العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

ريادة دول الخليج في سياسات المناخ والتحول العالمي للطاقة

مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية

الجمعة ١٢ مايو ٢٠٢٣ - 02:00

من‭ ‬المقرر‭ ‬أن‭ ‬يجتمع‭ ‬المسؤولون‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬الإمارات،‭ ‬نهاية‭ ‬نوفمبر‭ ‬2023؛‭ ‬لحضور‭ ‬الدورة‭ ‬الثامنة‭ ‬والعشرين‭ ‬من‭ ‬مؤتمر‭ ‬الأطراف‭ ‬في‭ ‬اتفاقية‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬بشأن‭ ‬تغير‭ ‬المناخ،‭ ‬‮«‬كوب‭ ‬28‮»‬،‭ ‬والتي‭ ‬ستكون‭ ‬القمة‭ ‬الأولى‭ ‬بعد‭ ‬اتفاق‭ ‬باريس‭ ‬عام‭ ‬2015،‭ ‬ومؤتمر‭ ‬كيوتو‭ ‬في‭ ‬1997،‭ ‬وكلاهما‭ ‬أدخل‭ ‬اتفاقيات‭ ‬دولية‭ ‬واسعة‭ ‬النطاق‭ ‬بشأن‭ ‬مكافحة‭ ‬تغير‭ ‬المناخ،‭ ‬والحد‭ ‬من‭ ‬انبعاثات‭ ‬غازات‭ ‬الاحتباس‭ ‬الحراري‭ ‬العالمية،‭ ‬ووقف‭ ‬المعدل‭ ‬المُقلق‭ ‬لارتفاع‭ ‬درجات‭ ‬الحرارة‭.‬

وكما‭ ‬أوضحت‭ ‬فيونا‭ ‬هارفي،‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬الجارديان،‭ ‬فإنه‭ ‬في‭ ‬مؤتمر‭ ‬‮«‬كوب‭ ‬28‮»‬،‭ ‬ستعمل‭ ‬الحكومات‭ ‬الوطنية‭ ‬والوكالات‭ ‬متعددة‭ ‬الجنسيات،‭ ‬والمراقبون‭ ‬المستقلون‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬على‭ ‬تقييم،‭ ‬التقدم‭ ‬الذي‭ ‬أحرزه‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬بشأن‭ ‬مكافحة‭ ‬تغير‭ ‬المناخ،‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬تم‭ ‬تقديم‭ ‬اتفاقيات‭ ‬باريس‭ ‬المناخية،‭ ‬وهي‭ ‬العملية‭ ‬التي‭ ‬أصبحت‭ ‬تُعرف‭ ‬باسم‭ ‬التقييم‭ ‬العالمي‭.‬

وأشار‭ ‬نيت‭ ‬وارزوسكي،‭ ‬وجمال‭ ‬سوجي،‭ ‬من‭ ‬معهد‭ ‬الموارد‭ ‬العالمية،‭ ‬إلى‭ ‬دور‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬في‭ ‬تسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬التقدم‭ ‬المحرز‭ ‬في‭ ‬الجهود‭ ‬العالمية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬خفض‭ ‬انبعاثات‭ ‬غازات‭ ‬الاحتباس‭ ‬الحراري‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬ارتفاع‭ ‬درجة‭ ‬الحرارة‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬دون‭ ‬درجتين‭ ‬مئويتين،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬المرونة‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬تأثيرات‭ ‬المناخ،‭ ‬ومواءمة‭ ‬الدعم‭ ‬المالي‭ ‬مع‭ ‬القدر‭ ‬والنطاق‭ ‬اللازمين‭ ‬لمعالجة‭ ‬أزمة‭ ‬المناخ،‭ ‬وأضافت‭ ‬جامعة‭ ‬دورهام،‭ ‬أن‭ ‬التقييم‭ ‬العالمي‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2023،‭ ‬سيكون‭ ‬حاسمًا‭ ‬في‭ ‬تحديد‭ ‬موقعنا،‭ ‬وأين‭ ‬نريد‭ ‬أن‭ ‬نكون،‭ ‬وكيف‭ ‬سنبلغ‭ ‬تلك‭ ‬المرحلة‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬البلدان‭ ‬قد‭ ‬أحرزت‭ ‬تقدمًا‭ ‬كبيرًا،‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬استخدام‭ ‬مصادر‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة،‭ ‬وخفض‭ ‬انبعاثات‭ ‬الكربون،‭ ‬وتعزيز‭ ‬بيئة‭ ‬من‭ ‬التعاون‭ ‬العالمي‭ ‬بشأن‭ ‬العمل‭ ‬المناخي؛‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬هارفي،‭ ‬أشارت‭ ‬إلى‭ ‬الكيفية‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬المرجح‭ ‬أن‭ ‬يُظهر‭ ‬بها‭ ‬التقييم‭ ‬أن‭ ‬معظم‭ ‬الدول‭ ‬لم‭ ‬تلتزم‭ ‬بالتخفيضات‭ ‬اللازمة‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬الاحترار‭ ‬العالمي‭ ‬إلى‭ ‬1‭.‬5‭ ‬درجة‭ ‬مئوية‭. ‬وكتبت‭ ‬راشيل‭ ‬كايت،‭ ‬ولورنس‭ ‬توبيانا،‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ ‬فورين‭ ‬بوليسي،‭ ‬أن‭ ‬التقييم‭ ‬العالمي،‭ ‬سيقدم‭ ‬قراءة‭ ‬صعبة‭ ‬للمسؤولين‭ ‬وخبراء‭ ‬المناخ‭. ‬

ومن‭ ‬المعلوم،‭ ‬أن‭ ‬جهود‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬الانبعاثات،‭ ‬ووسائل‭ ‬تعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬العالمي‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬المناخي،‭ ‬قد‭ ‬عانت‭ ‬انتكاسات‭ ‬ملحوظة‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭. ‬وأوضحت‭ ‬اتراكتا‭ ‬موني،‭ ‬وكاميلا‭ ‬هودجسون،‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬فاينانشال‭ ‬تايمز،‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬قمة‭ ‬مؤتمر‭ ‬الأطراف‭ ‬السابقة‭ ‬عام‭ ‬2022،‭ ‬فشلت‭ ‬الجهود‭ ‬المبذولة‭ ‬للتوصل‭ ‬إلى‭ ‬اتفاق،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬دعم‭ ‬عشرات‭ ‬المشاركين‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬والاتحاد‭ ‬الأوروبي،‭ ‬بشأن‭ ‬التغاضي‭ ‬عن‭ ‬قرار‭ ‬بالالتزام‭ ‬بانبعاثات‭ ‬الكربون‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2025‭ ‬من‭ ‬المسودة‭ ‬النهائية‭ ‬للقمة؛‭ ‬ما‭ ‬أثار‭ ‬استياء‭ ‬الكثيرين‭. ‬وكما‭ ‬أفادت‭ ‬هارفي،‭ ‬فإن‭ ‬الاتفاق‭ ‬بشأن‭ ‬المساعدة‭ ‬المالية‭ ‬للخسائر‭ ‬والأضرار‭ ‬للبلدان‭ ‬النامية‭ ‬قد‭ ‬فشلت‭ ‬في‭ ‬تحديد‭ ‬شكل‭ ‬ذلك‭ ‬التمويل‭ ‬ومصادره‭. ‬ووصف‭ ‬تيري‭ ‬سلافين،‭ ‬من‭ ‬رويترز،‭ ‬قمة‭ ‬‮«‬كوب‭ ‬27‮»‬،‭ ‬بأنها‭ ‬مخيبة‭ ‬للآمال‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬استمرار‭ ‬ارتفاع‭ ‬درجات‭ ‬الحرارة‭ ‬العالمية،‭ ‬وتقويض‭ ‬الجهود‭ ‬المبذولة‭ ‬لزيادة‭ ‬التعاون‭ ‬الدولي‭ ‬بشأن‭ ‬التحديات‭ ‬المشتركة،‭ ‬الناجمة‭ ‬عن‭ ‬انتشار‭ ‬النزاعات،‭ ‬والركود‭ ‬في‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي‭ ‬العالمي‭ ‬هذا‭ ‬العام؛‭ ‬فإن‭ ‬كايت،‭ ‬وتوبيانا،‭ ‬يصران‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬عام‭ ‬2023،‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬فيه‭ ‬الحكومات‭ ‬العالمية‭ ‬يمكن‭ ‬إغراؤها‭ ‬بشأن‭ ‬الانخراط‭ ‬في‭ ‬التعاون‭ ‬المناخي‭. ‬وفي‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص،‭ ‬توفر‭ ‬استضافة‭ ‬قمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬الرئيسية‭ ‬للمناخ،‭ ‬للإمارات‭ ‬فرصة‭ ‬أن‭ ‬تصيغ‭ ‬لبقية‭ ‬الاقتصادات‭ ‬المتقدمة‭ ‬الأخرى‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬ما‭ ‬يُمكن‭ ‬أن‭ ‬يبدو‭ ‬عليه‭ ‬عالم‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬الوقود‭ ‬الأحفوري‭. ‬

وبالإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أبو‭ ‬ظبي،‭ ‬ودول‭ ‬الخليج‭ ‬بشكل‭ ‬عام،‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬ينطلقوا‭ ‬من‭ ‬دبلوماسية‭ ‬الطاقة‭ ‬الحديثة؛‭ ‬لتحقيق‭ ‬نجاح‭ ‬صعب،‭ ‬يمكن‭ ‬تشبيهه‭ ‬بالتحول‭ ‬الكبير‭ ‬في‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الرئيس‭ ‬الأسبق‭ ‬ريتشارد‭ ‬نيكسون،‭ ‬تجاه‭ ‬الصين،‭ ‬والذي‭ ‬غيّر‭ ‬ميزان‭ ‬الحرب‭ ‬الباردة؛‭ ‬أوضح‭ ‬تشارلز‭ ‬كراوس،‭ ‬من‭ ‬مركز‭ ‬ويلسون،‭ ‬أن‭ ‬زيارة‭ ‬نيكسون‭ ‬إلى‭ ‬بكين‭ ‬في‭ ‬فبراير‭ ‬1972،‭ ‬كانت‭ ‬لحظة‭ ‬محورية‭ ‬في‭ ‬التاريخ‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬للقرن‭ ‬العشرين‭. ‬وعليه،‭ ‬اقترحت‭ ‬كايت،‭ ‬وتوبيانا،‭ ‬أنه‭ ‬بما‭ ‬يعادله‭ ‬في‭ ‬‮«‬كوب‭ ‬28‮»‬؛‭ ‬فإن‭ ‬تبني‭ ‬تحول‭ ‬الطاقة،‭ ‬وتعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬الدولي‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬المناخي؛‭ ‬لن‭ ‬يؤدي‭ ‬فقط‭ ‬إلى‭ ‬ترسيخ‭ ‬مكانة‭ ‬الإمارات،‭ ‬كرائدة‭ ‬في‭ ‬التحول‭ ‬العالمي‭ ‬للطاقة،‭ ‬لكن‭ ‬بمقدوره‭ ‬أن‭ ‬يترك‭ ‬لها‭ ‬أيضًا‭ ‬بصمة‭ ‬لا‭ ‬تقدر‭ ‬بثمن‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬الدولية‭.‬

وبصفته‭ ‬الرئيس‭ ‬المُعين‭ ‬لمؤتمر‭ ‬الأطراف‭ ‬‮«‬كوب‭ ‬28‮»‬،‭ ‬وضع‭ ‬وزير‭ ‬الصناعة‭ ‬والتكنولوجيا‭ ‬في‭ ‬الإمارات،‭ ‬سلطان‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬الجابر،‭ ‬رؤيته‭ ‬التي‭ ‬مفادها‭ ‬أن‭ ‬العالم‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يتحد‭ ‬ويغتنم‭ ‬الفرصة‭ ‬في‭ ‬قمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬مقرا‭ ‬بأن‭ ‬التجمع‭ ‬العالمي‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬تقديم‭ ‬خطة‭ ‬عمل‭ ‬تُشرك‭ ‬القطاعين‭ ‬العام‭ ‬والخاص؛‭ ‬لتحقيق‭ ‬نتائج‭ ‬تحولية‭. ‬وحثت‭ ‬كايت،‭ ‬وتوبيانا،‭ ‬أبوظبي‭ ‬على‭ ‬تقديم‭ ‬مبادرات‭ ‬استراتيجية‭ ‬جريئة،‭ ‬على‭ ‬النحو‭ ‬الواجب‭ ‬لبقية‭ ‬العالم،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالتحول‭ ‬المستمر‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الطاقة،‭ ‬وإصلاح‭ ‬النظام‭ ‬بشأن‭ ‬الدعم‭ ‬المالي‭ ‬للدول‭ ‬النامية‭ ‬الأكثر‭ ‬تضررًا‭ ‬من‭ ‬تغير‭ ‬المناخ‭. ‬

وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بدورها‭ ‬ودول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون،‭ ‬الأخرى‭ ‬في‭ ‬الانتقال‭ ‬من‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬الطاقة‭ ‬التقليدية‭ ‬إلى‭ ‬البدائل‭ ‬المتجددة،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الالتزام‭ ‬بأهداف‭ ‬طموحة‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬انبعاثات‭ ‬كربونية‭ ‬صفرية‭ -‬لاسيما‭ ‬مع‭ ‬سعي‭ ‬الإمارات‭ ‬وسلطنة‭ ‬عمان‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬ذلك‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2050،‭ ‬والسعودية‭ ‬والكويت‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2060‭- ‬أشارت‭ ‬مجلة‭ ‬الإيكونوميست،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬تضع‭ ‬بعضًا‭ ‬من‭ ‬أكبر‭ ‬رهاناتها‭ ‬المهمة‭ ‬على‭ ‬آليات‭ ‬احتجاز‭ ‬الكربون‭ ‬وتخزينه،‭ ‬ومصادر‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة،‭ ‬وإنتاج‭ ‬الهيدروجين،‭ ‬خاصة‭ ‬مع‭ ‬قيام‭ ‬الإمارات‭ ‬بتأسيس‭ ‬أول‭ ‬مصنع‭ ‬لإنتاج‭ ‬الهيدروجين‭ ‬الأخضر‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬عام‭ ‬2021‭. ‬

وفي‭ ‬ضوء‭ ‬ما‭ ‬أشار‭ ‬إليه‭ ‬الجابر،‭ ‬من‭ ‬خطوات‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد؛‭ ‬أفادت‭ ‬كايت‭ ‬وتوبيانا،‭ ‬أن‭ ‬أبو‭ ‬ظبي،‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬واعد،‭ ‬لدفع‭ ‬شركات‭ ‬النفط‭ ‬الوطنية‭ ‬التي‭ ‬تشكل80%‭ ‬من‭ ‬حجم‭ ‬الإنتاج،‭ ‬إلى‭ ‬الانتقال‭ ‬إلى‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة،‭ ‬بطريقة‭ ‬لم‭ ‬يسبق‭ ‬لها‭ ‬مثيل‭. ‬وستعمل‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الجهود‭ ‬بلا‭ ‬شك،‭ ‬كمثال‭ ‬يثبت‭ ‬للدول‭ ‬الأخرى‭ ‬المصدرة‭ ‬للنفط‭ ‬والغاز‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬الأوسع‭ ‬وأمريكا‭ ‬اللاتينية،‭ ‬كيف‭ ‬يمكن‭ ‬لدولة‭ ‬مصدرة‭ ‬للنفط‭ ‬أن‭ ‬تنتقل‭ ‬بنجاح‭ ‬إلى‭ ‬مصادر‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة،‭ ‬والوصول‭ ‬إلى‭ ‬صافي‭ ‬انبعاثات‭ ‬كربونية‭ ‬صفرية‭ ‬في‭ ‬منتصف‭ ‬عقود‭ ‬القرن‭ ‬الحادي‭ ‬والعشرين‭.‬

وبصفتها‭ ‬الدولة‭ ‬المضيفة‭ ‬لقمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬المقبلة‭ ‬للمناخ؛‭ ‬من‭ ‬المتوقع‭ ‬أيضًا‭ ‬أن‭ ‬تقوم‭ ‬بدور‭ ‬الوسيط‭ ‬في‭ ‬توضيح‭ ‬الاهتمامات‭ ‬والآراء‭ ‬المتباينة‭ ‬للمسؤولين‭ ‬والخبراء‭ ‬الحاضرين‭. ‬وعلى‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص،‭ ‬فإن‭ ‬الفجوة‭ ‬بين‭ ‬الاقتصادات‭ ‬المتقدمة‭ ‬التي‭ ‬تنبعث‭ ‬منها‭ ‬مستويات‭ ‬انبعاثات‭ ‬أكبر‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬متناسب،‭ ‬وبين‭ ‬الدول‭ ‬النامية‭ ‬التي‭ ‬غالبًا‭ ‬ما‭ ‬تكون‭ ‬أكثر‭ ‬تضررًا‭ ‬من‭ ‬تداعيات‭ ‬ارتفاع‭ ‬مستويات‭ ‬سطح‭ ‬البحر،‭ ‬وارتفاع‭ ‬درجات‭ ‬الحرارة،‭ ‬وأنماط‭ ‬الطقس‭ ‬غير‭ ‬المتوقعة؛‭ ‬هي‭ ‬إحدى‭ ‬التحديات‭ ‬ذات‭ ‬الأهمية‭.‬

من‭ ‬جانبها،‭ ‬أوضحت‭ ‬هارفي،‭ ‬أن‭ ‬القضية‭ ‬الرئيسية‭ ‬للعدالة‭ ‬المناخية،‭ ‬ستكون‭ ‬منصبة‭ ‬على‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬البلدان‭ ‬الفقيرة‭ ‬والضعيفة‭ ‬الأكثر‭ ‬تعرضًا‭ ‬لخطر‭ ‬أزمة‭ ‬التغيرات‭ ‬المناخية،‭ ‬بينما‭ ‬لم‭ ‬تتسبب‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬الأساس،‭ ‬وسيكون‭ ‬هذا‭ ‬التوجه‭ ‬في‭ ‬صميم‭ ‬‮«‬كوب28‮»‬،‭ ‬وبالتالي،‭ ‬فهي‭ ‬مسألة‭ ‬تحتاج‭ ‬أبو‭ ‬ظبي،‭ ‬إلى‭ ‬الإشارة‭ ‬إليها‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬تستفيد‭ ‬حاليًا‭ ‬من‭ ‬ثمار‭ ‬ازدهارها‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬مع‭ ‬تأكيد‭ ‬المنتدى‭ ‬الاقتصادي‭ ‬العالمي،‭ ‬أن‭ ‬المنطقة‭ ‬ستعد‭ ‬نقطة‭ ‬مضيئة‭ ‬للاقتصاد‭ ‬العالمي،‭ ‬بعد‭ ‬تجاوز‭ ‬تداعيات‭ ‬أزمة‭ ‬كوفيد‭-‬19،‭ ‬خلال‭ ‬العام‭ ‬المقبل؛‭ ‬بسبب‭ ‬تركيزها‭ ‬على‭ ‬الانفتاح‭ ‬والتنوع‭ ‬الاقتصادي؛‭ ‬رأت‭ ‬كايت‭ ‬وتوبيانا،‭ ‬أنه‭ ‬نظرًا‭ ‬إلى‭ ‬نقاط‭ ‬ضعفها‭ ‬تجاه‭ ‬تأثيرات‭ ‬الطقس‭ ‬الشديدة،‭ ‬ونقص‭ ‬موارد‭ ‬المياه؛‭ ‬فإنه‭ ‬يمكنها‭ ‬الآن‭ ‬العمل‭ ‬بالتضامن‭ ‬مع‭ ‬الدول‭ ‬الأخرى‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تواجه‭ ‬الأسوأ،‭ ‬جراء‭ ‬ظواهر‭ ‬التغيرات‭ ‬المناخية،‭ ‬والعمل‭ ‬مع‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬الغنية؛‭ ‬لتلبية‭ ‬الاحتياجات‭ ‬المالية‭ ‬لتلك‭ ‬الدول‭ ‬من‭ ‬المنح‭ ‬والإعانات‭ ‬لمعالجة‭ ‬أزماتها‭ ‬المرتقبة‭. ‬

وبالفعل،‭ ‬اعترف‭ ‬الجابر،‭ ‬بهذه‭ ‬القضية‭. ‬وعلق‭ ‬في‭ ‬حوار‭ ‬بيترسبرج‭ ‬للمناخ‭ ‬في‭ ‬برلين،‭ ‬مؤخرًا،‭ ‬أن‭ ‬اجتماعه‭ ‬مع‭ ‬بعض‭ ‬وزراء‭ ‬دول‭ ‬الجنوب‭ ‬العالمي،‭ ‬قد‭ ‬أكد‭ ‬أن‭ ‬تمويل‭ ‬العمل‭ ‬المناخي‭ ‬الدولي‭ ‬ببساطة‭ ‬غير‭ ‬متاح،‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬الوصول‭ ‬إليه؛‭ ‬ومن‭ ‬ثمّ،‭ ‬أصر‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬التعهد‭ ‬بالتزامات‭ ‬طموحة‭ ‬وشفافة،‭ ‬وخاضعة‭ ‬للمساءلة،‭ ‬من‭ ‬البلدان‭ ‬والشركات‭ ‬لمساعدة‭ ‬البلدان‭ ‬النامية،‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تواجه‭ ‬أسوأ‭ ‬تغيرات‭ ‬مناخية‭ ‬عالميًّا‭.‬

ومع‭ ‬اهتمام‭ ‬قمة‭ ‬‮«‬كوب28‮»‬،‭ ‬بالمقام‭ ‬الأول‭ ‬بدراسة‭ ‬الآثار‭ ‬الصحية‭ ‬على‭ ‬الإنسان‭ ‬من‭ ‬جراء‭ ‬أزمة‭ ‬تغير‭ ‬المناخ‭ ‬العالمية؛‭ ‬أوضحت‭ ‬كايت،‭ ‬وتوبيانا،‭ ‬أن‭ ‬الخطوة‭ ‬الجريئة‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬الإمارات،‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬الأخرى،‭ ‬المتمثلة‭ ‬في‭ ‬دفع‭ ‬عجلة‭ ‬مصالح‭ ‬البلدان‭ ‬النامية،‭ ‬بما‭ ‬يتفق‭ ‬مع‭ ‬متطلبات‭ ‬العمل‭ ‬المناخي‭ ‬الدولي‭ ‬ستساعد‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬شراكات‭ ‬عدة‭ ‬مع‭ ‬الأصدقاء،‭ ‬عبر‭ ‬إفريقيا،‭ ‬وآسيا،‭ ‬وأمريكا‭ ‬اللاتينية،‭ ‬والمحيط‭ ‬الهادئ‭. ‬

واستنادًا‭ ‬إلى‭ ‬المساعي‭ ‬الحثيثة‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬بها،‭ ‬والمتمثلة‭ ‬في‭ ‬إعادة‭ ‬بناء‭ ‬فجوة‭ ‬الثقة‭ ‬في‭ ‬مبادرات‭ ‬العمل‭ ‬المناخي‭ ‬العالمية،‭ ‬وفقًا‭ ‬لما‭ ‬ذكره‭ ‬داميان‭ ‬ماكيلروي،‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬ذا‭ ‬ناشيونال،‭ ‬فإن‭ ‬إدراك‭ ‬الإمارات،‭ ‬ودول‭ ‬الخليج‭ ‬لمخاطر‭ ‬المناخ‭ ‬التي‭ ‬ستواجه‭ ‬الدول‭ ‬النامية،‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬له‭ ‬تأثير‭ ‬بالغ،‭ ‬في‭ ‬السياسات‭ ‬المناخية‭ ‬العالمية‭ ‬المستقبلية‭ ‬لتلك‭ ‬الدول‭. ‬

ومع‭ ‬تحذير‭ ‬هارجيت‭ ‬سينغ،‭ ‬رئيس‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬السياسية‭ ‬العالمية،‭ ‬في‭ ‬شبكة‭ ‬العمل‭ ‬المناخي‭ ‬الدولية،‭ ‬من‭ ‬أنه‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬التحلي‭ ‬بشيء‭ ‬من‭ ‬الإنصاف‭ ‬والعدالة‭ ‬في‭ ‬تصميم‭ ‬صفقة‭ ‬معنية‭ ‬بالتخلص‭ ‬التدريجي‭ ‬من‭ ‬الوقود‭ ‬الأحفوري؛‭ ‬فإن‭ ‬أي‭ ‬اتفاق‭ ‬نهائي‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن‭ ‬لن‭ ‬يشهد‭ ‬أي‭ ‬تطور‭. ‬وترى‭ ‬كايت،‭ ‬وتوبيانا،‭ ‬أن‭ ‬الإمارات‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬فريد،‭ ‬لاستضافة‭ ‬قمة‭ ‬المناخ‭ ‬القادمة،‭ ‬وأن‭ ‬دورها‭ ‬للعمل‭ ‬على‭ ‬تيسير‭ ‬التعاون‭ ‬الدولي،‭ ‬بشأن‭ ‬التحديات‭ ‬المناخية‭ ‬المتبادلة‭ ‬للدول،‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬الاستهانة‭ ‬به،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬العالم‭ ‬ينتظر‭ ‬ليرى،‭ ‬كيف‭ ‬تتعامل‭ ‬مع‭ ‬واجباتها‭ ‬والتزاماتها‭ ‬المتعلقة‭ ‬باستضافة‭ ‬قمة‭ ‬المناخ،‭ ‬وما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬بإمكانها‭ ‬المساعدة‭ ‬في‭ ‬دفع‭ ‬العالم‭ ‬نحو‭ ‬اتفاق‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد،‭ ‬مشيرتين‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬القمة‭ ‬مع‭ ‬كونها‭ ‬تحيط‭ ‬بها‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الآمال،‭ ‬فقد‭ ‬تكون‭ ‬نتائجها؛‭ ‬إما‭ ‬إنجاز‭ ‬طموحات‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة،‭ ‬أو‭ ‬تكون‭ ‬بلا‭ ‬رؤية‭. ‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬تأكيد‭ ‬الكاتبتين‭ ‬أن‭ ‬تقييمهما‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬مليئا‭ ‬بالتفاؤل‭ ‬بشكل‭ ‬مفرط؛‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬يعزز‭ ‬ذلك‭ ‬تصريح‭ ‬الأمين‭ ‬التنفيذي‭ ‬لاتفاقية‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬الإطارية‭ ‬بشأن‭ ‬تغير‭ ‬المناخ،‭ ‬سيمون‭ ‬ستيل،‭ ‬أيضًا‭ ‬عن‭ ‬ثقته‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬القمة،‭ ‬ستكون‭ ‬نقطة‭ ‬تحول‭ ‬للعالم،‭ ‬بشأن‭ ‬مبادرات‭ ‬العمل‭ ‬المناخي‭ ‬الدولي‭. ‬

على‭ ‬العموم،‭ ‬مع‭ ‬تحلي‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬الأكاديميين‭ ‬والخبراء‭ ‬بالأمل‭ ‬إزاء‭ ‬المبادرات‭ ‬المناخية‭ ‬المقرر‭ ‬طرحها‭ ‬في‭ ‬قمة‭ ‬‮«‬كوب28‮»‬؛‭ ‬فإن‭ ‬القيادة‭ ‬التي‭ ‬ستُظهرها‭ ‬الإمارات‭ ‬ودول‭ ‬الخليج‭ ‬الأخرى‭ ‬في‭ ‬نوفمبر‭ ‬2023،‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬عنصرًا‭ ‬حاسمًا،‭ ‬في‭ ‬إدراك‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬تبني‭ ‬عمل‭ ‬قوي،‭ ‬يتفق‭ ‬مع‭ ‬توصيات‭ ‬وكالة‭ ‬الطاقة‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬أبريل‭ ‬2023،‭ ‬بضرورة‭ ‬تنفيذ‭ ‬تخفيضات‭ ‬فورية‭ ‬وسريعة‭ ‬للانبعاثات،‭ ‬ووجود‭ ‬مساهمات‭ ‬قوية‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬البلدان،‭ ‬لاسيما‭ ‬الاقتصادات‭ ‬المتقدمة‭.‬

وفي‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬التوقعات‭ ‬الحالية‭ ‬بشأن‭ ‬تغير‭ ‬المناخ‭ ‬العالمي‭ ‬قاتمة؛‭ ‬فإن‭ ‬القمة‭ ‬القادمة،‭ ‬توفر‭ ‬فرصة‭ ‬لتحقيق‭ ‬طفرة‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭ ‬في‭ ‬التعاون‭ ‬الدولي‭ ‬لمعالجة‭ ‬مستويات‭ ‬الانبعاثات‭ ‬العالمية،‭ ‬وتبني‭ ‬انتقال‭ ‬عالمي‭ ‬إلى‭ ‬مصادر‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا