العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

عيد فطر سعيد وأمـل بغـد زاهر بهيج

بقلم: د. أسعد حمود السعدون

الجمعة ٢١ أبريل ٢٠٢٣ - 02:00

بعد‭ ‬أن‭ ‬ودعنا‭ ‬شهر‭ ‬رمضان،‭ ‬شهر‭ ‬الصوم‭ ‬والخير‭ ‬والبركة‭ ‬حل‭ ‬علينا‭ ‬عيد‭ ‬الفطر‭ ‬المبارك،‭ ‬فلله‭ ‬الحمد‭ ‬الذي‭ ‬مكننا‭ ‬من‭ ‬صيام‭ ‬الشهر‭ ‬الفضيل‭ ‬وقيام‭ ‬لياليه،‭ ‬ولندع‭ ‬الله‭ ‬العلي‭ ‬القدير‭ ‬أن‭ ‬يمن‭ ‬علينا‭ ‬بقبول‭ ‬صيامنا‭ ‬وقيامنا‭ ‬وطاعاتنا‭ ‬وأن‭ ‬يكتبنا‭ ‬من‭ ‬الفائزين‭ ‬بعفوه‭ ‬ومغفرته‭ ‬وثوابه،‭ ‬ولنتبارَ‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬التهاني‭ ‬والتبريكات‭ ‬بحلول‭ ‬العيد‭ ‬ولنبتهج‭ ‬به‭ ‬صغارا‭ ‬وكبارا‭ ‬ولنتذكر‭ ‬أنه‭ ‬مناسبة‭ ‬خالدة‭ ‬ليجدد‭ ‬فيها‭ ‬المؤمنون‭ ‬مشاعر‭ ‬المودة‭ ‬والرحمة،‭ ‬وليكن‭ ‬تتويجا‭ ‬لشهر‭ ‬الخير‭ ‬الذي‭ ‬نسينا‭ ‬وتجاوزنا‭ ‬فيه‭ ‬خصوماتنا‭ ‬واختلافاتنا‭ ‬وصغائر‭ ‬الأمور،‭ ‬ومحطة‭ ‬لتمتد‭ ‬الأيدي‭ ‬وتلتقي‭ ‬القلوب‭ ‬قبل‭ ‬الوجوه‭ ‬حافلة‭ ‬بمشاعر‭ ‬الإخاء‭ ‬إلى‭ ‬أبعد‭ ‬مدى،‭ ‬فتخفق‭ ‬بالحب‭ ‬والود‭ ‬والبر‭ ‬والصفاء،‭ ‬لاسيما‭ ‬أن‭ ‬ابتهاجنا‭ ‬وسرورنا‭ ‬مقترن‭ ‬بتطلعنا‭ ‬إلى‭ ‬أننا‭ ‬غسلنا‭ ‬قلوبنا،‭ ‬وأدينا‭ ‬عباداتنا‭ ‬على‭ ‬أكمل‭ ‬وجه‭ ‬وتقربنا‭ ‬إلى‭ ‬بارئنا‭ ‬بتلك‭ ‬العبادات،‭ ‬آملين‭ ‬أن‭ ‬نكون‭ ‬قد‭ ‬استحقينا‭ ‬الفوز‭ ‬بوعده‭ ‬جل‭ ‬في‭ ‬علاه‭ ‬لنحظى‭ ‬بثواب‭ ‬أعمالنا‭ ‬ومغفرته‭ ‬وعونه‭ ‬ورحمته‭ ‬كما‭ ‬قال‭ ‬في‭ ‬محكم‭ ‬كتابه‭ ‬في‭ ‬سورة‭ ‬يونس‭: (‬قل‭ ‬بفضل‭ ‬الله‭ ‬وبرحمته‭ ‬فبذلك‭ ‬فليفرحوا‭ ‬هو‭ ‬خير‭ ‬مما‭ ‬يجمعون‮»‬‭.‬

وكما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬المأثور‭ ‬من‭ ‬الكلام‭ ‬عن‭ ‬الطبراني‭ ‬في‭ ‬المعجم‭ ‬الكبير،‭ ‬إنه‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬يومُ‭ ‬الفطر‭ ‬وقفت‭ ‬الملائكة‭ ‬على‭ ‬أبواب‭ ‬الطريق‭ ‬فنادَوْا‭: ‬اغدوا‭ ‬يا‭ ‬معشر‭ ‬المسلمين‭ ‬إلى‭ ‬ربّ‭ ‬كريم‭ ‬يمنّ‭ ‬بالخير‭ ‬ثمّ‭ ‬يثيب‭ ‬عليه‭ ‬الجزيل،‭ ‬لقد‭ ‬أُمرتم‭ ‬بقيام‭ ‬الليل‭ ‬فقُمتم‭ ‬وأُمرتم‭ ‬بصيام‭ ‬النهار‭ ‬فصمتم‭ ‬وأطعتم‭ ‬ربَّكم،‭ ‬فاقبِضُوا‭ ‬جوائزكم،‭ ‬فإذا‭ ‬صلّوا‭ ‬نادى‭ ‬منادٍ‭: ‬ألا‭ ‬إنّ‭ ‬ربكم‭ ‬قد‭ ‬غفر‭ ‬لكم‭ ‬فارجعوا‭ ‬راشدين‭ ‬إلى‭ ‬رحالكم‭ ‬فهو‭ ‬يوم‭ ‬الجائزة،‭ ‬ويسمّى‭ ‬ذلك‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬السماء‭ ‬يوم‭ ‬الجائزة،‭ ‬فقال‭ ‬جل‭ ‬من‭ ‬قال‭: ‬قد‭ ‬غفرت‭ ‬لكم‭ ‬ذنوبكم‭ ‬كلّها،‭ ‬لذا‭ ‬توجب‭ ‬الفرح‭ ‬وإشاعة‭ ‬المسرات‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬اليوم‭ ‬العظيم،‭ ‬وعسى‭ ‬أن‭ ‬يمنحنا‭ ‬العيد‭ ‬طاقة‭ ‬جديدة‭ ‬لمواصلة‭ ‬الحياة‭ ‬برؤية‭ ‬جديدة،‭ ‬وأن‭ ‬نتهيأ‭ ‬لبناء‭ ‬جديد،‭ ‬سيما‭ ‬وأن‭ ‬رمضان‭ ‬الخير‭ ‬قد‭ ‬غسل‭ ‬قلوبنا‭ ‬من‭ ‬أدرانها‭ ‬ونقى‭ ‬نفوسنا‭ ‬من‭ ‬شرورها‭ ‬وأزال‭ ‬عنها‭ ‬الأضغان‭ ‬والحقد‭ ‬والكراهية،‭ ‬وثبت‭ ‬تقواها،‭ ‬لذا‭ ‬فإننا‭ ‬لابد‭ ‬وأن‭ ‬نبتهج‭ ‬بالعيد‭ ‬وألا‭ ‬نسمح‭ ‬لأي‭ ‬موقف‭ ‬أن‭ ‬يعكر‭ ‬صفو‭ ‬تلك‭ ‬الفرحة‭ ‬أو‭ ‬يقتلها‭ ‬أو‭ ‬يخرب‭ ‬علينا‭ ‬لحظات‭ ‬الاسترخاء،‭ ‬إن‭ ‬كنا‭ ‬نرغب‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬نولد‭ ‬من‭ ‬جديد،‭ ‬وعلينا‭ ‬أن‭ ‬ننسى‭ ‬شطحات‭ ‬ما‭ ‬قبل‭ ‬رمضان،‭ ‬وننطلق‭ ‬للحياة‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬بعزم‭ ‬وقوة‭ ‬مقرون‭ ‬بالمحبة‭ ‬والإيمان‭ ‬والأمل‭ ‬بغد‭ ‬جديد‭ ‬أفضل،‭ ‬مفعم‭ ‬بالخير‭ ‬والسرور‭ ‬والبركة‭. ‬وأن‭ ‬نشكر‭ ‬الله‭ ‬جل‭ ‬في‭ ‬علاه‭ ‬الذي‭ ‬من‭ ‬على‭ ‬مملكتنا‭ ‬البحرين‭ ‬العزيزة‭ ‬والمملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬الشقيقة‭ ‬وبقية‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬بنعم‭ ‬الأمن‭ ‬والخير‭ ‬والاستقرار‭ ‬والأمان،‭ ‬والتنمية‭ ‬والرخاء‭ ‬والتقدم‭. ‬

ومما‭ ‬يزيدنا‭ ‬بهجة‭ ‬وسرورا‭ ‬عودة‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬مملكتنا‭ ‬العزيزة‭ ‬وقطر‭ ‬الشقيقة‭ ‬آملين‭ ‬أن‭ ‬تتوطد‭ ‬أكثر‭ ‬فأكثر،‭ ‬وعودة‭ ‬سوريا‭ ‬إلى‭ ‬بيتها‭ ‬العربي،‭ ‬واستجابة‭ ‬الحوثيين‭ ‬في‭ ‬اليمن‭ ‬لدعوات‭ ‬شقيقتنا‭ ‬الكبرى‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬لبدء‭ ‬حوار‭ ‬هادف‭ ‬لإنهاء‭ ‬الحرب‭ ‬بين‭ ‬الحكومة‭ ‬الشرعية‭ ‬والحوثيين‭. ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬يؤلمنا‭ ‬ما‭ ‬ظهر‭ ‬في‭ ‬الأيام‭ ‬الأخيرة‭ ‬من‭ ‬خلاف‭ ‬بين‭ ‬الأشقاء‭ ‬في‭ ‬السودان‭ ‬وصل‭ ‬إلى‭ ‬مرحلة‭ ‬الصراع‭ ‬المسلح‭ ‬بين‭ ‬الجيش‭ ‬السوداني‭ ‬وقوات‭ ‬الرد‭ ‬السريع،‭ ‬آملين‭ ‬أن‭ ‬يغلب‭ ‬الأشقاء‭ ‬لغة‭ ‬الحوار‭ ‬ويجنحوا‭ ‬للسلم‭ ‬وحقن‭ ‬الدماء‭ ‬ويبعدوا‭ ‬الشعب‭ ‬عن‭ ‬ويلات‭ ‬الحرب‭ ‬وتضحياتها‭.   ‬

ندعو‭ ‬الله‭ ‬العلي‭ ‬القدير‭ ‬أن‭ ‬يوفق‭ ‬قيادتنا‭ ‬الرشيدة‭ ‬للخير‭ ‬والسداد،‭ ‬القيادة‭ ‬التي‭ ‬حرصت‭ ‬على‭ ‬صيانة‭ ‬أمننا‭ ‬ووفرت‭ ‬لشعبنا‭ ‬العيش‭ ‬الرغيد‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬التحديات،‭ ‬وأعزت‭ ‬ديننا‭ ‬وسهرت‭ ‬على‭ ‬استقرارنا‭ ‬وتنمية‭ ‬بلادنا،‭ ‬وسعت‭ ‬إلى‭ ‬زرع‭ ‬البسمة‭ ‬على‭ ‬أفواه‭ ‬أطفالنا،‭ ‬ووفرت‭ ‬بعون‭ ‬الله‭ ‬وتوفيقه‭ ‬متطلبات‭ ‬عيشنا‭ ‬الكريم،‭ ‬إنها‭ ‬قيادتنا‭ ‬الخليفية‭ ‬العربية‭ ‬المسلمة‭ ‬ممثلة‭ ‬بجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم،‭  ‬وصاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬الموقر‭ . ‬لهم‭ ‬أجمل‭ ‬التهاني‭ ‬وأسمى‭ ‬التبريكات،‭ ‬مجددين‭ ‬عهدنا‭ ‬على‭ ‬الولاء‭ ‬والإخلاص‭ ‬والبيعة‭ ‬الدائمة،‭ ‬مؤكدين‭ ‬أن‭ ‬يدينا‭ ‬بأيديهم‭ ‬للعمل‭ ‬الدائم‭ ‬الواعي‭ ‬والمثمر‭ ‬لتعزيز‭ ‬بناء‭ ‬مملكتنا‭ ‬والذود‭ ‬عنها‭ ‬بالأرواح‭ ‬والأبناء‭ ‬والأموال‭ ‬متكاتفين‭ ‬كالبنيان‭ ‬المرصوص،‭ ‬مفوتين‭ ‬الفرصة‭ ‬على‭ ‬المتربصين‭ ‬شرا‭ ‬بنا‭.‬

وأطيب‭ ‬التهاني‭ ‬والتبريكات‭ ‬لخادم‭ ‬الحرمين‭ ‬الشريفين‭ ‬الملك‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬آل‭ ‬سعود‭ ‬أطال‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬عمره،‭ ‬ملك‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية،‭ ‬ولولي‭ ‬عهده‭ ‬الأمين‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬وفقه‭ ‬الله،‭ ‬ولشعبنا‭ ‬المعطاء‭ ‬ولضيوف‭ ‬مملكتنا‭ ‬الأكارم‭ ‬أطيب‭ ‬التهاني‭ ‬بالعيد‭ ‬السعيد‭ ‬أعاده‭ ‬الله‭ ‬على‭ ‬الجميع‭ ‬بالخير‭ ‬والعافية‭ ‬والسرور‭.‬

وختاما‭ ‬نقول‭ ‬الحمد‭ ‬لله‭ ‬على‭ ‬فضله‭ ‬وإحسانه،‭ ‬إذ‭ ‬من‭ ‬علينا‭ ‬بصيام‭ ‬رمضان‭ ‬وقيامه،‭ ‬ومتعنا‭ ‬بالصحة‭ ‬والعافية‭ ‬والأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬وكل‭ ‬عام‭ ‬والجميع‭ ‬بخير‭. ‬

{ أكاديمي‭ ‬وخبير‭ ‬اقتصادي

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا