يوميات سياسية
السيـــــــد زهـــــــره
شهداء فلسطين وجريمة العالم
منذ أشهر وفي كل يوم تقريبا يسقط شهداء في فلسطين المحتلة على يد الاحتلال والمستوطنين. وقبل أيام ارتكب الاحتلال مجزرة شنيعة في نابلس سقط فيها 11 شهيدا وأكثر من 100 جريح.
البعض يربط تصاعد هذه الجرائم بحق الفسلطينيين بوجود حكومة إسرائيلية يقولون إنها الأكثر يمينية وتطرفا. لكن الحقيقة ان هذا نهج دائم للاحتلال في ظل كل الحكومات الإسرائيلية بلا استثناء.
الى متى يستمر هذا النزيف اليومي للدم الفلسطيني؟.. الى متى تستمر هذه الجرائم بحق الشعب الفلسطيني؟
الأمر الغريب ان كل ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من جرائم على يد الاحتلال والمستوطنين يحدث أمام العالم كله من دون أي تحرك فعلي جدّي لوقف هذه الجرائم.
قبل يومين عقد اجتماع أمني بين فلسطينيين وإسرائيليين في الأردن، وصدر عن الاجتماع بيان يتعهد بما أسماه «خفض التصعيد ومنع المزيد من العنف».
الكل يعلم ان مثل هذه الاتفاقات والتعهدات ليس لها قيمة كبيرة وأنها لن تنفذ، والسبب الرئيسي لذلك انه لم يعرف عن سلطات الاحتلال الإسرائيلي التزام بأي اتفاق أو الوفاء بأي تعهد من أي نوع كان سواء في ذلك الاتفاقات الدولية الملزمة أو أي اتفاقات يتم التوصل اليها بوساطة من مصر أو الأردن.
وأكبر دليل على هذا أنه في اليوم التالي مباشرة للإعلان عن هذا الاتفاق بالتعهد بوقف التصعيد والعنف، ارتكب المستوطنون الاسرائيليون في حماية قوات الاحتلال جريمة حرب بكل معنى الكلمة حين دمروا وأحرقوا قرية فلسطينية بكاملها في الضفة.. دمروا وأحرقوا البيوت والمتاجر والأشجار. وفي نفس الوقت هدد وزير في حكومة الاحتلال بأنهم سوف يستأنفون سياسة اغتيال القادة الفلسطينيين. وكأنهم توقفوا عنها أصلا.
لهذا ليس هناك ما يشير الى أن نزيف الدم الفلسطيني يمكن ان يتوقف او أن الاحتلال يمكن ان يتوقف عن ارتكاب جرائمه.
استمرار الوضع على هذا النحو هو في الحقيقة وصمة عار على جبين العالم كله.. هو جريمة يرتكبها المجتمع الدولي كله.
حقيقة الأمر ان المجتمع الدولي كله يرتكب سلسلة من الجرائم في نفس الوقت بحق الشعب الفلسطيني.
أول هذه الجرائم أن الغالبية الساحقة من دول العالم حين تعلن موقفا من الجرائم في حق الشعب الفلسطيني وما يجري من تطورات، فإنها عادة ما تساوي بين الضحية والجاني.. تساوي بين الاحتلال وبين ضحية هذا الاحتلال.
يتضح هذا أنه في كل مرة يتعرض الفلسطينيون لعدوان من الاحتلال والمستوطنين نجد بيانات تصدر من مختلف الدول تدعو الى «ضبط النفس» و«التوقف عن استخدام العنف».. وهكذا، وكأن الفلسطينيين والاحتلال يتحملون نفس القدر من المسؤولية.
هذه جريمة.. جريمة أن تساوي بين الاحتلال ومقاومة الاحتلال.. بين مغتصبي الأرض ومن يدافع عن أرضه.
ان يكون هذا هو موقف كثير من دول العالم لا يعتبر حيادا او تعبيرا عن رغبة في إنهاء الأوضاع المأساوية، بل يعتبر انحيازا سافرا للمحتلين الإسرائيليين وتشجيعا لهم على المضي قدما في ارتكاب الجرائم بحق الفلسطينيين.
وهذا هو ما يحدث بالفعل. الاحتلال الإسرائيلي يتصرف بمنطق أنه مطلق السراح ليفعل ما يشاء بحق الشعب الفلسطيني ولينفذ أي جرائم، وهو متأكد أنه آمن من أي عقاب او حساب وأن دول العالم ستستمر في اتخاذ هذا الموقف المتخاذل.
المجتمع الدولي بموقفه على هذا النحو لا يرتكب جريمة في حق الشعب الفلسطيني وحسب، وإنما جريمة بحق القانون الدولي وكل القيم والمبادئ الانسانية.
وليست هذه هي الجريمة الوحيدة بحق الشعب الفلسطيني التي يرتكبها العالم.
للحديث بقية بإذن الله.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك