العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

دول الخليج والانضمام إلى مجموعة «بريكس»

مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية

الأربعاء ٣١ مايو ٢٠٢٣ - 02:00

بعد‭ ‬حوار‭ ‬امتد‭ ‬ثلاثة‭ ‬أعوام‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2006،‭ ‬نشأت‭ ‬مجموعة‭ ‬‮«‬بريكس‮»‬،‭ ‬في‭ ‬2009‭ ‬بأربع‭ ‬دول؛‭ ‬هي‭ ‬‮«‬البرازيل،‭ ‬وروسيا،‭ ‬والهند،‭ ‬والصين‮»‬،‭ ‬وبعد‭ ‬عام‭ ‬انضمت‭ ‬إليها‭ ‬جنوب‭ ‬إفريقيا،‭ ‬ويرجع‭ ‬هذا‭ ‬المسمى‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬جيم‭ ‬أونل‮»‬،‭ ‬الخبير‭ ‬الاقتصادي‭ ‬بجولدمان‭ ‬ساكس،‭ ‬الذي‭ ‬أطلقه‭ ‬أول‭ ‬مرة‭ ‬عام‭ ‬2001،‭ ‬معبرا‭ ‬عن‭ ‬أول‭ ‬حرف‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬دولة‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬الخمس،‭ ‬التي‭ ‬تشكل‭ ‬41%‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬سكان‭ ‬العالم،‭ ‬ومساحتها‭ ‬نحو‭ ‬29%‭ ‬من‭ ‬مساحة‭ ‬العالم،‭ ‬وكل‭ ‬الدول‭ ‬المشكلة‭ ‬لها‭ ‬أعضاء‭ ‬في‭ ‬‮«‬مجموعة‭ ‬العشرين‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬تتكون‭ ‬من‭ ‬أقوى‭ ‬اقتصادات‭ ‬العالم‭.‬

ومنذ‭ ‬نشأة‭ ‬المجموعة،‭ ‬كان‭ ‬ناتجها‭ ‬القومي‭ ‬الإجمالي‭ ‬نحو‭ ‬10‭ ‬تريليونات‭ ‬دولار؛‭ ‬أي‭ ‬نحو‭ ‬12%‭ ‬من‭ ‬الناتج‭ ‬القومي‭ ‬العالمي،‭ ‬أما‭ ‬اليوم‭ ‬فإن‭ ‬ناتجها‭ ‬يناهز‭ ‬27‭ ‬تريليون‭ ‬دولار،‭ ‬أي‭ ‬نحو‭ ‬25%‭ ‬من‭ ‬الناتج‭ ‬القومي‭ ‬العالمي،‭ ‬وهو‭ ‬بذلك‭ ‬يقترب‭ ‬من‭ ‬الناتج‭ ‬القومي‭ ‬لمجموعة‭ ‬السبع،‭ ‬البالغ‭ ‬نحو‭ ‬34‭ ‬تريليون‭ ‬دولار‭. ‬وتشير‭ ‬التوقعات‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬خلال‭ ‬العقد‭ ‬القادم،‭ ‬سيزيد‭ ‬الناتج‭ ‬القومي‭ ‬لها‭ ‬إلى‭ ‬50%‭ ‬من‭ ‬الناتج‭ ‬القومي‭ ‬العالمي،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬لديها‭ ‬سوق‭ ‬يبلغ‭ ‬قوامه‭ ‬3,2‭ ‬مليارات‭ ‬نسمة،‭ ‬مقابل‭ ‬987‭ ‬مليون‭ ‬نسمة‭ ‬هم‭ ‬سكان‭ ‬الدول‭ ‬السبع‭.‬

ومن‭ ‬البداية،‭ ‬تسعى‭ ‬‮«‬بريكس‮»‬،‭ ‬لأن‭ ‬يكون‭ ‬لها‭ ‬‮«‬صوت‭ ‬مسموع‮»‬،‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي،‭ ‬وتأثير‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬في‭ ‬‮«‬صندوق‭ ‬النقد‮»‬،‭ ‬و«البنك‮»‬‭ ‬الدوليين،‭ ‬وخاصة‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬أعضائها،‭ ‬ثاني‭ ‬وخامس‭ ‬اقتصاد‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬‮«‬الصين‮»‬،‭ ‬و«الهند‮»‬‭ ‬على‭ ‬التوالي‭. ‬وعليه،‭ ‬سعت‭ ‬في‭ ‬بنائها‭ ‬المؤسسي،‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لديها‭ ‬مؤسسات‭ ‬بديلة‭ ‬أو‭ ‬موازية‭ ‬لمؤسسات‭ ‬قائمة‭ ‬في‭ ‬النظام‭ ‬الاقتصادي‭ ‬العالمي‭. ‬

وأثناء‭ ‬اجتماع‭ ‬زعمائها‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬‮«‬دوربان‮»‬،‭ ‬بجنوب‭ ‬إفريقيا‭ ‬في‭ ‬مارس‭ ‬2013،‭ ‬وافقوا‭ ‬على‭ ‬إنشاء‭ ‬‮«‬صندوق‭ ‬طوارئ‮»‬،‭ ‬بقيمة‭ ‬100‭ ‬مليار‭ ‬دولار،‭ ‬لمحاربة‭ ‬الأزمات‭ ‬الناتجة‭ ‬عن‭ ‬ارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬العملات،‭ ‬والسياسات‭ ‬النقدية،‭ ‬التي‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬حرب‭ ‬عملات‭. ‬وتسهم‭ ‬‮«‬الصين‮»‬،‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصندوق،‭ ‬بمبلغ‭ ‬41‭ ‬مليار‭ ‬دولار،‭ ‬فيما‭ ‬تسهم‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬روسيا‭ ‬والبرازيل‭ ‬والهند‭ ‬بـ18‭ ‬مليار‭ ‬دولار،‭ ‬وجنوب‭ ‬إفريقيا‭ ‬بـ5‭ ‬مليارات‭ ‬دولار‭. ‬ويساعد‭ ‬هذا‭ ‬الصندوق‭ ‬الدول‭ ‬النامية،‭ ‬على‭ ‬تجنب‭ ‬ضغوط‭ ‬السيولة‭ ‬القصيرة‭ ‬الأجل،‭ ‬ودعم‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬بريكس‭ ‬وتعزيز‭ ‬شبكة‭ ‬الأمان‭ ‬العالمية‭.‬

ودعما‭ ‬لهذه‭ ‬الخطوات،‭ ‬أنشأت‭ ‬قمتها‭ ‬السادسة‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬‮«‬فورتا‭ ‬ليزا‭ ‬البرازيلية‮»‬،‭ ‬في‭ ‬يوليو‭ ‬2014،‭ ‬‮«‬بنك‭ ‬التنمية‭ ‬الجديد‮»‬،‭ ‬ومقره‭ ‬‮«‬شنغهاي‮»‬،‭ ‬موازيًا‭ ‬للبنك‭ ‬الدولي،‭ ‬برأسمال‭ ‬100‭ ‬مليار‭ ‬دولار،‭ ‬بحصص‭ ‬متساوية‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬الخمس؛‭ ‬بهدف‭ ‬دعم‭ ‬مشاريع‭ ‬البنى‭ ‬التحتية‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الدول،‭ ‬ومشروعات‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭. ‬وخلال‭ ‬سبع‭ ‬سنوات،‭ ‬دعم‭ ‬البنك‭ ‬90‭ ‬مشروعا،‭ ‬بأكثر‭ ‬من‭ ‬32‭ ‬مليار‭ ‬دولار،‭ ‬فيما‭ ‬يعد‭ ‬خطوة‭ ‬مؤسسية‭ ‬نحو‭ ‬إنشاء‭ ‬نظام‭ ‬عالمي‭ ‬جديد‭ ‬يحرر‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬قيود‭ ‬المنظمات‭ ‬القائمة،‭ ‬وتأثيرها‭ ‬وتحكمها‭ ‬في‭ ‬السياسات‭ ‬الدولية،‭ ‬وقد‭ ‬حازت‭ ‬‮«‬الإمارات‮»‬،‭ ‬عضويته‭ ‬من‭ ‬سبتمبر‭ ‬2021‭. ‬وفي‭ ‬22‭ ‬مارس‭ ‬2023‭ ‬غدت‭ ‬‮«‬مصر‮»‬،‭ ‬عضوًا‭ ‬جديدًا‭ ‬فيه‭. ‬وفي‭ ‬مارس‭ ‬23‭ ‬أيضًا‭ ‬انتخب‭ ‬مجلس‭ ‬محافظي‭ ‬البنك،‭ ‬رئيسة‭ ‬البرازيل‭ ‬السابقة‭ ‬‮«‬ديلما‭ ‬روسيف‮»‬‭ ‬رئيسة‭ ‬جديدة‭ ‬له‭.‬

ومن‭ ‬الملاحظ،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬البريكس‮»‬،‭ ‬تعقد‭ ‬اجتماعاتها‭ ‬بالتزامن‭ ‬مع‭ ‬انعقاد‭ ‬اجتماعات‭ ‬‮«‬مجموعة‭ ‬السبع‮»‬،‭ ‬و«حلف‭ ‬الناتو‮»‬،‭ ‬لتأخذ‭ ‬مواقف‭ ‬مغايرة‭ ‬لهذه‭ ‬التجمعات،‭ ‬كالموقف‭ ‬من‭ ‬اعتبار‭ ‬‮«‬الصين‮»‬،‭ ‬تحديا‭ ‬أمنيا،‭ ‬والموقف‭ ‬من‭ ‬الحرب‭ ‬الروسية‭ ‬الأوكرانية‭. ‬فيما‭ ‬استفادت‭ ‬المجموعة‭ ‬من‭ ‬العقوبات‭ ‬الغربية‭ ‬على‭ ‬روسيا،‭ ‬في‭ ‬حصولها‭ ‬على‭ ‬النفط‭ ‬الروسي‭ ‬بأسعار‭ ‬منخفضة‭. ‬وفي‭ ‬اجتماعها‭ ‬في‭ ‬يونيو2023،‭ ‬ذكر‭ ‬الرئيس‭ ‬‮«‬بوتين‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬تجارة‭ ‬روسيا‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬التكتل،‭ ‬قد‭ ‬زادت‭ ‬بنسبة‭ ‬38%‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬وجود‭ ‬بعض‭ ‬الخلافات‭ ‬القائمة‭ ‬بين‭ ‬أعضائها،‭ ‬خاصة‭ ‬بين‭ ‬‮«‬الصين‮»‬،‭ ‬و«الهند‮»‬،‭ ‬فإن‭ ‬وحدة‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تقابلها‭ ‬قد‭ ‬أضعفت‭ ‬تأثير‭ ‬هذه‭ ‬الخلافات،‭ ‬وبرغم‭ ‬وجود‭ ‬شرط‭ ‬الإجماع‭ ‬لقبول‭ ‬أي‭ ‬دولة‭ ‬عضوًا‭ ‬جديدًا،‭ ‬فإن‭ ‬دولاً‭ ‬كثيرة‭ ‬باتت‭ ‬تتطلع‭ ‬الى‭ ‬هذه‭ ‬العضوية‭. ‬وفيما‭ ‬حصلت‭ ‬‮«‬الجزائر‮»‬،‭ ‬على‭ ‬موافقة‭ ‬روسيا‭ ‬والصين‭ ‬وجنوب‭ ‬إفريقيا،‭ ‬فإن‭ ‬الرئيس‭ ‬الجزائري‭ ‬أعلن‭ ‬في‭ ‬ديسمبر‭ ‬2022،‭ ‬عن‭ ‬أمله‭ ‬بأن‭ ‬يتوج‭ ‬عام‭ ‬2023،‭ ‬بدخول‭ ‬بلاده‭ ‬تلك‭ ‬المجموعة‭. ‬وبالفعل‭ ‬تقدمت‭ ‬بلاده بطلب‭ ‬رسمي‭ ‬في‭ ‬نوفمبر‭ ‬2022‭. ‬وفي‭ ‬سبتمبر‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬الماضي،‭ ‬أعلنت‭ ‬الخارجية‭ ‬الروسية‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬15‭ ‬دولة‭ ‬مهتمة‭ ‬بالانضمام‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬بريكس‮»‬،‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬الجزائر‭ ‬ومصر‭. ‬

من‭ ‬جهتها،‭ ‬تحاول‭ ‬‮«‬الصين‮»‬،‭ ‬توسيع‭ ‬هذا‭ ‬التكتل‭ -‬الذي‭ ‬يبدو‭ ‬اقتصاديا‭ ‬في‭ ‬الأساس‭- ‬عبر‭ ‬توجيه‭ ‬الدعوة‭ ‬في‭ ‬25‭ ‬مايو‭ ‬2022،‭ ‬إلى‭ ‬عدة‭ ‬دول؛‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬‮«‬السعودية،‭ ‬والإمارات،‭ ‬ومصر‮»‬،‭ ‬لما‭ ‬سُمي‭ ‬‮«‬بريكس‭ ‬بلس‮»‬،‭ ‬وقد‭ ‬بدأ‭ ‬التحضير‭ ‬لمشاوراتها‭ ‬ممثلون‭ ‬عن‭ ‬الأرجنتين،‭ ‬ومصر،‭ ‬وإندونيسيا،‭ ‬وكازاخستان،‭ ‬ونيجيريا،‭ ‬والإمارات،‭ ‬والسعودية،‭ ‬والسنغال،‭ ‬وتايلاند،‭ ‬وهي‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬تعتبر‭ ‬أعضاء‭ ‬محتملين‭ ‬في‭ ‬بريكس‭.‬

وفيما‭ ‬أكدت‭ ‬‮«‬الصين‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬التوسع‭ ‬في‭ ‬العضوية‭ ‬‮«‬يدعم‭ ‬المساهمة‭ ‬والمنافع‭ ‬المشتركة‭ ‬والانفتاح‭ ‬والشمول‭ ‬في‭ ‬مقابل‭ ‬الانغلاق‭ ‬والإقصاء‮»‬،‭ ‬فقد‭ ‬دعت‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬التمسك‭ ‬بقوة‭ ‬النظام‭ ‬الدولي،‭ ‬وفي‭ ‬مقدمته‭ ‬‮«‬الأمم‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬وأن‭ ‬توسيع‭ ‬عضوية‭ ‬‮«‬بريكس‮»‬،‭ ‬‮«‬يدعم‭ ‬التنمية‭ ‬العالمية،‭ ‬ويجعل‭ ‬إنجازاتها‭ ‬تعود‭ ‬بالنفع‭ ‬على‭ ‬أكبر‭ ‬عدد‭ ‬ممكن‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬النامية‮»‬‭. ‬وفي‭ ‬اجتماعها‭ ‬2،‭ ‬3‭ ‬يونيو‭ ‬القادم،‭ ‬تنظر‭ ‬المجموعة‭ ‬في‭ ‬توسيع‭ ‬نطاق‭ ‬العضوية،‭ ‬حيث‭ ‬تقدمت‭ ‬13‭ ‬دولة‭ ‬بطلب‭ ‬رسمي،‭ ‬منها‭ ‬‮«‬البحرين‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬تسعى‭ ‬بشكل‭ ‬مستمر‭ ‬لإقامة‭ ‬علاقات‭ ‬تجارية‭ ‬أوثق‭ ‬بين‭ ‬الأعضاء‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الاتفاقات‭ ‬بين‭ ‬بنوك‭ ‬التنمية،‭ ‬واتفاقات‭ ‬مبادلة‭ ‬العملات،‭ ‬وزيادة‭ ‬التجارة‭ ‬بينهم‭ ‬بالعملات‭ ‬المحلية‭ ‬لتقليل‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬الدولار‭.‬

وتتمثل‭ ‬الفوائد‭ ‬المحتملة‭ ‬لانضمام‭ ‬الدول‭ ‬الخليجية،‭ ‬في‭ ‬زيادة‭ ‬الفرص‭ ‬التجارية،‭ ‬حيث‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تصبح‭ ‬السعودية‭ ‬والإمارات،‭ ‬‮«‬لاعبين‭ ‬رئيسيين‮»‬،‭ ‬في‭ ‬تجارة‭ ‬الطاقة‭ ‬داخل‭ ‬الكتلة،‭ ‬التي‭ ‬تهيمن‭ ‬بالفعل‭ ‬على‭ ‬الاستهلاك‭ ‬العالمي‭ ‬للنفط‭ ‬والغاز،‭ ‬بنسبة‭ ‬30%‭ ‬و22%‭ ‬من‭ ‬الإجمالي‭ ‬العالمي،‭ ‬كما‭ ‬يتيح‭ ‬انضمامها،‭ ‬فرصة‭ ‬تنويع‭ ‬علاقاتها‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬وفتح‭ ‬أسواق‭ ‬جديدة،‭ ‬وزيادة‭ ‬الاستقرار‭ ‬الاقتصادي‭. ‬

ويعزز‭ ‬انضمام‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬لهذه‭ ‬الكتلة،‭ ‬مكانتها‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬الطاقة؛‭ ‬ما‭ ‬يفتح‭ ‬آفاقا‭ ‬كبيرة‭ ‬للتعاون‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬في‭ ‬المشاريع‭ ‬المشتركة‭ ‬للتنقيب‭ ‬والإنتاج‭ ‬وآليات‭ ‬التداول،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬انضمامها‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬بنك‭ ‬التنمية‭ ‬الجديد‮»‬،‭ ‬يوسع‭ ‬موارده،‭ ‬ويزيد‭ ‬من‭ ‬قوته،‭ ‬علمًا‭ ‬بأن‭ ‬عائد‭ ‬سنداته‭ ‬أصبح‭ ‬أعلى‭ ‬بنسبة‭ ‬100‭ ‬نقطة‭ ‬أساس‭ ‬عن‭ ‬مثيلاتها‭ ‬في‭ ‬البنك‭ ‬الدولي،‭ ‬كما‭ ‬يعزز‭ ‬الموقع‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬للدول‭ ‬الخليجية‭ ‬والمشاريع‭ ‬التي‭ ‬تحويها‭ ‬رؤاها‭ ‬المستقبلية‭ ‬وضعها‭ ‬كوجهة‭ ‬مفضلة‭ ‬للاستثمار‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬‮«‬بريكس‮»‬،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬قوة‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬والمجموعة‭ ‬تدعم‭ ‬وصول‭ ‬الصادرات‭ ‬الخليجية‭ ‬غير‭ ‬النفطية‭ ‬إلى‭ ‬أكبر‭ ‬الأسواق‭ ‬العالمية‭ ‬سكانًا،‭ ‬ما‭ ‬يعزز‭ ‬من‭ ‬نمو‭ ‬هذه‭ ‬الصادرات‭.‬

ومن‭ ‬المعلوم،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬السعودية‮»‬،‭ ‬انضمت‭ ‬في‭ ‬مارس‭ ‬2023،‭ ‬كشريك‭ ‬حوار‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬منظمة‭ ‬شنغهاي‭ ‬للتعاون‮»‬‭ -‬وهي‭ ‬منظمة‭ ‬ذات‭ ‬طابع‭ ‬اقتصادي‭ ‬وأمني،‭ ‬تضم‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الصين،‭ ‬روسيا‭ ‬والهند‭ ‬وباكستان‭ ‬وكازاخستان‭ ‬ودول‭ ‬الاتحاد‭ ‬السوفيتي‭ ‬السابقة‭ ‬في‭ ‬وسط‭ ‬آسيا‭- ‬وصفة‭ ‬شريك‭ ‬الحوار‭ ‬هي‭ ‬الممهدة‭ ‬للعضوية‭ ‬الكاملة‭. ‬أما‭ ‬‮«‬الإمارات‮»‬،‭ ‬فإن‭ ‬حجم‭ ‬تجارتها‭ ‬السنوية‭ ‬غير‭ ‬النفطية‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬المجموعة،‭ ‬يبلغ‭ ‬نحو‭ ‬93‭ ‬مليار‭ ‬دولار،‭ ‬أي‭ ‬نحو‭ ‬20%‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬هذه‭ ‬التجارة،‭ ‬كما‭ ‬تحتل‭ ‬مرتبة‭ ‬متقدمة‭ ‬في‭ ‬قائمة‭ ‬أكبر‭ ‬الشركاء‭ ‬التجاريين‭ ‬للمجموعة‭ -‬التي‭ ‬تستأثر‭ ‬بنحو‭ ‬ثلث‭ ‬صادرات‭ ‬الإمارات‭ ‬النفطية‭- ‬كما‭ ‬تعد‭ ‬‮«‬أبو‭ ‬ظبي‮»‬،‭ ‬‮«‬شريكًا‭ ‬تجاريا‭ ‬مهما‮»‬،‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬غير‭ ‬النفطي‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وشمال‭ ‬إفريقيا‭ -‬لاسيما‭ ‬بالنسبة‭ ‬للصين‭ ‬والهند‭ ‬وروسيا‭- ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬التبادل‭ ‬السياحي‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬والعدد‭ ‬الكبير‭ ‬لشركاتها‭ ‬لديها‭.‬

وبهذا‭ ‬المعنى،‭ ‬فإن‭ ‬انضمام‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬بريكس‮»‬،‭ ‬يضيف‭ ‬قوة‭ ‬اقتصادية‭ ‬تدعم‭ ‬مسعى‭ ‬هذا‭ ‬التكتل‭ ‬لإحداث‭ ‬التوازن‭ ‬في‭ ‬الاقتصاد‭ ‬العالمي‭ ‬الذي‭ ‬يعاد‭ ‬تشكيله‭ ‬الآن،‭ ‬حيث‭ ‬تريد‭ ‬هذه‭ ‬المجموعة‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬حاضرة‭ ‬ولها‭ ‬صوتها‭ ‬في‭ ‬إعادة‭ ‬تشكيل‭ ‬التوازن‭ ‬الدولي،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬قيادته‭ ‬حكرًا‭ ‬على‭ ‬قوة‭ ‬معينة‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬قائم‭ ‬حاليًا،‭ ‬ولا‭ ‬يكون‭ ‬الاقتصاد‭ ‬العالمي‭ ‬رهنًا‭ ‬بعملة‭ ‬واحدة،‭ ‬تديرها‭ ‬سياسات‭ ‬دولة‭ ‬واحدة،‭ ‬وتكون‭ ‬عملتها‭ ‬هي‭ ‬سيدة‭ ‬العملات‭. ‬

وعليه،‭ ‬فإن‭ ‬قمة‭ ‬‮«‬بريكس‮»‬،‭ ‬المقبلة‭ ‬سيكون‭ ‬على‭ ‬طاولتها،‭ ‬موضوع‭ ‬إنشاء‭ ‬عملة‭ ‬موحدة‭ ‬لها،‭ ‬وقد‭ ‬يعجل‭ ‬التوسع‭ ‬في‭ ‬عضويتها‭ ‬إنهاء‭ ‬الحرب‭ ‬الروسية‭ ‬الأوكرانية،‭ ‬وما‭ ‬تبعها‭ ‬من‭ ‬عقوبات‭ ‬غربية‭ ‬على‭ ‬روسيا‭ ‬دفعتها‭ ‬إلى‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬آليات‭ ‬جديدة‭ ‬للتخلص‭ ‬من‭ ‬الهيمنة‭ ‬الغربية‭. ‬وشجع‭ ‬تراجع‭ ‬دور‭ ‬‮«‬الولايات‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬إزاء‭ ‬المصالح‭ ‬العربية‭ ‬على‭ ‬إقبال‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬على‭ ‬طلب‭ ‬الانضمام‭ ‬إلى‭ ‬المجموعة،‭ ‬مع‭ ‬تنامي‭ ‬المصالح‭ ‬المشتركة‭ ‬لكليهما،‭ ‬كما‭ ‬دفع‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬أيضًا‭ ‬زيادة‭ ‬التعامل‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والتجاري‭ ‬الخليجي‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬مع‭ ‬التكتل‭.‬

من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى،‭ ‬تتقاطع‭ ‬العضوية‭ ‬المرتقبة‭ ‬للسعودية‭ ‬في‭ ‬‮«‬بريكس‮»‬،‭ ‬مع‭ ‬عضويتها‭ ‬في‭ ‬‮«‬مجموعة‭ ‬العشرين‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬تأسست‭ ‬عام‭ ‬1999،‭ ‬بمبادرة‭ ‬من‭ ‬مجموعة‭ ‬السبع‭ ‬الكبرى،‭ ‬لتضم‭ ‬مجموعة‭ ‬الدول‭ ‬الصناعية‭ ‬والدول‭ ‬الناشئة؛‭ ‬بهدف‭ ‬مواجهة‭ ‬الأزمات‭ ‬المالية‭. ‬وتمثل‭ ‬هذه‭ ‬المجموعة‭ ‬ثلثي‭ ‬سكان‭ ‬العالم‭ ‬و90%‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬الناتج‭ ‬القومي‭ ‬العالمي،‭ ‬و80%‭ ‬من‭ ‬حجم‭ ‬التجارة‭ ‬العالمية،‭ ‬وقد‭ ‬سجل‭ ‬دخول‭ ‬‮«‬الرياض‮»‬،‮ ‬إليها‭ ‬‮«‬اعترافًا‭ ‬دوليا‮»‬،‭ ‬بقوة‭ ‬مكانتها‭ ‬في‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الدولي،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬عضويتها‭ ‬فيها‭ ‬زادت‭ ‬قوة‭ ‬تأثيرها‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والسياسي‭. ‬

وتعد‭ ‬‮«‬بريكس‮»‬،‭ ‬أكبر‭ ‬مجموعة‭ ‬اتجه‭ ‬العرب‭ ‬إليها‭ ‬بعد‭ ‬الحرب‭ ‬الروسية‭ ‬الأوكرانية‭ ‬في‭ ‬فبراير‭ ‬2022،‭ ‬وقد‭ ‬أعاد‭ ‬هذا‭ ‬الاتجاه‭ ‬إلى‭ ‬السطح‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬مشروع‭ ‬السوق‭ ‬العربية‭ ‬المشتركة،‭ ‬خلال‭ ‬اجتماع‭ ‬لجنة‭ ‬الشؤون‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والمالية‭ ‬للبرلمان‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬القاهرة‭ ‬في‭ ‬29‭ ‬أبريل‭ ‬2023،‭ ‬والتي‭ ‬حال‭ ‬دونها‭ ‬ما‭ ‬تعرضت‭ ‬له‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية‭ ‬من‭ ‬مشاكل‭ ‬عدم‭ ‬استقرار‭ ‬سياسي‭ ‬طالت‭ ‬علاقاتها‭ ‬الاقتصادية‭ ‬البينية،‭ ‬وربما‭ ‬كان‭ ‬الأقرب‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬والأيسر‭ ‬هو‭ ‬السوق‭ ‬الخليجية‭ ‬المشتركة‭.‬

ولا‭ ‬تعني‭ ‬قوة‭ ‬علاقات‭ ‬السعودية‭ ‬ودول‭ ‬الخليج‭ ‬بالولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬والغرب‭ ‬عمومًا،‭ ‬سواء‭ ‬كانت‭ ‬اقتصادية‭ ‬أو‭ ‬أمنية،‭ ‬قيدًا‭ ‬على‭ ‬ولوج‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬لتجمع‭ ‬بريكس،‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬مؤسسي‭ ‬هذا‭ ‬التجمع‭ ‬‮«‬الهند‮»‬،‭ ‬ذات‭ ‬العلاقة‭ ‬القوية‭ ‬بواشنطن‭ ‬والغرب،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬تجمعات‭ ‬أخرى‭ ‬تجمع‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬بالغرب‭ ‬كمجموعة‭ ‬العشرين؛‭ ‬لكن‭ ‬هذا‭ ‬التوجه‭ ‬الخليجي،‭ ‬يعكس‭ ‬توازن‭ ‬علاقاتها‭ ‬الخارجية،‭ ‬وتوسيع‭ ‬الفرص‭ ‬وتعزيز‭ ‬التحوط‭ ‬إزاء‭ ‬المخاطر،‭ ‬ومما‭ ‬هو‭ ‬جدير‭ ‬بالذكر‭ ‬أن‭ ‬الشريك‭ ‬الرئيسي‭ ‬الاقتصادي‭ ‬لأطراف‭ ‬بريكس،‭ ‬مازال‭ ‬هو‭ ‬الغرب‭ ‬إلى‭ ‬الآن،‭ ‬فحجم‭ ‬التجارة‭ ‬بين‭ ‬‮«‬الصين‮»‬،‭ ‬و«الولايات‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬يناهز‭ ‬700‭ ‬مليار‭ ‬دولار،‭ ‬مقابل‭ ‬196‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬تجارة‭ ‬‮«‬بكين‮»‬،‭ ‬مع‭ ‬المجموعة،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬عدد‭ ‬الشركات‭ ‬الصينية‭ ‬المدرجة‭ ‬في‭ ‬الأسواق‭ ‬المالية‭ ‬الأمريكية،‭ ‬يبلغ‭ ‬نحو‭ ‬252‭ ‬شركة‭ ‬قيمتها‭ ‬السوقية‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬تريليون‭ ‬دولار،‭ ‬وتستحوذ‭ ‬الصين‭ ‬على‭ ‬أكبر‭ ‬احتياطات‭ ‬دولار‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬بقيمة‭ ‬تبلغ‭ ‬نحو‭ ‬3,13‭ ‬تريليونات‭ ‬دولار‭.‬

على‭ ‬العموم،‭ ‬فإن‭ ‬انضمام‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬السعودية،‭ ‬والإمارات،‭ ‬والبحرين،‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬عربية‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬مقدمتها‭ ‬مصر،‭ ‬والجزائر،‭ ‬وتونس؛‭ ‬يعني‭ ‬قراءة‭ ‬في‭ ‬المستقبل،‭ ‬وتعزيز‭ ‬مواطن‭ ‬القوة‭ ‬لدى‭ ‬هذه‭ ‬الدول،‭ ‬والسعي‭ ‬المبكر‭ ‬للاستفادة‭ ‬من‭ ‬الفرص،‭ ‬خاصة‭ ‬وأنها‭ ‬تسعى‭ ‬إلى‭ ‬تنويع‭ ‬اقتصاداتها‭ ‬وتقليل‭ ‬الفجوة‭ ‬بينها‭ ‬وبين‭ ‬العالم‭ ‬المتقدم‭.‬

وعلى‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص،‭ ‬يعني‭ ‬انضمام‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬تصاعد‭ ‬دورها‭ ‬في‭ ‬النظام‭ ‬الدولي،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬بات‭ ‬حضورها‭ ‬ملموسًا‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الملفات‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة،‭ ‬استنادًا‭ ‬إلى‭ ‬قوتها‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والمالية،‭ ‬بإجمالي‭ ‬ناتج‭ ‬نحو‭ ‬1,7‭ ‬تريليون‭ ‬دولار‭ ‬في‭ ‬المرتبة‭ ‬12‭ ‬عالميًا،‭ ‬وشبكة‭ ‬علاقاتها‭ ‬الواسعة‭ ‬التي‭ ‬أقامتها،‭ ‬وما‭ ‬تتمتع‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬توازن‭ ‬وحكمة‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬هذه‭ ‬العلاقات،‭ ‬واستضافتها‭ ‬للعديد‭ ‬من‭ ‬الفعاليات‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية،‭ ‬وبروز‭ ‬دورها‭ ‬في‭ ‬ملفات‭ ‬مهمة‭ ‬كالحرب‭ ‬الروسية‭ ‬الأوكرانية،‭ ‬وقضية‭ ‬المناخ،‭ ‬وتنويع‭ ‬مصادر‭ ‬الطاقة‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا