أزمة مع علي ماهر:
ذكر عبد الناصر في إحدى خطاباته الأزمة التي وقعت بينه وبين علي ماهر، أول رئيس وزراء بعد الثورة فقد ذهل علي ماهر عندما عرف أن قانون الإصلاح الزراعي يقضي بألا تزيد الملكية على ثلاثمائة فدان، حتى إنه قال لأعضاء مجلس الثورة: «كيف يستطيع أمير كبير كالأمير يوسف كمال أن يعيش على إيراد 300 فدان بعد أن كان يملك 30 ألف فدان»، قال الثوار لعلي ماهر: «اسأل نفسك أولا كيف يعيش ملايين الفلاحين الذين لا يملكون قيراطا واحدا؟»، علمت الثورة أن علي ماهر يجمع الأعيان سرا ويتفق معهم على معارضة قانون الإصلاح الزراعي، فاجتمع مجلس الثورة وقرر إقالة علي ماهر من رئاسة الوزراء وتعيين اللواء محمد نجيب رئيسا للوزراء.
أزمة مع مجلس الوصاية:
تحدث عبد الناصر عن الأزمة التي حدثت مع مجلس الوصاية ذلك أن الثوار علموا أن مجلس الوصاية الذي اختاروه بعد الثورة يعارض قانون الإصلاح الزراعي، وتقرر أن يعقد الثوار اجتماعا مع مجلس الوصاية لإقناعه بالقانون، وإذا بأحد أعضاء مجلس الوصاية الذي كان المفروض أنه يمثل القيادة الثورية يعارض قانون الإصلاح الزراعي، ويؤيد رأي علي ماهر، وتقرر بعد ذلك إقالة عضو مجلس الوصاية هذا... وانتهى الأمر بعد ذلك بإلغاء مجلس الوصاية كله.
أزمة بسبب الجلاء:
روى جمال عبد الناصر كيف كانت بعض الدول متخوفة من الصراع بين الثورة والإنجليز على الجلاء فورا بلا قيد ولا شرط، إن الذي لم يذكره جمال عبد الناصر أنه اجتمع في هذه الفترة اجتماعات طويلة مع بعض السياسيين والوزراء السابقين ورؤساء الوزارات، وكان أغلبهم يعارض المعركة العنيفة مع الإنجليز وتصر على ضرورة المساومة وأن نصف رغيف أحسن من لا شيء، وإننا أضعف من أن نقاوم الإنجليز في هذه الأثناء قال عبد الناصر بالحرف الواحد: «قال لي عبود أنت صغير يا جمال بك، أنت مش عارف الإنجليز أبدا.. الإنجليز دول يدوخوا الدنيا إزاي احنا نوقف قصاد دول وإذا كنت تتفاوض مع الإنجليز تذكر أن هؤلاء الإنجليز هم اللي كسبوا الحرب العالمية الثانية، الإنجليز هم اللي دوخوا ألمانيا.. الإنجليز اللي عملوا، الإنجليز اللي سووا.. وهكذا» ورفض عبدالناصر هذه النغمة التي تحاول عرقلة تصميم الثوار على جلاء المحتل الإنجليزي.
أزمة مع محمد نجيب:
روى جمال عبد الناصر سر أزمة مارس 1954، مع اللواء محمد نجيب كيف اختلفت الثورة معه كيف أن مجلس الثورة مجتمعا اختلف مع محمد نجيب، ولم يذكر جمال عبد الناصر لماذا انتخب محمد نجيب رئيسا لمجلس الثورة؟
إن الذي حدث أن محمد نجيب لم يكن عضوا في مجلس الثورة.. ولم يعلم بتفاصيل الثورة إلا بعد أن نجحت واستولت على قيادة الجيش. وأرسلت في استدعائه من منزله وعرضت عليه منصب القائد العام، وكان جمال عبد الناصر وقتئذ هو رئيس مجلس الثورة ولكنه ترك مكانه رغم اعتراض زملائه لمحمد نجيب، وتصور الناس يومها أن محمد نجيب هو قائد الثورة الحقيقي، بينما الواقع أنه بقي عدة أيام بعد الثورة لا يحضر اجتماعات مجلس الثورة لأنه لم يكن عضوا في المجلس وروى جمال عبد الناصر كيف أنه بعد نجاح الثورة، والذي لم يذكره جمال عبد الناصر أن بعض القوى رغبت في التخلص من الثورة بأن تؤلف وزارة من الوفد والشيوعيين والإخوان المسلمين.. وأنها رضيت تتعاون مع الشيوعيين من أجل الخلاص من تحديد الملكية ومن اتجاه الثورة الاشتراكي، وأن الشيوعيين قبلوا الاشتراك مع الإقطاعين في وزارة واحدة ليتخلصوا من الثورة أيضا.
المنحرف الذي يكسب 20 ألف جنيه:
أذاع عبد الناصر سر بعض المنحرفين، الذين انضموا إلى الثورة وانحرفوا وفتحوا مكاتب الاستيراد والتصدير، وكيف أن أحدهم كان يستورد السكر والفحم، وأن مرتبه كان 70 جنيها ثم أصبح يكسب 20 ألف جنيه في العام، ثم تحدث عن الذين يتصلون بأقارب ومعارف أصحاب النفوذ ويفتحون معهم مكاتب تصدير وقال الرئيس إنه رأى هذه العمليات في عام 1960، ووجد نفسه عاجزا عن مقاومة بعض تسلل القوى الإقطاعية والرأسمالية وإفسادها للناس، ولهذا رأى أن يحلها كلها بحل جذري.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك