باريس - (رويترز): قال زعماء سياسيون فرنسيون من كتلة اليسار التي تصدرت الانتخابات البرلمانية التي جرت يوم الأحد إنهم يعتزمون الحكم وفقا لبرنامجهم للضرائب والإنفاق، لكن تيار الوسط يطالب بدور لأن اليسار لم يفز بالأغلبية. وكانت النتيجة غير المتوقعة للانتخابات المبكرة سببا في دفع فرنسا إلى حالة من عدم اليقين قبيل انعقاد دورة الألعاب الأولمبية في باريس، في ظل عدم وجود مسار واضح لتشكيل حكومة مستقرة قادرة على إقرار أي تشريع في برلمان منقسم.
وفازت الجبهة الشعبية الجديدة اليسارية بأكبر عدد من المقاعد في الجمعية الوطنية لكنها فشلت في الفوز بالأغلبية المطلقة. وجاء الوسطيون بزعامة الرئيس إيمانويل ماكرون في المركز الثاني، وجاء حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف في المركز الثالث. وقال فابيان روسيل زعيم الحزب الشيوعي وهو أحد أصغر أعضاء الجبهة الشعبية الجديدة إن «الطريق إلى الحكومة صعب للغاية وهش للغاية». وأوضح لراديو آر.تي.إل صباح أمس الثلاثاء: «لكن علينا أن نحاول. على رئيس الجمهورية أن يسمح لنا بالحكم».
واجتمع زعماء الجبهة الشعبية الجديدة خلف أبواب مغلقة عدة مرات منذ ليلة الأحد، في محاولة للتوصل إلى اتفاق بشأن من منهم يجب أن يكون رئيسا للوزراء وكيف ينبغي لهم التعامل مع الحكم دون أغلبية. ومن المرجح أن تنتظر فرنسا فترة طويلة من المساومات، في وقت يشعر المستثمرون فيه بالقلق بشأن الاقتصاد الفرنسي الذي يواجه صعوبات.
ومن المستبعد أن يتمكن ماكرون، الذي تنتهي فترة رئاسته في عام 2027، من قيادة المشهد السياسي مرة أخرى، بعد هزيمته على يد حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف في الانتخابات الأوروبية الشهر الماضي، وعلى يد اليسار في الانتخابات التشريعية المبكرة التي دعا إليها ضد إرادة بعض أعضاء حزبه، منهم رئيس الوزراء جابرييل أتال. وقال جان لوك ميلينشون زعيم حزب فرنسا الأبية اليساري إن حكومة الجبهة الشعبية الجديدة يجب أن تنفذ برنامجها بالكامل الذي يتضمن رفع الحد الأدنى للأجور وخفض سن التقاعد ووضع حد أقصى لأسعار الوقود والكهرباء وبعض المواد الغذائية الأساسية.
وأضاف لتلفزيون تي.إف1 في ساعة متأخرة من مساء الاثنين إن برنامج السياسات «لا يمكن تقسيمه إلى أجزاء»، رافضا فكرة تشكيل ائتلاف مع أحزاب من خارج حزب الجبهة الشعبية. وأشار أعضاء من تيار الوسط إلى أن حزب الجبهة الشعبية حقق نتائج أقل بكثير من الأغلبية اللازمة للحكم بمفرده، وألمحوا ضمنا إلى أن التحالف يجب أن ينفصل حتى تتمكن عناصره الأكثر اعتدالا من تشكيل ائتلاف أوسع يستثني ميلينشون وحزب فرنسا الأبية.
ودعت يائيل برنوون-بيفيه النائبة عن حزب النهضة الذي يتزعمه ماكرون ورئيسة الجمعية الوطنية المنتهية ولايتها، أحزاب يسار الوسط والوسط ويمين الوسط إلى الاتفاق على برنامج للحكومة مدته 12 إلى 18 شهرا يتضمن تدابير يمكنهم التوافق عليها.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك