بيروت - الوكالات: قال الجيش الإسرائيلي أمس إنه شن غارات تستهدف حزب الله في القطاع الغربي من جنوب لبنان مع إعلان توسيع عملياته البرية بعد نشر قوات إضافية، داعيا السكان إلى تجنب المنطقة الساحلية.
يأتي ذلك غداة تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو «مواصلة القتال» حتى الانتصار على حزب الله وحماس المدعومين من إيران، في الذكرى السنوية الأولى لهجوم «طوفان الأقصى» الذي شنته في حركة حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر الماضي.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أمس الثلاثاء إن حزب الله أصبح الآن «منظمة منهكة ومدمّرة» بعد الضربات الإسرائيلية المكثفة التي استهدفته.
ورغم الضربات التي لحقت بحماس وحزب الله، يواصل التنظيمان إطلاق الصواريخ على إسرائيل التي تكثّف في المقابل ضرباتها في لبنان والقطاع الفلسطيني.
وقال الجيش الإسرائيلي امس الثلاثاء إنه شن غارات تستهدف حزب الله في مناطق بجنوب غرب لبنان. وأضاف في بيان «يوم أمس (الاثنين) بدأت الفرقة 146 عمليات محدودة ومركّزة ضد أهداف وبنى تحتية تابعة لحزب الله في جنوب غرب لبنان».
هذه الفرقة هي الرابعة التي تنشرها إسرائيل منذ إطلاق هجومها البري في 30 سبتمبر على جنوب لبنان الذي انسحب منه الجيش الإسرائيلي في عام 2000 بعد احتلال دام 22 عاما.
وفي مدينة صيدا الساحلية البعيدة 40 كيلومترا إلى جنوب بيروت، لم تخرج المراكب فجر أمس إلى البحر لجلب السمك الذي يشكل مصدر رزق مئات العائلات، بعدما أنذر الجيش الإسرائيلي السكان بالابتعاد عن المنطقة البحرية «حتى إشعار آخر».
قال محمّد بيضاوي، عضو نقابة صيادي الأسماك في صيدا، لوكالة فرانس برس إن «نحو 400 عائلة في المنطقة تعتاش من صيد السمك وأضاف «سيسوء الوضع إذا توقفنا عن العمل، من سيساعد البحارة؟ ومن سيقدم لهم الطعام والحليب للأطفال؟ لا أحد يهتم لحالنا».
وواصلت إسرائيل شن غارات على جنوب وشرق لبنان، وكذلك على الضواحي الجنوبية لبيروت، معاقل حزب الله الثلاثة.
وأعلن حزب الله أمس أن مقاتليه تصدوا لقوة اسرائيلية «تسللت» خلف موقع لليونيفيل داخل بلدة حدودية في جنوب لبنان.
كما قال حزب الله في بيان إن مقاتليه قصفوا أمس «مدينة حيفا والكريوت بصلية صاروخية كبيرة»، مضيفا أن ذلك يأتي «ردا على الاستباحة الهمجية الإسرائيلية للمدن والقرى والمدنيين».
وبعد إضعاف حركة حماس، نقلت إسرائيل ثقل عملياتها إلى الجبهة الشمالية، وكثّفت غاراتها على لبنان اعتبارا من 23 سبتمبر مستهدفة حزب الله. وأعلنت في 30 منه بدء عمليات برية «محدودة» ضد الحزب في جنوب لبنان.
وتسعى إسرائيل لإبعاد مقاتلي حزب الله عن المناطق الحدودية ووقف إطلاق الصواريخ نحو شمالها للسماح لنحو 60 ألف إسرائيلي فروا من صواريخ الحزب من العودة إلى منازلهم.
وتحولت دوامة العنف عبر الحدود التي بدأت قبل عام بين إسرائيل وحزب الله إلى حرب مفتوحة في 23 سبتمبر. وبدأ الجيش الإسرائيلي قصف معاقل الحزب في جنوب لبنان وشرقه والضاحية الجنوبية.
منذ أكتوبر 2023، قُتل أكثر من ألفي شخص في لبنان، من بينهم أكثر من 1110 منذ 23 سبتمبر، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية. وقد نزح أكثر من مليون شخص، بحسب السلطات.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك