قصفت قوات الاحتلال الإسرائيلية أمس مناطق عديدة في جنوب قطاع غزة وفر آلاف الفلسطينيين من منازلهم، بعد أن أصدر جيش الاحتلال أوامر بالإخلاء جديدة في خان يونس.
وقالت سيغريد كاغ أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة: «لقد تم تهجير أكثر من مليون شخص مرة أخرى، وهم يبحثون يائسين عن المأوى والأمان». وأضافت «هناك اليوم 1,9 مليون شخص نزحوا في جميع أنحاء غزة... أشعر بقلق عميق إزاء التقارير التي تفيد بأن أوامر جديدة بالإخلاء صدرت في منطقة خان يونس».
وتابعت كاغ: «لقد سقط المدنيون الفلسطينيون في غزة في هاوية من المعاناة. لقد تحطمت منازلهم، وانقلبت حياتهم رأساً على عقب. ولم تتسبب الحرب في أعمق الأزمات الإنسانية فحسب، بل أطلقت العنان لعاصفة من البؤس الإنساني».
وقالت إن المساعدات لا تصل بشكل كاف إلى القطاع الذي مزقه العدوان، وإن فتح معابر جديدة خصوصا الى جنوب غزة، ضروري لتجنب وقوع كارثة إنسانية.
وأضافت أنه يجب إعادة فتح معبر رفح بين غزة ومصر، وناشدت المجتمع الدولي أيضا بذل المزيد من الجهد لتمويل جهود الإغاثة.
وقال مسعفون إن 17 فلسطينيا استشهدوا أمس عندما قصفت دبابة إسرائيلية شارعا في حي الزيتون المكتظ بالسكان بمدينة غزة في شمال القطاع.
وأظهرت لقطات نُشرت على بعض حسابات مواقع التواصل الاجتماعي الفلسطينية مشهدا في سوق محلية اختلطت فيها الدماء بخبز متناثر على الأرض.
والإثنين أصدر جيش الاحتلال أمرا لسكان عدة بلدات وقرى شرق خان يونس بإخلاء منازلهم قبل عودة الدبابات إلى المنطقة التي انسحب منها الجيش قبل أسابيع.
وقدّرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، أن الأوامر التي أصدرها الجيش الإسرائيلي الإثنين بإخلاء أحياء في خان يونس ورفح في جنوب قطاع غزة يطال نحو ربع مليون شخص.
وقال شهود ومسعفون إنه يوجد ضمن المناطق الخاضعة لأوامر الإخلاء مستشفى غزة الأوروبي الذي يخدم خان يونس ورفح وإن المسؤولين الطبيين مضطرون إلى إجلاء المرضى والعائلات الذين لجأوا إلى المستشفى.
واتجه بعض السكان غربا نحو منطقة المواصي القريبة من الشاطئ والمكتظة بخيام النازحين. ونام البعض في الشوارع لأنهم لم يتمكنوا من العثور على مأوى.
وقال سكان ووسائل إعلام بغزة إن الآلاف ممن لم يستجيبوا لهذا الأمر اضطروا إلى الفرار من منازلهم تحت جنح الظلام عندما قصفت الدبابات والطائرات الإسرائيلية القرارة وعبسان ومناطق أخرى وردت أسماؤها في أوامر الإخلاء.
وتساءل تامر، وهو رجل أعمال يبلغ من العمر 55 عاما نزح ست مرات منذ السابع من أكتوبر، «وين نروح؟»
وقال لرويترز عبر تطبيق للتراسل «كل مرة الناس بترجع لبيوتها، وبتحاول تعيد بناء حياتها ولو فوق أنقاض بيوتهم، بيرجع الاحتلال بالدبابات بيدمر اللي بقي من هاي البيوت والأماكن».
وقال جيش الاحتلال إن قواته قصفت مناطق في خان يونس أُطلق منها نحو 20 صاروخا الإثنين.
وقالت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد، إن مقاتليها أطلقوا صواريخ باتجاه عدة مستوطنات إسرائيلية قرب السياج الحدودي مع غزة ردا على «جرائم العدو الصهيوني بحق أبناء شعبنا الفلسطيني».
وتواصل حركتا حماس والجهاد شن هجمات على القوات الإسرائيلية الموجودة في قطاع غزة وتطلقان الصواريخ من وقت لآخر على إسرائيل. وتقول حماس إن نتنياهو فشل في تحقيق أهداف العدوان وإن الحركة مستعدة للقتال لسنوات.
من جانبه قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس إنه لن يستسلم لـ «الرياح الانهزامية»، مؤكدا أن الحرب في قطاع غزة ستنتهي عندما «تتحقق» كل الأهداف.
وتعهّدت إسرائيل «القضاء» على حركة حماس.
وردا على تصريحات مجهولة المصدر وأوردت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية تقريرا يفيد بأن «إسرائيل قد تكون مستعدة لإنهاء الحرب دون تحقيق أهدافها، قال نتنياهو إن ذلك «لن يحصل».
وأكدت الصحيفة في تقرير لها أن كبار جنرالات إسرائيل يريدون وقف إطلاق النار في غزة حتى لو أدى ذلك إلى إبقاء حركة حماس في السلطة في الوقت الحالي.
ويعتقد 6 مسؤولين أمنيين حاليين وسابقين أن الهدنة ستكون أفضل طريقة لتحرير الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس، وفقاً للصحيفة.
وبحسب الصحيفة، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يشعر بالقلق من الهدنة التي تبقي حماس في السلطة لأن ذلك يمكن أن يؤدي إلى انهيار ائتلافه، الذي قال بعض منه إنها ستنسحب من التحالف إذا انتهت الحرب دون هزيمة حماس.
وعبر نتنياهو عن غضبه من تقرير الصحيفة الأمريكية وأكد أن الحرب ستتواصل في قطاع غزة حتى تحقيق جميع أهدافها بما في ذلك القضاء على حركة حماس وعودة الرهائن.
وتعثرت جهود مصرية وقطرية، تدعمها الولايات المتحدة، للتوصل إلى وقف لإطلاق النار.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك