إن فكرة إذاعة (تسجيلات من زمان فات) يمكن لها أن تخترق قلوب الأجيال الحاضرة ومن السهولة وصولها إلى مسامعهم وملامسة قلوب كل الذواقين لهذا الفن الأصيل الذي سيكون بمثابة (استماع طيب) للأزمان الجميلة، إن اذاعة تلك التسجيلات القديمة سوف تعيد ذكريات الماضي للإذاعة التي أنشئت عام 1955، كله في متناول المستمع بدلا من تركها على الرفوف العالية، وهذا عند إعداده وتنفيذه سيعطي بعدا غير مسبوق وسيكون سبقا إذاعيا لإذاعة البحرين لذا فإنه لابد من الأخذ به بعين الاعتبار، إضافة إلى ذلك يجب الحفاظ على تلك الأشرطة الفنية النادرة ونقلها على أجهزة حديثة (سي دي) حتى لا تهلك مع قدم الوقت، أو تنصهر بسبب درجه الحرارة، ومن الضروري أن نحتفظ بها في مكان آمن لأنها تعد تراثا فنيا وركيزة للإذاعة، وأن نعد لها أرشيفا، وهذه أمور فنية تدركها وزارة شؤون الإعلام حيث دورها ومسؤولياتها واضحة المعالم في هذا الشأن وإنني على يقين بأن الوزارة تضعها دائما من أولياتها، ومن المؤكد أن المبادرة لا تأتي إلا من محيط الأسرة الإعلامية. إن كل ما يتعلق بالفن الجميل علينا جميعا أن نحسه وندركه فينا ومن حولنا وهذا ما نتمناه، والفكرة التي أطرحها إلى الجهات المعنية في شؤون الإعلام هي ألا تتحول مثل تلك التسجيلات إلى الإهمال وليس من المقبول أن يبقى الوضع على ما هو عليه، هذه دعوة إلى المسؤولين في إعلامنا الموقر، أن يتحقق الحلم ويتحول إلى حقيقة من أجل المستمعين في وطننا البحرين.
وفي نفس السياق أعتقد أن الإعلام له دور كبير ومهم بدءا من الإذاعة مع احترام كل مستمع، لذلك لابد من رؤية صائبة يقدم عليها الإعلام حفاظا على تاريخ الإذاعة التي بدأت إرسالها في الخمسينيات كإذاعة لاسلكية، وكان مديرها آنذاك (السيد محمد دويغر) الذي كان فيما بعد رئيسا (لدائرة أموال القاصرين) واليوم تعد من أهم المؤسسات الإعلامية، ومسؤولياتها كبيرة، لما تتصف به من الثقافة الواسعة، وهي كيان مهم يمثل الوطن، بل هي (صوت الوطن) ونظرة على الصرح الإعلامي الذي نفتخر به جميعا، منذ نشأته وحتى اليوم، ولكن يبقى التطور أمرا ضروريا، باعتبار الإذاعة مؤسسة علمية وفكرية وثقافية، ومعروف لدى الجميع أن دائرة البرامج في كل إذاعة هي المسؤولة عن الإنتاج واختيار البرامج المحلية والعربية فلابد من إيجاد المناخ الجيد في مختلف الدوائر في محيط الإذاعة مع الأخذ بعين الاعتبار اختيار المواد الإذاعية سواء الأغاني أو اللقاءات أو الأحاديث الإذاعية ، فكل له وقته، ويجب أن تبقى عيوننا وأذاننا على هذا الجهاز العظيم وأعني به الإذاعة وفي النهاية فإن الإذاعة هي الوحيدة التي تدخل كل البيوت من دون استئذان، إذا لابد من إحياء تلك البرامج وفي مقدمتها (برنامج تسجيلات من زمن فات) ومسك الختام لابد من كلمات في حق المرحوم إبراهيم كانو مدير الإذاعة بكلمة قالها هذا نصها (باسم الله نبتدئ وعلى اسم الله نسير لا نأخذ على الغيب عهدا، ولكن نقطع على أنفسنا وعدا) كان صوت إبراهيم كانو يملأ الفضاء فشارك في قراءة النشرات وتقديم عديد من البرامج ويعد صوته من أجمل الأصوات الإذاعية وأقواها خصوصا في قراءة الشعر والقصائد والمدائح والابتهالات الدينية ويعد سجل إبراهيم كانو بمفرده تاريخا وحضارة ويقول الإذاعي الكبير حسن كمال: «تعلمت من الأستاذ إبراهيم كانو اللغة العربية وتقديم أنماط البرامج، ولا يوجد أفضل من الأستاذ إبراهيم كانو يعرف كل صوت من اللحظة الأولى، هكذا كان الرواد، الذين أعطوا للوطن أكثر مما أخذوا ومنهم على سبيل المثال لا الحصر، عبد الرحمن عبد الله، عتيق سعيد، أحمد كمال علي تقي، إبراهيم مصطفى، ومن العنصر النسائي عائشة عبد اللطيف، وبدرية عبد اللطيف، وأمينة الشملان، وكان الشرف أن شاركت تلك المجموعة مسيرة الإذاعة في تزويدها بكثير من المواد الإذاعية من أغان ومسلسلات وفوازير رمضان وخلافه.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك