العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

عربية ودولية

آلاف الفلسطينيين يحيون ذكرى النكبة في رام الله: «لسنا أرقاما بل شهودا»

الثلاثاء ١٦ مايو ٢٠٢٣ - 02:00

رام‭ ‬الله‭ - (‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭): ‬أحيا‭ ‬آلاف‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬رام‭ ‬الله‭ ‬أمس‭ ‬الاثنين‭ ‬الذكرى‭ ‬الـ75‭ ‬للنكبة‭ ‬التي‭ ‬يربطونها‭ ‬بقيام‭ ‬دولة‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1948،‭ ‬في‭ ‬تظاهرة‭ ‬تحولت‭ ‬مهرجانا‭ ‬وعبروا‭ ‬خلالها‭ ‬عن‭ ‬تمسكهم‭ ‬بأرضهم‭ ‬وحقهم‭ ‬في‭ ‬العودة‭. ‬واحتفلت‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬26‭ ‬ابريل‭ ‬الماضي‭ ‬بالذكرى‭ ‬الخامسة‭ ‬والسبعين‭ ‬لقيام‭ ‬الدولة‭ ‬بحسب‭ ‬الروزنامة‭ ‬العبرية‭. ‬

وحمل‭ ‬آلاف‭ ‬المتظاهرين‭ ‬الذين‭ ‬وفدوا‭ ‬من‭ ‬كافة‭ ‬أنحاء‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬المحتلة‭ ‬أعلاما‭ ‬فلسطينية‭ ‬ورايات‭ ‬سوداء‭ ‬كتب‭ ‬عليها‭ ‬‮«‬العودة‮»‬‭ ‬بالعربية‭ ‬والإنجليزية‭ ‬ورسم‭ ‬عليها‭ ‬مفتاح‭ ‬قديم‭. ‬

وارتدى‭ ‬كثيرون‭ ‬منهم‭ ‬سترات‭ ‬سوداء‭ ‬كتب‭ ‬عليها‭ ‬‮«‬النكبة‭ ‬أصل‭ ‬الرواية‭ ‬والعودة‭ ‬حق‮»‬‭. ‬واختتمت‭ ‬التظاهرة‭ ‬بإقامة‭ ‬مهرجان‭ ‬مركزي‭ ‬وسط‭ ‬مدينة‭ ‬رام‭ ‬الله‭ ‬حيث‭ ‬مقر‭ ‬السلطة‭ ‬الفلسطينية‭. ‬

ارتدى‭ ‬الستيني‭ ‬خيري‭ ‬حنون‭ (‬64‭ ‬عاما‭) ‬الذي‭ ‬قدم‭ ‬من‭ ‬مدينة‭ ‬طولكرم‭ ‬الزي‭ ‬الفلسطيني‭ ‬التقليدي‭ ‬القديم،‭ ‬وحمل‭ ‬حقيبة‭ ‬قديمة‭ ‬جدا‭ ‬ومعولا‭ ‬وضع‭ ‬عليه‭ ‬ملابسه‭ ‬في‭ ‬محاكاة‭ ‬لمشهد‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬الذين‭ ‬هجروا‭ ‬من‭ ‬بيوتهم‭ ‬وقراهم‭ ‬عام‭ ‬1948‭. ‬كما‭ ‬حمل‭ ‬مفتاح‭ ‬منزل‭ ‬قديم‭ ‬أشبه‭ ‬بالمفاتيح‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تستخدم‭ ‬في‭ ‬الأربعينيات‭. ‬وقال‭ ‬حنون‭ ‬‮«‬جئنا‭ ‬لنقول‭ ‬للاحتلال‭ ‬إنه‭ ‬هكذا‭ ‬أخرج‭ ‬آباؤنا‭ ‬وأجدادنا‭ ‬بلباسهم‭ ‬وهويتهم‭ ‬التي‭ ‬ورثناها‭. ‬أرادوهم‭ ‬أن‭ ‬ينسوا‭ ‬ديارهم،‭ ‬لقد‭ ‬قتلوا‭ ‬الكبار‭ ‬لينسى‭ ‬الصغار،‭ ‬لكن‭ ‬الصغار‭ ‬ساروا‭ ‬على‭ ‬طريق‭ ‬أجدادهم‭ ‬وعلى‭ ‬العهد‭ ‬الذي‭ ‬قطعوه‭ ‬على‭ ‬أنفسهم‭ ‬بالعودة‭ ‬لأرضهم‮»‬‭. ‬

وطلبت‭ ‬السلطة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬منتصف‭ ‬اليوم‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬الفعاليات‭. ‬وبحسب‭ ‬أرقام‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬فان‭ ‬5‭,‬9‭ ‬ملايين‭ ‬لاجئ‭ ‬فلسطيني‭ ‬يتوزعون‭ ‬اليوم‭ ‬بين‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬المحتلة‭ ‬وقطاع‭ ‬غزة‭ ‬والأردن‭ ‬ولبنان‭ ‬وسوريا،‭ ‬قلة‭ ‬منهم‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬على‭ ‬قيد‭ ‬الحياة‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬760‭ ‬ألف‭ ‬فلسطيني‭ ‬هجروا‭ ‬او‭ ‬فروا‭ ‬من‭ ‬منازلهم‭ ‬خلال‭ ‬حرب‭ ‬1948‭ ‬والتي‭ ‬اندلعت‭ ‬إثر‭ ‬إعلان‭ ‬قيام‭ ‬دولة‭ ‬إسرائيل‭. ‬تقول‭ ‬إسرائيل‭ ‬إن‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬غادروا‭ ‬قراهم‭ ‬طوعا‭ ‬خلال‭ ‬المعارك،‭ ‬كما‭ ‬ترفض‭ ‬الاتهامات‭ ‬حول‭ ‬ارتكابها‭ ‬مجازر،‭ ‬وخصوصا‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬من‭ ‬بقوا‭ ‬في‭ ‬أرضهم‭. ‬

وتتحدّث‭ ‬إسرائيل‭ ‬عن‭ ‬قيام‭ ‬دولتها‭ ‬وفق‭ ‬مبدأ‭ ‬‮«‬أرض‭ ‬بلا‭ ‬شعب‭ ‬لشعب‭ ‬بلا‭ ‬أرض‮»‬‭. ‬دُمرت‭ ‬مئات‭ ‬القرى‭ ‬الفلسطينية‭ ‬خلال‭ ‬النكبة‭ ‬التي‭ ‬طُرد‭ ‬خلالها‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬760‭ ‬ألف‭ ‬فلسطيني‭ ‬من‭ ‬منازلهم‭. ‬ووثق‭ ‬الباحث‭ ‬الأكاديمي‭ ‬الفلسطيني‭ ‬وليد‭ ‬الخالدي‭ ‬تدمير‭ ‬أو‭ ‬تهجير‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬400‭ ‬قرية،‭ ‬بينما‭ ‬أحصت‭ ‬منظمة‭ ‬زوخروت‭ (‬ذاكرات‭) ‬الإسرائيلية‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬600‭ ‬بلدة‭ ‬واجهت‭ ‬هذا‭ ‬المصير‭. ‬

وشارك‭ ‬في‭ ‬المهرجان‭ ‬فلسطينيون‭ ‬ممن‭ ‬بقوا‭ ‬في‭ ‬ارضهم‭ ‬داخل‭ ‬دولة‭ ‬إسرائيل،‭ ‬وتحدث‭ ‬محمد‭ ‬بركة‭ ‬رئيس‭ ‬لجنة‭ ‬المتابعة‭ ‬العليا‭ ‬التي‭ ‬تمثلهم‭. ‬وقال‭ ‬بركة‭ ‬‮«‬من‭ ‬أكبر‭ ‬الاخطاء‭ ‬التي‭ ‬ارتكبتها‭ ‬الحركة‭ ‬الصهيونية،‭ ‬كما‭ ‬اعترفوا‭ ‬هم،‭ ‬هو‭ ‬بقاء‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬150‭ ‬و160‭ ‬ألف‭ ‬فلسطيني‭ ‬في‭ ‬الداخل‭ ‬بعد‭ ‬نكبة‭ ‬شعبنا‮»‬‭. ‬وأضاف‭ ‬‮«‬نحن‭ ‬اليوم‭ ‬قرابة‭ ‬مليونين‭. ‬لسنا‭ ‬أرقاما،‭ ‬وإنما‭ ‬شهود‭ ‬على‭ ‬هوية‭ ‬الوطن‭ ‬ومسميات‭ ‬المكان‭ ‬الذي‭ ‬حاولت‭ ‬إسرائيل‭ ‬اغتياله‮»‬‭. ‬

وشارك‭ ‬أمجد‭ ‬عمر‭ (‬37‭ ‬عاما‭) ‬الذي‭ ‬يتحدر‭ ‬من‭ ‬إحدى‭ ‬القرى‭ ‬المجاورة‭ ‬لمدينة‭ ‬بئر‭ ‬السبع‭ ‬مع‭ ‬عائلته‭ ‬في‭ ‬التظاهرة‭. ‬وضع‭ ‬الكوفية‭ ‬وحمل‭ ‬ابنته‭ ‬الصغيرة‭ ‬على‭ ‬كتفيه‭ ‬وهي‭ ‬تحمل‭ ‬العلم‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬فيما‭ ‬سارت‭ ‬إلى‭ ‬جانبه‭ ‬زوجته‭ ‬وهي‭ ‬ترتدي‭ ‬الثوب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬التقليدي‭. ‬وقال‭ ‬أمجد‭ ‬‮«‬هذا‭ ‬التاريخ‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلينا‭ ‬لا‭ ‬ينسى‭ ‬أبدا،‭ ‬فهو‭ ‬تاريخ‭ ‬تهجير‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬من‭ ‬ارضه‭. ‬نشارك‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الذكرى‭ ‬ونتذكر‭ ‬كيف‭ ‬رحل‭ ‬أجدادنا‭ ‬وننقلها‭ ‬لأولادنا‭ ‬كي‭ ‬نرسخ‭ ‬الرواية‭ ‬والتاريخ‭ ‬في‭ ‬عقولهم‮»‬‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا