واشنطن - (أ ف ب): حمّلت وكالات استخبارات أمريكية يوم الاثنين إيران المسؤولية عن الهجوم الإلكتروني الذي استهدف الحملة الانتخابية للرئيس السابق دونالد ترامب وتمّ الكشف عنه في العاشر من أغسطس الحالي. ورفضت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة هذه الاتهامات التي قالت إن «لا أساس لها من الصحة».
وقال مكتب مديرة الاستخبارات الوطنية الأمريكية (أو دي أن آي) ومكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) ووكالة الأمن السيبراني وأمن البنى التحتية (سي آي إس إيه) في بيان مشترك: «لقد رصدنا في هذه الدورة الانتخابية أنشطة أكثر عدوانية من جانب إيران، وخصوصا تلك التي تنطوي على عمليات تأثير تستهدف الجمهور الأمريكي وعمليات إلكترونية تستهدف الحملات الرئاسية».
وأضاف البيان أنّ «هذه الأنشطة تشمل تلك التي تمّ الإبلاغ عنها مؤخراً والرامية إلى تقويض حملة الرئيس السابق ترامب والتي تنسبها (وكالات الاستخبارات) إلى إيران». وأكّدت أجهزة الاستخبارات الأمريكية في بيانها أنّها «واثقة من أنّ الإيرانيين سعوا من خلال هندسة اجتماعية وجهود أخرى للوصول إلى أفراد لديهم وصول مباشر إلى الحملات الرئاسية لكلا الحزبين. إنّ مثل هكذا أنشطة، بما في ذلك عمليات السرقة والنشر، تهدف إلى التأثير على عملية الانتخابات الأمريكية».
وتعقيبا على ذلك، قالت البعثة الإيرانية في نيويورك في بيان تلقته وكالة فرانس برس: «كما أعلنا سابقا، فإن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ليس لديها النية ولا الدوافع للتدخل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية». وأضافت: «إذا كانت حكومة الولايات المتحدة تؤمن حقا بما تقوله، فيتعين عليها أن تزودنا بالأدلة ذات الصلة، إذا وُجدت، والتي سنرد عليها وفقا لذلك». وفي العاشر من أغسطس الحالي أعلنت حملة ترامب أنّها تعرضت لعملية قرصنة إلكترونية. واتهمت حملة المرشح الجمهوري إيران بالوقوف وراء عملية القرصنة تلك وما تلاها من تسريب وثائق تتعلق بالأبحاث التي أجريت للتحقق من خلفية جاي دي فانس المرشح لمنصب نائب الرئيس عن الحزب الجمهوري. وحذّرت الحملة وسائل الإعلام من استخدام الوثائق، قائلة إن مثل هذا العمل يخدم «أعداء أمريكا».
وكانت لهجة الحملة مختلفة عما كان عليه حالها عام 2016، عندما أعرب ترامب في مؤتمر صحفي عن أمله أن «تعثر» روسيا على رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بهيلاري كلينتون، وهي تصريحات اعتبرت تشجيعا لموسكو على تنفيذ المزيد من الاختراقات لمنافسته. وكانت الاستخبارات الأمريكية قد خلصت إلى أنّ روسيا تدخلت في انتخابات عام 2016 لدعم ترامب، لكنّ الأخير رفض هذه النتيجة.
ومطلع الأسبوع الماضي أعلنت حملة المرشحة الديمقراطية للانتخابات الرئاسية الأمريكية كامالا هاريس أنّ الحملة تعرضت لهجوم من قبل قراصنة إلكترونيين أجانب. والأسبوع الماضي حذّرت وزارة الخارجية الأمريكية إيران من عواقب التدخل في الانتخابات. وأتى هذا التحذير بعد إعلان حملة ترامب أنّها تعرضت لقرصنة إلكترونية.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيدانت باتيل للصحفيين إنّ «هذه المحاولات الأخيرة للتدخل في الانتخابات الأمريكية ليست جديدة بالنسبة إلى النظام الإيراني الذي من وجهة نظرنا قوّض الديمقراطيات -أو حاول ذلك- سنوات عدة».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك