كلما يأتي رمضان شهر الخير والبركة شهر التقوى والتقرب إلى المولى عز وجل طلبا لرحمته ومغفرته تتجدد معه ذكرياتنا الرمضانية الحلوة أيام الطفولة والبراءة التي لا تزال راسخة في ذاكرتنا منذ أن كنا صغارا رغم تقدم العمر بنا ذكرى الزمن الجميل الذي عشنا فيه زمن البساطة في فرجان لول التي احتضنتنا نتذكر كيف كان التواصل بين العوائل والناس وتبادل الأطباق الرمضانية عصر كل يوم حيث يتنقل الكبار والصغار بين البيوت حاملين صحون الهريس وغيرها من الأطعمة الرمضانية المعروفة في إطار العلاقة الحميمة بين الأسر والعوائل في أحيائنا الشعبية.
رغم تغير الوقت والزمان والعادات المرتبطة برمضان في ظل ما تشهده الحياة الاجتماعية من تغيرات وتطورات وما شهدته مملكة البحرين من نهضة إسكانية أدت إلى هجرة الشباب لأحيائهم الشعبية إلى المدن الجديدة إلا أنه تبقى لرمضان أجواؤه الروحانية والإيمانية ومثلما هو شهر الخير والعبادة كما أسلفنا فإن لرمضان أجواءه الاجتماعية والعائلية حيث تجتمع العائلة حول مائدة الإفطار كل مساء طوال الشهر الفضيل وتزداد الزيارات بين الأهل والأصدقاء وتكثر الصدقات والزكاة والتبرعات للتخفيف من معاناة المحتاجين من الفقراء تلبية لدعوة الخالق عز وجل لمد يد العون للفقراء والمساكين.
ومن الجوانب الاجتماعية لشهر رمضان المبارك هذا الشهر الفضيل الذي نعيش أيامه العشرة الأواخر حيث مضت أيامه بسرعة كلمح البصر لم نشعر بها في ظل انشغالنا بأمورنا الحياتية، المجالس الرمضانية التي فتحت أبوابها في مختلف مناطق ومدن وقرى البحرين بعد إغلاق إجباري بسبب جائحة كورونا اللعينة كوفيد – 19 والتي أثرت سلبا في مختلف مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والتجارية والاجتماعية وغيرها حتى تجاوزناها والحمد لله لتعود حركة التواصل وزيارة المجالس الرمضانية بعد صلاة التراويح طوال ليالي شهر رمضان المبارك.
مجالسنا الرمضانية التي يحضرها شخصيات من مختلف فئات المجتمع البحريني من وزراء ومسؤولين حكوميين وتجار ورجال أعمال وسفراء ومثقفين وأكاديميين وأصحاب فكر وتربويين تجسد العلاقة بين القيادة والشعب الوفي في إطار التواصل بين الحاكم والمحكوم وتعزز اللقاءات بين أبناء هذا الوطن الغالي علينا جميعا لتتجلى وحدتنا الوطنية التي نعتز ونفتخر بها في أبهى صورها فهي صمام أمان بلادنا.
فخلال شهر رمضان المبارك يستقبل حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المعظم أيده الله أهالي المحافظات وأعيانها للاستماع إلى احتياجاتهم ومتطلباتهم وملاحظاتهم فهي سُنة حميدة سنها جلالة الملك المفدى في هذا الشهر الفضيل تؤكد الترابط الوثيق بين الحاكم والمحكوم لتكون هذه اللقاءات مناسبة لتجديد العهد والولاء لقائد المسيرة أيده الله وتقديم الشكر والامتنان على ما يلقاه المواطنون من رعاية واهتمام من لدن جلالته حفظه الله.
كما تمثل الزيارات اليومية التي يقوم بها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد بن عيسى آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء للمجالس الرمضانية في مختلف مناطق ومدن وقرى البحرين متنقلا كل ليلة من مجلس إلى آخر على مدار الشهر الفضيل فرصة طيبة للتواصل والالتقاء بالمواطنين ومحاورتهم حول الأمور المتعلقة بمختلف مناحي الحياة والتشاور حول الخدمات التي تقدمها الدولة للمواطنين وتبادل الآراء حولها للنهوض بهذه الخدمات لتكون في المستوى المطلوب الذي يطمح له المواطنون وللاستماع إلى نبض الشارع حيث تتحول مجالسنا الرمضانية إلى طاولة مستديرة تطرح عليها مختلف القضايا التي تشغل بال المواطن البحريني للمناقشة والحوار للخروج بتصورات حولها تخدم المسيرة التنموية في بلادنا وتحسن من مستوى المعيشة للمواطن ولذلك نرى سموه حفظه الله خلال زياراته للمجالس الرمضانية يوجه الوزراء والمسؤولين إلى تلبية احتياجات ومتطلبات المواطنين.
كما إن للصحافة التي تحرص على حضور المجالس الرمضانية دورا مهما في نشر ما يطرح من نقاشات ومداولات في المجالس الرمضانية لتعرف الناس ما يدور في هذه المجالس.
ندعو الله العلي القدير ونحن نودع هذا الشهر الفضيل أن يعيد هذه المناسبة المباركة علينا قيادة وحكومة وشعبا بالخير والبركة وأن يديم علينا نعمة الأمن والأمان التي نعيشها في هذا العهد الزاهر لقائد المسيرة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المعظم.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك