العدد : ١٧٠٥٦ - الثلاثاء ٠٣ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٢ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٥٦ - الثلاثاء ٠٣ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٢ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

وقت مستقطع

علي ميرزا

حقيقة مسكوت عنها

 

البطاقة‭ ‬الخضراء‭ ‬التي‭ ‬بات‭ ‬الحكام‭ ‬يلجأ‭ ‬إلى‭ ‬إشهارها‭ ‬في‭ ‬منافسات‭ ‬دوري‭ ‬الأمم‭ ‬للكرة‭ ‬الطائرة‭ ‬‮«‬رجالا‭ ‬وسيدات‮»‬‭ ‬فكرة‭ ‬جميلة،‭ ‬وذات‭ ‬مرمى‭ ‬جميل،‭ ‬يسعى‭ ‬القائمون‭ ‬من‭ ‬ورائها‭ ‬إلى‭ ‬نشر‭ ‬رقعة‭ ‬النزاهة،‭ ‬واللعب‭ ‬النظيف،‭ ‬والروح‭ ‬الرياضية‭ ‬السمحة‭ ‬بين‭ ‬ممارسي‭ ‬اللعبة‭.‬

وكما‭ ‬هو‭ ‬معروف،‭ ‬فإن‭ ‬هذه‭ ‬البطاقة‭ ‬تشهر‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬اللاعب‭ ‬الذي‭ ‬يرفع‭ ‬يده‭ ‬مقرا‭ ‬بأنه‭ ‬وراء‭ ‬الخطأ‭ ‬الواقع،‭ ‬بشرط‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬ذلك‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يعطي‭ ‬الحكم‭ ‬قراره‭ ‬باللجوء‭ ‬إلى‭ ‬تقنية‭ ‬فيديو‭ ‬التحدي‭ ‬‮«‬video‭ ‬challenge‮»‬،‭ ‬وبناء‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬يمنح‭ ‬المنتخب‭ ‬الأكثر‭ ‬حصولا‭ ‬على‭ ‬البطاقة‭ ‬الخضراء‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬البطولة‭ ‬جائزة‭ ‬مالية‭ ‬تحفيزا‭ ‬وتشجيعا‭.‬

وفي‭ ‬لقاء‭ ‬منتخبي‭ ‬سيدات‭ ‬اليابان‭ ‬والبرازيل‭ ‬في‭ ‬دوري‭ ‬الأمم،‭ ‬وفي‭ ‬الشوط‭ ‬الفاصل‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬تخن‭ ‬الذاكرة‭ ‬وكانت‭ ‬النتيجة‭ ‬13‭-‬13‭ ‬اعترفت‭ ‬لاعبة‭ ‬البرازيل‭ ‬بالخطأ‭ ‬ليحصل‭ ‬اليابان‭ ‬على‭ ‬النقطة‭ ‬14‭-‬13‭ ‬وهذا‭ ‬توقيت‭ ‬حساس‭ ‬من‭ ‬الشوط،‭ ‬وحصل‭ ‬المنتخب‭ ‬البرازيلي‭ ‬على‭ ‬بطاقة‭ ‬خضراء،‭ ‬ونرى‭ ‬بأن‭ ‬البطاقة‭ ‬الخضراء‭ ‬تحتاج‭ ‬في‭ ‬ملاعبنا‭ ‬الرياضية‭ ‬العربية‭ ‬حتى‭ ‬تنجح‭ ‬متى‭ ‬ما‭ ‬طبقت‭ ‬إلى‭ ‬ثقافة‭ ‬مجتمعية‭ ‬عامة‭ ‬عالية‭ ‬المستوى،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬ثقافة‭ ‬رياضية‭ ‬تنافسية‭ ‬شريفة،‭ ‬وبعيدا‭ ‬عن‭ ‬التعصب‭ ‬العاطفي‭ ‬فهذان‭ ‬الشرطان‭ ‬غير‭ ‬متوافرين‭ ‬بما‭ ‬فيه‭ ‬الكفاية‭.‬

منذ‭ ‬أسابيع‭ ‬مضت‭ ‬كتبنا‭ ‬هنا،‭ ‬وقلنا‭ ‬اقتصر‭ ‬عدد‭ ‬المنتخبات‭ ‬التي‭ ‬شاركت‭ ‬في‭ ‬بطولتي‭ ‬غرب‭ ‬آسيا‭ ‬والعربية‭ ‬للكرة‭ ‬الطائرة‭ ‬الشاطئية‭ ‬التي‭ ‬اختتمت‭ ‬في‭ ‬الأردن‭ ‬على‭ ‬ستة‭ ‬منتخبات‭ ‬وهو‭ ‬عدد‭ ‬صغير‭ ‬ومخجل‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه،‭ ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬قلناه،‭ ‬واليوم‭ ‬تعود‭ ‬حليمة‭ ‬لعادتها‭ ‬القديمة‭ ‬ولكن‭ ‬مع‭ ‬منتخبات‭ ‬الفئات‭ ‬العمرية‭ ‬تحت‭ ‬17‭ ‬عاما،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مشاركة‭ ‬سبعة‭ ‬منتخبات‭ ‬عربية،‭ ‬وهذا‭ ‬يعطي‭ ‬انطباع‭ ‬أولي‭ ‬وخطير‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه،‭ ‬أن‭ ‬التفكير‭ ‬والإعداد‭ ‬للمستقبل‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬أبجدياتنا،‭ ‬بل‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬أولويات‭ ‬تفكيرنا،‭ ‬هذا‭ ‬الغياب‭ ‬الذي‭ ‬يتكرر‭ ‬في‭ ‬بطولات‭ ‬الكرة‭ ‬الطائرة‭ ‬العربية‭ ‬لم‭ ‬نجد‭ ‬له‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬مبررا‭ ‬مقنعا،‭ ‬هناك‭ ‬حلقة‭ ‬مسكوت‭ ‬عنها،‭ ‬أما‭ ‬ما‭ ‬نسمعه‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬المسؤول‭ ‬أو‭ ‬ذاك‭ ‬فهو‭ ‬ليس‭ ‬الحقيقة‭ ‬ولا‭ ‬بنت‭ ‬عمها‭ ‬وخالتها،‭ ‬فاقتصار‭ ‬وجود‭ ‬بعض‭ ‬الاتحادات‭ ‬العربية‭ ‬تحت‭ ‬مظلة‭ ‬الاتحاد‭ ‬العربية‭ ‬للمشاركة‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬والتصويت‭ ‬لا‭ ‬غير‭ ‬فهذا‭ ‬ليس‭ ‬كافيا،‭ ‬فالبطولات‭ ‬العربية‭ ‬مستقرة‭ ‬ومنتظمة‭ ‬ولا‭ ‬غبار‭ ‬عليها،‭ ‬ولكن‭ ‬تكرار‭ ‬غياب‭ ‬بعض‭ ‬المنتخبات‭ ‬يمثل‭ ‬نقطة‭ ‬سوداء‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬إزالتها‭ ‬لأنها‭ ‬تشوه‭ ‬نصاعة‭ ‬البياض‭.‬

إقرأ أيضا لـ"علي ميرزا"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا