وقت مستقطع
علي ميرزا
حقيقة مسكوت عنها
البطاقة الخضراء التي بات الحكام يلجأ إلى إشهارها في منافسات دوري الأمم للكرة الطائرة «رجالا وسيدات» فكرة جميلة، وذات مرمى جميل، يسعى القائمون من ورائها إلى نشر رقعة النزاهة، واللعب النظيف، والروح الرياضية السمحة بين ممارسي اللعبة.
وكما هو معروف، فإن هذه البطاقة تشهر في وجه اللاعب الذي يرفع يده مقرا بأنه وراء الخطأ الواقع، بشرط أن يكون ذلك قبل أن يعطي الحكم قراره باللجوء إلى تقنية فيديو التحدي «video challenge»، وبناء على ذلك يمنح المنتخب الأكثر حصولا على البطاقة الخضراء في نهاية البطولة جائزة مالية تحفيزا وتشجيعا.
وفي لقاء منتخبي سيدات اليابان والبرازيل في دوري الأمم، وفي الشوط الفاصل إن لم تخن الذاكرة وكانت النتيجة 13-13 اعترفت لاعبة البرازيل بالخطأ ليحصل اليابان على النقطة 14-13 وهذا توقيت حساس من الشوط، وحصل المنتخب البرازيلي على بطاقة خضراء، ونرى بأن البطاقة الخضراء تحتاج في ملاعبنا الرياضية العربية حتى تنجح متى ما طبقت إلى ثقافة مجتمعية عامة عالية المستوى، فضلا عن ثقافة رياضية تنافسية شريفة، وبعيدا عن التعصب العاطفي فهذان الشرطان غير متوافرين بما فيه الكفاية.
منذ أسابيع مضت كتبنا هنا، وقلنا اقتصر عدد المنتخبات التي شاركت في بطولتي غرب آسيا والعربية للكرة الطائرة الشاطئية التي اختتمت في الأردن على ستة منتخبات وهو عدد صغير ومخجل في الوقت نفسه، هذا ما قلناه، واليوم تعود حليمة لعادتها القديمة ولكن مع منتخبات الفئات العمرية تحت 17 عاما، من خلال مشاركة سبعة منتخبات عربية، وهذا يعطي انطباع أولي وخطير في الوقت نفسه، أن التفكير والإعداد للمستقبل ليس من أبجدياتنا، بل ليس من أولويات تفكيرنا، هذا الغياب الذي يتكرر في بطولات الكرة الطائرة العربية لم نجد له حتى الآن مبررا مقنعا، هناك حلقة مسكوت عنها، أما ما نسمعه من هذا المسؤول أو ذاك فهو ليس الحقيقة ولا بنت عمها وخالتها، فاقتصار وجود بعض الاتحادات العربية تحت مظلة الاتحاد العربية للمشاركة في الانتخابات والتصويت لا غير فهذا ليس كافيا، فالبطولات العربية مستقرة ومنتظمة ولا غبار عليها، ولكن تكرار غياب بعض المنتخبات يمثل نقطة سوداء لا بد من إزالتها لأنها تشوه نصاعة البياض.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك