وقت مستقطع
علي ميرزا
يحدث هناك ..
في مباراة من مباريات الدوريات الأوروبية لكرة القدم، وقبل أن تبدأ المباراة، وقف لاعبو الفريقين المتنافسين متقابلين على حدود دائرة وسط الملعب، وتوسط الدائرة رجل في السبعينيات من عمره بمعية أسرته الصغيرة، وسيطرت لحظات من الصمت على أجواء الملعب الذي اكتظت مدرجاته بالآلاف من الجماهير، ليعلن المذيع الداخلي للملعب أن هذا اليوم يصادف عيد ميلاد الرجل الواقف في وسط الدائرة الذي كان لاعبا مشهورا، وكان يلعب للفريق صاحب الملعب ومستضيف المباراة، وأبى القائمون على شأن تنظيم الحدث الرياضي إلا استثمار هذه المناسبة ليشاركوا اللاعب وأسرته فرحة عيد الميلاد.
هذا موقف من عشرات المواقف التي تعج بها الأوساط الرياضية الأوروبية، هناك يولون أصحاب الخبرات والرياضيين المتميزين واللاعبين القدماء الذين دافعوا عن شعارات الأندية أو المنتخبات الوطنية أهمية قصوى، ويمنحونهم مهمات ومسؤوليات تتناسب وتتماشى مع خبراتهم واختصاصاتهم احتراما وتقديرا لتاريخهم، ويستثمرون هناك الفرص بل أرباع الفرص والتجمعات الرياضية ليعبروا عن حبهم وتقديرهم وتكريمهم لمثل هذه العناصر المتميزة.
كم نتمنى أن ننحو هذا المنحى، ونحذو حذوهم، ونلتفت إلى كفاءاتنا وخبراتنا الرياضية المعطلة في مختلف الألعاب، لننفض الغبار عنها، قبل أن تصدأ محركاتها، ونستثمر المناسبات الرياضية المحلية المهمة، والبطولات التي نستقبلها لنقدمهم للجماهير خاصة الناشئة منها كي تتعرف عليهم، وتقتدي بهم، فمثل هؤلاء يعدون ثروة واستثمارا وطنيا، يتطلب الالتفات إليهم حتى لا يذهبون وتذهب خبراتهم سدى وهدرا مع الريح.
أما أن نركنهم على الرف ليتراكم عليهم الغبار حتى ينسوا ويتناسوا، وتتآكل كل طموحاتهم، ونتعامل معهم على طريقة «شاهد ما شافش حاجة» لأسباب ومبررات واهية لا يقبلها المنطق العقلائي، وفي نهاية الطواف الرياضة الوطنية وحدها ستدفع ثمن هذا التجاهل.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك