رياضة جمالية
جميل سرحان
وعد بن جلال.. ستذكره الأجيال
كنت قبل سنة تقريبًا قد أجريت حوارًا موسعًا مع الأخ العزيز محمد عبداللطيف بن جلال رئيس الاتحاد البحريني لألعاب القوى، شمل العديد من المحاور المهمة، ولم يخل الحديث عن تحضيرات منتخب «أم الألعاب» خلال مشاركته في أولمبياد باريس 2024.
تذكروا جيدًا.. كان ذلك قبل سنة.. ومازلت أتذكر كلمات «بن جلال» ووعده وتأكيداته أن هناك مفاجأة ستحدث قبل سنة كاملة من الدخول في الحدث الرياضي الأضخم في العالم، وما سنشهده من نتائج لفريق البحرين ستكون متداولة على الألسن فترة طويلة من الزمن.
المفاجأة الكبرى كانت إنجاز «سلوى» حاصدة الميدالية الفضية، وهي العائدة للتو من الإيقاف، ولم تتدرب سوى ثلاثة أشهر قبل هذا المعترك الصعب، وقبل خوضها سباق 400 متر عدوًا، وأكاد أجزم أنها كانت المفاجأة السارة للرئيس بن جلال أكثر من إنجاز وينفرد «البطلة الذهبية» صاحبة الرقم القياسي في سباق 3000 متر موانع.
ما الذي يجعل بن جلال واثقًا كل هذه الثقة؟ بل ويتنبأ بإنجازات صارخة ستغير من ملامح النتائج العربية ومحصلتها النهائية في باريس!! تلك المحصلة التي أظهرت صدارة بحرينية بامتياز، لتكون المملكة وحيدة فوق قمة العرش بأربع ميداليات هي ذهبيتان وفضية وبرونزية.
ليس من السهل إطلاقًا صناعة «البطل الأولمبي»، وهي صناعة تراكمية تتطلب الكثير من السنوات، مصحوبة بجهد خططي يشمل التحضيرات الشاملة بكل تفاصيلها الدقيقة، ولا يقل عنها شأنًا التحضير المادي والفني.. كل تلك السنوات نمر خلالها بمنعطفات ومتغيرات، قد تجعلنا في نهاية المطاف إما في القمة وإما أسفل المنحدر.
ما فعله اتحاد ألعاب القوى بقيادة بن جلال وحصاده الذي بلغ 6 ميداليات عبر مشاركاته المختلفة في الأولمبياد، هي 3 ذهبيات ومثلها فضيات، هو درس وعبرة، بل وثقافة يفترض أن تعمم على بقية اتحاداتنا التي تجتهد وتجتهد لأجل لنيل شرف الوصول إلى محفل الأولمبياد. واليوم نشعر فخرًا بأن هذه التجربة كانت نبراسا حقيقيًا لاتحادين مثمرين هما «رفع الأثقال» و«المصارعة»، ونجاحهما هو انعكاس واضح لنجاحات اتحاد ألعاب القوى الذي بصم على تفرّده بقصص النجاح والنجومية، وصار مضربًا واقعيًا للأمثال الجديرة بالاهتمام.
أقولها بصدق.. لا يمكن مجرد تخيل تلك المنجزات والمكاسب العظيمة من دون رئيس يمتلك «الطموح» والقدرة على التغيير، كيف لا.. وبن جلال كان نائبًا لسمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة الرئيس الفخري الحالي للاتحاد، نهل من فكره وغزارة إنجازاته، واستطاع اليوم ترجمة كل الرؤى والأفكار الطموحة على أرض الواقع، لينقل اتحاد ألعاب القوى نحو «إشراقة عالمية»، ستظل خالدة في الذاكرة ما حيينا.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك