باريس - الوكالات: أثار مؤتمر شارك فيه المحامي الفرنسي-الفلسطيني صلاح الحموري الذي طردته إسرائيل أواخر العام الماضي جدلا في فرنسا إثر مشاحنات بين عشرات الطلاب اليهود ومؤيدين للفلسطينيين.
ووقعت المشاحنات مساء الثلاثاء خلال مؤتمر في جامعة باريسية عريقة، حيث احتج عشرات من الطلاب اليهود على وجوده. وبحسب مشاهد الحادث التي انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي علا الصراخ وحصل تدافع ووجهت لكمة واحدة على الأقل.
وسارع الطرفان إلى تبادل الاتهامات والتنديد بالجانب الآخر، حيث انتقد المؤيدون للفلسطينيين وجود «متطرفين» أتوا لفرض «رقابة» على «انتقاد السياسات الإسرائيلية»، بينما ندد الجانب الآخر بما وصفه بأنه «كراهية اليهود» و«معاداة السامية» و«داعمي الارهاب الفلسطيني».
وتقدم رئيس اتحاد الطلاب اليهود في فرنسا سامويل لوجويو الذي طالته اللكمة بشكوى على ما وصفه بأنه «عنف مشدد»، بينما تقدمت النائبة من حزب «فرنسا الأبية» (يسار متطرف) ارسيلا سودايس بشكوى أخرى لتعرضها «لهجوم عنيف» من قبل الطلاب. وتعهد الاتحاد بتقديم شكوى جديدة ضد النائبة بتهمة التشهير.
وقال سامويل لوجويو لوكالة فرانس برس إن مؤتمر صلاح الحموري يشكل «استيرادا بغيضا للصراع الفلسطيني الإسرائيلي ما يسمم حياة الطلاب اليهود في فرنسا»، منددا بما وصفه بأنه «تطرف المعسكر المؤيد للفلسطينيين».
من جانبها، قالت النائبة سوديس وهي أيضا نائبة رئيس مجموعة دراسة في الجمعية الوطنية حول معاداة السامية إن هذا الاتهام «مضحك»، مؤكدة: «هذه دائما الحجة التي يستخدمونها».
ووصفت الأمم المتحدة قيام إسرائيل بطرد المحامي بأنه «جريمة حرب»، لأن «القانون الإنساني الدولي يمنع طرد الأشخاص المحميين من أرض محتلة»، وفق ما جاء على لسان المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان جيريمي لورنس.
وكان إلياس جيفري من جمعية المسيحيين ضد التعذيب (ACAT) التي منحت الحموري جائزتها لحقوق الانسان في 2022 قد قال لوكالة فرانس برس في نوفمبر الماضي: «اضطر إلى الإقرار بذنبه لتخفيف العقوبة التي كان يواجهها، لكنه بريء». وتكرر المنظمات اليهودية اتهامات إسرائيل بوجود صلات بين الحموري والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
وينفي الحموري ذلك. وقال لوكالة فرانس برس: «لا يوجد أي إثبات. هذا ليس صحيحا»، مؤكدا: «لو كنت عضوا في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين لكانت إسرائيل حكمت علي وقامت بإدانتي».
وسُجن الحموري في إسرائيل بين 2005 و2011 لمشاركته في محاولة اغتيال عوفاديا يوسف كبير حاخامات إسرائيل السابق ومؤسس حزب شاس الديني المتشدد. ووضع الحموري رهن الاعتقال الإداري الذي يسمح للسلطات الإسرائيلية بسجن الفلسطينيين من دون محاكمة مدة ستة أشهر قابلة للتجديد. ولا يتم إبلاغ السجناء أو محاميهم بسبب اعتقالهم. وطردت سلطات الاحتلال الحموري في 18 ديسمبر إلى فرنسا.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك