نازح محبط: نتنياهو خطب بالكونجرس الأمريكي في مسرحية.. وأمام مهرجين
واصلت الطائرات الحربية الإسرائيلية غاراتها أمس على قطاع غزة المحاصر والمدمر.
وعمقت قوات الاحتلال توغلها في بعض البلدات على الجانب الشرقي من خان يونس جنوب قطاع غزة كما دفعت بدبابات لوسط مدينة رفح.
وتسببت الضربات الجوية والقصف في مقتل 30 فلسطينيا على الأقل على مدى اليوم المنقضي.
وقال مسؤولون بوزارة الصحة إن عدة أشخاص أصيبوا في البلدات الواقعة في الشرق خلال قصف مدفعي وجوي إسرائيلي، بينما أسفرت غارة جوية شرقي خان يونس عن استشهاد أربعة أشخاص.
وواصل الجيش الإسرائيلي غاراته في مدينة غزة وبيت لاهيا (شمال)، حيث استشهد أربعة أشخاص بحسب مصادر طبية، وفي البريج (وسط) حيث أصيب سبعة فلسطينيين، معظمهم أطفال، بحسب مصادر طبية وكذلك يشن غارات في خان يونس ورفح (جنوب).
وقال مسعفون إن غارة جوية شنتها إسرائيل على منزل في حي الشيخ رضوان شمالي مدينة غزة أسفرت عن استشهاد أربعة، كما وصل سبعة فلسطينيين إلى مستشفى في وسط غزة بعدما أفرجت عنهم القوات الإسرائيلية في منطقة قريبة من الحدود.
وفي بيت لاهيا، شنت طائرات إسرائيلية غارات ادت إلى استشهاد خمسة أشخاص، بحسب ما أعلن مدير الدفاع المدني في شمال القطاع أحمد الكحلوت.
وقال «قبل لحظات استهدفت طائرات الاحتلال الاسرائيلية هذه المنطقة وهذا المكان المكتظ بالسكان. استهدفت مجموعة من المواطنين كانوا يجلسون على جانب بيوتهم بطريقة آمنة. استشهد خمسة من المواطنين وهناك اثنان في حالة خطرة».
والى مستشفى كمال عدوان في المدينة، وصل مصابون وجثث وسط حالة من الفوضى في شاحنات صغيرة أو على نقالات.
وقال سكان ومسعفون إن القصف الإسرائيلي اشتد في عدة مناطق في رفح المتاخمة للحدود مع مصر، فيما نفذت دبابات عمليات في شمال وغرب ووسط المدينة. كما أصيب عدد من الفلسطينيين بنيران إسرائيلية في وقت سابق من أمس.
وتركز القتال في الأيام القليلة الماضية حول بلدات بني سهيلا والزنة والقرارة، حيث قال الجيش الإسرائيلي إن القوات استعادت أمس الأربعاء جثث خمسة قتلوا في عملية «طوفان الأقصى» التي شنتها حركة حماس على اسرائيل في السابع من أكتوبر، وهي جثث كانت محتجزة في القطاع منذ ذلك الحين.
وأكد منتدى عائلات الرهائن المحتجزة لدى حماس مطالبة الحكومة بالتوصل إلى وقف لإطلاق النار الذي سيساعد في استعادة باقي المحتجزين.
وفي بيان آخر منفصل، طالب المنتدى بعقد اجتماع عاجل مع فريق التفاوض الإسرائيلي بسبب ظهور «أزمة ثقة».
ورأت العائلات أنه «بات من الواضح أن المعلومات المقدمة لعائلات الرهائن لا تعكس حقيقة الوضع بدقة».
وفر آلاف من الفلسطينيين مرة اخرى هربا من القصف، بعد أوامر إخلاء جديدة من الجيش الإسرائيلي.
ولان لا مكان آخر تقصده، لجأت عائلات فلسطينية إلى الشوارع أو إلى جانب مقبرة في خان يونس.
وقالت ريتال مطلق التي نزحت مع عائلتها «أتينا مشيا على الأقدام بسبب عدم توافر المواصلات. نعيش الآن إلى جانب مقبرة. نعيش إلى جانب الاموات. نحن والأموات واحد لكن نحن نتنفس وهم لا يتنفسون».
وفي كلمة ألقاها أمام الكونجرس الأمريكي، قال نتنياهو إن حكومته منخرطة بشكل نشط في جهود مكثفة لإطلاق سراح باقي الرهائن وإنه واثق من أن هذه الجهود ستكلل بالنجاح.
وصفت حماس خطاب نتنياهو بأنه «مليء بالأكاذيب» واتهمته بإفشال الجهود الرامية إلى إنهاء العدوان.
وخيبت تصريحات نتنياهو آمال الكثير من النازحين الفلسطينيين الذين كانوا يأملون في تلقي إشارة أكثر وضوحا عن نهاية وشيكة للقتال الذي دمر القطاع المكتظ بالسكان وتسبب في أزمة إنسانية.
وقال تامر البرعي، أحد سكان مدينة غزة ممن نزحوا إلى دير البلح في وسط القطاع «كان شي محبط على الآخر، ما ذكر وقف إطلاق النار على الإطلاق، ولا مرة حتى».
وأضاف لرويترز عبر تطبيق للتراسل «الناس كانت مستنية مفاجأة، إنه مثلا يعلن وقف إطلاق نار كهدية لبايدن، لكن في الآخر راحوا ناموا وهما كتير محبطين لأنه أعاد تصميمه على مواصلة العدوان». وأضاف البرعي «نتنياهو خطب في مسرحية، وأمام مهرجين».
وتكتظ مدينة دير البلح، التي لم تجتاحها الدبابات الإسرائيلية بعد، حاليا بمئات الآلاف من النازحين الفلسطينيين من مناطق أخرى في القطاع البالغ عدد سكانه 2.3 مليون نسمة.
ويبدو أن الجهود الدبلوماسية، التي يبذلها وسطاء مصريون وقطريون بدعم من الولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، معلقة حاليا مع توقعات بإرسال إسرائيل لوفد لإجراء مزيد من المحادثات هذا الأسبوع.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك