، فيما يتعلق بتشكيل لجنة وزارية لدراسة تسمية كل مرافق الوطن، ولنا أن نفخر بما يبذله سموه نحو الارتقاء بكل عمل وطني من قيمة إلى قيمة أعلى، والهدف من ذلك ما تتطلع إليه البحرين لتحقيق الأهداف المرجوة في كل المجالات في ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة المعظم الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك