العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

حركة عدم الانحياز وقضايا الخليج العربي

بقلم: د. أشرف محمد كشك

الاثنين ١٥ مايو ٢٠٢٣ - 02:00

يرجع‭ ‬تأسيس‭ ‬حركة‭ ‬عدم‭ ‬الانحياز‭ ‬إلى‭ ‬مؤتمر‭ ‬باندونج‭ ‬بإندونسيا‭ ‬عام‭ ‬1955،‭ ‬تلك‭ ‬الحركة‭ ‬التي‭ ‬تكونت‭ ‬في‭ ‬بدايتها‭ ‬من‭ ‬29‭ ‬دولة،‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬مصر‭ ‬والهند‭ ‬وإندونسيا،‭ ‬وقد‭ ‬نشأت‭ ‬في‭ ‬ذروة‭ ‬الحرب‭ ‬الباردة،‭ ‬وحقبة‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬إنهاء‭ ‬الاستعمار‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الدول‭  ‬الإفريقية‭ ‬والآسيوية،‭ ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬الحركة‭ ‬استهدفت‭ ‬تعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والثقافي‭ ‬بين‭ ‬دولها‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬واضحا‭ ‬أن‭ ‬الهدف‭  ‬الرئيسي‭ ‬هي‭ ‬فكرة‭ ‬اتخاذ‭ ‬سياسات‭ ‬مستقلة‭ ‬عن‭ ‬المعسكرين‭ ‬الرأسمالي‭ ‬والاشتراكي‭ ‬آنذاك،‭ ‬وقد‭ ‬يكون‭ ‬معروفاً‭ ‬للكثيرين‭ ‬مبادئ‭ ‬الحركة‭ ‬العشرة‭ ‬الشهيرة‭ ‬التي‭ ‬أعلنتها‭ ‬آنذاك‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬أهمها‭ ‬هي‭ ‬احترام‭ ‬حقوق‭ ‬وسيادة‭ ‬الدول‭ ‬وعدم‭ ‬التدخل‭ ‬في‭ ‬شؤونها‭ ‬الداخلية،‭ ‬والامتناع‭ ‬عن‭ ‬تهديد‭ ‬أي‭ ‬دولة‭ ‬وحق‭ ‬كل‭ ‬دولة‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬أراضيها‭ ‬سواء‭ ‬بشكل‭ ‬فردي‭ ‬أو‭ ‬جماعي‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬الارتباط‭ ‬الوثيق‭ ‬بين‭ ‬نشأة‭ ‬الحركة‭ ‬وطبيعة‭ ‬النظام‭ ‬العالمي‭ ‬آنذاك‭ ‬فإن‭ ‬تقييم‭ ‬الحركة‭ ‬قد‭ ‬ظل‭ ‬مرتبطاً‭ ‬بتطور‭ ‬ذلك‭ ‬النظام،‭ ‬بمعنى‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬أعقاب‭ ‬انتهاء‭ ‬الحرب‭ ‬الباردة‭ ‬ساد‭ ‬جدل‭ ‬حول‭ ‬استمرار‭ ‬الحركة‭ ‬وجدواها‭ ‬وخاصة‭ ‬أن‭ ‬حالة‭ ‬الاستقطاب‭ ‬الدولي‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬سبباً‭ ‬رئيسياً‭ ‬في‭ ‬نشأة‭ ‬الحركة‭ ‬قد‭ ‬تلاشت‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬1990‭ ‬مع‭ ‬انهيار‭ ‬الاتحاد‭ ‬السوفيتي،‭ ‬ولكن‭ ‬الحركة‭ ‬قد‭ ‬أعيد‭ ‬تسليط‭ ‬الأضواء‭ ‬عليها‭ ‬خلال‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬لثلاثة‭ ‬أسباب‭  ‬الأول‭: ‬الجدل‭ ‬الذي‭ ‬أثير‭ ‬بعد‭ ‬اندلاع‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا‭ ‬حول‭ ‬طبيعة‭ ‬النظام‭ ‬الدولي‭ ‬الراهن،‭ ‬ومفاده‭ ‬هل‭ ‬نحن‭ ‬بصدد‭ ‬تحولات‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬النظام‭ ‬نحو‭ ‬التعددية‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬مغاير‭ ‬لذلك‭ ‬النظام‭ ‬الذي‭ ‬ساد‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬عقدين‭ ‬من‭ ‬الزمان؟‭ ‬وإذا‭ ‬كانت‭ ‬الإجابة‭ ‬بنعم‭ ‬فإن‭ ‬التساؤل‭ ‬المنطقي‭ ‬ماذا‭ ‬يعني‭ ‬ذلك‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬الثالث‭ ‬التي‭ ‬تعبر‭ ‬عنها‭ ‬بعض‭ ‬التنظيمات‭ ‬مثل‭ ‬حركة‭ ‬عدم‭ ‬الانحياز،‭ ‬أما‭ ‬السبب‭ ‬الثاني‭ ‬فهو‭ ‬مواقف‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬تجاه‭ ‬الصراع‭ ‬الدائر‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا‭ ‬ومن‭ ‬بينها‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الإفريقية‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬العالم‭  ‬والتي‭ ‬قررت‭ ‬عدم‭ ‬الانحياز‭ ‬لهذا‭ ‬الطرف‭ ‬أو‭ ‬ذاك‭ ‬،‭ ‬والثالث‭: ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬تأثير‭ ‬توازن‭ ‬القوى‭ ‬داخل‭ ‬منظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬وتعارض‭ ‬المصالح‭ ‬التي‭ ‬تحول‭ ‬دون‭ ‬أخذ‭ ‬مصالح‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬الثالث‭ ‬بعين‭ ‬الاعتبار‭ ‬وخاصة‭ ‬عندما‭ ‬يرتبط‭ ‬الأمر‭ ‬بقضايا‭ ‬النزاعات‭ ‬على‭ ‬الطبيعية‭ ‬ومن‭ ‬بينها‭ ‬المياه‭.‬

‭ ‬وبعيداً‭ ‬عن‭ ‬الخوض‭ ‬في‭ ‬إعادة‭ ‬تسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬تطور‭ ‬تلك‭ ‬الحركة‭ ‬واستحواذها‭ ‬على‭ ‬اهتمام‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬مؤخراً‭ ‬فإن‭ ‬التساؤل‭ ‬الأهم‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬تأثير‭ ‬عودة‭  ‬تلك‭ ‬الحركة‭ ‬على‭ ‬قضايا‭ ‬الخليج‭ ‬العربي؟‭ ‬مؤخراً‭ ‬تلقيت‭ ‬دعوة‭ ‬من‭ ‬أحد‭ ‬المراكز‭ ‬الفكرية‭ ‬في‭ ‬أذربيجان‭ ‬للمشاركة‭ ‬في‭ ‬مؤتمر‭ ‬للحديث‭ ‬عن‭ ‬تلك‭ ‬القضية،‭ ‬وفي‭ ‬تقديري‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬الحركة‭ ‬تعد‭ ‬مهمة‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬لثلاثة‭ ‬أسباب‭ ‬أولها‭: ‬إن‭ ‬المبادئ‭ ‬التي‭ ‬ترتكز‭ ‬عليها‭ ‬الحركة‭ ‬ومنها‭ ‬عدم‭ ‬التدخل‭ ‬في‭ ‬الشؤون‭ ‬الداخلية‭ ‬للدول‭ ‬واحترام‭ ‬سيادتها‭ ‬وحق‭ ‬الدول‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬نفسها،‭ ‬صحيح‭ ‬أنها‭ ‬مبادئ‭ ‬أممية‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاتها‭ ‬ولكنها‭ ‬جوهر‭ ‬السياسات‭ ‬الخارجية‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬،‭ ‬وثانيها‭: ‬إن‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬كدول‭ ‬صغرى‭ ‬ومتوسطة‭ ‬تتمثل‭ ‬أحد‭ ‬خياراتها‭ ‬الأمنية‭ ‬في‭ ‬سياسة‭ ‬عدم‭ ‬الانحياز‭ ‬وخاصة‭ ‬خلال‭ ‬الصراعات‭ ‬وقد‭ ‬سعت‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬إلى‭ ‬تطبيق‭ ‬ذلك‭ ‬المبدأ‭ ‬خلال‭ ‬الحرب‭ ‬العراقية‭- ‬الإيرانية‭ ‬في‭ ‬الثمانينيات‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يدوم‭ ‬طالما‭ ‬لم‭ ‬ترغب‭ ‬الأطراف‭ ‬الأخرى‭ ‬في‭ ‬احترامه‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬حدا‭ ‬بدول‭ ‬الخليج‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تنخرط‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬مباشر‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الحرب،‭ ‬وثالثها‭: ‬إن‭  ‬غاية‭ ‬الدول‭ ‬الصغرى‭ ‬والمتوسطة‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬الذي‭ ‬يتسم‭ ‬بتراتبية‭ ‬معينة‭ ‬لتوازن‭ ‬القوى‭ ‬هي‭ ‬وجود‭ ‬منظمات‭ ‬تعكس‭ ‬مصالح‭ ‬تلك‭ ‬الدول‭ ‬عموماً‭ ‬وإبان‭ ‬الأزمات‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬خاص،‭ ‬وهنا‭ ‬تجدر‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬أخفقت‭ ‬فيه‭ ‬الجهود‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬تشكيل‭ ‬تحالف‭ ‬عالمي‭ ‬لمواجهة‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬ذلك‭ ‬التحالف‭ ‬الذي‭ ‬قادته‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭  ‬لمواجهة‭ ‬فيروس‭ ‬أيبولا‭ ‬في‭ ‬غرب‭ ‬إفريقيا‭ ‬عام‭ ‬2014‭ ‬فإن‭ ‬حركة‭ ‬عدم‭  ‬الانحياز‭ ‬قد‭ ‬نجحت‭ ‬خلال‭ ‬قمتها‭ ‬التي‭ ‬انعقدت‭ ‬في‭ ‬2020‭  ‬في‭ ‬تأسيس‭ ‬مجموعة‭ ‬عمل‭ ‬للحركة‭ ‬بهدف‭ ‬إعداد‭ ‬قاعدة‭ ‬بيانات‭ ‬يمكن‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬تحديد‭ ‬احتياجات‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء‭ ‬خلال‭ ‬مواجهة‭ ‬ذلك‭ ‬الوباء‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬شهد‭ ‬فيه‭ ‬القطا‭ ‬ع‭ ‬الصحي‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬اختبارا‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭.‬

ومع‭ ‬أهمية‭ ‬ما‭ ‬سبق‭ ‬فإن‭ ‬تسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬الحركة‭ ‬مجدداً‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬العالم‭ ‬بصدد‭ ‬الاصطفاف‭ ‬في‭ ‬تنظيمات‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬أيديولوجية‭ ‬مجدداً‭ ‬وإنما‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تداعيات‭ ‬وباء‭ ‬كورونا‭ ‬وكذلك‭ ‬الحرب‭ ‬الأوكرانية‭ ‬ومن‭ ‬بينها‭ ‬تحدي‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬حدة‭ ‬التنافس‭ ‬والاستقطاب‭ ‬الدولي،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬انحسار‭ ‬دور‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬عن‭ ‬تسوية‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬الصراعات‭ ‬باستثناء‭ ‬العمل‭ ‬الإنساني،‭ ‬تلك‭ ‬المتغيرات‭ ‬قد‭ ‬أوجدت‭ ‬لدى‭  ‬عديد‭  ‬من‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬توجهاً‭ ‬بشأن‭ ‬دعم‭ ‬منظمات‭ ‬العمل‭ ‬الجماعي‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬التعبير‭ ‬عن‭ ‬قضايا‭ ‬وهموم‭ ‬مشتركة‭  ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬كون‭ ‬تلك‭ ‬المنظمات‭ ‬ذات‭ ‬تأثير‭ ‬في‭ ‬القرارات‭ ‬الدولية‭ ‬من‭ ‬عدمه‭ ‬ومن‭ ‬بينها‭ ‬حركة‭ ‬عدم‭ ‬الانحياز‭  ‬التي‭ ‬أعلنت‭ ‬تأسيس‭ ‬شبكة‭ ‬برلمانية‭ ‬لتكون‭ ‬منتدى‭ ‬للنقاش‭ ‬واتخاذ‭ ‬قرارات،‭ ‬صحيح‭ ‬أنها‭ ‬لن‭ ‬تكون‭ ‬لها‭ ‬صفة‭ ‬الإلزام‭ ‬عالمياً‭ ‬ولكن‭ ‬تبقى‭ ‬أهميتها‭ ‬الرمزية‭ ‬لكونها‭ ‬تعد‭ ‬أكبر‭ ‬تجمع‭ ‬عالمي‭ ‬بعد‭ ‬الجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭.‬

‭ ‬ومع‭ ‬الأخذ‭ ‬في‭ ‬الاعتبار‭ ‬توجهات‭ ‬الباحثين‭ ‬المهتمين‭ ‬بمستقبل‭ ‬تلك‭ ‬الحركة‭ ‬والتي‭ ‬تعكس‭ ‬توجهين‭ ‬الأول‭: ‬يرى‭ ‬أن‭ ‬دول‭ ‬الحركة‭ ‬ليست‭ ‬سوى‭ ‬مجرد‭ ‬تجمع‭ ‬عددي‭ ‬لا‭ ‬تربطها‭ ‬أهداف‭ ‬مشتركة‭ ‬سوى‭ ‬بشكل‭ ‬مؤقت‭ ‬نتيجة‭ ‬الوضع‭ ‬الدولي‭ ‬الراهن‭ ‬الذي‭ ‬يشهد‭ ‬تحولاً‭ ‬غير‭ ‬معروف‭ ‬مداه‭ ‬ولكنه‭ ‬يتيح‭ ‬اتخاذ‭ ‬مواقف‭ ‬محايدة‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يعزز‭ ‬من‭ ‬الحركة‭ ‬وجاذبيتها‭ ‬مجدداً،‭ ‬والثاني‭: ‬يرى‭ ‬أن‭ ‬ثمة‭ ‬فرصة‭ ‬سانحة‭ ‬أمام‭ ‬الحركة‭ ‬للنهوض‭ ‬مجدداً،‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تشابه‭ ‬ظروف‭ ‬نشأتها‭ ‬مع‭ ‬بعض‭ ‬الظروف‭ ‬الراهنة،‭ ‬وإن‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬حرباً‭ ‬باردة‭ ‬فإنها‭ ‬صراع‭ ‬وتنافس‭ ‬ومحاولات‭ ‬استقطاب‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬هذا‭ ‬الطرف‭ ‬أو‭ ‬ذاك‭ ‬،‭ ‬وفي‭ ‬تقديري‭ ‬دون‭ ‬ترجيح‭ ‬رأي‭ ‬على‭ ‬الآخر‭ ‬فلكل‭ ‬وجاهته‭ ‬،‭ ‬أن‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالحركة‭ ‬يأتي‭ ‬ضمن‭ ‬توجهات‭ ‬الدول‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬مختلفة‭ ‬من‭ ‬العالم‭  ‬للانضواء‭ ‬في‭ ‬منظمات‭ ‬للعمل‭ ‬الجماعي‭ ‬أو‭ ‬بالأحرى‭ ‬تكتلات‭ ‬سواء‭ ‬أكانت‭ ‬اقتصادية‭ ‬أو‭ ‬أمنية‭ ‬وهو‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬مؤشرات‭ ‬الصراع‭ ‬والتنافس‭ ‬العالمي،‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬ثانية‭ ‬فإن‭ ‬وجود‭ ‬أطر‭ ‬جماعية‭ ‬يمكن‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬دعم‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬التي‭ ‬تعد‭ ‬مثار‭ ‬اهتمام‭ ‬وأولويات‭ ‬لدول‭ ‬العالم‭ ‬الثالث‭ ‬أو‭ ‬بالأحرى‭ ‬الدول‭ ‬الصغرى‭ ‬والمتوسطة‭ ‬والتي‭ ‬ربما‭ ‬لا‭ ‬تتسق‭ ‬مصالحها‭ ‬مع‭ ‬الدول‭ ‬الكبرى‭ ‬في‭ ‬المنظمات‭ ‬الدولية‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تظهره‭ ‬مؤشرات‭ ‬التصويت‭ ‬على‭ ‬قضايا‭ ‬تلك‭ ‬الدول،‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬ثالثة‭  ‬فإن‭ ‬دعم‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬لتلك‭ ‬الحركة‭ ‬مثل‭ ‬الهند‭ ‬والصين‭ ‬والبرازيل‭ ‬لتلك‭ ‬الحركة‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يعزز‭ ‬من‭ ‬أهميتها‭ ‬ومستقبلها‭ ‬كإطار‭ ‬عمل‭ ‬جماعي‭ ‬لتلك‭ ‬الدول‭. ‬

‭ ‬{ مدير‭ ‬برنامج‭ ‬الدراسات

‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والدولية‭ ‬بمركز‭ ‬‮«‬دراسات‮»‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا