القاهرة - (رويترز): قالت فرق إنقاذ إن قوات الاحتلال الإسرائيلية انسحبت من بعض أحياء مدينة غزة خلال، ما خلف عشرات الشهداء ودمر منازل وطرقا في أكبر منطقة حضرية بالقطاع.
في الشهر العاشر من العدوان الإسرائيلي على غزة، يتواصل القتال من شمال القطاع المحاصر إلى جنوبه، خصوصا في مدينة غزة.
وأحصى مكتب الاعلام الحكومي بغزة «أكثر من 70 غارة جوية استهدفت منازل مدنيين ومنشآت صحية وتجارية، في تل الهوى والصبرة والرمال بمدينة غزة (في الشمال) ومنطقة المغراقة ومخيم النصيرات (في الوسط) وخان يونس ورفح (في الجنوب)».
ووفق وزارة الصحة «نُقل الى المستشفيات 32 شهيدا غالبيتهم من الاطفال والنساء مع مواصلة ارتكاب الاحتلال للمجازر وجرائم الابادة في قطاع غزة».
وأفاد المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل وكالة فرانس برس بأنه «منذ ساعات الصباح وحتى هذه اللحظة تم انتشال حوالي 40 شهيدا من حيي تل الهوى والصناعة بمدينة غزة، وهناك عشرات الشهداء ما زالوا بالطرقات وتحت الأنقاض والعمل ما زال جاريا لانتشالهم».
كما أعلن الدفاع المدني «انتشال أكثر من 62 شهيداً من حي الشجاعية (في مدينة غزة) حتى صباح الجمعة ومازال العشرات من المفقودين تحت الأنقاض».
وأفاد شهود ومراسل لوكالة فرانس برس بانسحاب جنود من بعض أحياء مدينة غزة.
ولم يدل الجيش الإسرائيلي على الفور بأي تعليق لفرانس برس.
في حي الرمال خلّف الجيش الإسرائيلي وراءه «دمارا هائلا وأبنية محروقة»، وفق ما أفاد المدرّس طارق الغنام (57 عاما) في تصريح لوكالة فرانس برس.
ودعا الجيش الاسرائيلي الأربعاء جميع سكان مدينة غزة إلى إخلائها باعتبارها «منطقة قتال خطيرة». وشمل ذلك ما بين 300 ألف و350 ألف فلسطيني، بحسب الأمم المتحدة.
تقول أم إيهاب عرفات، وهي تجلس على كومة من الرمال محاطة بأطفالها، «تهجرنا أربع مرات. نحن نريد هدنة كاملة حتى نتمكن من العودة إلى بيوتنا».
وأشارت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيان إلى أنها تلقّت «مئات المكالمات في الأيام الأخيرة، من أشخاص في أمس الحاجة إلى المساعدة».
ولفتت إلى أن «عائلات بأكملها محاصرة وتبحث بشدة عن الأمان».
في وسط مدينة غزة، شاهد مراسل وكالة فرانس برس مباني أكلتها النيران وأخرى لحقت بها أضرار جسيمة أو دُمرت بالكامل، فيما تواصل المسيَّرات العسكرية التحليق فوق المنطقة.
في الجنوب، يواصل الجيش الإسرائيلي عملياته في رفح، حيث قال إنه قتل عددا من المقاتلين «في قتال متلاحم وضربات جوية» وفكك بنى تحتية تابعة للفصائل الفلسطينية.
وأشار إلى أنه استهدف بضربات جوية مواقع لإطلاق مقذوفات في بيت حانون (شمال) بعد طلقات باتّجاه جنوب إسرائيل.
وقال الجناحان المسلحان لحركتي حماس والجهاد إنهما هاجما القوات الإسرائيلية بصواريخ مضادة للدبابات وقذائف مورتر، ما أدى إلى مقتل وجرح كثيرين. ولم يصدر تعليق من الجيش الإسرائيلي على هذا الشأن.
وكان أكثر من ربع سكان القطاع يعيشون في مدينة غزة قبل العدوان، وتعرضت المدينة لدمار كبير في أواخر 2023، لكن مئات الآلاف من الفلسطينيين عادوا إلى أطلال منازلهم قبل صدور أوامر جديدة بالإخلاء من جانب الجيش الإسرائيلي.
وعاد عشرات السكان مجددا أمس لتفقد الأضرار الناجمة عن اندلاع النيران في منازلهم بعدما أخمدت قوات الدفاع المدني حرائق نجمت عن القصف الإسرائيلي واستمرت حتى ساعة مبكرة من صباح أمس. وأظهرت لقطات لرويترز طرقا ومباني مدمرة، منها مقر الأونروا السابق، وجثثا ملفوفة بأكفان بيضاء تحمل أسماء الشهداء من الرجال والنساء مسجاة على الأرض في المستشفى الأهلي.
وقال موسى الدحدوح إن القوات الإسرائيلية شنت قصفا عنيفا بالطائرات والدبابات واعتقلت ابنيه وزوجتيهما وأطفالهما واستجوبتهم قبل إطلاق سراحهم.
وأضاف «والدتي على كرسي متحرك وزوجتي كمان وحفيدي عنده شلل في رجليه واضطر والده أن يحمله على ضهره».
وفي خان يونس بجنوب قطاع غزة، أفادت وسائل إعلام تابعة لحماس باستشهاد أربعة أشخاص يعملون لصالح مؤسسة الخير، وهي منظمة إسلامية غير حكومية مقرها بريطانيا وتركيا، وذلك في ضربة جوية على مركز لتوزيع المساعدات.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك