باريس - (أ ف ب): رجح تحقيق أجرته وكالة فرانس برس مع وسائل إعلام دولية عدة ونشرت نتائجه أمس أن تكون نيران دبابة إسرائيلية أصابت مكتب الوكالة في غزة الذي لحقت به أضرار جسيمة في الثاني من نوفمبر 2023.
وأجرى التحقيق نحو خمسين صحفيا من 13 مؤسسة بينها «ذي جارديان» و«دير شبيجل» و«لوموند» وشبكة أريج العربية للصحافة الاستقصائية، على مدى أربعة أشهر تحت إشراف شبكة «فوربدين ستوريز» الدولية للصحفيين المتخصصين بالتحقيقات الاستقصائية.
وعملت هذه المجموعة على عشرات حالات صحفيين ومنشآت صحفية أصيبت منذ مطلع العدوان الإسرائيلي على غزة في السابع من اكتوبر.
ولم يؤد القصف الذي أصاب مكتب وكالة فرانس برس في مدينة غزة إلى وقوع ضحايا إذ أن فريق الوكالة كان قد غادر المدينة حينها، إلا انه أتى على قاعة الخوادم في المكتب.
واستند التحقيق والخبراء إلى لقطات وتسجيلات صوتية رصدتها مباشرة كاميرا تابعة لوكالة فرانس برس كانت تقوم ببث مباشر. وكانت فرانس برس من المؤسسات الصحفية القليلة التي استمرت بالقيام بذلك حينها.
واستند التحقيق أيضا إلى صور للشظايا التي أخذت غداة القصف وكذلك بعد أشهر عليه فضلا عن تحليل للقطات عبر الأقمار الاصطناعية.
ورجح خمسة خبراء طلبوا جميعا عدم ذكر اسمهم، مع نسبة يقين جيدة، أن يكون المكتب أصيب بقذيفة دبابة إسرائيلية وهو سلاح لا تمتلكه الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة.
ولم يكن خبراء آخرون تمت استشارتهم، على هذه الدرجة من اليقين لكنهم استبعدوا حصول ضربة جوية أو بواسطة مسيّرات نظرا إلى الأضرار اللاحقة.
واستبعد خبراء عدة بدرجة جيدة من اليقين فرضية الصاروخ أو القذيفة الصاروخية المضادة للدروع وهي ذخائر تملكها فصائل المقاومة الفلسطينية.
وغداة الحادث، نفى الجيش الإسرائيلي الذي لديه العنوان المفصل لمكتب وكالة فرانس برس أن يكون استهدف المبنى وتحدث عن احتمال أن تكون ضربة «في الجوار خلفت شظايا».
وفي اتصال جديد معه لغرض التحقيق في يونيو، تمسك الجيش الإسرائيلي بموقفه. وقال «مكاتب وكالة فرانس برس لم تكن هدف الهجوم والأضرار اللاحقة قد تكون ناجمة عن القصف أو عن شظايا» من دون أن يذكر بوضوح عن أي هجوم يتحدث أو تاريخ ذلك.
وأضاف أن آلية التحقيق والتقييم في هيئة الأركان وهي جهاز للتحقيق الداخلي، تنظر في الحادث.
وتبقى أسئلة مهمة عالقة نظرا إلى شبه استحالة التحقيق على الأرض بسبب النزاع الدائر.
ورأى أدريان ويلكنسون المهندس البريطاني المستقل والخبير في المتفجرات الذي سبق وتعاون مع الأمم المتحدة والمحكمة الجنائية الدولية أن الأضرار المرصودة في مكتب وكالة فرانس برس تتماشى مع تلك الناجمة عن «قذيفة خارقة» من عيار 120 ملم ام339 تستخدمها الدبابات الإسرائيلية.
ولا تملك الفصائل الفلسطينية دبابات أو ذخائر من هذا النوع.
وشدد الخبير «لا يملك أي طرف آخر سلاحا قادرا على القصف على خط نار بقذيفة زنتها 2,3 كيلوجرام وهو ما يتناسب مع الأضرار اللاحقة بداخل المبنى».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك