واشنطن - الوكالات: دخل السباق الرئاسي في الولايات المتحدة مرحلة ضبابية أمس غداة إعلان الرئيس جو بايدن انسحابه ودعم نائبته كامالا هاريس لخوضه بدلاً منه، وبدء الحزب الديمقراطي مداولات لتحديد ما إذا كانت تمثّل الخيار الأمثل لمواجهة الجمهوري دونالد ترامب في نوفمبر.
وبعد أسابيع من تسريبات وضغط سياسي من داخل الحزب دخل على خطه كبار الداعمين الماليين للديمقراطيين، أعلن بايدن البالغ 81 عاماً انسحابه من المنافسة يوم الأحد ودعمه هاريس لخوض الانتخابات الرئاسية لهذه السنة.
وأكدت هاريس البالغة 59 عاماً نيتها الترشح، وقالت في بيان: «يشرفني أن أحصل على تأييد الرئيس ونيّتي هي كسب هذا الترشيح والفوز به.... سأبذل كل ما في وسعي لتوحيد الحزب الديموقراطي -وتوحيد أمتنا-لهزيمة دونالد ترامب».
وبينما أعلنت شخصيات ديمقراطية دعم نيل هاريس بطاقة الترشيح عن الحزب في مؤتمره العام المقرر في شيكاغو منتصف أغسطس، أحجم عدد من رموز الحزب مثل الرئيس السابق باراك أوباما ورئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي، تأييد أول سيدة وسوداء تتولى منصب نيابة الرئاسة في البلاد.
وأشاد أوباما في بيان بقرار بايدن الانسحاب، لكنه حذّر من «آفاق مجهولة في الأيام المقبلة»، معربا في المقابل عن ثقته بقدرة قادة الحزب على «وضع مسار يمكن أن يفضي إلى مرشح بارز».
وشهد السباق إلى البيت الأبيض تحوّلين كبيرين خلال مدة زمنية قصيرة لم تتجاوز ثمانية أيام، ما أعاد الزخم الى المنافسة وتسبب بخلط الأوراق قبل الانتخابات المقررة في الخامس من نوفمبر. فقد تعرّض الرئيس السابق والمرشح الجمهوري ترامب لمحاولة اغتيال في 13 يوليو، وأعلن بايدن في 21 منه انسحابه، ليرضخ بذلك لضغط واسع من المعسكر الديمقراطي نفسه.
ولقيت هاريس تأييد أسماء بارزة في الحزب الديمقراطي، مثل الرئيس السابق بيل كلينتون وزوجته هيلاري، وحاكم ولاية كاليفورنيا جافن نيوسوم الذي كان ينظر إليه كمنافس محتمل، إضافة الى الكثير من المشرّعين المنتخبين من التقدميين والمعتدلين.
وقالت النائبة عن نيويورك ألكسندريا أوكازيو كورتيز في منشور على إكس: «اليوم أكثر من أي وقت مضى، من المهم أن يتوحد حزبنا وبلادنا سريعاً لهزيمة دونالد ترامب والخطر الذي يمثّله على الديمقراطية الأمريكية».
وأعلنت النائبة الأمريكية نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب السابقة والصوت المؤثر في الحزب الديمقراطي دعهما لهاريس. وقالت بيلوسي في بيان: «دعمي المتحمس لكاملا هاريس مرشحة للرئاسة رسمي وشخصي وسياسي... وبما لا يدع مجالا للشك فإن كاملا هاريس بارعة للغاية كامرأة تعمل في السياسة، ولدي ثقة كاملة في أنها ستقودنا إلى الفوز في نوفمبر».
وأثارت خطوة بايدن المفاجئة على الرغم من أنها كانت محور تكهنات على مدى الأيام الماضية سلسلة من الأسئلة في أوساط الحزب الديمقراطي، منها ما إذا كان السيناتور جو مانشين، المنتسب سابقاً الى الحزب والمستقل حالياً، يعتزم السعي لخوض السباق الرئاسي.
وكان السيناتور البارز قد انضم يوم الأحد إلى الدعوات الموجهة لبايدن لإنهاء ترشيحه لصالح ديمقراطي أصغر سنا.
في مقابل علامات الاستفهام، انعكس انسحاب بايدن إيجاباً على الصعيد المالي بالنسبة إلى الديمقراطيين، اذ أعلنت مجموعة «أكت بلو» المسؤولة جمع التبرّعات لحملة الانتخابات الرئاسية للحزب أنّها سجّلت مساء يوم الأحد، بعد سحب الرئيس ترشّحه ودعمه هاريس، أكبر عملية جمع تبرّعات ليوم واحد في 2024، وصلت الى 46.7 مليون دولار.
على المقلب الجمهوري، ستكون لانسحاب بايدن انعكاسات لا مفرّ منها على حملة الرئيس السابق ترامب، اذ سيضطر إلى إعادة رسم استراتيجيته الانتخابية التي تمحورت بشكل كبير الى الآن على وضع بايدن الصحي والذهني.
وكثّف فريق الحملة في الآونة الأخيرة من المواد الدعائية التي تركّز على بايدن وهو يرتكب الهفوات أو يتلعثم ويتعثر.
لكن يُخشى أن ينقلب السحر على الساحر، ويصبح تركيز الدعاية على السنّ والقدرة الذهنية سلاحاً للديمقراطيين بمواجهة ترامب البالغ 78 عاماً، وخصوصاً في حال نالت هاريس التي تصغره بزهاء 20 عاماً، ترشيح الحزب.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك