العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

تـحـو تطـويـر دور إذاعـة البحرين

بقلم: محيي الدين بهلول

الأحد ٢٣ أبريل ٢٠٢٣ - 02:00

إن‭ ‬فكرة‭ ‬إذاعة‭ (‬تسجيلات‭ ‬من‭ ‬زمان‭ ‬فات‭) ‬يمكن‭ ‬لها‭ ‬أن‭ ‬تخترق‭ ‬قلوب‭ ‬الأجيال‭ ‬الحاضرة‭ ‬ومن‭ ‬السهولة‭ ‬وصولها‭ ‬إلى‭ ‬مسامعهم‭ ‬وملامسة‭ ‬قلوب‭ ‬كل‭ ‬الذواقين‭ ‬لهذا‭ ‬الفن‭ ‬الأصيل‭ ‬الذي‭ ‬سيكون‭ ‬بمثابة‭ (‬استماع‭ ‬طيب‭) ‬للأزمان‭ ‬الجميلة،‭ ‬إن‭ ‬اذاعة‭ ‬تلك‭ ‬التسجيلات‭ ‬القديمة‭ ‬سوف‭ ‬تعيد‭ ‬ذكريات‭ ‬الماضي‭ ‬للإذاعة‭ ‬التي‭ ‬أنشئت‭ ‬عام‭ ‬1955،‭ ‬كله‭ ‬في‭ ‬متناول‭ ‬المستمع‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬تركها‭ ‬على‭ ‬الرفوف‭ ‬العالية،‭ ‬وهذا‭ ‬عند‭ ‬إعداده‭ ‬وتنفيذه‭ ‬سيعطي‭ ‬بعدا‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬وسيكون‭ ‬سبقا‭ ‬إذاعيا‭ ‬لإذاعة‭ ‬البحرين‭ ‬لذا‭ ‬فإنه‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬الأخذ‭ ‬به‭ ‬بعين‭ ‬الاعتبار،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬يجب‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬الأشرطة‭ ‬الفنية‭ ‬النادرة‭ ‬ونقلها‭ ‬على‭ ‬أجهزة‭ ‬حديثة‭ (‬سي‭ ‬دي‭) ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬تهلك‭  ‬مع‭ ‬قدم‭ ‬الوقت،‭ ‬أو‭ ‬تنصهر‭ ‬بسبب‭ ‬درجه‭ ‬الحرارة،‭ ‬ومن‭ ‬الضروري‭ ‬أن‭ ‬نحتفظ‭  ‬بها‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬آمن‭ ‬لأنها‭ ‬تعد‭ ‬تراثا‭ ‬فنيا‭ ‬وركيزة‭ ‬للإذاعة،‭ ‬وأن‭ ‬نعد‭ ‬لها‭ ‬أرشيفا،‭ ‬وهذه‭ ‬أمور‭ ‬فنية‭ ‬تدركها‭ ‬وزارة‭ ‬شؤون‭ ‬الإعلام‭ ‬حيث‭ ‬دورها‭ ‬ومسؤولياتها‭ ‬واضحة‭ ‬المعالم‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن‭ ‬وإنني‭ ‬على‭ ‬يقين‭ ‬بأن‭ ‬الوزارة‭ ‬تضعها‭ ‬دائما‭ ‬من‭ ‬أولياتها،‭ ‬ومن‭ ‬المؤكد‭ ‬أن‭ ‬المبادرة‭ ‬لا‭ ‬تأتي‭ ‬إلا‭ ‬من‭ ‬محيط‭ ‬الأسرة‭ ‬الإعلامية‭. ‬إن‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالفن‭ ‬الجميل‭ ‬علينا‭ ‬جميعا‭ ‬أن‭ ‬نحسه‭ ‬وندركه‭ ‬فينا‭ ‬ومن‭ ‬حولنا‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬نتمناه،‭ ‬والفكرة‭ ‬التي‭ ‬أطرحها‭ ‬إلى‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬في‭ ‬شؤون‭ ‬الإعلام‭ ‬هي‭ ‬ألا‭ ‬تتحول‭ ‬مثل‭ ‬تلك‭ ‬التسجيلات‭ ‬إلى‭ ‬الإهمال‭ ‬وليس‭ ‬من‭ ‬المقبول‭ ‬أن‭ ‬يبقى‭ ‬الوضع‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬عليه،‭ ‬هذه‭ ‬دعوة‭ ‬إلى‭ ‬المسؤولين‭ ‬في‭ ‬إعلامنا‭ ‬الموقر،‭ ‬أن‭ ‬يتحقق‭ ‬الحلم‭ ‬ويتحول‭ ‬إلى‭ ‬حقيقة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬المستمعين‭ ‬في‭ ‬وطننا‭ ‬البحرين‭.‬

وفي‭ ‬نفس‭ ‬السياق‭ ‬أعتقد‭ ‬أن‭ ‬الإعلام‭ ‬له‭ ‬دور‭ ‬كبير‭ ‬ومهم‭ ‬بدءا‭ ‬من‭ ‬الإذاعة‭ ‬مع‭ ‬احترام‭ ‬كل‭ ‬مستمع،‭ ‬لذلك‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬رؤية‭  ‬صائبة‭ ‬يقدم‭ ‬عليها‭ ‬الإعلام‭ ‬حفاظا‭  ‬على‭ ‬تاريخ‭ ‬الإذاعة‭ ‬التي‭ ‬بدأت‭ ‬إرسالها‭ ‬في‭ ‬الخمسينيات‭ ‬كإذاعة‭ ‬لاسلكية،‭ ‬وكان‭ ‬مديرها‭ ‬آنذاك‭ (‬السيد‭ ‬محمد‭ ‬دويغر‭) ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬فيما‭ ‬بعد‭ ‬رئيسا‭ (‬لدائرة‭ ‬أموال‭ ‬القاصرين‭) ‬واليوم‭ ‬تعد‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬المؤسسات‭ ‬الإعلامية،‭ ‬ومسؤولياتها‭ ‬كبيرة،‭ ‬لما‭ ‬تتصف‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬الثقافة‭ ‬الواسعة،‭ ‬وهي‭ ‬كيان‭ ‬مهم‭ ‬يمثل‭ ‬الوطن،‭ ‬بل‭ ‬هي‭ (‬صوت‭ ‬الوطن‭) ‬ونظرة‭ ‬على‭ ‬الصرح‭ ‬الإعلامي‭ ‬الذي‭ ‬نفتخر‭ ‬به‭ ‬جميعا،‭ ‬منذ‭ ‬نشأته‭ ‬وحتى‭ ‬اليوم،‭ ‬ولكن‭ ‬يبقى‭ ‬التطور‭ ‬أمرا‭ ‬ضروريا،‭ ‬باعتبار‭ ‬الإذاعة‭ ‬مؤسسة‭ ‬علمية‭ ‬وفكرية‭ ‬وثقافية،‭ ‬ومعروف‭ ‬لدى‭ ‬الجميع‭ ‬أن‭ ‬دائرة‭ ‬البرامج‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬إذاعة‭ ‬هي‭ ‬المسؤولة‭ ‬عن‭ ‬الإنتاج‭ ‬واختيار‭ ‬البرامج‭ ‬المحلية‭ ‬والعربية‭ ‬فلابد‭ ‬من‭ ‬إيجاد‭ ‬المناخ‭ ‬الجيد‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬الدوائر‭ ‬في‭ ‬محيط‭ ‬الإذاعة‭ ‬مع‭ ‬الأخذ‭ ‬بعين‭ ‬الاعتبار‭ ‬اختيار‭ ‬المواد‭ ‬الإذاعية‭ ‬سواء‭ ‬الأغاني‭ ‬أو‭ ‬اللقاءات‭  ‬أو‭ ‬الأحاديث‭ ‬الإذاعية‭ ‬،‭ ‬فكل‭ ‬له‭ ‬وقته،‭ ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬تبقى‭ ‬عيوننا‭ ‬وأذاننا‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الجهاز‭ ‬العظيم‭ ‬وأعني‭ ‬به‭ ‬الإذاعة‭ ‬وفي‭ ‬النهاية‭ ‬فإن‭ ‬الإذاعة‭ ‬هي‭ ‬الوحيدة‭ ‬التي‭ ‬تدخل‭ ‬كل‭ ‬البيوت‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬استئذان،‭ ‬إذا‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬إحياء‭ ‬تلك‭ ‬البرامج‭ ‬وفي‭ ‬مقدمتها‭ (‬برنامج‭ ‬تسجيلات‭ ‬من‭ ‬زمن‭ ‬فات‭) ‬ومسك‭ ‬الختام‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬كلمات‭ ‬في‭ ‬حق‭ ‬المرحوم‭ ‬إبراهيم‭ ‬كانو‭ ‬مدير‭ ‬الإذاعة‭ ‬بكلمة‭ ‬قالها‭ ‬هذا‭ ‬نصها‭ (‬باسم‭ ‬الله‭ ‬نبتدئ‭ ‬وعلى‭ ‬اسم‭ ‬الله‭ ‬نسير‭ ‬لا‭ ‬نأخذ‭ ‬على‭ ‬الغيب‭ ‬عهدا،‭ ‬ولكن‭ ‬نقطع‭ ‬على‭ ‬أنفسنا‭ ‬وعدا‭) ‬كان‭ ‬صوت‭ ‬إبراهيم‭ ‬كانو‭ ‬يملأ‭ ‬الفضاء‭ ‬فشارك‭ ‬في‭ ‬قراءة‭ ‬النشرات‭ ‬وتقديم‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬البرامج‭ ‬ويعد‭ ‬صوته‭ ‬من‭ ‬أجمل‭ ‬الأصوات‭ ‬الإذاعية‭ ‬وأقواها‭ ‬خصوصا‭ ‬في‭ ‬قراءة‭ ‬الشعر‭ ‬والقصائد‭ ‬والمدائح‭ ‬والابتهالات‭ ‬الدينية‭ ‬ويعد‭ ‬سجل‭  ‬إبراهيم‭ ‬كانو‭  ‬بمفرده‭ ‬تاريخا‭ ‬وحضارة‭ ‬ويقول‭ ‬الإذاعي‭ ‬الكبير‭ ‬حسن‭ ‬كمال‭: ‬‮«‬تعلمت‭ ‬من‭ ‬الأستاذ‭ ‬إبراهيم‭ ‬كانو‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬وتقديم‭ ‬أنماط‭ ‬البرامج،‭ ‬ولا‭ ‬يوجد‭ ‬أفضل‭ ‬من‭ ‬الأستاذ‭ ‬إبراهيم‭ ‬كانو‭ ‬يعرف‭ ‬كل‭ ‬صوت‭ ‬من‭ ‬اللحظة‭ ‬الأولى،‭ ‬هكذا‭ ‬كان‭ ‬الرواد،‭ ‬الذين‭ ‬أعطوا‭ ‬للوطن‭ ‬أكثر‭ ‬مما‭ ‬أخذوا‭ ‬ومنهم‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬لا‭ ‬الحصر،‭ ‬عبد‭ ‬الرحمن‭ ‬عبد‭ ‬الله،‭ ‬عتيق‭ ‬سعيد،‭ ‬أحمد‭ ‬كمال‭ ‬علي‭ ‬تقي،‭ ‬إبراهيم‭ ‬مصطفى،‭ ‬ومن‭ ‬العنصر‭ ‬النسائي‭ ‬عائشة‭ ‬عبد‭ ‬اللطيف،‭ ‬وبدرية‭ ‬عبد‭ ‬اللطيف،‭ ‬وأمينة‭ ‬الشملان،‭ ‬وكان‭ ‬الشرف‭ ‬أن‭ ‬شاركت‭ ‬تلك‭ ‬المجموعة‭ ‬مسيرة‭ ‬الإذاعة‭ ‬في‭ ‬تزويدها‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬المواد‭ ‬الإذاعية‭ ‬من‭ ‬أغان‭ ‬ومسلسلات‭ ‬وفوازير‭ ‬رمضان‭ ‬وخلافه‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا