العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

عربية ودولية

مفاوضات حساسة في باريس حول معاهدة دولية لمكافحة التلوث البلاستيكي

الثلاثاء ٣٠ مايو ٢٠٢٣ - 02:00

باريس‭ - (‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭): ‬افتُتحت‭ ‬أمس‭ ‬الاثنين‭ ‬جولة‭ ‬من‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬المفاوضات‭ ‬الحساسة‭ ‬في‭ ‬باريس‭ ‬تستمر‭ ‬خمسة‭ ‬أيام‭ ‬في‭ ‬محاولة‭ ‬للتوصل‭ ‬إلى‭ ‬معاهدة‭ ‬تساهم‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬حد‭ ‬لتلوث‭ ‬البلاستيكي‭. ‬ويجتمع‭ ‬ممثلون‭ ‬لـ175‭ ‬دولة‭ ‬ذات‭ ‬طموحات‭ ‬متباينة‭ ‬في‭ ‬مقر‭ ‬اليونسكو‭ ‬في‭ ‬الدورة‭ ‬الثانية‭ ‬للجنة‭ ‬التفاوض‭ ‬الدولية‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬خمسة‭ ‬أيام‭ ‬في‭ ‬محاولة‭ ‬للتوصل‭ ‬إلى‭ ‬اتفاق‭ ‬تاريخي‭ ‬يغطي‭ ‬دورة‭ ‬الحياة‭ ‬البلاستيكية‭ ‬برمّتها‭. ‬

وافتتح‭ ‬الجولة‭ ‬الجديدة‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المفاوضات‭ ‬رئيس‭ ‬اللجنة‭ ‬البيروفي‭ ‬غوستافو‭ ‬ميسا‭-‬كوادرا‭ ‬فيلاسكيش‭ ‬قائلا‭ ‬‮«‬أنظار‭ ‬العالم‭ ‬تتجه‭ ‬إلينا‭. ‬التحدي‭ ‬هائل،‭ ‬جميعنا‭ ‬هنا‭ ‬ندرك‭ ‬ذلك،‭ ‬لكنه‭ ‬ليس‭ ‬منيعا‮»‬‭. ‬كذلك،‭ ‬تحضر‭ ‬المناقشات‭ ‬المنظمات‭ ‬غير‭ ‬الحكومية،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬ممثلي‭ ‬شركات‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬البلاستيك،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬تأسف‭ ‬له‭ ‬ناشطون‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬البيئة‭. ‬وقبل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬بقليل،‭ ‬تم‭ ‬التوصل‭ ‬في‭ ‬نيروبي‭ (‬كينيا‭) ‬إلى‭ ‬اتفاق‭ ‬مبدئي‭ ‬لوضع‭ ‬حد‭ ‬للتلوث‭ ‬البلاستيكي‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬مع‭ ‬طموح‭ ‬بإبرام‭ ‬معاهدة‭ ‬ملزمة‭ ‬قانونا‭ ‬بحلول‭ ‬نهاية‭ ‬2024‭ ‬تحت‭ ‬رعاية‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭. ‬

في‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬نظّمت‭ ‬فرنسا‭ ‬السبت‭ ‬اجتماعا‭ ‬مع‭ ‬وزراء‭ ‬وممثلي‭ ‬حوالي‭ ‬60‭ ‬بلدا‭ ‬في‭ ‬باريس‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إعطاء‭ ‬دفعة‭ ‬للمفاوضات‭. ‬ودعا‭ ‬الرئيس‭ ‬الفرنسي‭ ‬إيمانويل‭ ‬ماكرون‭ ‬في‭ ‬مقطع‭ ‬فيديو‭ ‬بث‭ ‬خلال‭ ‬الافتتاح‭ ‬الاثنين‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬إنهاء‭ ‬نموذج‭ ‬معولم‭ ‬وغير‭ ‬قابل‭ ‬للاستمرار‭ ‬لإنتاج‭ ‬البلاستيك‭ ‬واستهلاكه‮»‬،‭ ‬محذرا‭ ‬من‭ ‬‮«‬قنبلة‭ ‬موقوتة‮»‬‭. ‬ويدخل‭ ‬البلاستيك‭ ‬المشتق‭ ‬من‭ ‬النفط‭ ‬في‭ ‬تركيبة‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يحيط‭ ‬بنا‭ ‬كالأغلفة‭ ‬وألياف‭ ‬الملابس‭ ‬ومواد‭ ‬البناء‭ ‬والأدوات‭ ‬الطبية‭ ‬وغيرها‭. ‬وازداد‭ ‬إنتاجه‭ ‬السنوي‭ ‬بأكثر‭ ‬من‭ ‬الضعف‭ ‬خلال‭ ‬عشرين‭ ‬عاما‭ ‬ليصل‭ ‬إلى‭ ‬460‭ ‬مليون‭ ‬طن،‭ ‬وقد‭ ‬يزداد‭ ‬ثلاثة‭ ‬أضعاف‭ ‬بحلول‭ ‬2060‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬يتخذ‭ ‬العالم‭ ‬تدابير‭ ‬حيال‭ ‬ذلك‭. ‬

ورصدت‭ ‬لدائن‭ ‬بلاستيكية‭ ‬دقيقة‭ ‬في‭ ‬الدم‭ ‬وفي‭ ‬حليب‭ ‬الأم‭ ‬وحتى‭ ‬في‭ ‬المشيمة‭. ‬وما‭ ‬يزيد‭ ‬الوضع‭ ‬خطورة‭ ‬أن‭ ‬ثلثي‭ ‬هذا‭ ‬الإنتاج‭ ‬يرمى‭ ‬في‭ ‬النفايات‭ ‬بعد‭ ‬استخدامه‭ ‬لمرة‭ ‬أو‭ ‬أكثر،‭ ‬وأن‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬10‭%‬‭ ‬من‭ ‬المخلفات‭ ‬البلاستيكية‭ ‬تخضع‭ ‬لإعادة‭ ‬التدوير‭. ‬وأضاف‭ ‬ماكرون‭ ‬‮«‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الهدف‭ ‬الأساسي‭ ‬خفض‭ ‬إنتاج‭ ‬مواد‭ ‬بلاستيكية‭ ‬جديدة‭ ‬وحظر‭ ‬المنتجات‭ ‬الأكثر‭ ‬تلويثا‭ ‬في‭ ‬أسرع‭ ‬وقت‭ ‬ممكن،‭ ‬مثل‭ ‬المواد‭ ‬البلاستيكية‭ ‬ذات‭ ‬الاستخدام‭ ‬الواحد،‭ ‬والأكثر‭ ‬خطورة‭ ‬على‭ ‬الصحة‮»‬‭. ‬وينتهي‭ ‬الأمر‭ ‬بكمية‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المخلفات‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬الأحجام‭ ‬في‭ ‬قعر‭ ‬البحار‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬الكتل‭ ‬الجليدية‭ ‬وصولا‭ ‬إلى‭ ‬قمم‭ ‬الجبال‭ ‬وحتى‭ ‬في‭ ‬أحشاء‭ ‬الطيور‭. ‬

وحذّر‭ ‬وزير‭ ‬التحول‭ ‬البيئي‭ ‬كريستوف‭ ‬بيشو‭ ‬من‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نكون‭ ‬حريصين‭ ‬على‭ ‬ألا‭ ‬تحل‭ ‬مسألة‭ ‬إعادة‭ ‬التدوير‭ ‬مكان‭ ‬الجدل‭ ‬حول‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬إنتاج‭ ‬البلاستيك‮»‬‭. ‬وصرّحت‭ ‬المسؤولة‭ ‬في‭ ‬منظمة‭ ‬‮«‬سورفرايدر‭ ‬فاونديشن‮»‬‭ ‬غير‭ ‬الحكومية‭ ‬ديان‭ ‬بوميناي‭-‬جوانيه‭ ‬لوكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭ ‬‮«‬هناك‭ ‬إجماع‭ ‬حول‭ ‬التحديات‭ ‬ورغبة‭ ‬في‭ ‬التحرك‮»‬‭. ‬وأضافت‭ ‬أنها‭ ‬‮«‬متفائلة‭ ‬بشأن‭ ‬حقيقة‭ ‬أننا‭ ‬نمضي‭ ‬قدما‭ ‬باتجاه‭ ‬مسودة‭ ‬معاهدة‮»‬‭ ‬لكنها‭ ‬اعتبرت‭ ‬أن‭ ‬‮«‬المحتوى‭ ‬المحدّد‭ ‬للالتزامات‭ ‬سيكون‭ ‬معقدا،‭ ‬وخصوصا‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬يتعلّق‭ ‬بخفض‭ ‬الإنتاج‮»‬‭. ‬

والهدف‭ ‬من‭ ‬خفض‭ ‬الإنتاج،‭ ‬وهو‭ ‬مطلب‭ ‬مدعوم‭ ‬من‭ ‬‮«‬ائتلاف‭ ‬الطموح‭ ‬الكبير‮»‬‭ ‬بقيادة‭ ‬رواندا‭ ‬والنرويج‭ ‬والذي‭ ‬يشمل‭ ‬حوالي‭ ‬50‭ ‬بلدا،‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬وكندا‭ ‬وتشيلي‭ ‬واليابان،‭ ‬‮«‬إنهاء‭ ‬التلوث‭ ‬البلاستيكي‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2040‮»‬‭. ‬لكن‭ ‬هناك‭ ‬دول‭ ‬أخرى‭ ‬أكثر‭ ‬ترددا،‭ ‬وتصر‭ ‬على‭ ‬إعادة‭ ‬التدوير‭ ‬وإدارة‭ ‬النفايات‭ ‬بشكل‭ ‬أفضل،‭ ‬ومن‭ ‬بينها‭ ‬الصين‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬والسعودية‭ ‬ودول‭ ‬تحالف‭ ‬أوبك‭ ‬عموما‭ ‬التي‭ ‬تريد‭ ‬حماية‭ ‬صناعة‭ ‬البتروكيميائيات‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا