العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

النضال الفلسطيني أمام اختبار تاريخي صعب

بقلم: د. مصطفى البرغوثي

الجمعة ٠٧ أبريل ٢٠٢٣ - 02:00

لم‭ ‬تعد‭ ‬المخططات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬لتصفية‭ ‬حقوق‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬شرح‭ ‬أو‭ ‬تحليل،‭ ‬فصعود‭ ‬الفاشية‭ ‬للحكم‭ ‬في‭ ‬إسرائيل،‭ ‬وتحول‭ ‬المستعمرين‭ ‬المستوطنين‭ ‬إلى‭ ‬قوة‭ ‬شديدة‭ ‬التأثير،‭ ‬وبيان‭ ‬حكومة‭ ‬الاحتلال‭ ‬المعلن‭ ‬أن‭ ‬أرض‭ ‬فلسطين‭ ‬التاريخية‭ ‬حكر‭ ‬لليهود‭ ‬فقط،‭ ‬وحق‭ ‬تقرير‭ ‬المصير‭ ‬فيها‭ ‬محصور‭ ‬باليهود،‭ ‬أوضح‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬تفسير‭.‬

وباختصار،‭ ‬كشف‭ ‬تحالف‭ ‬القومية‭ ‬العنصرية‭ ‬المتطرفة،‭ ‬ممثلة‭ ‬بنتنياهو،‭ ‬مع‭ ‬الأصولية‭ ‬الدينية‭ ‬اليهودية‭ ‬الفاشية،‭ ‬ممثلة‭ ‬بسموتريتش‭ ‬وبن‭ ‬غفير،‭ ‬الطابع‭ ‬الحقيقي‭ ‬للحركة‭ ‬الصهيونية‭ ‬المتنفذة،‭ ‬وأرسل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬رسالة‭ ‬بانعدام‭ ‬أي‭ ‬اهتمام‭ ‬لدى‭ ‬المؤسسة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬هم‭ ‬في‭ ‬الحكم،‭ ‬ومن‭ ‬هم‭ ‬في‭ ‬المعارضة،‭ ‬بالوصول‭ ‬إلى‭ ‬حل‭ ‬وسط‭ ‬مع‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬إذ‭ ‬يرفضون‭ ‬جميعا‭ ‬حق‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬في‭ ‬إقامة‭ ‬دولة‭ ‬حرة‭ ‬مستقلة‭ ‬ذات‭ ‬سيادة،‭ ‬كما‭ ‬يرفضون‭ ‬أي‭ ‬حق‭ ‬للفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬القدس،‭ ‬وعودة‭ ‬اللاجئين‭ ‬إلى‭ ‬ديارهم‭ ‬التي‭ ‬رحلوا‭ ‬عنها‭.‬

لم‭ ‬تصل‭ ‬الحركة‭ ‬الصهيونية‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬الدرجة‭ ‬من‭ ‬الوقاحة‭ ‬في‭ ‬إعلان‭ ‬نواياها‭ ‬لولا‭ ‬شعورها‭ ‬باختلال‭ ‬ميزان‭ ‬القوى‭ ‬لمصلحتها‭.‬

ولذلك‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬فلسطينيا،‭ ‬بعد‭ ‬التحليل‭ ‬والوصف،‭ ‬مناقشة‭ ‬البرنامج‭ ‬والاستراتيجية‭ ‬والعمل‭ ‬المؤثر‭ ‬الذي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تتبناه‭ ‬الحركة‭ ‬الوطنية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬لإصلاح‭ ‬الخلل‭ ‬في‭ ‬ميزان‭ ‬القوى،‭ ‬ولتحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬شعبها‭ ‬في‭ ‬الحرية‭ ‬وتقرير‭ ‬المصير‭.‬

أول‭ ‬عنصر‭ ‬ضعف‭ ‬يجب‭ ‬مواجهته،‭ ‬هو‭ ‬الانقسام‭ ‬السياسي‭ ‬العميق‭ ‬في‭ ‬الساحة‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬وغياب‭ ‬وجود‭ ‬قيادة‭ ‬موحدة‭ ‬للنضال‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬بما‭ ‬يعنيه‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬تضارب‭ ‬في‭ ‬الاستراتيجيات‭ ‬والأفعال،‭ ‬واستمرار‭ ‬هدر‭ ‬الطاقات‭ ‬في‭ ‬الخلافات‭ ‬والصراعات‭ ‬الداخلية،‭ ‬وبما‭ ‬يعنيه‭ ‬من‭ ‬ضعف‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬مواجهة‭ ‬ظواهر‭ ‬التشظي‭ ‬والشرذمة‭ ‬التي‭ ‬تتكاثر‭ ‬بفعل‭ ‬عوامل‭ ‬عديدة،‭ ‬ومنها‭ ‬دسائس‭ ‬الاحتلال‭ ‬وأعوانه‭.‬

لا‭ ‬يوجد‭ ‬سوى‭ ‬سبيلين‭ ‬لمعالجة‭ ‬هذا‭ ‬الضعف‭ ‬الاستراتيجي،‭ ‬سبيل‭ ‬فوري‭ ‬بدعوة‭ ‬جميع‭ ‬القوى‭ ‬للانخراط‭ ‬في‭ ‬قيادة‭ ‬وطنية‭ ‬موحدة‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬الشراكة‭ ‬والحد‭ ‬الأدنى‭ ‬من‭ ‬التوافق،‭ ‬وبحيث‭ ‬تكون‭ ‬هذه‭ ‬القيادة‭ ‬مسؤولة‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬السياسي‭ ‬والكفاحي‭ ‬المشترك،‭ ‬وعن‭ ‬تمتين‭ ‬وتقوية‭ ‬فعالية‭ ‬المقاومة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وتأثيرها‭.‬

والسبيل‭ ‬الثاني‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬المتوسط،‭ ‬إعادة‭ ‬حق‭ ‬الانتخاب‭ ‬الديمقراطي‭ ‬للشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬لاختيار‭ ‬قياداته‭ ‬بحرية،‭ ‬واحترام‭ ‬نتائج‭ ‬الانتخابات‭ ‬شريطة‭ ‬ضمان‭ ‬تكرار‭ ‬إجرائها‭ ‬في‭ ‬مواعيدها‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬تأخير‭ ‬أو‭ ‬تأجيل‭.‬

ولا‭ ‬يملك‭ ‬أحد‭ ‬رفاهية‭ ‬تجاهل‭ ‬هذه‭ ‬الضرورة،‭ ‬عندما‭ ‬يواجه‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬أكبر‭ ‬خطر‭ ‬على‭ ‬مستقبله‭ ‬منذ‭ ‬وقوع‭ ‬النكبة‭ ‬عام‭ ‬1948،‭ ‬وكما‭ ‬لا‭ ‬تنفي‭ ‬الوحدة‭ ‬التعددية‭ ‬السياسية،‭ ‬أو‭ ‬حق‭ ‬كل‭ ‬قوة‭ ‬وفصيل‭ ‬في‭ ‬التعبير‭ ‬عن‭ ‬مواقفه‭ ‬ورؤيته،‭ ‬فإنها‭ ‬تؤكد‭ ‬أن‭ ‬الفعل‭ ‬النضالي‭ ‬والسياسي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬مشتركاً‭ ‬وموحداً،‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬تحقيق‭ ‬ذلك‭ ‬إلا‭ ‬بإلغاء‭ ‬كل‭ ‬أشكال‭ ‬التفرد‭ ‬في‭ ‬صنع‭ ‬القرار،‭ ‬ومكافحة‭ ‬مظاهر‭ ‬التعصب‭ ‬الحزبي‭ ‬والفئوي‭ ‬لدى‭ ‬الجميع‭.‬

العنصر‭ ‬الثاني‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬تحقيقه،‭ ‬التوافق‭ ‬على‭ ‬إستراتيجية‭ ‬وطنية‭ ‬كفاحية‭ ‬مشتركة‭. ‬ولن‭ ‬يكون‭ ‬هذا‭ ‬صعباً،‭ ‬إن‭ ‬توفرت‭ ‬النوايا‭ ‬الصادقة،‭ ‬بعد‭ ‬الفشل‭ ‬الكامل‭ ‬والمعترف‭ ‬به،‭ ‬لنهج‭ ‬المراهنة‭ ‬على‭ ‬التفاوض‭ ‬والحلول‭ ‬الوسط‭ ‬والاتفاقيات‭ ‬الجائرة‭ ‬التي‭ ‬مزقتها‭ ‬إسرائيل‭ ‬منذ‭ ‬زمن‭ ‬بعيد‭.‬

والاستراتيجية‭ ‬الفاعلة‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تتناول‭ ‬وسائل‭ ‬النضال‭ ‬الفعال‭ ‬وأساليبه‭ ‬وأهدافه،‭ ‬وكيفية‭ ‬التأثير‭ ‬في‭ ‬الأطراف‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭ ‬لصالح‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭.‬

كما‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تشمل‭ ‬مراجعة‭ ‬الهدف‭ ‬الوطني‭ ‬العام‭ ‬والجامع،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬إدراك‭ ‬مغزى‭ ‬تدمير‭ ‬إسرائيل‭ ‬‮«‬حل‭ ‬الدولتين‮»‬،‭ ‬وحقيقة‭ ‬أن‭ ‬مهام‭ ‬النضال‭ ‬الوطني‭ ‬لا‭ ‬تقتصر‭ ‬على‭ ‬الأراضي‭ ‬المحتلة،‭ ‬بل‭ ‬تتجاوزها‭ ‬بالجمع‭ ‬بين‭ ‬هدف‭ ‬إنهاء‭ ‬الاحتلال‭ ‬وإسقاط‭ ‬منظومة‭ ‬الأبارتهايد‭ ‬والتمييز‭ ‬العنصري‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬فلسطين‭ ‬التاريخية‭.‬

العنصر‭ ‬الثالث‭ ‬بالغ‭ ‬الأهمية،‭ ‬هو‭ ‬كيفية‭ ‬تعزيز‭ ‬صمود‭ ‬وبقاء‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬فلسطين،‭ ‬ومكافحة‭ ‬مخططات‭ ‬الترحيل‭ ‬والتهجير‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬المعلنة‭ ‬وإفشالها،‭ ‬وذلك‭ ‬يعني‭ ‬تعزيز‭ ‬قدرات‭ ‬الإنسان‭ ‬الفلسطيني‭ ‬على‭ ‬البقاء،‭ ‬وخصوصا‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬المهددة‭ ‬فوراً‭ ‬مثل‭ ‬القدس‭ ‬وما‭ ‬يسمى‭ ‬مناطق‭ (‬ج‭)‬،‭ ‬والبلدة‭ ‬القديمة‭ ‬في‭ ‬الخليل،‭ ‬والنقب‭ ‬والجليل‭. ‬واستعادة‭ ‬قيم‭ ‬الانتفاضة‭ ‬الشعبية‭ ‬الأولى‭ ‬ومفاهيمها‭ ‬عندما‭ ‬كان‭ ‬جميع‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬يشعرون‭ ‬أنهم‭ ‬مشاركون‭ ‬في‭ ‬النضال‭ ‬الوطني،‭ ‬وليسوا‭ ‬مجرد‭ ‬مراقبين‭ ‬أو‭ ‬متابعين‭ ‬له،‭ ‬وعندما‭ ‬سادت‭ ‬روح‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬النفس‭ ‬وتنظيم‭ ‬النفس،‭ ‬والتكافل‭ ‬الوطني‭ ‬والاجتماعي‭ ‬بين‭ ‬الجميع‭.‬

ويتطلب‭ ‬ذلك‭ ‬مراجعة‭ ‬أمرين‭ ‬أساسيين،‭ ‬كيفية‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬استقلالية‭ ‬الحركة‭ ‬الوطنية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬ومنظمة‭ ‬التحرير‭ ‬الفلسطينية‭ ‬عن‭ ‬السلطة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬والتزاماتها‭ ‬والقيود‭ ‬المفروضة‭ ‬عليها،‭ ‬وكيفية‭ ‬إعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬هياكل‭ ‬مهام‭ ‬السلطة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬نفسها‭ ‬بحيث‭ ‬تتحرر‭ ‬بالكامل‭ ‬من‭ ‬التزامات‭ ‬التنسيق‭ ‬الأمني،‭ ‬وتكرس‭ ‬طاقاتها‭ ‬لخدمة‭ ‬المواطن‭ ‬الفلسطيني‭ ‬وتلبية‭ ‬احتياجاته‭ ‬وصموده،‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬التصرف‭ ‬حاكمة‭ ‬له،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬استمرار‭ ‬الاحتلال‭ ‬الذي‭ ‬يضطهد‭ ‬الجميع‭.‬

ومن‭ ‬نافلة‭ ‬القول‭ ‬التأكيد‭ ‬أن‭ ‬صمود‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬وبقاءهم‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬وطنهم‭ ‬هو‭ ‬العنصر‭ ‬الحاسم‭ ‬في‭ ‬الصراع‭ ‬الدائر،‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬الفشل‭ ‬الأكبر‭ ‬للحركة‭ ‬الصهيونية،‭ ‬والنجاح‭ ‬الأكبر‭ ‬للشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬حتى‭ ‬هذه‭ ‬اللحظة،‭ ‬أن‭ ‬عدد‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬فلسطين‭ ‬التاريخية‭ ‬يفوق‭ ‬اليوم‭ ‬عدد‭ ‬اليهود‭ ‬الإسرائيليين،‭ ‬رغم‭ ‬النكبة‭ ‬والاحتلال‭ ‬والاضطهاد‭ ‬العنصري،‭ ‬ورغم‭ ‬وجود‭ ‬6‭.‬5‭ ‬ملايين‭ ‬لاجئ‭ ‬فلسطيني‭ ‬محرومين‭ ‬قسراً‭ ‬من‭ ‬حق‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬وطنهم‭.‬

العنصر‭ ‬الرابع‭ ‬الذي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يعالج،‭ ‬يتعلق‭ ‬بكيفية‭ ‬توحيد‭ ‬طاقات‭ ‬مكونات‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الثلاثة،‭ ‬في‭ ‬أراضي‭ ‬1948‭ ‬والأرض‭ ‬المحتلة‭ ‬والخارج،‭ ‬بعد‭ ‬حالة‭ ‬التفتت‭ ‬في‭ ‬الأهداف‭ ‬والفعل‭ ‬المشترك‭ ‬التي‭ ‬نجمت‭ ‬عن‭ ‬عملية‭ ‬واتفاق‭ ‬أوسلو‭. ‬وذلك‭ ‬يتطلب‭ ‬حواراً‭ ‬جاداً‭ ‬بناءً،‭ ‬ونقاشاً‭ ‬خلاقاً‭ ‬وذكياً،‭ ‬لكيفية‭ ‬جمع‭ ‬طاقات‭ ‬هذه‭ ‬المكونات‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬الإضرار‭ ‬بأي‭ ‬منها،‭ ‬وبحيث‭ ‬توجه‭ ‬قوتها‭ ‬الجمعية‭ ‬ضد‭ ‬نظام‭ ‬الأبارتهايد‭ ‬العنصري‭ ‬ومخططات‭ ‬الاحتلال‭ ‬الفاشي‭.‬

العنصر‭ ‬الخامس،‭ ‬هو‭ ‬كيفية‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬انكشاف‭ ‬الطابع‭ ‬العنصري‭ ‬والفاشي‭ ‬للمنظومة‭ ‬الاسرائيلية،‭ ‬لتعزيز‭ ‬حركة‭ ‬التضامن‭ ‬الدولي‭ ‬مع‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬وتقوية‭ ‬وتعزيز‭ ‬حركة‭ ‬المقاطعة‭ ‬وفرض‭ ‬العقوبات‭ ‬وسحب‭ ‬الاستثمارات‭ ‬ضد‭ ‬الاحتلال‭ ‬ونظام‭ ‬الأبارتهايد‭.‬

ويشمل‭ ‬ذلك‭ ‬مواجهة‭ ‬ما‭ ‬حققته‭ ‬المنظومة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬من‭ ‬ترويج‭ ‬روايتها‭ ‬المضللة،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬شيطنة‭ ‬النضال‭ ‬الوطني‭ ‬الفلسطيني‭ ‬ووصمه‭ ‬بالإرهاب،‭ ‬وتشويه‭ ‬صورة‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬وأحد‭ ‬الأمثلة‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬الضغوط‭ ‬الدولية‭ ‬الشائنة،‭ ‬وغير‭ ‬المبررة،‭ ‬الموجهة‭ ‬ضد‭ ‬المناهج‭ ‬الفلسطينية‭.‬

ولا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬الإقرار‭ ‬بضرورة‭ ‬وقف‭ ‬التراجع‭ ‬الذي‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬العلاقات‭ ‬مع‭ ‬قوى‭ ‬التحرر‭ ‬والتقدم‭ ‬في‭ ‬العالم‭.‬

هناك‭ ‬فرصة‭ ‬كبيرة‭ ‬أمام‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬لإحداث‭ ‬تعديل‭ ‬جذري‭ ‬ودائم‭ ‬في‭ ‬ميزان‭ ‬القوى‭ ‬لمصلحته،‭ ‬ولكن‭ ‬تحقيق‭ ‬ذلك‭ ‬يتطلب‭ ‬من‭ ‬الجميع،‭ ‬وأولاً‭ ‬من‭ ‬القيادات‭ ‬السياسية‭ ‬والمجتمعية،‭ ‬تغليب‭ ‬المصلحة‭ ‬الوطنية‭ ‬العليا‭ ‬على‭ ‬مصالحها‭ ‬الشخصية،‭ ‬والحزبية،‭ ‬والفئوية،‭ ‬والإقرار‭ ‬بأن‭ ‬إدارة‭ ‬النضال‭ ‬الوطني‭ ‬التحرري‭ ‬علم‭ ‬كفاحي،‭ ‬يتطلب‭ ‬التخطيط‭ ‬الدقيق‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الاستعداد‭ ‬البطولي‭ ‬للتضحية‭.‬

 

{ الأمين‭ ‬العام‭ ‬للمبادرة‭ ‬الوطنية‭ ‬الفلسطينية

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا