العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

عربية ودولية

أطباء وممرضون أمريكيون يروون أهوال وجرائم العدوان على غزة

الجمعة ٢٨ يونيو ٢٠٢٤ - 02:00

واشنطن‭ - (‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭): ‬شهد‭ ‬أطباء‭ ‬وممرّضون‭ ‬أمريكيون‭ ‬أهوال‭ ‬العدوان‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬الدائر‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬في‭ ‬المستشفيات‭ ‬المعدودة‭ ‬التي‭ ‬ما‭ ‬زالت‭ ‬قيد‭ ‬الخدمة‭ ‬في‭ ‬القطاع،‭ ‬حيث‭ ‬ابتعثوا‭ ‬في‭ ‬مهمّات‭ ‬قرّروا‭ ‬إثرها‭ ‬تسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬الأزمة‭ ‬الصحية‭ ‬للضغط‭ ‬على‭ ‬بلدهم،‭ ‬الحليف‭ ‬العسكري‭ ‬والدبلوماسي‭ ‬البارز‭ ‬لإسرائيل‭. ‬

في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ ‬يتمّ‭ ‬التوقّف‭ ‬عن‭ ‬علاج‭ ‬المرضى‭ ‬ويموت‭ ‬هؤلاء‭ ‬من‭ ‬عدوى‭ ‬ناجمة‭ ‬عن‭ ‬نقص‭ ‬معدّات‭ ‬بسيطة،‭ ‬مثل‭ ‬القفّازات‭ ‬أو‭ ‬الأقنعة‭ ‬أو‭ ‬الصابون‭. ‬

واتّخذت‭ ‬أحيانا‭ ‬قرارات‭ ‬مؤلمة،‭ ‬مثل‭ ‬التوقّف‭ ‬عن‭ ‬معالجة‭ ‬صبيّ‭ ‬في‭ ‬السابعة‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬مصاب‭ ‬بحروق‭ ‬خطرة‭ ‬بسبب‭ ‬نقص‭ ‬الضمّادات‭ ‬ولأنه‭ ‬سيموت‭ ‬أصلا‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬الأحوال‭. ‬

خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الثلاثين‭ ‬الأخيرة،‭ ‬قصد‭ ‬آدم‭ ‬حموي‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬البلدان‭ ‬التي‭ ‬مزّقتها‭ ‬حروب‭ ‬أو‭ ‬ضربتها‭ ‬كوارث‭ ‬طبيعية،‭ ‬فشهد‭ ‬مثلا‭ ‬ما‭ ‬خلّفه‭ ‬حصار‭ ‬ساراييفو‭ ‬أو‭ ‬زلزال‭ ‬هايتي‭. ‬

وفي‭ ‬مقابلة‭ ‬مع‭ ‬وكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس،‭ ‬أخبر‭ ‬الجرّاح‭ ‬العسكري‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يتعاون‭ ‬مع‭ ‬الجيش‭ ‬الأمريكي‭ ‬إثر‭ ‬عودته‭ ‬من‭ ‬مهمّة‭ ‬في‭ ‬المستشفى‭ ‬الأوروبي‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬الشهر‭ ‬الماضي‭: ‬‮«‬لم‭ ‬أرَ‭ ‬مطلقا‭ ‬هذا‭ ‬العدد‭ ‬من‭ ‬الضحايا‭ ‬المدنيين‭. ‬وكان‭ ‬مرضانا‭ ‬بغالبيتهم‭ ‬أطفالا‭ ‬دون‭ ‬الرابعة‭ ‬عشرة‭ ‬من‭ ‬العمر‮»‬‭. ‬

وأردف‭ ‬الجرّاح‭ ‬البالغ‭ ‬54‭ ‬عاما‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬نيو‭ ‬جيرزي‭ ‬‮«‬بغضّ‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬إقرار‭ ‬وقف‭ ‬لإطلاق‭ ‬النار،‭ ‬لا‭ ‬بدّ‭ ‬من‭ ‬توافّر‭ ‬المساعدة‭ ‬الإنسانية‭ ‬وبكمّيات‭ ‬كافية‭ ‬للاستجابة‭ ‬للطلب‮»‬‭. ‬

وأشار‭ ‬‮«‬يمكنكم‭ ‬التبرّع‭ ‬بالكثير،‭ ‬لكن‭ ‬لن‭ ‬يجدي‭ ‬ذلك‭ ‬نفعا‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬تُفتح‭ ‬الحدود‭ ‬لإدخال‭ ‬المساعدات‮»‬‭. ‬

وأقرّ‭ ‬حموي‭ ‬بأنه‭ ‬بات‭ ‬كالكثير‭ ‬من‭ ‬زملائه‭ ‬على‭ ‬قناعة‭ ‬بضرورة‭ ‬الضغط‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إنهاء‭ ‬العدوان‭ ‬وإلزام‭ ‬إسرائيل‭ ‬بالامتثال‭ ‬للقانون‭ ‬الدولي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬السماح‭ ‬بإيصال‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬المساعدات‭ ‬إلى‭ ‬القطاع‭ ‬المحاصر‭. ‬

وأخبرت‭ ‬مونيكا‭ ‬جونستون،‭ ‬وهي‭ ‬ممرّضة‭ ‬عناية‭ ‬مكثّفة‭ ‬من‭ ‬بورتلاند‭ ‬بشمال‭ ‬غرب‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬أنها‭ ‬قدّمت‭ ‬قوائم‭ ‬بالمعدّات‭ ‬التي‭ ‬تشتدّ‭ ‬الحاجة‭ ‬إليها‭ ‬إلى‭ ‬كوادر‭ ‬في‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬ومسؤولين‭ ‬منتخبين‭. ‬

وكانت‭ ‬مهمّتها‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬أوّل‭ ‬مهمّة‭ ‬إنسانية‭ ‬تقوم‭ ‬بها‭. ‬

وكشفت‭ ‬الممرّضة‭ ‬البالغة‭ ‬44‭ ‬عاما‭: ‬‮«‬لا‭ ‬أتابع‭ ‬الأخبار‭ ‬ولا‭ ‬أشارك‭ ‬في‭ ‬أيّ‭ ‬نشاط‭ ‬سياسي‮»‬‭. ‬لكنها‭ ‬تلقّت‭ ‬في‭ ‬الخريف‭ ‬الماضي‭ ‬رسالة‭ ‬إلكترونية‭ ‬من‭ ‬جمعية‭ ‬تنشد‭ ‬المساعدة،‭ ‬فشعرت‭ ‬بأنه‭ ‬ينبغي‭ ‬لها‭ ‬أن‭ ‬تقدّم‭ ‬يد‭ ‬العون‭. ‬

وتوجّه‭ ‬إلى‭ ‬غزة‭ ‬فريق‭ ‬من‭ ‬19‭ ‬شخصا‭ ‬بإدارة‭ ‬الجمعية‭ ‬الطبية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬الأمريكية،‭ ‬حاملا‭ ‬معه‭ ‬معدّات‭ ‬لم‭ ‬تكف،‭ ‬على‭ ‬كثرتها،‭ ‬لمواجهة‭ ‬التحدّيات‭ ‬الميدانية‭ ‬الهائلة،‭ ‬من‭ ‬نقص‭ ‬في‭ ‬الطواقم‭ ‬وشحّ‭ ‬في‭ ‬الأدوية‭ ‬ومنتجات‭ ‬النظافة‭ ‬الصحية‭ ‬الأساسية‭. ‬

وبدأ‭ ‬صوت‭ ‬مونيكا‭ ‬يرتجف‭ ‬عندما‭ ‬استذكرت‭ ‬الصبيّ‭ ‬الصغير‭ ‬الذي‭ ‬تمّ‭ ‬التوقّف‭ ‬عن‭ ‬معالجة‭ ‬حروقه‭ ‬لإفساح‭ ‬المجال‭ ‬لعلاج‭ ‬مرضى‭ ‬آخرين‭ ‬حظوظهم‭ ‬في‭ ‬الصمود‭ ‬أعلى‭. ‬

وأخبرت‭: ‬‮«‬بعد‭ ‬يومين،‭ ‬راحت‭ ‬الديدان‭ ‬تنخر‭ ‬جراحه،‭ ‬فاستولى‭ ‬عليّ‭ ‬الذنب‮»‬‭. ‬ودفن‭ ‬الطفل‭ ‬مع‭ ‬ضمّاداته‭ ‬بعدما‭ ‬أصبح‭ ‬جسده‭ ‬موبوءا‭ ‬بالكامل‭. ‬

في‭ ‬أحيان‭ ‬كثيرة‭ ‬بعد‭ ‬القصف،‭ ‬كانت‭ ‬عائلات‭ ‬كاملة‭ ‬بكلّ‭ ‬أفرادها‭ ‬تسكن‭ ‬تحت‭ ‬سقف‭ ‬واحد‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬المستشفى،‭ ‬بحسب‭ ‬ما‭ ‬أخبر‭ ‬عمار‭ ‬غانم‭ ‬وهو‭ ‬طبيب‭ ‬طوارئ‭ ‬في‭ ‬الرابعة‭ ‬والخمسين‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬من‭ ‬ميشيجن‭. ‬

ولأيّام‭ ‬عدّة،‭ ‬فُقد‭ ‬أثر‭ ‬صبيّ‭ ‬مرح‭ ‬في‭ ‬الثانية‭ ‬عشرة‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬غالبا‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬يرتاد‭ ‬المستشفى‭ ‬لتقديم‭ ‬العون،‭ ‬مثيرا‭ ‬إعجاب‭ ‬الطاقم‭. ‬

وعند‭ ‬عودته،‭ ‬علم‭ ‬منه‭ ‬عمار‭ ‬غانم‭ ‬أن‭ ‬ثلاثين‭ ‬فردا‭ ‬من‭ ‬عائلته‭ ‬قضوا‭ ‬في‭ ‬القصف‭ ‬وكان‭ ‬عليه‭ ‬المساعدة‭ ‬على‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬جثثهم‭ ‬بين‭ ‬الأنقاض‭. ‬

وقد‭ ‬أثار‭ ‬الاعتداء‭ ‬البري‭ ‬على‭ ‬رفح‭ ‬في‭ ‬مطلع‭ ‬مايو‭ ‬الذعر‭ ‬في‭ ‬نفوس‭ ‬الطواقم‭ ‬في‭ ‬المستشفى‭ ‬التي‭ ‬ما‭ ‬زالت‭ ‬مغمورة‭ ‬بالذكريات‭ ‬الأليمة‭ ‬للعدوان‭ ‬المدمّر‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬غزة‭. ‬

ويشعر‭ ‬الأطباء‭ ‬والممرّضون‭ ‬الأمريكيون‭ ‬منذ‭ ‬عودتهم‭ ‬بشيء‭ ‬من‭ ‬الذنب‭ ‬تجاه‭ ‬المرضى‭ ‬والزملاء‭ ‬العالقين‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬تصفه‭ ‬الأسرة‭ ‬الدولية‭ ‬بـ«جحيم‮»‬‭ ‬غزة‭. ‬

وأخبر‭ ‬آدم‭ ‬حموي‭ ‬‮«‬أرتاح‭ ‬بعض‭ ‬الشيء‭ ‬عندما‭ ‬أروي‭ ‬ما‭ ‬عاينته‭. ‬فهذا‭ ‬بالقدر‭ ‬عينه‭ ‬من‭ ‬الأهمية‭ ‬مما‭ ‬فعلناه‭ ‬هناك‮»‬‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا