العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

بحيرات العالم تواجه خطر الجفاف

الجمعة ٠٢ يونيو ٢٠٢٣ - 02:00

في‭ ‬هذا‭ ‬الزمان‭ ‬الشديد‭ ‬التطور‭ ‬التقني‭ ‬والتقدم‭ ‬العلمي‭ ‬والفني،‭ ‬ومع‭ ‬وجود‭ ‬مئات‭ ‬العيون‭ ‬الصناعية‭ ‬الحادة‭ ‬البصر‭ ‬التي‭ ‬تسبح‭ ‬ليلاً‭ ‬نهاراً‭ ‬في‭ ‬الفضاء،‭ ‬فتتجسس‭ ‬على‭ ‬البشر‭ ‬والحجر،‭ ‬وتُصور‭ ‬باستخدام‭ ‬أحدث‭ ‬التقنيات‭ ‬التي‭ ‬توصلت‭ ‬إليها‭ ‬عقول‭ ‬البشر‭ ‬كل‭ ‬بقعةٍ‭ ‬من‭ ‬الأرض،‭ ‬بل‭ ‬وكل‭ ‬شبرٍ‭ ‬دقيق‭ ‬من‭ ‬كوكبنا‭ ‬أينما‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الأرض‭ ‬الواسعة‭ ‬المترامية‭ ‬الأطراف،‭ ‬فلا‭ ‬يمكن‭ ‬اليوم‭ ‬إخفاء‭ ‬أو‭ ‬تجاهل‭ ‬أي‭ ‬حدث‭ ‬على‭ ‬سطح‭ ‬الأرض‭ ‬من‭ ‬عيون‭ ‬هذه‭ ‬الأقمار‭ ‬الصناعية‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تأخذها‭ ‬سنة‭ ‬ولا‭ ‬نوم،‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬لأي‭ ‬دولة‭ ‬أن‭ ‬تدَّعي‭ ‬بأن‭ ‬لها‭ ‬أسراراً‭ ‬لا‭ ‬تريد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الأخرى‭ ‬معرفتها‭ ‬والاطلاع‭ ‬عليها،‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬كانت‭ ‬مخزنة‭ ‬في‭ ‬أعماق‭ ‬باطن‭ ‬الأرض‭.‬‮ ‬‭ ‬

فعيون‭ ‬هذه‭ ‬الأقمار‭ ‬الصناعية‭ ‬وبصيرتها‭ ‬من‭ ‬السماء‭ ‬العليا‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬تُحذرنا‭ ‬اليوم‭ ‬من‭ ‬شرٍ‭ ‬عقيم‭ ‬قد‭ ‬وقع‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬قبل‭ ‬تحذير‭ ‬البشر،‭ ‬وهي‭ ‬التي‭ ‬تنبهنا‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬نكبة‭ ‬مزمنة‭ ‬قد‭ ‬حلَّت‭ ‬على‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم،‭ ‬فقد‭ ‬أبصرت‭ ‬هذه‭ ‬العيون‭ ‬الساهرة‭ ‬وبدقة‭ ‬شديدة،‭ ‬وكشفت‭ ‬عن‭ ‬ظاهرة‭ ‬عامة‭ ‬في‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬بأن‭ ‬هناك‭ ‬نقصاً‭ ‬حاداً‭ ‬قد‭ ‬حدث‭ ‬لمياه‭ ‬البحيرات‭ ‬على‭ ‬سطح‭ ‬كوكبنا‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬بحيرات‭ ‬العالم،‭ ‬وأن‭ ‬هناك‭ ‬تدهوراً‭ ‬ملحوظاً‭ ‬ومشهوداً‭ ‬قد‭ ‬نزل‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬سطح‭ ‬المياه‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬البحيرات،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬البحيرات‭ ‬التي‭ ‬فقدت‭ ‬وخسرت‭ ‬مساحة‭ ‬عظيمة‭ ‬من‭ ‬أعضاء‭ ‬جسدها‭ ‬والشرايين‭ ‬التي‭ ‬تمدها‭ ‬بالحياة،‭ ‬ومنها‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬جفَّ‭ ‬كلياً،‭ ‬فلم‭ ‬تبق‭ ‬إلا‭ ‬الأرض‭ ‬الجرداء‭ ‬القاحلة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬روح‭ ‬فيها‭ ‬ولا‭ ‬حياة،‭ ‬مما‭ ‬يعني‭ ‬التهديد‭ ‬المباشر‭ ‬لأهم‭ ‬مصدر‭ ‬لمياه‭ ‬الشرب‭ ‬للبشرية‭ ‬جمعاء،‭ ‬وأحد‭ ‬أهم‭ ‬مصادر‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬وأمن‭ ‬الطاقة‭ ‬للناس‭ ‬حول‭ ‬العالم،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬خسارة‭ ‬البشرية‭ ‬لبعض‭ ‬الأنظمة‭ ‬البيئية‭ ‬الفريدة‭ ‬من‭ ‬نوعها‭ ‬على‭ ‬سطح‭ ‬الأرض،‭ ‬والتي‭ ‬كانت‭ ‬ثرية‭ ‬ومزدهرة‭ ‬وتتمتع‭ ‬بشتى‭ ‬أنواع‭ ‬الحياة‭ ‬الفطرية‭ ‬النباتية‭ ‬والحيوانية‭ ‬والطيور‭ ‬النادرة‭ ‬والمفيدة‭ ‬صحياً‭ ‬وبيئياً‭ ‬واقتصادياً‭ ‬لسكان‭ ‬الأرض‭.‬

وقد‭ ‬نُشرت‭ ‬نتائج‭ ‬عيون‭ ‬الأقمار‭ ‬الصناعية‭ ‬ومشاهداتها‭ ‬من‭ ‬السماء‭ ‬العليا‭ ‬في‭ ‬الفضاء‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬ثلاثة‭ ‬عقود‭ ‬ومراقبتها‭ ‬لمصير‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬بحيرات‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬العلوم‮»‬‭ ‬المرموقة‭ (‬Science‭) ‬في‭ ‬19‭ ‬مايو‭ ‬2023‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭: ‬‮«‬الأقمار‭ ‬الصناعية‭ ‬تكشف‭ ‬عن‭ ‬انخفاض‭ ‬واسع‭ ‬النطاق‭ ‬في‭ ‬المخزون‭ ‬البحيرات‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬العالمي‮»‬،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬العنوان‭ ‬الرئيس‭ ‬لهذا‭ ‬العدد‭ ‬الخاص‭ ‬من‭ ‬المجلة‭ ‬جاء‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭: ‬‮«‬البحيرات‭ ‬المنكمشة‮»‬‭. ‬

فهذه‭ ‬الدراسة‭ ‬الجامعة‭ ‬والشاملة‭ ‬غطت‭ ‬1051‭ ‬بحيرة‭ ‬طبيعية‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬أرجاء‭ ‬المعمورة،‭ ‬تتراوح‭ ‬مساحاتها‭ ‬بين‭ ‬100‭ ‬وأكثر‭ ‬من‭ ‬377‭ ‬ألف‭ ‬كيلومتر‭ ‬مربع،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬922‭ ‬مخزوناً‭ ‬مائياً‭ ‬حول‭ ‬العالم،‭ ‬حيث‭ ‬قامت‭ ‬بمراقبة‭ ‬وتحليل‭ ‬البيانات‭ ‬والصور‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬جمعها‭ ‬سنوياً‭ ‬من‭ ‬الأقمار‭ ‬الصناعية‭ ‬ولمدة‭ ‬نحو‭ ‬ثلاثين‭ ‬عاماً‭ ‬حول‭ ‬التغيرات‭ ‬التي‭ ‬تطرأ‭ ‬على‭ ‬مساحة‭ ‬وحجم‭ ‬ومستوى‭ ‬المياه‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬البحيرات،‭ ‬وبالتحديد‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬1972‭ ‬إلى‭ ‬2020‭. ‬وعلاوة‭ ‬على‭ ‬المعلومات‭ ‬التي‭ ‬تُقدمها‭ ‬الأقمار‭ ‬الصناعية‭ ‬التابعة‭ ‬لوكالة‭ ‬ناسا‭ ‬الفضائية‭ ‬الأمريكية،‭ ‬فقد‭ ‬أجرت‭ ‬الدراسة‭ ‬تحليلاً‭ ‬شاملاً‭ ‬للمعلومات‭ ‬باستخدام‭ ‬النماذج‭ ‬الرياضية‭ ‬الخاصة‭ ‬بالتغيرات‭ ‬المناخية‭ ‬ودورة‭ ‬المياه‭. ‬وقد‭ ‬هدفت‭ ‬هذه‭ ‬الدراسة‭ ‬الدولية‭ ‬إلى‭ ‬التعرف‭ ‬على‭ ‬التغيرات‭ ‬في‭ ‬مستوى‭ ‬سطح‭ ‬المياه‭ ‬في‭ ‬العقود‭ ‬الماضية‭ ‬في‭ ‬البحيرات،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬التعرف‭ ‬على‭ ‬أهم‭ ‬الأسباب‭ ‬والعوامل‭ ‬التي‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬وقوع‭ ‬ظاهرة‭ ‬انخفاض‭ ‬وانكماش‭ ‬البحيرات‭ ‬التي‭ ‬مسَّت‭ ‬هذه‭ ‬الأجسام‭ ‬المائية‭ ‬الضخمة‭ ‬في‭ ‬معظم‭ ‬بقاع‭ ‬العالم‭.‬

فقد‭ ‬توصلت‭ ‬الدراسة‭ ‬إلى‭ ‬استنتاج‭ ‬عام‭ ‬خطير‭ ‬يهدد‭ ‬الإنسانية،‭ ‬وبالتحديد‭ ‬حياة‭ ‬نحو‭ ‬2‭ ‬بليون‭ ‬إنسان‭ ‬يعيشون‭ ‬على‭ ‬ضفاف‭ ‬هذه‭ ‬البحيرات‭ ‬التي‭ ‬تخزن‭ ‬في‭ ‬بطنها‭ ‬قرابة‭ ‬87%‭ ‬من‭ ‬مياه‭ ‬الأرض‭ ‬السطحية‭ ‬العذب‭ ‬الفرات،‭ ‬فيشربون‭ ‬من‭ ‬مائها،‭ ‬ويتغذون‭ ‬على‭ ‬ثرواتها‭ ‬الحية،‭ ‬ويرتزقون‭ ‬من‭ ‬مواردها‭ ‬وخيراتها‭ ‬الوفيرة‭ ‬المتجددة،‭ ‬وهذا‭ ‬الاستنتاج‭ ‬هو‭ ‬انكماش‭ ‬مساحة‭ ‬هذه‭ ‬البحيرات،‭ ‬وحدوث‭ ‬انخفاضٍ‭ ‬شديد‭ ‬ومستمر‭ ‬في‭ ‬معظم‭ ‬البحيرات‭ ‬التي‭ ‬تمت‭ ‬دراستها‭ ‬ومراقبتها‭ ‬خلال‭ ‬الثلاثين‭ ‬سنة‭ ‬الماضية،‭ ‬حيث‭ ‬قدَّر‭ ‬الباحثون‭ ‬نسبة‭ ‬انخفاض‭ ‬حجم‭ ‬المياه‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬البحيرات‭ ‬التي‭ ‬عددها‭ ‬457‭ ‬بحيرة‭ ‬بـ53%‭. ‬

وهناك‭ ‬عدة‭ ‬أسباب‭ ‬تتحمل‭ ‬مسؤولية‭ ‬هذا‭ ‬الانخفاض‭ ‬العظيم‭ ‬في‭ ‬مستوى‭ ‬سطح‭ ‬البحيرات،‭ ‬وفقدان‭ ‬أحجامٍ‭ ‬مهولة‭ ‬من‭ ‬مياهها‭. ‬أما‭ ‬المتهم‭ ‬الأول‭ ‬والرئيس‭ ‬فهو‭ ‬الاستخدام‭ ‬والسحب‭ ‬غير‭ ‬الرشيد‭ ‬والمفرط‭ ‬لمياه‭ ‬البحيرات‭ ‬والأنهار‭ ‬التي‭ ‬تصب‭ ‬فيها‭ ‬لأغراض‭ ‬زراعية،‭ ‬أو‭ ‬منزلية،‭ ‬أو‭ ‬صناعية‭ ‬لسنوات‭ ‬طويلة‭ ‬من‭ ‬الزمن،‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تحصل‭ ‬هذه‭ ‬البحيرات‭ ‬على‭ ‬التعويض‭ ‬الموازي‭ ‬لهذا‭ ‬الاستنزاف‭ ‬المائي‭ ‬من‭ ‬الأمطار‭. ‬والعامل‭ ‬الثاني‭ ‬الذي‭ ‬هدد‭ ‬صحة‭ ‬وسلامة‭ ‬هذه‭ ‬البحيرات‭ ‬وجعلها‭ ‬تجف‭ ‬كلياً‭ ‬أو‭ ‬جزئياً،‭ ‬أو‭ ‬تكون‭ ‬على‭ ‬شفا‭ ‬حفرة‭ ‬من‭ ‬الجفاف‭ ‬فهو‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬وتداعياته‭ ‬المتمثلة‭ ‬في‭ ‬ارتفاع‭ ‬درجة‭ ‬حرارة‭ ‬الأرض،‭ ‬والذي‭ ‬انعكس‭ ‬مباشرة‭ ‬على‭ ‬حرارة‭ ‬مياه‭ ‬البحيرات‭ ‬وحدوث‭ ‬ازدياد‭ ‬مزمن‭ ‬في‭ ‬عمليات‭ ‬البخر‭ ‬وفقدان‭ ‬المياه‭ ‬نتيجة‭ ‬لهذه‭ ‬الحرارة‭ ‬المرتفعة‭. ‬كذلك‭ ‬هناك‭ ‬عوامل‭ ‬وأسباب‭ ‬أخرى‭ ‬مثل‭ ‬بناء‭ ‬السدود،‭ ‬وارتفاع‭ ‬نسبة‭ ‬الترسبات‭ ‬الترابية‭ ‬والرملية‭.‬

وجدير‭ ‬بالذكر‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الدراسة‭ ‬الحالية‭ ‬لم‭ ‬تتناول‭ ‬البحيرات‭ ‬الصغيرة‭ ‬الحجم‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الدولي‭ ‬مثل‭ ‬خليج‭ ‬توبلي،‭ ‬الذي‭ ‬يعتبر‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬القومي‭ ‬كبير‭ ‬الحجم‭ ‬وبالغ‭ ‬الأهمية‭ ‬بالنسبة‭ ‬للمواطن‭ ‬البحريني،‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬مساحته‭ ‬فقط،‭ ‬وإنما‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬تنوعه‭ ‬الحيوي،‭ ‬وعطائه،‭ ‬وإنتاجه‭ ‬من‭ ‬الثروة‭ ‬السمكية،‭ ‬ودوره‭ ‬في‭ ‬السياحة‭ ‬البحرية‭ ‬في‭ ‬وسط‭ ‬الجزيرة‭.‬

فهذا‭ ‬الخليج‭ ‬ومنذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ستين‭ ‬عاماً‭ ‬يعاني‭ ‬من‭ ‬عبث‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬أعضاء‭ ‬جسده،‭ ‬وفي‭ ‬الشرايين‭ ‬التي‭ ‬تمده‭ ‬بالروح‭ ‬وتجعله‭ ‬ينبض‭ ‬بالحياة،‭ ‬فعمليات‭ ‬الدفان‭ ‬المستمرة‭ ‬أفقدت‭ ‬هذا‭ ‬الخليج‭ ‬جزءاً‭ ‬مهماً‭ ‬من‭ ‬جسمه،‭ ‬وأدت‭ ‬إلى‭ ‬وقوع‭ ‬خسائر‭ ‬جسيمة‭ ‬في‭ ‬مساحته‭ ‬وحجم‭ ‬مياهه،‭ ‬حيث‭ ‬انخفضت‭ ‬المساحة‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬24‭ ‬كيلومتراً‭ ‬مربعاً‭ ‬إلى‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬ستة‭ ‬كيلومترات‭ ‬مربعة‭. ‬ومن‭ ‬أهم‭ ‬شرايين‭ ‬الحياة‭ ‬التي‭ ‬انقطعت‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬بسبب‭ ‬الدفان‭ ‬هي‭ ‬غابات‭ ‬أشجار‭ ‬القرم،‭ ‬التي‭ ‬تُعد‭ ‬رئة‭ ‬الثروة‭ ‬السمكية‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬البحيرة،‭ ‬وهي‭ ‬نواة‭ ‬الحياة‭ ‬الغنية‭ ‬بالتنوع‭ ‬الحيوي‭ ‬من‭ ‬روبيان‭ ‬وأسماك‭ ‬وغيرهما،‭ ‬وهي‭ ‬القلب‭ ‬الذي‭ ‬يمد‭ ‬ويزود‭ ‬باقي‭ ‬الأعضاء‭ ‬بالدم‭ ‬اللازم‭ ‬لاستدامة‭ ‬حياة‭ ‬الخليج‭. ‬فقد‭ ‬أفادت‭ ‬الدراسات‭ ‬بأن‭ ‬مساحة‭ ‬هذه‭ ‬الغابات‭ ‬انكمشت‭ ‬من‭ ‬قرابة‭ ‬1‭.‬5‭ ‬كيلومتر‭ ‬مربع،‭ ‬إلى‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬0‭.‬31‭ ‬كيلومتر‭ ‬مربع،‭ ‬أي‭ ‬310‭ ‬آلاف‭ ‬متر‭ ‬مربع‭ ‬فقط،‭ ‬وبدون‭ ‬هذه‭ ‬الشجيرات‭ ‬الحية‭ ‬والنظام‭ ‬البيئي‭ ‬الذي‭ ‬تمثله،‭ ‬سيتحول‭ ‬الخليج‭ ‬إلى‭ ‬مستنقع‭ ‬مائي‭ ‬لا‭ ‬حياة‭ ‬غنية‭ ‬فيه‭ ‬ولا‭ ‬تنوع‭ ‬حيوي‭.‬

فظاهرة‭ ‬انكماش‭ ‬مساحة‭ ‬البحيرات‭ ‬وانخفاض‭ ‬مستوى‭ ‬المياه‭ ‬فيها‭ ‬تُعد‭ ‬عالمية،‭ ‬وهي‭ ‬ظاهرة‭ ‬قديمة‭ ‬ومتجددة‭ ‬وليست‭ ‬مقصورة‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬جغرافية‭ ‬واحدة،‭ ‬ففي‭ ‬كل‭ ‬بلاد‭ ‬العالم‭ ‬ترى‭ ‬وتشاهد‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬العقيمة،‭ ‬وأسباب‭ ‬وقوعها‭ ‬مشتركة‭ ‬وتتلخص‭ ‬في‭ ‬سوء‭ ‬إدارة‭ ‬الإنسان‭ ‬لهذه‭ ‬الثروة‭ ‬المائية‭ ‬من‭ ‬جهة،‭ ‬والتغير‭ ‬المناخي‭ ‬وارتفاع‭ ‬حرارة‭ ‬المياه‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى‭. ‬

 

bncftpw@batelco‭.‬com‭.‬bh

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا