واشنطن – الوكالات: شلّ عطل معلوماتيّ ضخم أمس العديد من المرافق الحيوية عبر العالم، وأبلغت شركات عدة عن أعطال أو اضطرابات، وقد توقفت طائرات وتشكلت طوابير انتظار في مطارات عديدة، وشهدت بورصة لندن اضطرابات وتأثرت أيضا قنوات تلفزيونية.
وأعلنت عدة مطارات أنها تأثرت بالعطل ولا سيما مطارات زوريخ وبرلين وسخيبول في أمستردام وجميع مطارات إسبانيا، فيما أفادت عدة شركات طيران عن مشكلات تواجهها، ولاسيما شركات دلتا ويونايتد وأميريكان إيرلاينز الأمريكية، وإير فرانس وراين إير الإيرلندية وثلاث شركات هندية.
وأعلن متحدث باسم مطار برلين استئناف الملاحة جزئيا عند الظهر، بعدما أفيد سابقا عن «تأخير في عمليات التسجيل».
من جانبها، أعلنت شركة كاي إل إم الهولندية تعليق «القسم الأكبر من عملياتها» بسبب العطل المعلوماتي الذي «يجعل من المستحيل إدارة الرحلات».
وأفادت شركة أيينا المشغلة للمطارات الإسبانية، الأولى في العالم من حيث عدد الركاب، في منشور على إكس عن «تأخير» محتمل في الرحلات، مشيرة إلى أن هذا «الحادث الفني العالمي يؤثر بصورة رئيسية على نقاط التسجيل والمعلومات للركاب».
وبانتظار إصلاح العطل، أعلنت الشركة أنها تنفذ بعض العمليات «بواسطة أنظمة يدوية»، على غرار ما اعلنت ايضا شركة «سبايس جيت» الهندية للرحلات المخفضة الأسعار والتي تنفذ عمليات التسجيل والصعود إلى الطائرات يدويا.
وأوردت وكالة «برس تراست أوف إنديا» أن الركاب «عالقون» في منطقة غوا الساحلية السياحية، بسبب مشكلة فنية تطول عمليات التسجيل.
من جانبها، نصحت شركة راين إير «جميع الركاب بالوصول إلى المطار قبل ثلاث ساعات على الأقل من موعد رحلاتهم المغادرة».
وفي مطار بوفيه الفرنسي الذي تستخدمه شركتا راين إير وويز إير للرحلات المخفضة الأسعار، تسير الرحلات بصورة اعتيادية بحسب بيانات الإقلاع والهبوط الآنية على الإنترنت.
وفي هولندا، أفادت عدة مستشفيات أن العطل طالها وأدى إلى إغلاق قسم للطوارئ وتأجيل عمليات جراحية.
كذلك أعلنت أكبر شركة بريطانية مشغلة للسكك الحديد عن «عمليات إلغاء محتملة في اللحظة الأخيرة» بسبب تعذر وصول الشركات إلى بعض الأنظمة الخاصة بقيادة القطارات.
وجاء في رسالة شركة غوفيا تيمسلينك ريلواي (GTR) أن العطل «يطول أيضا أنظمة أساسية أخرى ولا سيما منصات المعلومات الآنية للعملاء» داعية الركاب إلى الاستعلام قبل التوجه إلى المحطات.
وتعرضت وسائل إعلام وبنوك وشركات اتصالات في أستراليا لتعطل الخدمة، وقالت الحكومة إن العطل مرتبط على ما يبدو بمشكلة في شركة كراود سترايك العالمية للأمن السيبراني.
وأظهر موقع داون ديتكتور المعني بتتبع توافر خدمة الإنترنت وجود انقطاعات في العديد من البنوك وشركات الاتصالات.
وتراجعت البورصات العالمية أمس في ظل أجواء من الضبابية الاقتصادية والسياسية في مواقع مختلفة من العالم، إنما أيضا تحت وطأة القلق نتيجة العطل الذي منع مؤشرات بورصتي لندن وميلانو من إعلان معدلات التغيير في بياناتها في التوقيت الاعتيادي عند افتتاح المداولات في الساعة 7,00 ت غ، ولم تبدأ بعرض أسعار الأسهم إلا بتأخير عشرين دقيقة.
غير أن بورصة لندن لا تزال تسجل اضطرابات بحسب مذكرة نشرتها على موقعها الإلكتروني وجاء فيها أن «خدمة المعلومات تواجه حاليا مشكلة فنية عالمية على ارتباط بطرف ثالث، ما يمنع نشر المعلومات».
وفي وقت لاحق أعلن رئيس مجموعة كراودسترايك الأمريكية للأمن السيبراني أنه تم «تحديد» المشكلة التي تسببت بعطل معلوماتي شل العديد من الشركات الجمعة عبر العالم و«يجري تصحيحها».
وكتب جورج كورتز على منصتي إكس ولينكد إن «كراودسترايك تعمل بشكل نشط مع العملاء المتضررين من ثغرة عثر عليها في تحديث واحد للمحتوى لمستخدمي ويندوز... ليس حادثا أمنيا أو هجوما سيبرانيا» مؤكدا «تم تحديد المشكلة وعزلها ونشر تصحيح».
وكتبت مايكروسوفت من جانبها في رسالة نُشرت على موقعها على الإنترنت «تم تصحيح السبب الأساسي للمشكلة واستعاد العديد من تطبيقات وخدمات مايكروسوفت 365 وظائفها الكاملة».
لا تزال بعض خدمات وتطبيقات «مايكروسوفت 365» متأثرة.
وأضافت شركة التكنولوجيا الأمريكية العملاقة «نراقب ذلك من كثب للتأكد من أننا نمضي نحو التعافي الكامل».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك