اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلية عدة أحياء في مدينة غزة على متن دبابات وقصفتها بشكل مكثف أمس، ما دفع مرة أخرى آلاف الفلسطينيين إلى الفرار، في الشهر العاشر من العدوان الغاشم.
وقال شهود عيان والدفاع المدني والمكتب الإعلامي بغزة إن الجنود الإسرائيليين اجتاحوا عدة أحياء في مدينة غزة ومن بينها الدرج والتفاح والصبرة وتل الهوى ما دفع آلاف إلى الفرار مرة اخرى.
وأشاروا أن الدبابات تمركزت في عدة أحياء، بينما تتقدم في مناطق اخرى بمساعدة غارات جوية وطائرات مسيرة.
وقال سكان إن الغارات الجوية والقصف المدفعي كانا من بين أعنف الهجمات على قطاع غزة خلال الصراع المستمر منذ تسعة أشهر بين القوات الإسرائيلية ومسلحي فصائل المقاومة.
وطلب جيش الاحتلال من السكان عبر مكبرات الصوت إخلاء حي الدرج وحي التفاح.
لكن الشهود افادوا أن «قوات الاحتلال تحاصر عشرات العائلات».
وذكر سكان أن أحياء مدينة غزة تعرضت للقصف خلال ساعات الليل وحتى الساعات الأولى من صباح أمس. وأضافوا أن القصف دمر عددا من البنايات متعددة الطوابق.
وقال سكان في غزة إن الدبابات تقدمت من ثلاثة اتجاهات على الأقل أمس ووصلت إلى وسط المدينة مدعومة بنيران كثيفة من الجو والبر. وأضافوا أن هذا الهجوم أجبر آلافا على ترك منازلهم بحثا عن ملاذ آمن وهو ما بات مستحيلا بالنسبة الى كثيرين واضطر بعضهم لافتراش الأرض والنوم في الطرق.
وقال سكان إن دبابة دفعت الناس الى الاتجاه غربا إلى طريق بالقرب من ساحل البحر المتوسط.
وقال عبدالغني، وهو من سكان مدينة غزة «العدو من خلفنا والبحر من أمامنا، وين نروح؟».
وأضاف لرويترز عبر تطبيق للتراسل «قذائف الدبابات وصواريخ الطيارات بتنهمر على الشوارع والبيوت متل حمم نار بركان، والناس بتجري في كل مكان وكل اتجاه ولا واحد عارف وين يروح».
وأعلن الدفاع المدني في غزة «تلقي بلاغات بوجود عشرات الشهداء والمصابين» مشيرا أن طواقمه لا تستطيع الوصول إليهم «في ظل القصف العنيف».
وقال مسؤولون فلسطينيون في قطاع الصحة إن الطواقم الطبية والمسعفين في مستشفى الأهلي المعمداني في مدينة غزة اضطروا إلى إجلاء المرضى إلى المستشفى الاندونيسي المزدحم بالفعل والذي يعاني من نقص التجهيزات في شمال القطاع.
وقالت حركة حماس إن العدوان الإسرائيلي الجديد على مدينة غزة لن يفلح في كسرها.
وأضافت في بيان «العدو المتغطرس، الذي يمارس أبشع صور العدوان والانتهاكات ضد المدنيين العزل، بدعم مطلق من الإدارة الأمريكية المتواطئة معه؛ لن يفلح في إخضاع شعبنا الصامد مهما صعّد من جرائمه، وأن مقاومتنا الباسلة ستواصل تصدّيها البطولي لقواته الفاشية، حتى كسر العدوان ودحره عن أرضنا».
وتتواصل المعارك مع مقاتلي المقاومة في مناطق عدة كان جيش الاحتلال قد أعلن السيطرة عليها في السابق، مثل حي الشجاعية في شرق مدينة غزة.
وزعم جيش الاحتلال انه قتل أكثر من 30 مسلحا في رفح وضرب مواقع إطلاق صواريخ في خانيونس.
وفي 7 مايو، شن الجيش الإسرائيلي عملية برية في رفح المدينة الواقعة عند الحدود مع مصر وُصفت بأنها المرحلة الأخيرة من الحرب ضد الفصائل الفلسطينية، ما دفع مليون فلسطيني إلى الفرار، وفقا للأمم المتحدة.
لكن القتال قد اشتد في الأسابيع الأخيرة مجددا في العديد من المناطق التي كان الجيش الإسرائيلي قد أعلن السيطرة عليها، من بينها رفح.
وقالت كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح إنها أطلقت قذائف مورتر على قوات الجيش الإسرائيلي خلال العملية في جنوب غرب مدينة غزة.
وأدّى العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة حتى الآن إلى استشهاد 38193 شخصا على الأقلّ، غالبيّتهم مدنيّون. وتسبب العدوان في نزوح جماعي وكارثة إنسانية في قطاع غزة حيث يعاني آلاف الأطفال من سوء التغذية وسط شح في المياه والغذاء، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.
وأعربت الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة مراراً عن قلقها بشأن الأزمة الإنسانية الخطرة، محذّرة من خطر المجاعة جراء العدوان والحصار الإسرائيلي للقطاع البالغ عدد سكانه 2,4 مليون نسمة.
يأتي العدوان الإسرائيلي الجديد في الوقت الذي تكثف فيه مصر وقطر والولايات المتحدة جهود التوسط في اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس.
انتعشت آمال سكان غزة في التوصل إلى وقف للقتال بعد أن قبلت حماس جزءا رئيسيا من مقترح أمريكي لوقف إطلاق النار مما دفع مسؤولا في فريق التفاوض الإسرائيلي إلى القول إن هناك فرصة حقيقية للتوصل إلى اتفاق.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك