نتجه تدريجيا نحو الإجازة الصيفية التي لم يبق عنها سوى أسابيع قليلة والتي تقترن بالعادة في توجه العديد من العائلات إلى السياحة الخارجية سواء بشكل فردي أو بشكل مجموعات منظمة عن طريق مكاتب السفر والسياحة وهذا أمر طبيعي ومتكرر ويمكن رصده بشكل واضح عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي بدأت من الآن تعلن برامجها خلال شهري يوليو وأغسطس.
ولا شك أن مثل هذه البرامج تشكل حاجة ضرورية للأسر البحرينية التي في ظل الظروف الاقتصادية الحالية قد يكون من الصعب عليها توفير نفقات السياحة الخارجية، ولذلك قد تكون في أمس الحاجة اليوم إلى التحول تدريجيا نحو السياحة الداخلية مثلما فعلت ذلك العديد من الدول، وذلك في ضوء العديد من المعطيات التي تساعد على إنجاح السياحة المحلية وجعلها قادرة على استقطاب نسبة كبيرة من المواطنين والمقيمين للاستفادة من البرامج التي يمكن أن تكون جاذبة ومغرية من حيث سعر الكلفة كما من حيث نوعية البرامج:
أولا: إن البحرين تمتلك العديد من المقومات السياحية التي يمكن الاستفادة منها بشكل أفضل مثل السواحل البحرية العديدة التي يمكن تهيئتها بشكل سريع واستثمارها بالشكل الصحيح لصالح السياحة العائلية المحلية حتى لجذب العائلات من الدول المجاورة لنا، فالبحرين سميت البحرين بهذا الاسم لأنها مجموعة من الجرز التي يفترض أن يتم تطوير البيئة التحتية لسواحلها واستثمارها بشكل افضل سواء من قبل القطاع الخاص أو القطاع المشترك بين الحكومة والخاص لتوفير مساحات والعاب وبيئة مناسبة للاستخدام العائلي لكي ينفق المواطن والمقيم في البحرين ما ادخره للسياحة الخارجية ويكون العائد للبحرين بدلا من الخارج، وهذا أمر ليس بالعسير وبالإمكان تحقيقه بسهولة وفي أسرع الأوقات الممكنة، وخاصة أن الإجازة الصيفية المرتبطة بعطلة المدارس ومؤسسات التعليم العالي هي أكثر الفترات والأوقات التي يلجأ إليها المواطن والمقيم للسياحة لأسباب عديدة منها الإجازة المدرسية وحرارة الجو وارتفاع معدلات الرطوبة، مما يجعل المواطن يسافر إلى دول ذات أجواء لطيفة وحرارة معتدلة.
ثانيا: الاستفادة القصوى من المجمعات والفضاءات المختلفة العديدة الموجودة في البحرين بإطلاق برامج وفعاليات ومعارض ومهرجانات قادرة على جذب العائلة البحرينية بشكل أو بآخر، وهذا بالطبع يقتضي جهدا وقدرة على التسويق والاقناع بفوائد مثل هذه البرامج التي من شأنها أن تعود بالفائدة على البحرين وأهلها بدون شك، فبالإمكان مثلا دعوة الفرق الشعبية إلى المجمعات التجارية المكيفة لتقديم عروضها الفنية والأغاني التراثية التي تحكي تاريخ البحرين والغوص ليتذكر الجيل الجديد كيف كانت حياة اجدادهم في ذلك الزمان القديم عندما كانت الإمكانيات محدودة والحياة صعبة اضطروا إلى اللجوء إلى البحر لتوفير لقمة العيش لهم ولأسرهم.
ثالثا: تفعيل وتطوير الأنشطة الثقافية والفنية والتركيز على ما يمكن أن نسميه السياحة الثقافية بالاستفادة من المعالم والآثار والصالات الثقافية والبيوت الأثرية، وخاصة في المحرق الموجودة في البحرين وتوظيفها بالشكل الصحيح لجذب فئة واسعة من المهتمين سواء من داخل البحرين أو خارجها.
رابعا: المعارض التجارية الموسمية التي تتناسب مع موسم الصيف لتكون جاذبة للمواطن والمقيم وللسياح من الإقليم، وهذا أمر متعارف عليه وله الدور الفاعل في تنشيط الحركة التجارية والسياحية.
هنالك بلا شك جهود تبذل وهي جهود مشكورة ومقدرة من مختلف الجهات المعنية، لكننا نحتاج إلى بذل المزيد من الجهود المرتبطة بالصيف على أن تكون منسقة ومترابطة بحيث تعمل الجهات المختلفة مع بعضها البعض من أجل تحويل صيف البحرين إلى موسم للسياحة الداخلية والخارجية على حد السواء، حيث لا يخفى ما توفره السياحة من موارد كبيرة وفرص لتوفير المزيد من الوظائف للكوادر البحرينية الشابة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك