دكا - (أ ف ب): اندلعت اشتباكات أمس الأحد بين مئات الآلاف من المتظاهرين البنجلاديشيين الذين يطالبون باستقالة رئيسة الوزراء الشيخة حسينة، وأنصار حزب رابطة عوامي الحاكم، ما أسفر عن مقتل العشرات في أحد أكثر الأيام دموية منذ بدء الاحتجاجات.
وتحولت التظاهرات التي بدأت الشهر الماضي ضد وضع نظام حصص لوظائف الخدمة المدنية إلى أسوأ اضطرابات تشهدها البلاد منذ تولي الشيخة حسينة السلطة قبل 15 عاما، لتتوسع لاحقا إلى دعوات تطالب باستقالة رئيسة الوزراء البالغة 76 عاما. وأفادت تقارير عن مقتل نحو 55 شخصا أمس الأحد وحده، بينهم 14 شرطيا، خلال صدامات استخدمت فيها العصي والسكاكين بينما أطلقت قوات الأمن النار، ما يرفع إجمالي حصيلة القتلى منذ بدء الاحتجاجات في يوليو إلى أكثر من 261.
وقالت الشرطة إن المتظاهرين هاجموا عناصرها، بما في ذلك اقتحام أحد مراكزها في بلدة اينايتبور شمال شرق البلاد. وقال بيجوي باساك نائب المفتش العام للشرطة إن «الإرهابيين هاجموا مركز الشرطة وقتلوا 11 شرطيا». وأفاد صحافيون من وكالة فرانس برس أنهم سمعوا إطلاق نار متواصلا بعد حلول الظلام الأحد، بعدما تحدى متظاهرون حظر التجول المفروض على مستوى البلاد. وقيّدت السلطات خدمة الانترنت بشكل صارم.
وخلافا للشهر الماضي، لم يتدخل رجال الشرطة والجيش في أوقات كثيرة أمس الأحد لقمع الاحتجاجات واكتفوا بالمراقبة. وفي توبيخ بالغ الدلالة للشيخة حسينة، طالب قائد سابق للجيش يحظى باحترام البنجلاديشيين الحكومة بسحب قواتها من الشوارع والسماح بالتظاهرات. ولوّح متظاهرون في دكا بعلم بنجلاديش الوطني من أعلى عربة مدرعة وسط حشد كبير كان يردد هتافات أمام أنظار رجال الأمن، وفق مقاطع فيديو نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي وتحققت منها وكالة فرانس برس.
ودعا آصف محمود، أحد قادة الاحتجاج الرئيسيين في حملة العصيان المدني على مستوى البلاد، أنصاره إلى التظاهر اليوم الاثنين. وقال «حان وقت التظاهرة النهائية». وتمكن الجنود من فرض النظام لفترة قصيرة لكن الحشود عادت الى الشوارع بأعداد كبيرة هذا الشهر في تعاون جديد بينها يهدف إلى شل الحكومة. وقالت الشرطة إن حشودا كبيرة من المتظاهرين، كثر منهم يحملون عصيا، تجمعوا في ساحة شاهباغ بوسط دكا أمس الأحد، حيث وقعت حرب شوارع في مواقع عدة.
وقال مفتش الشرطة الهلال لوكالة فرانس برس «وقعت اشتباكات بين طلاب ورجال الحزب الحاكم»، مضيفا أن شابين قُتلا في حي مونشيغانج بدكا. أضاف «أحد القتيلين ضرب على رأسه وقضى آخر بجروح ناجمة عن إطلاق نار». وأفاد شرطي آخر طلب عدم الكشف عن اسمه أن «المدينة بأسرها تحولت إلى ساحة معركة». وذكرت الشرطة أن شخصين قتلا في مدينة كيشيوريغانج التي تم إضرام النار بمكتب للحزب الحاكم فيها.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك