وقت مستقطع
علي ميرزا
الخسارة أحيانا مكسب
إذا سلمنا بأن الربح والخسارة مكتوبان علينا، ولا مفر منهما في المنافسات الرياضية بمختلف أنواعها ومصنفاتها، رضينا بذلك أم أبينا، إذن لماذا نبالغ حينما يتحقق الفوز، أو نتعرض للخسارة؟ ولماذا الكل يهرول، ويتسابق ليكون في الخطوط الأمامية والصدارة في حالة الفوز؟ ولماذا نتوارى ونختفي، ويلفنا الصمت، وكأن على رؤوسنا الطير، ونبحث عن الضحية التي تعودنا أن تنحصر في المدرب وحده، عندما نقع في فخ الخسارة؟
كم من مباراة شاهدناها، لم يكن فيها الفريق الفائز جديرا بالفوز وبنقاط المباراة؟ وكم من مباراة تعاطفنا فيها مع الفريق الخاسر على حساب الفريق الفائز ليس كرها في الأخير وحبا في الأول، وإنما كان الخاسر أجدر بالفوز؟
وكم من انتصار غطى على عورات ونقائص الفريق الفائز؟ وكم وكم وكم؟
وسؤال آخر يطرح على الهامش: لماذا يكون المدرب هو كبش الفداء دائما؟ ولماذا هو وحده الذي تقع على عاتقه المسؤولية؟ صحيح هناك مدربون يظلون متفرجين على ما يجري في المباريات، وصحيح هناك مدربون لا يحركون ساكنا، وصحيح هناك مدربون لا يعرفون كيف يتفاعلون ويقرؤون المباريات، ولكن الصحيح كذلك أن هناك مدربين مظلومين، يقدمون كل ما في وسعهم، غير أن الظروف المحيطة لا تسعفهم، وسؤال آخر: أليس هذا المدرب الذي في نظر البعض لا يفهم ويتحمل المسؤولية وحده يقف وراءه من استقطبه وتغزل في كفاءته؟ أليس هؤلاء مسؤولين عن اختيارهم أم أن القلم مرفوع عنهم؟ متى سيأتي الوقت الذي نتحمل فيه الفوز والخسارة بشكل جمعي عملا بـ«كلكم مسؤول»؟
ولماذا ننظر دائما نظرة سوداوية للخسائر الرياضية ونرى فيها أنها نقمة؟ ولماذا لا نرى أحيانا في هذه الخسائر متى ما جاءت بأنها نعمة، وعلينا أن نوجه الشكر إلى من أهدى إلينا عيوبنا؟
أليست الخسائر تدلنا على نواقصنا وثغراتنا ونوعية عملنا؟ أليست الخسائر تحثنا على إعادة التفكير في كل شيء من جديد لترتيب الأمور، ووضع كل شيء في مكانه المناسب؟ أليست الخسارة الرياضية أحيانا تكون مكسبا بل لها مكاسب عدة؟ ألم يحن الوقت كي نعيد النظر في المكسب والخسارة في الميادين الرياضية؟
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك