بيروت - الوكالات: أكدت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في جنوب لبنان (يونيفيل) أمس إصابة اثنين من عناصرها في انفجارين قرب نقطة مراقبة حدودية، للمرة الثانية خلال يومين، محذّرة من أن قواتها تواجه «خطرا شديدا».
ويأتي ذلك غداة إصابة جنديين إندونيسيين من القبعات الزرق بجروح بإطلاق نار إسرائيلي على مقر اليونيفيل في جنوب لبنان، ما أثار تنديدا دوليا، واعتبرت روما أنه قد يرقى إلى «جرائم حرب».
وقالت القوة الأممية في بيان أمس: «تعرّض المقرّ العام لليونيفيل في الناقورة صباح اليوم (الجمعة) لانفجارات للمرة الثانية خلال 48 ساعة»، حيث «أصيب جنديان من قوات حفظ السلام بعد وقوع انفجارين بالقرب من برج مراقبة».
وحذرّت من أنّ هذه «الحوادث تضع قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة التي تعمل في جنوب لبنان... في خطر شديد للغاية».
كما تحدّثت عن انهيار «عدة جدران حماية في موقعنا التابع للأمم المتحدة رقم 1-31، بالقرب من الخط الأزرق في اللبونة، عندما اصطدمت جرافة إسرائيلية بمحيط الموقع وتحركت دبابات إسرائيلية بالقرب من موقع الأمم المتحدة» الجمعة.
وأوضحت متحدثة باسم اليونيفيل أن كلا الجنديين من الكتيبة السريلانكية.
كانت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في جنوب لبنان (يونيفيل) اتهمت الخميس الجيش الإسرائيلي بإطلاق النار على مواقع وتجهيزات عائدة لها في جنوب لبنان.
ويعدّ هذا الحادث الأخطر الذي تبلغ عنه اليونيفيل في ظل التصعيد الراهن بين إسرائيل وحزب الله.
ودعت قوات اليونيفيل التي تضم نحو 10 آلاف جندي حفظ سلام في جنوب لبنان إلى وقف التصعيد الحادّ الذي بدأ اعتبارا من 23 سبتمبر بين إسرائيل وحزب الله، بعد عام من تبادل الطرفين إطلاق النار عبر الحدود.
وأكّد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش أمس أنّ على إسرائيل عدم تكرار إطلاق النار على قوة اليونيفيل في جنوب لبنان، مشدّدا على أن ذلك «غير مقبول».
واستدعت فرنسا أمس سفير إسرائيل في باريس، وقالت خارجيتها إن «هذه الهجمات تشكل انتهاكات خطيرة للقانون الدولي وينبغي أن تتوقف فورا»، مضيفة: «على السلطات الإسرائيلية ان تقدم تفسيرا».
ورأى وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو مساء الخميس أنّ «الأعمال العدائية المتكررة التي ترتكبها القوات الإسرائيلية ضد مقر اليونيفيل يمكن أن ترقى إلى جرائم حرب وتمثّل بالتأكيد انتهاكات خطرة للغاية لقواعد القانون الإنساني الدولي».
وأضاف الوزير: «طلبنا إيضاحات بشأن الحوادث التي وقعت».
ورأت وزارة الخارجية الإسبانية أن إطلاق النار «انتهاك خطر للقانون الدولي»، مطالبة إسرائيل «بضمان» أمن القبعات الزرق.
وتعتزم باريس وروما عقد اجتماع للدول الأوروبية الأربع المساهمة في اليونيفيل، وهي فرنسا وإيطاليا وإسبانيا وإيرلندا، وفق ما أفادت وزارة الجيوش الفرنسية الخميس.
وقالت لما فقيه من منظمة هيومن رايتس ووتش إنّ «الهجمات على قوات اليونيفيل لا تعيق عمل قوات حفظ السلام فحسب، بل تعيق أيضا قدرة المدنيين في الجنوب على الحصول على المساعدات الإنسانية التي هم في أمس الحاجة إليها».
وأضافت في بيان صادر صباح أمس: يجب «السماح لبعثة الأمم المتحدة بالوفاء بواجباتها المتمثلة في حماية المدنيين وكذلك بمهامها الإنسانية».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك