العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

الدلالات الاستراتيجية لانضمام فنلندا إلى حلف «الناتو»

بقلم د. أشرف محمد كشك {

الاثنين ١٠ أبريل ٢٠٢٣ - 02:00

في‭ ‬الرابع‭ ‬من‭ ‬أبريل‭ ‬2023‭ ‬احتفل‭ ‬حلف‭ ‬شمال‭ ‬الأطلسي‭ ‬‮«‬الناتو‮»‬‭ ‬برفع‭ ‬علم‭ ‬فنلندا‭ ‬في‭ ‬مقر‭ ‬الحلف‭ ‬ببروكسل‭ ‬لتصبح‭ ‬العضو‭ ‬31‭ ‬في‭ ‬الحلف،‭ ‬وتعقيباً‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬الحدث‭ ‬قال‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭: ‬‮«‬نحن‭ ‬موحدون‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬وقت‭ ‬مضى‮»‬،‭ ‬في‭ ‬إشارة‭ ‬إلى‭ ‬تماسك‭ ‬حلف‭ ‬الناتو،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬ينس‭ ‬ستولتنبرج‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للناتو‭ ‬قال‭: ‬‮«‬إن‭ ‬تلك‭ ‬الخطوة‭ ‬سوف‭ ‬تجعل‭ ‬فنلندا‭ ‬أكثر‭ ‬أماناً‭ ‬والحلف‭ ‬أكثر‭ ‬قوة‮»‬،‭ ‬بينما‭ ‬جاء‭ ‬رد‭ ‬الفعل‭ ‬الروسي‭ ‬متمثلاً‭ ‬في‭ ‬تصريحات‭ ‬وزير‭ ‬الدفاع‭ ‬الروسي‭ ‬سيرجي‭ ‬شويجو‭ ‬الذي‭ ‬أكد‭ ‬أن‭ ‬انضمام‭ ‬فنلندا‭ ‬إلى‭ ‬الحلف‭ ‬‮«‬يعزز‭ ‬مخاطر‭ ‬توسع‭ ‬المواجهة،‭ ‬وأن‭ ‬تلك‭ ‬الخطوة‭ ‬هي‭ ‬تكريس‭ ‬للعداء‭ ‬الأطلسي‭ ‬لروسيا‮»‬،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الأمر‭ ‬اللافت‭ ‬هو‭ ‬تأكيد‭ ‬شويجو‭ ‬أمرين؛‭ ‬الأول‭: ‬أن‭ ‬روسيا‭ ‬أرسلت‭ ‬منظومات‭ ‬إسكندر‭ ‬إم‭ ‬للقوات‭ ‬المسلحة‭ ‬البيلاروسية‭ ‬وهي‭ ‬المنظومات‭ ‬التي‭ ‬يمكنها‭ ‬استخدام‭ ‬الصواريخ‭ ‬التقليدية‭ ‬والنووية،‭ ‬والثاني‭: ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬الطائرات‭ ‬الهجومية‭ ‬في‭ ‬بيلاروسيا‭ -‬الدولة‭ ‬الحليفة‭ ‬لروسيا‭- ‬أضحى‭ ‬لديها‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬شن‭ ‬ضربات‭ ‬بمعدات‭ ‬تحمل‭ ‬أسلحة‭ ‬نووية‭.‬

انضمام‭ ‬فنلندا‭ ‬إلى‭ ‬الناتو‭ ‬ليس‭ ‬بالأمر‭ ‬المفاجئ؛‭ ‬فقد‭ ‬تقدمت‭ ‬بطلب‭ ‬لعضوية‭ ‬الحلف‭ ‬مع‭ ‬السويد‭ ‬منذ‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬ومضى‭ ‬الحلف‭ ‬في‭ ‬الإجراءات‭ ‬الخاصة‭ ‬بانضمام‭ ‬الدولتين‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تحقق‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬فنلندا‭ ‬وتعرقل‭ ‬للسويد‭ ‬بسبب‭ ‬بعض‭ ‬الاعتراضات‭ ‬داخل‭ ‬الحلف،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬التساؤل‭ ‬الذي‭ ‬يطرح‭ ‬ذاته‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬دلالات‭ ‬ذلك‭ ‬الانضمام‭ ‬في‭ ‬ذروة‭ ‬احتدام‭ ‬الحرب‭ ‬الأوكرانية؟‭ ‬بمعنى‭ ‬آخر‭ ‬هل‭ ‬سيكون‭ ‬لتلك‭ ‬الخطوة‭ ‬تأثير‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬تسوية‭ ‬محتملة‭ ‬للأزمة‭ ‬الأوكرانية؟‭ ‬وخاصة‭ ‬أن‭ ‬جوهر‭ ‬الصراع‭ ‬الأطلسيالروسي‭ ‬منذ‭ ‬انهيار‭ ‬الاتحاد‭ ‬السوفيتي‭ ‬السابق‭ ‬هو‭ ‬ترحيب‭ ‬الحلف‭ ‬بانضمام‭ ‬دول‭ ‬المنظومة‭ ‬السوفيتية‭ ‬السابقة‭ ‬إلى‭ ‬عضويته،‭ ‬والذي‭ ‬كانت‭ ‬تراه‭ ‬روسيا‭ ‬اقتراباً‭ ‬مباشراً‭ ‬من‭ ‬مجالها‭ ‬الحيوي،‭ ‬صحيح‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬هناك‭ ‬ردة‭ ‬فعل‭ ‬عنيفة‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬روسيا‭ ‬بشأن‭ ‬انضمام‭ ‬بعض‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬الدول‭ ‬في‭ ‬السابق‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬وجود‭ ‬توجهات‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬النخبة‭ ‬الحاكمة‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا‭ ‬للانضمام‭ ‬إلى‭ ‬الناتو‭ ‬قد‭ ‬حدا‭ ‬بروسيا‭ ‬إلى‭ ‬التدخل‭ ‬عسكرياً‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬‮«‬الدولة‭ ‬العازلة‮»‬‭ ‬والذي‭ ‬تراه‭ ‬روسيا‭ ‬صمام‭ ‬أمنها‭ ‬القومي،‭ ‬ولكن‭ ‬مع‭ ‬انضمام‭ ‬فنلندا‭ ‬فإن‭ ‬ثمة‭ ‬متغيراً‭ ‬جديداً‭ ‬في‭ ‬الصراع‭ ‬الأطلسيالروسي‭ ‬لسببين؛‭ ‬أولهما‭: ‬مع‭ ‬أهمية‭ ‬القوات‭ ‬العسكرية‭ ‬لفنلندا‭ ‬التي‭ ‬سوف‭ ‬تمثل‭ ‬إضافة‭ ‬للقدرات‭ ‬العسكرية‭ ‬للحلف‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬مكاسب‭ ‬الناتو‭ ‬الحقيقية‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬العضوية‭ ‬تعد‭ ‬لوجستية‭ ‬بالأساس‭ ‬وخاصة‭ ‬أن‭ ‬الحلف‭ ‬قد‭ ‬زاد‭ ‬مساحة‭ ‬حدوده‭ ‬مع‭ ‬روسيا‭ ‬لتبلغ‭ ‬2600‭ ‬كم‭ ‬بعد‭ ‬إضافة‭ ‬حدود‭ ‬فنلندا‭ ‬التي‭ ‬تبلغ‭ ‬1300‭ ‬كم‭ ‬بما‭ ‬يعنيه‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬قدرة‭ ‬فنلندا‭ ‬على‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬موارد‭ ‬الحلف‭ ‬جميعها‭ ‬حال‭ ‬تعرضها‭ ‬لهجوم،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬زيادة‭ ‬النفوذ‭ ‬البحري‭ ‬للحلف‭ ‬في‭ ‬بحر‭ ‬البلطيق‭ ‬والذي‭ ‬يعد‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬خصماً‭ ‬من‭ ‬النفوذ‭ ‬الروسي‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المنطقة،‭ ‬وثانيهما‭: ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬الإجراءات‭ ‬الإضافية‭ ‬الجديدة‭ ‬التي‭ ‬سوف‭ ‬تتخذها‭ ‬روسيا‭ ‬فإن‭ ‬النتيجة‭ ‬هي‭ ‬عسكرة‭ ‬الصراع‭ ‬الأطلسيالروسي،‭ ‬بما‭ ‬يعنيه‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬حدوث‭ ‬أزمة‭ ‬صواريخ‭ ‬جديدة‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬الأزمة‭ ‬الكوبية‭ ‬عام‭ ‬1962‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬أمراً‭ ‬مستبعداً‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬إصرار‭ ‬الطرفين‭ ‬على‭ ‬المضي‭ ‬قدماً‭ ‬بما‭ ‬يرونه‭ ‬إجراءات‭ ‬مهمة‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬أمنهما‭ ‬القومي،‭ ‬ومع‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬المبكر‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬نقل‭ ‬الناتو‭ ‬قوات‭ ‬إلى‭ ‬أراضي‭ ‬فنلندا‭ ‬فإن‭ ‬الأمر‭ ‬سوف‭ ‬يرتبط‭ ‬بمسار‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا‭ ‬وواقع‭ ‬موازين‭ ‬القوى‭ ‬بين‭ ‬الجانبين،‭ ‬وتظل‭ ‬كافة‭ ‬السيناريوهات‭ ‬قائمة‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الصراع‭ ‬المعقد‭.‬

ومع‭ ‬أهمية‭ ‬هاتين‭ ‬الدلالتين‭ ‬فإن‭ ‬ثمة‭ ‬دلالة‭ ‬أخرى‭ ‬تعكس‭ ‬حقيقة‭ ‬مضمونها‭ ‬أن‭ ‬العالم‭ ‬سيكون‭ ‬إزاء‭ ‬صراع‭ ‬ممتد‭ ‬هو‭ ‬تمسك‭ ‬الناتو‭ ‬بما‭ ‬أسماه‭ ‬‮«‬سياسة‭ ‬الباب‭ ‬المفتوح»؛‭ ‬أي‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬حدود‭ ‬ثابتة‭ ‬للحلف‭ ‬وسوف‭ ‬يظل‭ ‬مرحباً‭ ‬بأي‭ ‬دولة‭ ‬تتخذ‭ ‬دوله‭ ‬بشأنها‭ ‬قراراً‭ ‬بالإجماع‭ ‬للانضمام‭ ‬إلى‭ ‬عضويته‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬بعضويته‭ ‬لدى‭ ‬تأسيسه‭ ‬عام‭ ‬1949‭ ‬سوى‭ ‬12‭ ‬دولة‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬9‭ ‬مراحل‭ ‬للتوسع‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬1952‭ ‬حتى‭ ‬عام‭ ‬2023‭ ‬بلغ‭ ‬عدد‭ ‬أعضائه‭ ‬31‭ ‬دولة‭ ‬تتفاوت‭ ‬في‭ ‬الحجم‭ ‬والقدرات‭ ‬العسكرية،‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬لن‭ ‬يثني‭ ‬روسيا‭ ‬عن‭ ‬مواجهته‭ ‬وليس‭ ‬بالضرورة‭ ‬تكرار‭ ‬الأزمة‭ ‬الأوكرانية‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬تماس‭ ‬استراتيجي‭ ‬مع‭ ‬الحلف‭ ‬ولكن‭ ‬ما‭ ‬يخشاه‭ ‬الحلف‭ ‬أمران؛‭ ‬الأول‭: ‬هو‭ ‬احتمال‭ ‬نشر‭ ‬روسيا‭ ‬أسلحة‭ ‬نووية‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬التماس‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬كإجراء‭ ‬احترازي‭ ‬خلال‭ ‬الصراع‭ ‬مع‭ ‬حلف‭ ‬الناتو‭ ‬مع‭ ‬إشارة‭ ‬بعض‭ ‬المسؤولين‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬أسباب‭ ‬تدعو‭ ‬روسيا‭ ‬إلى‭ ‬القيام‭ ‬بهذا‭ ‬الأمر‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬الصراعات‭ ‬المعقدة‭ ‬تشهد‭ ‬الأزمات‭ ‬تحولاً‭ ‬سريعاً‭ ‬من‭ ‬مفهومي‭ ‬التلاعب‭ ‬والتوريط‭ ‬إلى‭ ‬حافة‭ ‬الهاوية‭ ‬التي‭ ‬تتقلص‭ ‬فيها‭ ‬المصالح‭ ‬المشتركة‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير‭ ‬لصالح‭ ‬الأعمال‭ ‬العدائية،‭ ‬مع‭ ‬تأكيد‭ ‬أن‭ ‬الصراع‭ ‬يظل‭ ‬بعيداً‭ ‬عن‭ ‬مفهوم‭ ‬أزمة‭ ‬الانفلات‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬قدرات‭ ‬الردع‭ ‬النووي‭ ‬لدى‭ ‬الطرفين،‭ ‬أما‭ ‬السبب‭ ‬الثاني‭ ‬فهو‭ ‬التقارب‭ ‬الروسيالصيني،‭ ‬ومن‭ ‬مؤشراته‭ ‬التي‭ ‬تضمنت‭ ‬رسائل‭ ‬قوية‭ ‬للدول‭ ‬الغربية‭ ‬الزيارة‭ ‬التي‭ ‬أجراها‭ ‬الرئيس‭ ‬الصيني‭ ‬في‭ ‬20‭ ‬مارس‭ ‬2023‭ ‬لروسيا‭ ‬التي‭ ‬أكد‭ ‬خلالها‭ ‬شي‭ ‬جين‭ ‬بينغ‭ ‬أن‭ ‬الصين‭ ‬سوف‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬تحديث‭ ‬وتطوير‭ ‬أهداف‭ ‬الشراكة‭ ‬الكاملة‭ ‬مع‭ ‬روسيا‭ ‬حتى‭ ‬عام‭ ‬2023‭ ‬وقد‭ ‬كان‭ ‬لافتاً‭ ‬تصريح‭ ‬الرئيس‭ ‬الصيني‭ ‬‮«‬إن‭ ‬تغييراً‭ ‬لم‭ ‬يحدث‭ ‬منذ‭ ‬100‭ ‬عام‭ ‬يجري‭ ‬حالياً،‭ ‬ونقود‭ ‬معا‭ ‬هذا‭ ‬التغيير‮»‬،‭ ‬ورد‭ ‬الرئيس‭ ‬الروسي‭ ‬فلاديميير‭ ‬بوتين‭ ‬‮«‬أنا‭ ‬أوافق‮»‬،‭ ‬بما‭ ‬يعنيه‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬وجود‭ ‬تحول‭ ‬نسبي‭ ‬في‭ ‬هيكل‭ ‬النظام‭ ‬العالمي‭ ‬ربما‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬القريب‭ ‬ولكنه‭ ‬أصبح‭ ‬حقيقة‭ ‬ماثلة‭.‬

‭ ‬ومع‭ ‬أهمية‭ ‬ما‭ ‬سبق‭ ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬الارتباط‭ ‬الوثيق‭ ‬بين‭ ‬الأمن‭ ‬العالمي‭ ‬ونظيره‭ ‬الإقليمي‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أكدته‭ ‬تداعيات‭ ‬الأزمة‭ ‬الأوكرانية‭ ‬الراهنة‭ ‬فإن‭ ‬التساؤل‭ ‬الذي‭ ‬يطرح‭ ‬ذاته‭: ‬ما‭ ‬هي‭ ‬التأثيرات‭ ‬السلبية‭ ‬لاستمرار‭ ‬ذلك‭ ‬الصراع‭ ‬عموماً‭ ‬وعلى‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬خاص؟‭ ‬وفي‭ ‬تصوري‭ ‬توجد‭ ‬ثلاثة‭ ‬تأثيرات‭ ‬الأول‭: ‬أن‭ ‬انشغال‭ ‬العالم‭ ‬بالأزمة‭ ‬الأوكرانية‭ ‬وتداعياتها‭ ‬يحد‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬جهود‭ ‬دولية‭ ‬لمواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬المشتركة‭ ‬وهي‭ ‬عديدة‭ ‬منها‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬والتغير‭ ‬المناخي‭ ‬والحد‭ ‬من‭ ‬الانتشار‭ ‬النووي‭ ‬لسبب‭ ‬بسيط‭ ‬هو‭ ‬توظيف‭ ‬القوى‭ ‬المتصارعة‭ ‬كافة‭ ‬الأوراق‭ ‬لديها‭ ‬خلال‭ ‬أزمات‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬النوع،‭ ‬والثاني‭: ‬احتدام‭ ‬الصراع‭ ‬والتنافس‭ ‬الدولي‭ ‬مجدداً‭ ‬تجاه‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬من‭ ‬حدة‭ ‬الاستقطاب‭ ‬للأطراف‭ ‬الإقليمية‭ ‬والذي‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬له‭ ‬تأثير‭ ‬على‭ ‬مواقف‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬فحسب‭ ‬بل‭ ‬تماسك‭ ‬بعض‭ ‬التنظيمات‭ ‬الإقليمية‭ ‬ذاتها‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬الاتفاق‭ ‬أو‭ ‬الاختلاف‭ ‬عن‭ ‬توصيف‭ ‬الوضع‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬حرب‭ ‬باردة‭ ‬جديدة‮»‬،‭ ‬والثالث‭: ‬انحسار‭ ‬المواقف‭ ‬الدولية‭ ‬تجاه‭ ‬أزمات‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬يعني‭ ‬إطالة‭ ‬أمدها‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬استمرار‭ ‬تهديد‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬والعالمي‭ ‬معاً‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الارتباط‭ ‬الوثيق‭ ‬بين‭ ‬المستويين‭.‬

وأخيرا‭ ‬وليس‭ ‬آخراً‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬توازن‭ ‬الردع‭ ‬النووي‭ ‬الروسيالغربي‭ ‬فإن‭ ‬التفاوض‭ ‬يظل‭ ‬خياراً‭ ‬حتمياً‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬أي‭ ‬ظروف‭ ‬وبأي‭ ‬ثمن‭ ‬يتحقق‭ ‬ذلك؟

{‭ ‬مدير‭ ‬برنامج‭ ‬الدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والدولية‭ ‬بمركز‭ ‬‮«‬دراسات‮»‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا