لندن - (أ ف ب): بدأ رئيس الوزراء البريطاني الجديد كير ستارمر في أول يوم له في منصبه أمس السبت العمل على «إعادة بناء بريطانيا» عملا بخطته، بعد تحقيق حزب العمال فوزا ساحقا في الانتخابات طوى صفحة حكم المحافظين الذي استمر 14 عاما. عقد ستارمر أول اجتماع لمجلس الوزراء السبت عند الساعة 11 صباحا (11,00 بتوقيت جرينتش) بحضور أول وزيرة مال بريطانية ريتشل ريفز ووزير الخارجية الجديد ديفيد لامي. وأمضى ستارمر ساعاته الأولى في داونينغ ستريت الجمعة في تعيين فريقه الوزاري، بعد تحقيق حزب العمال (يسار الوسط) فوزا ساحقا في الانتخابات التشريعية.
وأعلن ستارمر أمس السبت أنه «غير مستعد» لمواصلة الخطة الرئيسية لحكومة المحافظين السابقة القاضية بترحيل المهاجرين إلى رواندا. وقال في أول مؤتمر صحفي له «خطة رواندا ماتت ودُفنت قبل أن تبدأ (...) لست مستعدا لمواصلة الحيل التي لا تشكل رادعا».
وكان رئيس الوزراء السابق ريشي سوناك مصرا على خطته «لإيقاف القوارب»، ودفع بخطة الترحيل المثيرة للجدل على الرغم من معارضة الجماعات الحقوقية والأحكام القضائية، لكن حزب العمال تعهد أنه سيتخلى عن هذه الخطة بترحيل المهاجرين إلى رواندا. وأصبحت الهجرة قضية سياسية مركزية بشكل متزايد منذ خرجت بريطانيا من الاتحاد الأوروبي عام 2020، مع وعد رسمي «باستعادة السيطرة» على حدود البلاد. وقال ستارمر في وقت سابق إن سياسة سوناك لم تكن رادعة ولا ذات قيمة.
كلّف الملك تشارلز الثالث رسميا الجمعة ستارمر تشكيل الحكومة في المملكة المتحدة. وقال ستارمر بعد تكليفه «سنعيد بناء المملكة المتحدة». وكرر «مهام» الحكومة الخمس الرئيسية في خطابه، وتعهد بإعادة خدمة الصحة العامة «على قدميها»، وضمان «حدود آمنة» وشوارع أكثر أمانا. لكن حكومته تواجه تحديات هائلة، بما في ذلك الركود الاقتصادي، والخدمات العامة المتداعية، والأسر التي تعاني من أزمة تكاليف المعيشة المستمرة منذ سنوات.
وأكد ستارمر «لا أعدكم بأن المهمة ستكون سهلة. الأمر لا يقتصر على الضغط على زر لتغيير البلاد بل يتطلب عملا شاقا وصبورا وحازما». وهنأ زعماء العالم ستارمر الجمعة بعد الفوز الساحق. وتحدث ستارمر هاتفيا مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، و«ناقشا التزامهما المشترك بالعلاقة الخاصة بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة، وطموحاتهما المتوافقة لتحقيق نمو اقتصادي أكبر»، بحسب لندن. وتحدث أيضا مع رئيسة المفوضية الأوروبية أرسولا فون دير لايين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
بينما تجاهل الرئيس الأمريكي السابق والمرشح الجمهوري للبيت الأبيض دونالد ترامب فوز ستارمر، وقام بدلا من ذلك بتهنئة نايجل فاراج. وسيدخل حزب «إصلاح بريطانيا» المناهض للمهاجرين، البرلمان مع أربعة مقاعد. وسيصبح زعيمه نايجل فاراج نائبا للمرة الأولى بعد ثماني محاولات. حصد حزب العمّال 412 مقعدا، أي أكثر من المقاعد الـ326 الضرورية للحصول على الغالبية المطلقة في مجلس العموم والتمكن من تشكيل حكومة بمفرده. والعدد أقل بقليل من النتيجة التاريخية التي سجلها توني بلير العام 1997 بحصول الحزب يومها على 418 مقعدا.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك