مهمة الرئيس الإيراني المنتخب في تشكيل الحكومة واختيار الوزراء والمسؤولين من جانب، والتفاوض مع الولايات المتحدة الأمريكية لرفع العقوبات عن طهران بعد التوصل الى اتفاق حول ملف طهران النووي من جانب آخر، هما الموضوعان الأبرز في الصحف الإيرانية.
الصحف الأصولية تستمر في محاولة «استقطاب» بزشكيان لأقرب نقطة إليها، وإبعاده عن دائرة الإصلاحيين قدر الإمكان، من خلال التأكيد على أنه ذو شخصية منفتحة وجامعة، ولن ينجر إلى محاولات التيار الإصلاحي بحصره في دائرته الضيقة، والتي تطالب بإقصاء الشخصيات الأصولية من الحكومة الجديدة، لتسهيل عملية تنفيذ الرؤى المنسجمة مع طبيعة التيار الإصلاحي وأفكاره.
صحيفة «خراسان» الأصولية مثلا كتبت عن مسعود بزشكيان، وقالت: «بزشكيان أثبت منذ إعلان فوزه، وحتى أثناء الحملات الانتخابية، بأنه لن يكون تحت عباءة الإصلاحيين فقط، وإنما يريد انسجاما وطنيا»، مضيفة: «على بزشكيان أن يثبت خلال تشكيلته الوزارية بأنه غير حزبي، وسيشكل حكومة تتضمن المتخصصين من باقي الأطراف والتيارات، بجانب الشخصيات المنتمية إلى التيار الإصلاحي».
صحيفة «جوان»، وهي مقربة من الحرس الثوري، انتقدت صمت بزشكيان عن قضية اختيار الوزراء والمسؤولين، وتكليف الآخرين بالقيام بالإجراءات اللازمة، حيث يظهر شخص ظريف كأنشط من بزشكيان نفسه في العمل على تشكيل الحكومة واختيار الوزراء.
ويبدو أن الصحيفة غير سعيدة بالمهمة التي كلف بها بزشكيان وزير الخارجية الإيراني السابق محمد جواد ظريف، حيث اختاره ليكون رئيسا لـ«مجلس قيادة الفترة الانتقالية لتشكيل الحكومة» وهي لجنة تهتم بتقديم الأسماء وترشيحهم للرئيس، لكي تسهل عليه عملية اختيار المسؤولين.
من الملفات الأخرى التي كانت حاضرة وبقوة في تغطية الصحف الإيرانية هي قضية المفاوضات مع الغرب، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، لإحياء الاتفاق النووي، حيث أبرزت الصحف، لا سيما المقربة من الإصلاحيين، ما صرح به وزير الخارجية الإيراني بالإنابة علي باقري كني الذي أكد في تصريحات لوسائل إعلام غربية استعداد طهران للتفاوض مع الولايات المتحدة والدول الأوروبية لإحياء الاتفاق النووي، كما أشارت إلى ذلك صحف مثل «آرمان أمروز».
في شأن آخر، لفتت صحيفة «همدلي» إلى قرار دول الاتحاد الأوروبي تمديد العقوبات المفروضة على إيران، بسبب استمرار دعم طهران لموسكو في حربها على أوكرانيا، وكذلك زعزعة طهران للاستقرار في الشرق الأوسط عبر دعمها الجماعات والمليشيات المسلحة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك