العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

عربية ودولية

في قطاع غزة الخوف من الموت يؤرق السكان

الثلاثاء ٢٠ أغسطس ٢٠٢٤ - 02:00

قطاع‭ ‬غزة‭ ‬‭ (‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭): ‬تغرق‭ ‬خيم‭ ‬النازحين‭ ‬في‭ ‬الظلمة‭ ‬عند‭ ‬حلول‭ ‬الليل‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭. ‬داخلها،‭ ‬عيون‭ ‬كثيرين‭ ‬تبقى‭ ‬مفتوحة‭ ‬يؤرق‭ ‬أصحابها‭ ‬أزيز‭ ‬المسيّرات‭ ‬فوق‭ ‬رؤوسهم‭ ‬وأصوات‭ ‬القصف‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يتوقف،‭ ‬ويخشون‭ ‬ألا‭ ‬تطلع‭ ‬عليهم‭ ‬الشمس‭.‬

وتقول‭ ‬ياسمين‭ (‬6‭ ‬سنوات‭)‬،‭ ‬وهي‭ ‬تتشبث‭ ‬بوالدتها‭ ‬في‭ ‬خيمتهما‭ ‬البلاستيكية‭ ‬الصغيرة‭ ‬‮«‬أخاف‭ ‬أن‭ ‬يأتي‭ ‬الليل،‭ ‬أخاف‭ ‬أكثر‭ ‬ولا‭ ‬أستطيع‭ ‬النوم،‭ ‬دعيني‭ ‬أنام‭ ‬في‭ ‬حضنك،‭ ‬لا‭ ‬أريد‭ ‬أن‭ ‬أموت،‭ ‬احميني‭ ‬من‭ ‬الموت‮»‬‭.‬

وتقول‭ ‬الأم‭ ‬صفاء‭ ‬أبو‭ ‬ياسين‭ ‬التي‭ ‬نزحت‭ ‬بداية‭ ‬من‭ ‬وسط‭ ‬رفح‭ ‬في‭ ‬جنوب‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬إلى‭ ‬غربها‭ ‬ثم‭ ‬إلى‭ ‬مواصي‭ ‬خانيونس‭ ‬مع‭ ‬بناتها‭ ‬الأربع،‭ ‬‮«‬طفلاتي‭ ‬أصبحن‭ ‬يخفن‭ ‬النوم‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يستيقظن‭ ‬مرعوبات‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬الأصوات‮»‬‭ ‬الناتجة‭ ‬عن‭ ‬الطيران‭ ‬وعن‭ ‬المدفعية‭ ‬والغارات‭.  ‬

وتضيف‭ ‬الأم‭ ‬‮«‬أنا‭ ‬خائفة‭ ‬على‭ ‬حياتهن‮»‬‭.‬

ونزح‭ ‬غالبية‭ ‬سكان‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬البالغ‭ ‬عددهم‭ ‬2,4‭ ‬مليون‭ ‬نسمة‭ ‬من‭ ‬منازلهم‭ ‬مرة‭ ‬واحدة‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬خلال‭ ‬العدوان‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬المستمر‭ ‬منذ‭ ‬أكتوبر‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭.‬

وتحاول‭ ‬أبو‭ ‬ياسين‭ ‬البقاء‭ ‬طوال‭ ‬الليل‭ ‬مستيقظة‭ ‬وهي‭ ‬تحمل‭ ‬طفلتها‭ ‬الرضيعة‭ ‬لُجين‭ ‬المولودة‭ ‬في‭ ‬أبريل‭ ‬الماضي‭ ‬والتي‭ ‬تستيقظ‭ ‬ليلا‭ ‬وتبكي‭ ‬بلا‭ ‬توقف‭.  ‬

وتقول‭ ‬‮«‬أحاول‭ ‬أن‭ ‬أكون‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬طفلتي‭ ‬طوال‭ ‬الوقت،‭ ‬أحملها‭ ‬وأهدهدها‭ ‬حتى‭ ‬تشعر‭ ‬بالأمان‭... ‬نحاول‭ ‬جميعنا‭ ‬أن‭ ‬نغني‭ ‬لها‭ ‬أغاني‭ ‬هادئة‭ ‬لتهدئتها‭ ‬كي‭ ‬تنام‮»‬‭.‬

وتوضح‭ ‬الأم‭ (‬38‭ ‬عاما‭) ‬‮«‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬سرير‭ ‬حتى‭ ‬تنام‭ ‬فيه‭ ‬بعمق‭ ‬وترتاح‭. ‬أخاف‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬الحشرات‭ ‬والذباب‭ ‬والبعوض،‭ ‬أخاف‭ ‬أن‭ ‬تصاب‭ ‬بأي‭ ‬مرض‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬التلوّث‭ ‬الذي‭ ‬يحيط‭ ‬بنا‮»‬‭.‬

وتردّد‭ ‬أبو‭ ‬ياسين‭ ‬في‭ ‬أذن‭ ‬طفلتها‭ ‬أنشودة‭ ‬قديمة‭ ‬‮«‬يلا‭ ‬تنام‭ ‬يلا‭ ‬تنام،‭ ‬وأهديكِ‭ ‬طير‭ ‬الحمام‭... ‬روح‭ ‬يا‭ ‬حمام‭ ‬لا‭ ‬تطوّل‭ ‬رفرف‭ ‬على‭ ‬لجين‭ ‬تتنام‮»‬‭.  ‬

وتشكو‭ ‬بنات‭ ‬أبو‭ ‬ياسين‭ ‬الأخريات‭ ‬من‭ ‬الفرش‭ ‬التي‭ ‬ينمن‭ ‬عليها‭. ‬

وتقول‭ ‬ريما‭ ‬‮«‬ننام‭ ‬على‭ ‬فرشات‭ ‬غير‭ ‬مريحة‭ ‬وسيئة‭ ‬جدا،‭ ‬وكأننا‭ ‬ننام‭ ‬على‭ ‬الأرض‮»‬‭.‬

ونزحت‭ ‬فرح‭ ‬شعشاعة‭ (‬32‭ ‬عاما‭) ‬من‭ ‬شمال‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬نحو‭ ‬دير‭ ‬البلح‭ ‬في‭ ‬الوسط‭.‬

وتقول‭ ‬في‭ ‬خيمة‭ ‬في‭ ‬وسط‭ ‬دير‭ ‬البلح‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬قبل‭ ‬السابع‭ ‬من‭ ‬أكتوبر‭ ‬منطقة‭ ‬مزدهرة،‭ ‬‮«‬أشتاق‭ ‬لأن‭ ‬أنام‭ ‬على‭ ‬سريري‭ ‬ووسادتي‮»‬‭.‬

وتضيف‭ ‬الشابة‭ ‬الثلاثينية‭ ‬‮«‬أودّ‭ ‬أن‭ ‬أختبر‭ ‬مجددا‭ ‬شعور‭ ‬الاستحمام‭ ‬العادي‭ ‬وألا‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬وقت‭ ‬محدد‭ ‬للاستحمام‭... ‬كنا‭ ‬نستحمّ‭ ‬مرة‭ ‬واثنتين‭ ‬وثلاث‭ ‬في‭ ‬اليوم‭. ‬اليوم،‭ ‬نمكث‭ ‬أياما‭ ‬لا‭ ‬نستطيع‭ ‬الاستحمام‭ ‬خلالها‭ ‬وننتظر‭ ‬دورنا‮»‬‭.  ‬

وتشكو‭ ‬شعشاعة‭ ‬من‭ ‬غياب‭ ‬الخصوصية‭. ‬‮«‬الآن‭ ‬جميعنا‭ ‬في‭ ‬خيمة‭ ‬واحدة‭ ‬صغيرة‭ ‬المساحة‭... ‬هناك‭ ‬من‭ ‬يشخر‭ ‬أثناء‭ ‬النوم‭ ‬ويزعجنا‭ ‬ومنهم‭ ‬من‭ ‬يستيقظ‭ ‬ويصرخ‭ ‬ويبكي‭ ‬من‭ ‬الخوف،‭ ‬وهناك‭ ‬من‭ ‬يعانون‭ ‬من‭ ‬الأرق‭ ‬ويثرثرون‭ ‬ويزعجون‭ ‬الجميع‮»‬‭. ‬

أما‭ ‬رامي‭ ‬الذي‭ ‬نزح‭ ‬مرارا‭ ‬خلال‭ ‬العدوان‭ ‬فيعيش‭ ‬اليوم‭ ‬مع‭ ‬27‭ ‬فردا‭ ‬من‭ ‬عائلته‭ ‬في‭ ‬خيمة‭ ‬مساحتها‭ ‬ستة‭ ‬أمتار‭ ‬في‭ ‬أربعة‭ ‬أمتار‭.  ‬

ويقول‭ ‬رامي‭ ‬الذي‭ ‬اكتفى‭ ‬بإعطاء‭ ‬اسمه‭ ‬الأول‭ ‬‮«‬قبل‭ ‬العدوان،‭ ‬كان‭ ‬لكلّ‭ ‬منّا‭ ‬غرفته‭ ‬الخاصة‮»‬،‭ ‬مضيفا‭ ‬‮«‬الآن‭ ‬ننام‭ ‬جميعا‭ ‬على‭ ‬حصيرة‭ ‬بلاستيكية‭ ‬وبطانية‭ ‬وفراش‭ ‬اسفنجي‮»‬‭.‬

وبحسب‭ ‬تقديرات‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬مايو،‭ ‬فإن‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬55‭ ‬في‭ ‬المائة‭ ‬من‭ ‬المباني‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬دُمّرت‭ ‬كليا‭ ‬أو‭ ‬جزئيا‭.  ‬

بالنسبة‭ ‬للأخصائية‭ ‬النفسية‭ ‬في‭ ‬منظمة‭ ‬‮«‬أطباء‭ ‬العالم‮»‬‭ ‬إيمان‭ ‬الأخرس‭ ‬‮«‬غالبا‭ ‬ما‭ ‬يفتقر‭ ‬الناس‭ ‬إلى‭ ‬الضرورات‭ ‬الأساسية‭ ‬للنوم‭ ‬الجيد‭ ‬مثل‭ ‬الخصوصية‭ ‬والتحكّم‭ ‬بدرجة‭ ‬الحرارة‭ ‬والظلام‭ ‬والهدوء‮»‬‭.  ‬

وتوضح‭ ‬أن‭ ‬المرضى‭ ‬كثيرا‭ ‬ما‭ ‬يطلبون‭ ‬الحبوب‭ ‬المنوّمة‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا