رياضة جمالية
جميل سرحان
أوقفوا «حربكم» على المنتخب
فاجأني بصراحة شديدة الهجوم المبطن والغريب على الجهاز الفني واللاعبين، وكذلك الجهاز الإداري لمنتخبنا الوطني الأول لكرة القدم، بعد خسارته غير المنتظرة أمام المنتخب الإماراتي بالجولة الثانية من التصفيات الآسيوية المزدوجة، وبهدفين دون مقابل، في لقاء احتضنه ملعب البحرين الوطني بحضور جماهيري فاق الـ١٨ ألفا من جماهيرنا التي نكن لها كل التقدير والاحترام.
ما فاجأني هو محاولة حرف بوصلة الخسارة التي يتفق الجميع على أنها خسارة فنية يتحملها في المجمل العام الجهاز الفني، وتنسحب أيضًا على أداء بعض اللاعبين الذين لم يكونوا في الوضع المثالي في تلك المواجهة.
البعض وللأسف حاول جاهدًا النيل من شخوص عزيزة تعمل تطوعًا خدمة للبحرين وللمنتخب الوطني الذي نعتبره واجهة مشرفة في الكثير من المشاركات، ومسألة الهجوم البعيد عن الذوق والنقد الفني الهادف البناء، لا يمكن قبوله إطلاقًا، وإن كنا نتفق على أهمية تصحيح المسار فنيًا بالدرجة الأولى، وإيضاح الصورة للجهاز التدريبي الذي يقوده خوان بيتزي حول بعض القناعات الواجب إعادة النظر فيها.
آلمني كثيرًا أسلوب «نصب المشانق» والعقاب الجماعي لكافة أعضاء المنتخب من فنيين ولاعبين وجهاز إداري، بعد الخسارة أمام الإمارات، وكأنها مواجهة الصعود إلى نهائيات كأس العالم القادمة، دون إدراك أو شعور بأننا في بداية الطريق، وأمامنا كل الفرص للتأهل حتى بصدارة هذه المجموعة التي تضم إلى جانبنا والإمارات منتخبي اليمن والنيبال.
لسنا بصدد الدفاع عن الأخطاء، ولا نقف مجاملين نحابي على مصلحة منتخبنا، ولكننا نختلف في الأسلوب المطروح وفي توقيته غير المناسب، وما طرح في بعض البرامج الرياضية التي يفترض أن تنتقي أشخاصًا مؤهلين لتصحيح المسار، لا لبث السموم والتشهير ومحاولة الإساءة والنيل وتصفية الحسابات، وكأننا نساهم بهذه الأفعال في الهدم التدريجي لمنظومة المنتخب بكافة قواعدها.
كثيرون هم من أصبحوا مدربين بعد الخسارة، وكثيرون نصبوا أنفسهم نقادًا ومحللين على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، والأدهى والأمر أن هناك من يمنحهم الفرصة والمساحة لنفث سمومهم، بمعاول هدم ستجعلنا نتخلف كثيرًا مع مرور الوقت.
بقي أن أشير إلى أن مكافأة اللاعبين بعد الفوز على اليمن أمر طبيعي لا يستدعي التهويل، كما أن الجهاز الإداري في المنتخب بقيادة الأخ العزيز راشد الزياني يستحق كل التحية والثناء، ليس على عمله التطوعي فحسب، بل على صبره وسعة صدره في تقبل الصالح والطالح من الآراء، وكلنا ثقة بأن يستعيد منتخبنا عافيته في الجولات القادمة، وينهض سريعًا بتكاتف الجميع من جماهير ولاعبين وجهاز فني وإداري في مقدمتهم اتحاد الكرة الذي يسعى جاهدًا لتهيئة الظروف الملائمة لهذا الجيل الجديد.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك