بعد أن ودعنا شهر رمضان، شهر الصوم والخير والبركة حل علينا عيد الفطر المبارك، فلله الحمد الذي مكننا من صيام الشهر الفضيل وقيام لياليه، ولندع الله العلي القدير أن يمن علينا بقبول صيامنا وقيامنا وطاعاتنا وأن يكتبنا من الفائزين بعفوه ومغفرته وثوابه، ولنتبارَ في تقديم التهاني والتبريكات بحلول العيد ولنبتهج به صغارا وكبارا ولنتذكر أنه مناسبة خالدة ليجدد فيها المؤمنون مشاعر المودة والرحمة، وليكن تتويجا لشهر الخير الذي نسينا وتجاوزنا فيه خصوماتنا واختلافاتنا وصغائر الأمور، ومحطة لتمتد الأيدي وتلتقي القلوب قبل الوجوه حافلة بمشاعر الإخاء إلى أبعد مدى، فتخفق بالحب والود والبر والصفاء، لاسيما أن ابتهاجنا وسرورنا مقترن بتطلعنا إلى أننا غسلنا قلوبنا، وأدينا عباداتنا على أكمل وجه وتقربنا إلى بارئنا بتلك العبادات، آملين أن نكون قد استحقينا الفوز بوعده جل في علاه لنحظى بثواب أعمالنا ومغفرته وعونه ورحمته كما قال في محكم كتابه في سورة يونس: (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون».
وكما جاء في المأثور من الكلام عن الطبراني في المعجم الكبير، إنه إذا كان يومُ الفطر وقفت الملائكة على أبواب الطريق فنادَوْا: اغدوا يا معشر المسلمين إلى ربّ كريم يمنّ بالخير ثمّ يثيب عليه الجزيل، لقد أُمرتم بقيام الليل فقُمتم وأُمرتم بصيام النهار فصمتم وأطعتم ربَّكم، فاقبِضُوا جوائزكم، فإذا صلّوا نادى منادٍ: ألا إنّ ربكم قد غفر لكم فارجعوا راشدين إلى رحالكم فهو يوم الجائزة، ويسمّى ذلك اليوم في السماء يوم الجائزة، فقال جل من قال: قد غفرت لكم ذنوبكم كلّها، لذا توجب الفرح وإشاعة المسرات في هذا اليوم العظيم، وعسى أن يمنحنا العيد طاقة جديدة لمواصلة الحياة برؤية جديدة، وأن نتهيأ لبناء جديد، سيما وأن رمضان الخير قد غسل قلوبنا من أدرانها ونقى نفوسنا من شرورها وأزال عنها الأضغان والحقد والكراهية، وثبت تقواها، لذا فإننا لابد وأن نبتهج بالعيد وألا نسمح لأي موقف أن يعكر صفو تلك الفرحة أو يقتلها أو يخرب علينا لحظات الاسترخاء، إن كنا نرغب في أن نولد من جديد، وعلينا أن ننسى شطحات ما قبل رمضان، وننطلق للحياة من جديد بعزم وقوة مقرون بالمحبة والإيمان والأمل بغد جديد أفضل، مفعم بالخير والسرور والبركة. وأن نشكر الله جل في علاه الذي من على مملكتنا البحرين العزيزة والمملكة العربية السعودية الشقيقة وبقية دول مجلس التعاون الخليجي بنعم الأمن والخير والاستقرار والأمان، والتنمية والرخاء والتقدم.
ومما يزيدنا بهجة وسرورا عودة العلاقات بين مملكتنا العزيزة وقطر الشقيقة آملين أن تتوطد أكثر فأكثر، وعودة سوريا إلى بيتها العربي، واستجابة الحوثيين في اليمن لدعوات شقيقتنا الكبرى المملكة العربية السعودية لبدء حوار هادف لإنهاء الحرب بين الحكومة الشرعية والحوثيين. إلا أن ما يؤلمنا ما ظهر في الأيام الأخيرة من خلاف بين الأشقاء في السودان وصل إلى مرحلة الصراع المسلح بين الجيش السوداني وقوات الرد السريع، آملين أن يغلب الأشقاء لغة الحوار ويجنحوا للسلم وحقن الدماء ويبعدوا الشعب عن ويلات الحرب وتضحياتها.
ندعو الله العلي القدير أن يوفق قيادتنا الرشيدة للخير والسداد، القيادة التي حرصت على صيانة أمننا ووفرت لشعبنا العيش الرغيد على الرغم من كل التحديات، وأعزت ديننا وسهرت على استقرارنا وتنمية بلادنا، وسعت إلى زرع البسمة على أفواه أطفالنا، ووفرت بعون الله وتوفيقه متطلبات عيشنا الكريم، إنها قيادتنا الخليفية العربية المسلمة ممثلة بجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المعظم، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الموقر . لهم أجمل التهاني وأسمى التبريكات، مجددين عهدنا على الولاء والإخلاص والبيعة الدائمة، مؤكدين أن يدينا بأيديهم للعمل الدائم الواعي والمثمر لتعزيز بناء مملكتنا والذود عنها بالأرواح والأبناء والأموال متكاتفين كالبنيان المرصوص، مفوتين الفرصة على المتربصين شرا بنا.
وأطيب التهاني والتبريكات لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أطال الله في عمره، ملك المملكة العربية السعودية، ولولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان وفقه الله، ولشعبنا المعطاء ولضيوف مملكتنا الأكارم أطيب التهاني بالعيد السعيد أعاده الله على الجميع بالخير والعافية والسرور.
وختاما نقول الحمد لله على فضله وإحسانه، إذ من علينا بصيام رمضان وقيامه، ومتعنا بالصحة والعافية والأمن والاستقرار وكل عام والجميع بخير.
{ أكاديمي وخبير اقتصادي
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك