العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

مكاسب ومخاطر عدم الانحياز في نظام عالمي ناشئ متعدد الأقطاب

مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية

الأربعاء ١٠ مايو ٢٠٢٣ - 02:00

أعرب‭ ‬المراقبون‭ ‬الغربيون‭ ‬مرارا‭ ‬خلال‭ ‬حرب‭ ‬أوكرانيا‭ ‬عن‭ ‬أسفهم‭ ‬لمواقف‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬‭ ‬خارج‭ ‬هيكل‭ ‬التحالف‭ ‬الغربي‭ ‬‭ ‬نحو‭ ‬الرئيس‭ ‬الروسي،‭ ‬‮«‬فلاديمير‭ ‬بوتين‮»‬،‭ ‬وتحديداً‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬كيفية‭ ‬استمرار‭ ‬التعاون‭ ‬السياسي‭ ‬والاقتصادي‭ ‬والأمني‭ ‬مع‭ ‬موسكو‭.‬

وعلى‭ ‬الصعيد‭ ‬الدولي،‭ ‬امتنعت‭ ‬دول‭ ‬‮«‬الجنوب‭ ‬العالمي‮»‬‭ ‬‭ ‬وهو‭ ‬مصطلح‭ ‬يشير‭ ‬عمومًا‭ ‬إلى‭ ‬الدول‭ ‬النامية‭ ‬في‭ ‬إفريقيا‭ ‬وآسيا‭ ‬وأمريكا‭ ‬اللاتينية‭ ‬‭ ‬عن‭ ‬فكرة‭ ‬الإدانة‭ ‬العلنية‭ ‬لأعمال‭ ‬موسكو،‭ ‬مع‭ ‬امتناع‭ ‬35‭ ‬دولة‭ ‬بالجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬عن‭ ‬التصويت‭ ‬لصالح‭ ‬قرار‭ ‬يُدين‭ ‬هجومها‭ ‬على‭ ‬أوكرانيا‭ ‬في‭ ‬فبراير‭ ‬2022‭. ‬ومع‭ ‬تغير‭ ‬هذا‭ ‬الوضع‭ ‬قليلاً‭ ‬بعد‭ ‬مرور‭ ‬عام،‭ ‬أشار‭ ‬‮«‬بيتر‭ ‬فرانكوبان‮»‬،‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬ذا‭ ‬سبيكتاتور‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬النظام‭ ‬الجيوسياسي‭ ‬العالمي‭ ‬يميل‭ ‬لصالح‭ ‬الرئيس‭ ‬الروسي،‭ ‬وأن‭ ‬‮«‬مهمته‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬لبناء‭ ‬العلاقات‭ ‬وتأكيد‭ ‬معتقداته‮»‬،‭ ‬ضد‭ ‬الغرب‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم،‭ ‬‮«‬قد‭ ‬آتت‭ ‬ثمارها‮»‬‭.‬

وفي‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬الغرب‭ ‬قد‭ ‬عرض‭ ‬على‭ ‬‮«‬أوكرانيا‮»‬،‭ ‬مليارات‭ ‬الدولارات‭ ‬من‭ ‬المساعدات‭ ‬العسكرية‭ ‬والمالية،‭ ‬وقدمت‭ ‬‮«‬واشنطن‮»‬،‭ ‬وحدها‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬75‭ ‬مليار‭ ‬دولار،‭ ‬فقد‭ ‬حث‭ ‬‮«‬فيليبس‭ ‬أوبراين‮»‬،‭ ‬من‭ ‬جامعة‭ ‬‮«‬سانت‭ ‬أندرو‮»‬،‭ ‬التحالف‭ ‬عبر‭ ‬الأطلسي‭ ‬على‭ ‬الاستمرار‭ ‬في‭ ‬منح‭ ‬‮«‬كييف‮»‬‭ ‬الأسلحة،‭ ‬التي‭ ‬تحتاج‭ ‬إليها‭ ‬لتحقيق‭ ‬النصر‭. ‬وبصرف‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬الحالات‭ ‬الفردية،‭ ‬مثل‭ ‬توريد‭ ‬طائرات‭ ‬مسيرة‭ ‬مسلحة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬‮«‬تركيا‮»‬،‭ ‬وتعهد‭ ‬‮«‬السعودية‮»‬،‭ ‬بتقديم‭ ‬400‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭ ‬لجهود‭ ‬الدعم‭ ‬الإنساني؛‭ ‬كان‭ ‬التدخل‭ ‬غير‭ ‬الغربي‭ ‬في‭ ‬الحرب‭ ‬محدودا‭ ‬بشكل‭ ‬ملحوظ‭.‬

وفي‭ ‬واقع‭ ‬الأمر،‭ ‬كثيرًا‭ ‬ما‭ ‬اتهم‭ ‬النقاد‭ ‬الغربيون‭ ‬حلفاء‭ ‬وشركاء‭ ‬رسميين‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬بالوقوف‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬روسيا‭ ‬ضد‭ ‬الغرب‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الاستمرار‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬نظام‭ ‬يخضع‭ ‬لعقوبات‭ ‬أمريكية‭ ‬وأوروبية‭ ‬واسعة‭ ‬النطاق،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬مع‭ ‬صدور‭ ‬أمر‭ ‬توقيف‭ ‬من‭ ‬المحكمة‭ ‬الجنائية‭ ‬الدولية‭ ‬ضد‭ ‬رئيسه؛‭ ‬بتهمة‭ ‬ارتكاب‭ ‬جرائم‭ ‬حرب‭. ‬وأوضح‭ ‬‮«‬جوش‭ ‬هولدر‮»‬،‭ ‬و«لورين‭ ‬ليذربي‮»‬،‭ ‬و«أنطون‭ ‬ترويانوفسكي‮»‬،‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬نيويورك‭ ‬تايمز‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬روسيا‭ ‬‮«‬تستفيد‮»‬‭ ‬من‭ ‬تراجع‭ ‬الدعم‭ ‬العالمي‭ ‬للقيادة‭ ‬الأمريكية‭. ‬وردًا‭ ‬على‭ ‬موافقة‭ ‬‮«‬أوبك‮»‬،‭ ‬على‭ ‬خفض‭ ‬حصص‭ ‬إنتاجها‭ ‬من‭ ‬النفط‭ ‬ضد‭ ‬الرغبات‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬أواخر‭ ‬عام‭ ‬2022؛‭ ‬وجه‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬انتقادات‭ ‬لأعضاء‭ ‬المنظمة‭ ‬لـ«تحالفهم‭ ‬مع‭ ‬روسيا‮»‬‭.‬

وتعليقا‭ ‬على‭ ‬الغضب‭ ‬الغربي‭ ‬بسبب‭ ‬رفض‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬البلدان‭ ‬الانضمام‭ ‬إلى‭ ‬جهود‭ ‬عزل‭ ‬روسيا‭ ‬دوليا؛‭ ‬بيّن‭ ‬‮«‬ماتياس‭ ‬سبكتور‮»‬،‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬فورين‭ ‬أفيرز‮»‬،‭ ‬المنطق‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬وراء‭ ‬الإجراءات‭ ‬الحالية‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الدول‭ ‬بعدم‭ ‬الانحياز،‭ ‬موضحا‭ ‬أن‭ ‬التصورات‭ ‬الغربية‭ ‬لهذه‭ ‬البلدان‭ ‬تعمل‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬‮«‬المصلحة‭ ‬الاقتصادية‮»‬،‭ ‬دون‭ ‬الاكتراث‭ ‬بمصالح‭ ‬غيرها‭ ‬من‭ ‬الدول،‭ ‬وبدلاً‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬القوى‭ ‬المتوسطة‭ ‬الصاعدة،‭ ‬مثل‭ ‬البرازيل،‭ ‬وجنوب‭ ‬إفريقيا،‭ ‬والهند،‭ ‬وإندونيسيا‭ ‬تتشارك‭ ‬جميعًا‭ ‬في‭ ‬رغبة‭ ‬مشتركة‭ ‬‮«‬لتجنب‭ ‬الوقوع‭ ‬في‭ ‬نزاع‭ ‬بين‭ ‬الصين‭ ‬وروسيا‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة‮»‬‭ ‬في‭ ‬نظام‭ ‬عالمي‭ ‬متعدد‭ ‬الأقطاب‭.‬

وبالنسبة‭ ‬له،‭ ‬فإن‭ ‬محور‭ ‬هذه‭ ‬الديناميكية‭ ‬هو‭ ‬مفهوم‭ ‬‮«‬التحوط‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬وصفه‭ ‬‮«‬جون‭ ‬ألترمان‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬مركز‭ ‬الدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والدولية‮»‬،‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬عملية‭ ‬تسعى‭ ‬فيها‭ ‬الدول‭ ‬الأقل‭ ‬قوة‭ ‬إلى‭ ‬التحلي‭ ‬بالذكاء‮»‬،‭ ‬و«منح‭ ‬نفسها‭ ‬خيارات‭ ‬عقد‭ ‬شراكات‭ ‬دولية‮»‬،‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬شريك‭ ‬رئيسي‭ ‬واحد‭ ‬للعلاقات‭ ‬السياسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والأمنية‭. ‬وبينما‭ ‬رأى‭ ‬‮«‬سبكتور‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الوسيلة‭ ‬للعلاقات‭ ‬الدولية‭ ‬‮«‬ليست‭ ‬استراتيجية‭ ‬جديدة‮»‬،‭ ‬فقد‭ ‬اعترف‭ ‬بأن‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬شهدت‭ ‬‮«‬عددًا‭ ‬متزايدًا‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬المؤثرة‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬الاستعمار‭ ‬‮«‬تتبنى‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬النهج؛‭ ‬لتجنب‭ ‬‮«‬الضغط‮»‬‭ ‬بشكل‭ ‬أفضل‭ ‬للاختيار‭ ‬بين‭ ‬الكتل‭ ‬الجيوسياسية‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬الصين،‭ ‬وروسيا،‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة‭.‬

ويمنح‭ ‬‮«‬التحوط‮»‬‭ ‬السياسي‭ ‬والاقتصادي‭ ‬والأمني‭ ‬الدول‭ ‬غير‭ ‬المنحازة،‭ ‬أفضل‭ ‬الوسائل‭ ‬لتعزيز‭ ‬مصالحها‭ ‬الوطنية‭ ‬دون‭ ‬المخاطرة‭ ‬بوضع‭ ‬سقف‭ ‬توقعات‭ ‬بعينها،‭ ‬كما‭ ‬يصاحب‭ ‬التحالفات‭ ‬الرسمية‭ ‬عادةً‭. ‬وفي‭ ‬حالة‭ ‬‮«‬الهند‮»‬،‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬فبينما‭ ‬تعرضت‭ ‬لانتقادات‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬الغرب‭ ‬لمساعدتها‭ ‬‮«‬موسكو‮»‬،‭ ‬على‭ ‬التهرب‭ ‬من‭ ‬العقوبات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬المفروضة‭ ‬على‭ ‬صادراتها‭ ‬من‭ ‬الطاقة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تعزيز‭ ‬وارداتها‭ ‬من‭ ‬النفط‭ ‬الأرخص‭ ‬ثمناً‭ ‬من‭ ‬روسيا؛‭ ‬فقد‭ ‬تبنت‭ ‬حكومتها‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬سياسة‭ ‬رباعية‭ ‬مع‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬واليابان،‭ ‬وأستراليا‭ ‬للتعاون‭ ‬الأمني‭ ‬في‭ ‬المحيطين‭ ‬الهندي‭ ‬والهادئ،‭ ‬مع‭ ‬نية‭ ‬واضحة‭ ‬لمواجهة‭ ‬التهديد‭ ‬الإقليمي‭ ‬النابع‭ ‬من‭ ‬الصين‭.‬

وتبقى‭ ‬مرونة‭ ‬التحوط‭ ‬أمرا‭ ‬بالغ‭ ‬الأهمية‭ ‬في‭ ‬تحليل‭ ‬‮«‬سبكتور‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬تسعى‭ ‬القوى‭ ‬الصاعدة‭ ‬إلى‭ ‬تجنب‭ ‬‮«‬التشابكات‭ ‬المكلفة‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تلحق‭ ‬الضرر‭ ‬بعلاقاتها‭ ‬الدولية،‭ ‬بينما‭ ‬تسعى‭ ‬أيضًا‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬إبقاء‭ ‬جميع‭ ‬خياراتها‭ ‬مفتوحة‮»‬‭ ‬للسيناريوهات‭ ‬المستقبلية‭. ‬وفي‭ ‬شرحه‭ ‬لكيف‭ ‬تريد‭ ‬الدول‭ ‬ذات‭ ‬‮«‬الموارد‭ ‬المحدودة‮»‬‭ ‬أن‭ ‬‮«‬تكون‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬تكييف‭ ‬سياساتها‭ ‬الخارجية‭ ‬بسرعة‭ ‬مع‭ ‬الظروف‭ ‬غير‭ ‬المتوقعة»؛‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬قيام‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬‮«‬بتشكيل‭ ‬شراكات‭ ‬ملائمة‮»‬،‭ ‬حيال‭ ‬المسائل‭ ‬ذات‭ ‬الاهتمام‭ ‬المشترك‭ ‬‭ ‬مع‭ ‬‮«‬أوبك‭ ‬بلس‮»‬‭ ‬يعتبر‭ ‬التجمع‭ ‬النفطي‭ ‬مثالاً‭ ‬بارزًا‭ ‬‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬‮«‬من‭ ‬غير‭ ‬المحتمل‭ ‬تشكيل‭ ‬تحالفات‭ ‬عامة‮»‬،‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يقيدوا‭ ‬أنفسهم‭ ‬عن‭ ‬اغتنام‭ ‬فرص‭ ‬مستقبلية‭.‬

وفي‭ ‬المشهد‭ ‬الجيوسياسي‭ ‬الحالي،‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬إنكار‭ ‬انتشار‭ ‬سياسة‭ ‬التحوط‭. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬حرب‭ ‬أوكرانيا‭ ‬قد‭ ‬أخفقت‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬الأهداف‭ ‬المرجوة‭ ‬لبوتين،‭ ‬مع‭ ‬تواصل‭ ‬القتال‭ ‬بعد‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عام،‭ ‬والذي‭ ‬خلف‭ ‬عشرات‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬الجرحى‭ ‬والقتلى‭ ‬بين‭ ‬المقاتلين‭ ‬الروس؛‭ ‬فقد‭ ‬أشار‭ ‬‮«‬سبكتور‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬الدول‭ ‬غير‭ ‬المنحازة‭ ‬‮«‬من‭ ‬السابق‭ ‬لأوانه‭ ‬استبعاد‭ ‬استمرار‭ ‬قوة‭ ‬روسيا‮»‬‭ ‬على‭ ‬الساحة‭ ‬الدولية‭. ‬وبينما‭ ‬تبنى‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الحكومات‭ ‬الغربية‭ ‬فكرة‭ ‬الهزيمة‭ ‬العسكرية‭ ‬الروسية‭ ‬‭ ‬بشكل‭ ‬يُمكن‭ ‬أن‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬انهيار‭ ‬نظام‭ ‬بوتين‭ ‬‭ ‬أشار‭ ‬الباحث‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬معظم‭ ‬البلدان‭ ‬في‭ ‬الجنوب‭ ‬العالمي‮»‬،‭ ‬ترى‭ ‬في‭ ‬الهزيمة‭ ‬العسكرية‭ ‬الروسية‭ ‬الكاملة‭ ‬أمرا‭ ‬‮«‬غير‭ ‬مرغوب‭ ‬فيه»؛‭ ‬كون‭ ‬تفتت‭ ‬القوة‭ ‬الروسية‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬‮«‬يُحدث‭ ‬فراغًا‭ ‬كفيلاً‭ ‬بزعزعة‭ ‬استقرار‭ ‬دول‭ ‬بعيدة‭ ‬عن‭ ‬أوروبا‮»‬‭.‬

ووجد‭ ‬استطلاع‭ ‬أجراه‭ ‬‮«‬المجلس‭ ‬الأوروبي‭ ‬للعلاقات‭ ‬الخارجية‮»‬‭ ‬في‭ ‬فبراير‭ ‬2023،‭ ‬أن‭ ‬51%‭ ‬من‭ ‬الهنود‭ ‬يعتقدون‭ ‬أن‭ ‬روسيا‭ ‬‮«‬حليف‮»‬‭ ‬لنيودلهي،‭ ‬و55%‭ ‬من‭ ‬الأتراك‭ ‬يعتقدون‭ ‬بالمثل‭ ‬أن‭ ‬موسكو‭ ‬‮«‬شريك‭ ‬ضروري‮»‬‭ ‬لأنقرة‭. ‬وأيدت‭ ‬‮«‬نيروباما‭ ‬راو‮»‬،‭ ‬وزيرة‭ ‬خارجية‭ ‬الهند‭ ‬بين‭ ‬عامي‭ ‬2009‭ ‬و2011،‭ ‬موقف‭ ‬بلادها‭ ‬لعدم‭ ‬موافقتها‭ ‬على‭ ‬مطالب‭ ‬الغرب‭ ‬بعزل‭ ‬روسيا،‭ ‬وأوضحت‭ ‬أن‭ ‬موقفها‭ ‬المحايد‭ ‬تجاه‭ ‬الحرب‭ ‬‮«‬لا‭ ‬يعني‭ ‬أنها‭ ‬تدعم‭ ‬الحرب‭ ‬الروسية‮»‬،‭ ‬ولكن‭ ‬بما‭ ‬أن‭ ‬نيودلهي‭ ‬لم‭ ‬تقطع‭ ‬العلاقات‭ ‬مع‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬عندما‭ ‬وضعت‭ ‬عوائق‭ ‬للقانون‭ ‬الدولي‭ ‬في‭ ‬الماضي،‭ ‬فإن‭ ‬‮«‬لها‭ ‬كل‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬اتباع‭ ‬نفس‭ ‬النهج‭ ‬مع‭ ‬موسكو،‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عما‭ ‬يراه‭ ‬الغرب‮»‬‭.‬

إلى‭ ‬جانب‭ ‬ذلك،‭ ‬وجه‭ ‬‮«‬سبيكتور‮»‬،‭ ‬اللوم‭ ‬إلى‭ ‬الحكومات‭ ‬الغربية‭ ‬لكونها‭ ‬‮«‬تسرعت‭ ‬في‭ ‬رفضها‮»‬‭ ‬لمنطق‭ ‬دول‭ ‬عدم‭ ‬الانحياز،‭ ‬تجاه‭ ‬الحياد‭ ‬نحو‭ ‬القوى‭ ‬العظمى‭. ‬وعلقت‭ ‬‮«‬راو‮»‬،‭ ‬بأن‭ ‬حكومة‭ ‬‮«‬ناريندرا‭ ‬مودي‮»‬،‭ ‬‮«‬لا‭ ‬تدعم‭ ‬الروايات‭ ‬الأمريكية‭ ‬والأوروبية‮»‬،‭ ‬بشأن‭ ‬منافسة‭ ‬القوى‭ ‬العظمى،‭ ‬و‮«‬لا‭ ‬تكترث‮»‬‭ ‬لدعوات‭ ‬واشنطن‭ ‬وحلفائها‭ ‬لعزل‭ ‬موسكو‭ ‬دوليًا‭.‬

وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بتداعيات‭ ‬الوضع‭ ‬الجيوسياسي‭ ‬عالميا،‭ ‬بالنسبة‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬والتحالف‭ ‬الغربي،‭ ‬حذر‭ ‬‮«‬سبيكتور‮»‬،‭ ‬من‭ ‬إمكانية‭ ‬أن‭ ‬يؤدي‭ ‬التحوط‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬دول‭ ‬عدم‭ ‬الانحياز،‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬تضخيم‭ ‬المنافسة‭ ‬الأمنية‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬تلعب‭ ‬الدول‭ ‬دور‭ ‬بكين‭ ‬وواشنطن‭ ‬وموسكو‭ ‬‮«‬ضد‭ ‬بعضها‭ ‬البعض»؛‭ ‬لتأمين‭ ‬أكبر‭ ‬فائدة‭ ‬لأنفسهم،‭ ‬وبالتالي‭ ‬ربما‭ ‬يحتاج‭ ‬الغرب‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬تقديم‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬التنازلات‮»‬‭ ‬للشركاء‭ ‬التاريخيين‭ ‬لإبقائهم‭ ‬في‭ ‬معسكره‭ ‬الجيوسياسي‭.‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬أكد‭ ‬الباحث‭ ‬أن‭ ‬الغرب‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬لديه‭ ‬‮«‬فرصة‭ ‬للحد‮»‬‭ ‬من‭ ‬العلاقات‭ ‬الروسية‭ ‬أو‭ ‬الصينية‭ ‬الأوثق،‭ ‬عبر‭ ‬مراعاته‭ ‬لمصالح‭ ‬الدول‭ ‬الأخرى،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يقدم‭ ‬‮«‬دافعًا‮»‬‭ ‬يجعل‭ ‬دول‭ ‬عدم‭ ‬الانحياز‭ ‬‮«‬تتبني‭ ‬التغيير‮»‬‭. ‬ومع‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬السبيل‭ ‬في‭ ‬تعاملاتهم‭ ‬مع‭ ‬بكين‭ ‬أو‭ ‬موسكو؛‭ ‬فإن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬تمتلك‭ ‬ميزة‭ ‬في‭ ‬تعاملها‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬عدم‭ ‬الانحياز‭.‬

وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بما‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يفعله‭ ‬الغرب‭ ‬‮«‬لكسب‭ ‬الحلفاء‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬متعدد‭ ‬الأقطاب‮»‬،‭ ‬فقد‭ ‬حث‭ ‬‮«‬سبكتور‮»‬،‭ ‬صانعي‭ ‬السياسة‭ ‬على‭ ‬البدء‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬مخاوف‭ ‬الجنوب‭ ‬العالمي‭ ‬‮«‬بجدية‭ ‬أكبر‮»‬،‭ ‬مُشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬كيف‭ ‬أن‭ ‬‮«‬موقفه‭ ‬المتراجع‮»‬‭ ‬الحالي‭ ‬تجاه‭ ‬احتياجات‭ ‬الدول‭ ‬الأخرى،‭ ‬ووجهات‭ ‬النظر‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬لبقية‭ ‬العالم؛‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬يثير‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأزمات،‭ ‬مضيفًا‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الإجماع‭ ‬التام‮»‬‭ ‬على‭ ‬القضايا‭ ‬العالمية،‭ ‬ليس‭ ‬‮«‬ضروريًا‮»‬‭ ‬لنجاح‭ ‬التعاون‭ ‬في‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المجالات،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬تغير‭ ‬المناخ‭ ‬والتجارة‭ ‬كمحاور‭ ‬خاصة‭ ‬لدفع‭ ‬الحوار‭.‬

ومثلما‭ ‬يمثل‭ ‬النظام‭ ‬العالمي‭ ‬متعدد‭ ‬الأقطاب‭ ‬الناشئ،‭ ‬والعدد‭ ‬المتزايد‭ ‬من‭ ‬القوى‭ ‬الوسطى‭ ‬التي‭ ‬تتبنى‭ ‬التحوط‭ ‬وعدم‭ ‬الانحياز‭ ‬‮«‬تحديًا‮»‬‭ ‬للسياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬الأمريكية؛‭ ‬يجب‭ ‬ملاحظة‭ ‬عدم‭ ‬خلو‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الاستراتيجيات‭ ‬من‭ ‬المخاطر‭ ‬بالنسبة‭ ‬لمن‭ ‬يتبنونها‭. ‬ويتطلب‭ ‬اختيار‭ ‬عدم‭ ‬الانحياز‭ ‬في‭ ‬الأزمات‭ ‬الدولية‭ ‬الكبرى‭ ‬‮«‬توازنًا‭ ‬دبلوماسيًا‮»‬‭ ‬دقيقًا‭ ‬شبه‭ ‬ثابت،‭ ‬لكنه‭ ‬أيضًا‭ ‬يثير‭ ‬مخاطر‭ ‬متمثلة‭ ‬في‭ ‬إثارة‭ ‬غضب‭ ‬كلا‭ ‬الجانبين‭ ‬أثناء‭ ‬الأزمات‭ ‬الكبرى‭. ‬وفي‭ ‬حالة‭ ‬رفض‭ ‬‮«‬البرازيل‮»‬،‭ ‬التورط‭ ‬في‭ ‬حرب‭ ‬أوكرانيا‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أدان‭ ‬رئيسها‭ ‬علانية‭ ‬‮«‬انتهاك‭ ‬روسيا‭ ‬لوحدة‭ ‬أراضي‭ ‬أوكرانيا‮»‬‭ ‬‭ ‬أوضح‭ ‬‮«‬براين‭ ‬هاريس‮»‬،‭ ‬و«مايكل‭ ‬بولر‮»‬،‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬فاينانشيال‭ ‬تايمز‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬حديثه‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬‮«‬واشنطن‮»‬،‭ ‬‮«‬تشجع‭ ‬على‭ ‬استمرار‭ ‬الحرب‭ ‬قد‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬توبيخ‭ ‬لاذع‭ ‬من‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬الأمريكي‭ ‬متهمًا‭ ‬البرازيل‭ ‬بـ«ترديد‭ ‬الدعاية‭ ‬الروسية‭ ‬والصينية‮»‬‭.‬

وبالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الحساسية‭ ‬الدبلوماسية؛‭ ‬فإن‭ ‬موقف‭ ‬عدم‭ ‬الانحياز‭ ‬الاستراتيجي،‭ ‬يعني‭ ‬إمكانية‭ ‬أن‭ ‬تصبح‭ ‬الدولة‭ ‬أكثر‭ ‬عرضة‭ ‬لتنامي‭ ‬التنافس‭ ‬بين‭ ‬القوى‭ ‬العظمى‭. ‬ورأت‭ ‬‮«‬جين‭ ‬بيرليز‮»‬،‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬نيويورك‭ ‬تايمز‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬تنافس‭ ‬‮«‬واشنطن‮»‬،‭ ‬و«بكين‮»‬،‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬نفوذ‭ ‬في‭ ‬‮«‬إندونيسيا‮»‬‭ ‬التي‭ ‬تعد‭ ‬مركزا‭ ‬عالميا‭ ‬لإنتاج‭ ‬النيكل‭ ‬وتوفر‭ ‬37%‭ ‬من‭ ‬العرض‭ ‬العالمي‭ ‬عام‭ ‬2021‭ ‬‭ ‬يعني‭ ‬بالتالي‭ ‬أن‭ ‬مواردها‭ ‬المعدنية‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تصبح‭ ‬دافعًا‭ ‬لزيادة‭ ‬المنافسة‭ ‬الإقليمية‭ ‬بين‭ ‬الأمريكيين‭ ‬والصينيين،‭ ‬مع‭ ‬توقع‭ ‬ممارسة‭ ‬كلا‭ ‬البلدين‭ ‬ضغوطا‭ ‬على‭ ‬‮«‬جاكرتا‮»‬،‭ ‬للالتزام‭ ‬برغباتهم‭ ‬وردع‭ ‬منافسيهم‭. ‬

وبشكل‭ ‬عام،‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬لم‭ ‬تتأثر‭ ‬البلدان‭ ‬مباشرة‭ ‬بمنافسة‭ ‬القوى‭ ‬العظمى‭ ‬للسيطرة‭ ‬على‭ ‬مواردها‭ ‬الطبيعية‭ ‬والوصول‭ ‬إليها؛‭ ‬فإن‭ ‬الآثار‭ ‬الضارية‭ ‬للحرب‭ ‬التجارية‭ ‬بين‭ ‬بكين‭ ‬وواشنطن،‭ ‬ستؤدي‭ ‬إلى‭ ‬عرقلة‭ ‬طموحات‭ ‬الدول‭ ‬النامية‭ ‬لتعزيز‭ ‬صناعاتها‭ ‬الخاصة‭.‬

في‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف،‭ ‬هناك‭ ‬‮«‬اختلافات‭ ‬جوهرية‮»‬،‭ ‬وراء‭ ‬جميع‭ ‬الديناميكيات‭ ‬المذكورة‭ ‬أعلاه‭ ‬‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بعدم‭ ‬الانحياز‭ ‬جيوسياسيا؛‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬وغير‭ ‬الغربية‭ ‬في‭ ‬تفضيل‭ ‬كل‭ ‬منها‭ ‬لنظام‭ ‬عالمي‭ ‬بعينه‭. ‬وفي‭ ‬حين‭ ‬يميل‭ ‬المراقبون‭ ‬الغربيون‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬الفترة‭ ‬أحادية‭ ‬القطب‮»‬‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬أعقاب‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬الحرب‭ ‬الباردة؛‭ ‬ويعتقدون‭ ‬أن‭ ‬النظام‭ ‬العالمي‭ ‬متعدد‭ ‬الأقطاب،‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬سيؤدي‭ ‬إلى‭ ‬صراع‭ ‬عالمي‭ ‬أكبر‭ ‬وعدم‭ ‬استقرار؛‭ ‬فقد‭ ‬سجل‭ ‬‮«‬سبكتور‮»‬،‭ ‬كيف‭ ‬تعتقد‭ ‬الدول‭ ‬غير‭ ‬الغربية‭ ‬أن‭ ‬زيادة‭ ‬تعددية‭ ‬الأقطاب‭ ‬‮«‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬بمثابة‭ ‬أساس‭ ‬مستقر‭ ‬للنظام‭ ‬الدولي،‭ ‬والحيلولة‭ ‬دون‭ ‬تجاوزات‭ ‬القوى‭ ‬العظمى‮»‬‭.‬

على‭ ‬العموم،‭ ‬يشير‭ ‬المحللون‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬اهتمام‭ ‬بلدان‭ ‬الجنوب‭ ‬العالمي‭ ‬‮«‬بشكل‭ ‬أكبر‭ ‬بتأثرها‭ ‬بالمناخ،‭ ‬ووصولها‭ ‬إلى‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬المتقدمة‮»‬،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تطويرها‭ ‬‮«‬بنية‭ ‬تحتية‭ ‬أفضل،‭ ‬والرعاية‭ ‬الصحية،‭ ‬وأنظمة‭ ‬التعليم»؛‭ ‬يجعل‭ ‬من‭ ‬السهل‭ ‬تقدير‭ ‬تحوطها،‭ ‬خاصة‭ ‬وأن‭ ‬المنافسة‭ ‬بين‭ ‬القوى‭ ‬العظمى‭ ‬والخيارات‭ ‬الثنائية‭ ‬التي‭ ‬يجلبها‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬هي‭ ‬معضلات‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬المرجح‭ ‬أن‭ ‬تخدم‭ ‬مصالحهم‭ ‬الخاصة‭ ‬بشكل‭ ‬أفضل‭. ‬

وفي‭ ‬حين‭ ‬حث‭ ‬‮«‬سبكتور‮»‬،‭ ‬‮«‬واشنطن‮»‬،‭ ‬على‭ ‬‮«‬التخلي‭ ‬عن‭ ‬توقعها‭ ‬اتباع‭ ‬الجنوب‭ ‬العالمي‭ ‬للغرب‭ ‬تلقائيًا»؛‭ ‬يبقى‭ ‬أن‭ ‬ننتظر‭ ‬رد‭ ‬فعل‭ ‬إدارات‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬الحالية‭ ‬أو‭ ‬المستقبلية‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬التحول‭ ‬بالسياسة‭ ‬العالمية‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬المناسب‭ ‬لإنقاذ‭ ‬العلاقات‭ ‬الطويلة‭ ‬المدى‭ ‬مع‭ ‬الشركاء‭ ‬السياسيين‭ ‬والاقتصاديين‭ ‬والأمنيين‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا