وقت مستقطع
علي ميرزا
سؤال للمناقشة..
ليست شعوب العالم وحدها من تتلاقح وتأخذ وتعطي وتستفيد من بعضها البعض، بل هذا التلاقح والأخذ لم تسلم منه حتى الألعاب الرياضية، والجماعية منها على سبيل الخصوص والتحديد.
وإذا ما تمعنا في الأمر، وأخضعنا أذهاننا للعصف الذهني لوجدنا مصطلحات ومفاهيم رياضية، كانت في وقت ما حصرا وحكرا على رياضة معينة، لكنها الآن لم تعد كذلك، ولكن السؤال الذي شغل صاحب هذه الأسطر، وأتمنى أن يشغل باقي القراء والمهتمين والمتابعين هو: هل الكرة الطائرة اللعبة الاستثناء التي تفطر وتتغذى وتتعشى على موائد بقية أخواتها الألعاب الرياضية الأخرى؟ ربما يكون السؤال من الوهلة الأولى ساذجا، وربما يفهمه آخرون على أن الكرة الطائرة باتت تشكل عالة، وضيفا ثقيلا على أخواتها الألعاب، وربما وربما.
ومن المؤكد أن القارئ والمتابع ينتظر منا ما يؤكد قولنا البريء في لعبتنا الجميلة والرشيقة، وهذا من حقه المشروع، فعلى سبيل التمثيل كنا نسمع عن الظهير القشاش وصمام الأمان في الكرة القدم، ويتمثل هذا المصطلح الآن في الكرة الطائرة عبر «الليبرو»، وكنا نسمع التحذير من القادمين من الخلف سوى كانا ظهيرا الجنب، أو لاعبي الوسط في كرة القدم، أو المصوبين في كرة اليد، وهذا ما نجده الآن في الكرة الطائرة ممثلا في القادمين من مركزي 6 و 1، وكنا نسمع عن رأس الحربة في كرة القدم، ولاعب الدائرة في كرة اليد، ولاعب تحت الحلق في كرة السلة وكل هؤلاء الثلاثة يشغلون دفاعات الخصوم، ويفسحون المجال لبقية لاعبي المراكز الأخرى كي تسجل الأهداف والنقاط، ونرى هذا حاضرا بقوة في الكرة الطائرة عبر مركز 3 هذا المركز الذي يشغل حوائط الصد ويتوقف عليه تحريك وتنشيط بقية المراكز الأمامية والخلفية، وكنا نسمع في ألعاب كرة القدم وكرة اليد وكرة السلة إذا ما أرادنا خلخلة أي دفاع والتغلب على صلابته فما علينا إلا فتح اللعب على الأطراف، وهذا هو الحاصل الآن في الكرة الطائرة الحديثة، وكانت ألعاب القوى «أم الألعاب» تتصدر ألعاب تحطيم وكسر الأرقام القياسية، وصرنا نجد هذا الآن في الكرة الطائرة ممثلا في سرعة الإرسال الذي قد يتجاوز 120 كم في الساعة، أو اللاعب الأكثر تسجيلا للنقاط، وكان لاعبو كرة السلة يتميزون بأطوالهم الفارهة حتى أطلق على اللعبة «لعبة العمالقة»، وباتت الأطوال الآن الشغل الشاغل لكشافي ومدربي الكرة الطائرة الحديثة، ولم يعد للأقزام مكانا فيها.
ولا ندري ماذا تحمل لنا الأيام القادمة من جديد، وما تطرقنا إليه يبقى سؤالا قابلا للنقاش والأخذ والرد، واجتهادا ليس نهائيا بل هو الآخر محل توقف ومساءلة وإضافة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك