الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
سوريا.. الأمر مختلف هذه المرة
واضح جدا أن الموقف الخليجي حاليا حيال التطورات في جمهورية سوريا الشقيقة موحد تجاه التضامن معها ودعمها في محاربة الإرهاب والتطرف.. واضح جدا كذلك الإعلان السريع والمبكر للموقف الخليجي الداعم لجميع الجهود والمساعي المبذولة لإيجاد حل سلمي للأزمة السورية، بما يحقق تطلعات الشعب السوري الشقيق، إلى الاستقرار والتنمية، ويضمن وحدة سوريا وسيادتها على كامل أراضيها.
وزير الخارجية البحريني د. عبداللطيف الزياني، أجرى اتصالا هاتفيا مع نظيره السوري، وأكد موقف مملكة البحرين الثابت في الحرص على أمن سوريا واستقرارها ووحدتها وسلامة أراضيها، ودعمها الجهود الرامية للتوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية، بما يلبي تطلعات شعبها الشقيق في الاستقرار والتنمية المستدامة.
وحتى نعرف تفاصيل التطورات الحاصلة في سوريا، وندرك طبائع الأمور بشكل متوازن، من دون اندفاع شعبوي تحت أي مسوغات ومبررات، يجب أن نقرأ ونرصد ما يحدث هناك، وأن نتوقف قليلا عند التحليل العقلاني والطرح المعتدل الذي عرضه الأستاذ عبداللطيف المناوي، وتساؤلاته المنطقية التي قال فيها: ماذا يحدث في سوريا؟ ولماذا في هذا التوقيت بالذات؟ هل هناك أمر سوري داخلي ما، أم أن اللعبة الإقليمية أكبر من قدرة سوريا على المواجهة؟.. كلها أسئلة تبدو إجاباتها غير حاضرة أو كافية، والقادم غير مؤكد.
ما تشهده الساحة السورية يعيدها إلى أجواء 2011، مع اندلاع معارك جديدة تقودها المعارضة السورية في مواجهة قوات النظام.. والهجوم الأخير في «حلب السورية» تزامن مع إعلان إسرائيل وحزب الله موافقتهما على اتفاق وقف إطلاق النار.. هذا التزامن دفع البعض إلى ربط الهجوم بما وصفوه بـ«اغتنام فرصة الضعف» التي يعيشها حزب الله.
وعلى الرغم من كل السيناريوهات والتحركات الجارية، يبقى السؤال الأهم: هل ستؤدي هذه المعركة إلى تغيير جذري في معادلة القوة في سوريا؟ أم أن الأمر لا يتعدى كونه رسالة سياسية تهدف إلى زعزعة توازن المصالح الروسية والإيرانية في المنطقة؟
الواقع سلبي للغاية، ويعتبر تعدّيًا على السيادة السورية على أرضها، وربما يكون هناك ضرورة أن تستعيد الحكومة السورية «حلب» سريعًا.. فما يحدث على أرض حلب مزعج للغاية، ويُنذر بإعادة الحرب التي أنهكت سوريا عقدا من الزمان من جديد.. لهذا لابد من الحذر من إعادة عجلة الزمن إلى الوراء.
وبناء على ما سبق.. يمكننا القول إنه سيبقى من الأهمية بمكان أن تكون الشعوب الخليجية أكثر وعيا وحذرا، ولا تسقط أو تنزلق في الأحداث الجارية هناك، كما على الجهات الخليجية الرسمية أن تحذر مواطنيها من السفر حاليا إلى سوريا لحين انتهاء التطورات الجارية.
في البيان الختامي للقمة الخليجية (45) أكد المجلس الأعلى لمجلس التعاون الخليجي مواقفه الثابتة تجاه الحفاظ على وحدة أراضي الجمهورية العربية السورية، واحترام استقلالها وسيادتها على أراضيها، ورفض التدخلات الإقليمية في شؤونها الداخلية، ودعم جهود الأمم المتحدة للتوصل إلى حل سياسي في سوريا.
الأمر في سوريا مختلف هذه المرة.. وعلينا الوعي والحذر.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك