واصلت إسرائيل عدوانها على قطاع غزة، وأعلنت السلطات الصحية الفلسطينية أن غارات للاحتلال أودت بحياة 21 شخصا على الأقل من بينهم ستة أطفال في قطاع غزة أمس.
وقال مسؤولون في قطاع الصحة إن الأطفال الستة وأمهم استشهدوا في غارة جوية إسرائيلية على منزل في دير البلح بوسط القطاع.
وفي مستشفى الأقصى بدير البلح تجمع أقارب حول جثث الأم وأطفالها الستة الذين كانوا ملفوفين بأكفان بيضاء تحمل أسماءهم. وقال جدهم محمد خطاب لرويترز خلال الجنازة إن أصغرهم يبلغ من العمر 18 شهرا.
في الوقت ذاته أعلن جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة أمس أنه رصد «تبخر جثامين 1760 جثة»، حيث لم يجدوا لها أي أثر بسبب استخدام الجيش الإسرائيلي أسلحة محرمة دولياً ولم يتم تسجيلهم في وزارة الصحة في السجلات المختصة، كما تمكنوا من رصد اختفاء 8240 جثة قسراً لا يُعلم مصيرهم منذ اندلاع الحرب في غزة وحتى الآن، كما ورد في البيان.
وأعلن الدفاع المدني أيضاً اختفاء 2210 جثامين من مقابر متفرقة في قطاع غزة ومن المناطق التي كانت تستهدفها قوات الجيش الإسرائيلي، وفقا لماً أعلنه متحدث باسم الجهاز في مؤتمر صحفي في غزة.
ومع مرور أكثر من 10 أشهر على اندلاع العدوان يزداد يأس الفلسطينيين في قطاع غزة من إيجاد مكان آمن.
وقال تامر البرعي الذي يعيش في دير البلح مع عدد من أقاربه: «ما ضل شي لنا إلا البحر... تعبنا من كتر النزوح. قاعدين بيضغطوا الناس في مناطق ضيقة في دير البلح والمواصي اللي صارت زي طنجرة الضغط.. كل منطقة فيها».
وأضاف لرويترز عبر تطبيق للتراسل أن الدبابات على بعد 1.5 كيلومتر فقط.
وأمر الجيش يوم الجمعة بإخلاء مناطق شمالي خان يونس وشرقي دير البلح حيث لاذ مئات الآلاف من النازحين وسط أوضاع متردية.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية يوم الجمعة إن تلك الأوامر التي شملت مناطق أخرى في القطاع خارج تلك المخصصة للإغاثة الإنسانية قللت من مساحة «المنطقة الإنسانية» المصنفة على أنها آمنة من القوات الإسرائيلية إلى نحو 11 بالمائة من المساحة الكلية لقطاع غزة.
وقالت بلدية دير البلح، التي تقدر عدد الموجودين بالمدينة حاليا بنحو مليون شخص، إن أوامر الإخلاء تعني تكدس المزيد من الناس في مساحة أصغر.
وأضافت البلدية في بيان لها أمس أن نقص المياه يلوح في الأفق إذ إن عددا من وخزانات المياه، التي توفر للسكان 60 بالمائة من احتياجاتهم، موجود في مناطق خاضعة لأوامر الإخلاء.
وكثف الوسطاء جهودهم الدبلوماسية خلال الأيام القليلة الماضية لوقف العدوان والتوصل إلى اتفاق لتبادل أسرى بين فصائل المقاومة والاحتلال.
ومن المقرر أن تستأنف المحادثات بوساطة أمريكية ومصرية وقطرية هذا الأسبوع في القاهرة بعد اجتماعات عقدت يومي الخميس والجمعة في الدوحة.
ووصل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أمس إلى تل أبيب في زيارة تهدف إلى تكثيف الجهود الدبلوماسية من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.
وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية إن بلينكن سيجتمع اليوم مع كبار القادة الإسرائيليين على رأسهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خلال زيارته العاشرة للمنطقة منذ بدء العدوان في أكتوبر الماضي.
ومن المقرر أن يتوجه بلينكن بعد زيارته لإسرائيل إلى مصر ضمن جولة في الشرق الأوسط.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك